ڤيتولد غومبروڤيتش Vitold Gombrovicz واحداًمن أبرز الأدباء البولونيين في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ڤيتولد غومبروڤيتش Vitold Gombrovicz واحداًمن أبرز الأدباء البولونيين في القرن العشرين

    غومبروفيتش (فيتولد)

    Gombrowicz (Witold-) - Gombrowicz (Witold-)

    غومبروڤيتش (ڤيتولد -)
    (1904-1969)

    يعد ڤيتولد غومبروڤيتش Vitold Gombrovicz واحداً من أبرز الأدباء البولونيين في القرن العشرين. ولد في بلدة تارنوبِرتِسغ Tarnoberzeg جنوبي العاصمة وارسو وتوفي في بلدة ڤانس Vence قرب نيس في فرنسا، سليل عائلة أرستقراطية ثرية. درس الحقوق في وارسو، لكنه لم يمتهن المحاماة، بل التفت إلى اهتماماته الأدبية، وإلى صياغاته النقدية اللاذعة التي كان يعري بها زيف الأوساط الأرستقراطية وجهلها وادعاءها. كان متطرفاً في المزاح الساخر الجارح الذي صار جزءاً من شخصيته، ورافقه في جلسات مقاهي الأدباء في أثناء محطات حياته في وارسو وباريس وبوينس آيرس وبرلين. قطع دراسته عام 1926 مدة سنة قضاها في باريس. وفي عام 1935 نشرت أولى أعماله الأدبية وهي مسرحية «إيڤونا أميرة بورغِنديا» Ivona, Princess of Burgundia التي لم تلق كبير اهتمام آنذاك، في حين نجحت روايته الأولى «فِرْديدوركِه» Ferdydurke عام (1937) نجاحاً كبيراً وأثارت كثيراً من اللغط في أوساط النقاد والقراء على حد سواء، وهي تستعرض تصوراً غروتسكياً grotesque (مبالغة تهكمية ساخرة) لسيِّدٍ يصير طفلاً لأن مَن حوله يعاملونه كطفل. وقد فاجأت الحياة هذا المؤلف المترف الساخر بمزحة شيطانية في غاية القسوة، فعندما وصل إلى بوينس آيرس في رحلة سياحية اندلعت الحرب العالمية الثانية، ولم يعد غومبروڤيتش قادراً على العودة إلى الوطن، فتحولت رحلة الأيام المعدودة إلى إقامة قسرية في الغربة من دون معين حتى عام 1963، تجرع فيها أشكال الضيق والعوز كافة. وفي الحرب قُتل بعض أفراد عائلته وتشرد الباقون، ومع هيمنة الشيوعيين على بولونيا عقب الحرب صودرت أملاك العائلة. وبدءاً من عام 1947 حتى عام 1955 تمكن الكاتب من أن يعمل سكرتيراً في بنك، وبدأت تصل إليه بعض الأموال من مردود ترجمة أعماله إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية. كما اتصل في عام 1950 بالناشر البولوني الذي يعمل في المنفى الباريسي باسم «المؤسسة الأدبية» Institut Littéraire التي وافقت على إصدار مؤلفاته، ومنها روايته «عبر الأطلسي» Trans- Atlantyk عام (1952) وروايةُ «إباحية» Pornografia عام (1960) التي ترتبط من حيث الثيمة بروايته الأولى «فرديدوركة»، إلا أن الأحداث هنا تدور في أجواء الريف وعلاقاته الاجتماعية، وبصورة معكوسة، إذ يقود الصغير الممتلئ بالحياة الكبيرَ المحكومَ بالموت، من حيث تقييم الموقف تجاه الأحداث والمشاعر. وفي عام 1965 ظهرت روايته «كون» Kosmos التي عمقت الجدل حول أسلوبه الأدبي. ولولا المساعدات التي كانت تصل إليه من بعض رعاة الأدب الأثرياء، إضافة إلى منحة قدمتها له إذاعة «أوربا الحرة» Free Europe لما تمكن غومبروڤيتش من متابعة عمله. وأخيراً تمكن في عام 1963 من مغادرة الأرجنتين والعودة إلى أوربا، فسافر بناء على دعوة من مؤسسة فورد Ford Foundation إلى برلين الغربية. وبعد مرور سنة انتقل إلى ڤانس في جنوبي فرنسا حيث استقر في عزلة عن الساحة الأدبية حتى وفاته.
    يتألف نتاج غومبروڤيتش الأدبي من أربع روايات وثلاث مسرحيات وعدد من القصص الطويلة، إلى جانب «اليوميات» Diaries التي صدرت في ثلاثة مجلدات بين عام 1953و1966، إضافة إلى المقالات الأدبية الفنية والأحاديث المسجلة مع دومينيك دي رو Dominique de Roux. ويرى النقاد أن نتاجه المسرحي والروائي كان عملياً الممهد لظهور مسرح العبث Theatre of the Absurd بتجلياته المختلفة بحسب ما ظهر في فرنسا منذ الخمسينيات بأقلام كتاب أوربيين مقيمين في فرنسا، مثل بيكِت ويونسكو وأرابال. كانت أعمال غومبروڤيتش وبرونو شولتس B.Schulz وستانيسلاڤ ڤيتكيڤيتش S.Vitkievicz الطليعة الأدبية التي قدمتها بولونيا في القرن العشرين، لكن الاهتمام بخصوصية أدب غومبروڤيتش لم يتجلّ على الصعيد الأوربي إلا مطلع الستينيات، وذلك للاهتمام بالشرط البشري الحديث modern human condition الناتج من الحربين العالميتين وتأثيرهما المدمر في الذات الفردية والقيم الاجتماعية والوطنية والدينية. ثم امتد هذا الاهتمام إلى الأمريكيتين وإلى مناطق أخرى من العالم فترجمت أعماله إلى لغات عدة، وقدمت مسرحياته على خشبات مسارح العالم.
    م ن ح
يعمل...
X