التهجين بين الأنواع: يعمد إلى الاصطفاء النباتي بالتهجين بين أفراد أنواع تلقائية برية وأفراد أنواع مزروعة كلما غابت المورثات المرغوب فيها في النوع الزراعي المطلوب تحسينه. ولكن تحقيق التوازن الوراثي بين أنواع مختلفة كثيراً ما يؤدي إلى تكوين هجن عقيمة إذا قدر للهجن الاستمرار في الحياة، ومرد ذلك إلى اختلاف في الأنواع الهجينة. وإذا ما كان الهجين قادراً على التكاثر الجنسي فيجب تخليصه من الصفات البرية أو التلقائية غير المرغوب فيها.
وقد مكّن التقدم في نطاق علم الوراثة الخلوي من إدخال صبغيات في أفراد الضروب المحسنة أو إدخال قطع من صبغيات حاملة للصفات المنشودة.
وقد يؤدي التهجين بين الأنواع إلى تكوين أنواع جديدة متعددة الأصول كالقمح ـ الشيلم الناتج من تهجين القمح triticum والشيلم secale، والكولزة colza المقاوم للبرد والقليل التركيز بالحمض اللينوليني.
الطفرات mutations: يستند تدجين الأنواع النباتية وتحسينها اللاحق استناداً أساسياً إلى استثمار الإنسان طفراتٍ وراثيةً طبيعيةً أو مُسبَّبَةً. وتبقى هذه الطفرات الوسيلة الأخيرة لتكوين قابلية تغير تبدو غير كافية في النوع الواحد. ويمكن أن تكون الطفرة تغيراً في المورثات (طفرة نقطية)، أو في قطع من الصبغيات (طفرة قِطْعية)، أو في المجموع المورثي génome.
تحدث الطفرت النقطية بعدة طرائق صنعية أكثرها شيوعاً استعمال الأشعة فوق البنفسجية وأشعة x وأشعة y والنترونات والبروتونات والنظائر المشعة وأشباه القلويات والبيروكسيدات. ويؤدي استعمال مولدات الطفرات النقطية إلى إصابة النبات المعالج ببعض الأضرار ولكن استخدام هذه الطرائق قد مكّن من استنباط ضروب من الرز قصيرة القِشة طويلة الحبة، كما حوّل لون بعض الثمار والأزهار إلى ألوان مرغوب فيها من الناحية التسويقية.
أما طفرات المجموع المورثي فهي كثيرة في الطبيعة في الأنواع المزروعة كالبطاطا وعدد كبير من النباتات الرعوية المتعددات الصيغة الصبغية التي تؤدي إلى العملقة الناتجة من زيادة قدّ الخلايا، وإبطاء النمو، وانخفاض الضغط الحلولي، وزيادة الحساسية بالبرد، وتناقص عدد البذور، ولذا تستخدم طفرات المجموع المورثي في الأنواع المرغوب فيها في مجال استعمال أجزائها الخضرية كجذور الشمندر، والأغصان والأوراق في النباتات العلفية.
وتقابل طفرات متعددات الصيغة الصبغية باستخدام أفراد أحادية الصيغة الصبغية haploïdie مكونة من صبغيات وحيدة، يستحصل عليها باستنبات نباتات عِرسية gamétophyte أنثوية من دون إلقاح ناتجة من البييضات، أو من نوى الكيس الجنيني، أو من التأبير بغبار طلع أُخمدت فعاليته باستعمال أشعة x أو N2O، أو تحري أجنة توائم بكرية التكاثر. كما يمكن الحصول على أفراد أحادية الصيغة الصبغية بإكثار خلايا النبات العِرسي الذكري بإكثار حب الطلع وزراعته في الزجاج in-vitro. وقد استخدمت هذه الطريقة في تحسين ضروب البطاطا والتبغ والبندورة والفليفلة، ويمكن أن تعتمد طريقة أحادية الصيغة الصبغية طريقةً أساسيةً في تحسين عملية الاصطفاء النباتي لأنها تمثل وسيطاً قوياً وأساسياً من وسائط التحليل الوراثي ووسيلةً سريعةً مُعتمدةً في الحصول على نباتات متشابهة اللواقح.
طرائق اصطفاء الأفراد المحسنة: تصطفى الأفراد المُحسنة اعتماداً على طرائق تكاثرها وتقوية هجنها.
مزارعون في سورية ينتخبون سلالات شعير وفقاً لمعاييرهم الخاصة بالتعاون مع إيكاردا |
ومن طرائق تقوية الهجين ما هو منتشر في أكثر الأنواع الغيرية الإلقاح وبعض النباتات الذاتية الإلقاح جزئياً كالذرة والفول المصري التي يؤدي التهجين إلى زيادة في نشاطاتها الحيوية وتنوع في صفاتها المتغايرة، وهذا ما يعرف بقوة الهجين heterosis التي تساعد في تقوية الصفات المورفولوجية وتدعيم الصفات الفيزيولوجية المؤدية إلى زيادة المردود.
اصطفاء الأنواع الذاتية الإلقاح: الغرض المألوف من التحسين هو تكوين ضروب صافية نقية. ويرجع النقاء الوراثي هنا إلى تشابه اللواقح homozygotie الذي يُحصل عليه بالإلقاح الذاتي. وترافق هذا التشابه باللواقح خواص من التجانس والثبات تجعل الضروب الجديدة متكيفة مع متطلبات توحيد المعايير ومتطلبات المكننة في الزراعة الحديثة.
ويجري الاصطفاء في مرحلتين. أما المرحلة الأولى فهي إحداث التغير الوراثي بالتهجين بين الضروب. فالمصطفي الذي يتصرف بسلالات نقية موجودة من قبل، ويختلف بعضها عن بعض، يحاول جمع الصفات المفيدة في ضروب متكاملة بجمعها في طابع وراثي هجين.
وانتقاء أفراد التكاثر هو شيء أساسي، ويكون هجين الجيل الأول متجانساً؛ ولكنه يشتمل على التغير كامناً في بنيته التي هي مختلفة اللواقح في الأصل. وقابلية التغير هذه «ستتفجر» في الأجيال التالية التي سيتناولها الاصطفاء.
باحثون من المغرب وإيكاردا يجمعون أنواعاً رعوية في أحد المواقع بالمغرب |
ويرافق هذا الانتقاءَ المتدرجَ حذفٌ تدريجي آلي للتغير عن طريق التكاثر العادي بالإلقاح الذاتي في النوع النباتي. ذلك أن نسبة المورثات التي تكون في حالة تخالف اللواقح تختزل في كل جيل بنسبة 50%، وسيظهر تشابه اللواقح عملياً على هذا النحو بعد تسعة أجيال أو عشرة.
ويستدل على الفصائل أو السلالات الجديدة الناتجة من عملية الاصطفاء بدءاً من الجيل السادس بالمقارنة بينها وتخير أحسنها ومقارنته بضروب شاهدة.