سيِّد قُطْب
(1324 ـ 1385هـ/1906 ـ 1966م)
سيِّد بن قطب بن إبراهيم حسين الشاربي، أديب ومفكر إسلامي مصري ولد بقرية موشة بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، وبها تلقى تعليمه الأوّلي، وحفظ القرآن الكريم، ثمّ التحق بمدرسة المعلمين الأولية بالقاهرة ونال شهادتها، والتحق بكلية دار العلوم وتخرج عام1352هـ/1933م.
تسلَّم أعمالاً كثيرة منها عملُه في جريدة «الأهرام»، وكتاباته في مجلتي «الرسالة» و«الثقافة» وتدريسه العربية ووظائفه التربوية والإدارية في وزارة المعارف، وقد أُوفِد في بعثة لدراسة برامج التعليم في أمريكا مدة عامين وهذا ما أكسبه الجمع بين الثقافتين.
ولمّا عاد من أمريكا انتقد البرامج المصرية، وكان يراها لا تتلاءم مع المجال الفكري في مصر لأنها من وضع الإنكليز، وطالب ببرامج تتمشى والفكرة الإسلامية.
أسهم سيِّد قطب بنصيب ملحوظ في التخطيط التربوي، وفي العمل في المناهج والخطط التربوية فيما يتعلق بالدين واللغة والأدب والنقد.
وكان سيّد قطب منذ ريعان شبابه يعمل في حقل الدعوة الإسلامية بجدٍ وحماسة، ويهتم، كما رأى، بالتيارات المعادية للإسلام وخاصة الشيوعية، وقد درسها بتمكّن وشمولية وبين زيفها بصراحة واقتدار، مستمداً ذلك من روح القرآن وفلسفة التوازن في الإسلام والسنة الشريفة. ولعل أبرز المبادئ في فكر سيد قطب غيرته على الإسلام والمسلمين، الغيرة الصادقة والحرص الشديد على تثقيف النشء بالعلوم والمعارف في مختلف جوانب الحياة.
انضمّ إلى جماعة الإخوان المسلمين فترأس قسم نشر الدعوة، وتولَّى تحرير جريدتهم، ثم سجن معهم، فعكف على تأليف الكتب ونشرها وهو في سجنه، وبثَّ في نفوس الشعب من خلال هذه الكتب روح الجهاد والثورة، والردّ على التفرقة الاجتماعية، والنظام الطبقي، والظلم والبغي والطغيان ونحو ذلك مما أثار حفيظة الحكام، فحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم، وصدر الحكم بإعدامه، فأعدم عام 1385هـ/ 1966م.
قال أحد أقطاب الثورة المصرية فيما كتب عنه: «كان سيد قطب قبل الثورة من أكثر المفكرين الإسلاميين وضوحاً ومن العجيب أن انقلب بعد قيام الثورة ناقماً متمرداً على كل ما يحدث حوله، لا يراه إلا جاهلية مظلمة».
ظهرت بواكير اهتمامات سيد قطب الأدبية منذ كان طالباً في دار العلوم فنشر الكثير من المقالات الأدبية والنقدية في المجلات والصحف عن كبار أدباء عصره كالرافعي والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، وجمع بعضها كتابه «كتب وشخصيات» عام 1946م.
ثم تتالت مؤلفاته، وهي كثيرة، منها في مجال التفسير الأدبي: «في ظلال القرآن»، و«التصوير الفني في القرآن»، و«مشاهد القيامة في القرآن» وهي دراسات جمالية بلاغية جديدة في الإعجاز البياني للقرآن.
وفي مجال النقد ألف كتاب «النقد الأدبي وأصوله ومنهاجه»، رسَّخَ فيه النقد الأدبي على أسس علمية نظرية، جمع فيه مابين الثقافتين العربية والغربية.
وأما في مجال التاريخ والمجتمع الإسلامي فأصدر: «السلام العالمي والإسلام»، و«الإسلام ومشكلات الحضارة»، و«المستقبل لهذا الدين»، و«معالم في الطريق»، و«العدالة الاجتماعية في الإسلام». بيّن سيّد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية أنها لا تدرك طبيعتُها حتى ندرك مجملاً للتصوّر الإسلامي عن الألوهية والكون والحياة والإنسان، فليست العدالة الاجتماعية إلاّ فرعاً من ذلك الأصل الكبير الذي ترجع إليه كل تعاليم الإسلام، ولاشك أن معرفة هذا التصور الكلي للإسلام تيسّر للباحث فيه فهم أصوله وقواعده وتسهّل عليه أن يردّ الجزئيات إلى الكليات.
ومن أبرز آرائه في هذا الكتاب قوله: «لا تستقيم حياةٌ يذهب فيها كل فردٍ إلى الاستمتاع بحريته المطلقة إلى غير حدٍّ ولا مدى، يغذيها شعوره بالتحرر الوجداني المطلق من كل ضغط، وبالمساواة المطلقة التي لا يحدها قيد ولا شرط، فإن الشعور وعلى هذا النحو كفيل بأن يحطم المجتمع كما يحطم الفرد ذاته».
وكان لنبوغه الفكري العاطفي أثر في تأليفه ديوان شعر بعنوان «الشاطئ المجهول»، وكتاب «طفل من القرية»، وهو سيرة ذاتية. وقد بلغت مؤلفاته نحو ستة وعشرين كتاباً.
أيمن الشوا
(1324 ـ 1385هـ/1906 ـ 1966م)
سيِّد بن قطب بن إبراهيم حسين الشاربي، أديب ومفكر إسلامي مصري ولد بقرية موشة بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، وبها تلقى تعليمه الأوّلي، وحفظ القرآن الكريم، ثمّ التحق بمدرسة المعلمين الأولية بالقاهرة ونال شهادتها، والتحق بكلية دار العلوم وتخرج عام1352هـ/1933م.
تسلَّم أعمالاً كثيرة منها عملُه في جريدة «الأهرام»، وكتاباته في مجلتي «الرسالة» و«الثقافة» وتدريسه العربية ووظائفه التربوية والإدارية في وزارة المعارف، وقد أُوفِد في بعثة لدراسة برامج التعليم في أمريكا مدة عامين وهذا ما أكسبه الجمع بين الثقافتين.
ولمّا عاد من أمريكا انتقد البرامج المصرية، وكان يراها لا تتلاءم مع المجال الفكري في مصر لأنها من وضع الإنكليز، وطالب ببرامج تتمشى والفكرة الإسلامية.
أسهم سيِّد قطب بنصيب ملحوظ في التخطيط التربوي، وفي العمل في المناهج والخطط التربوية فيما يتعلق بالدين واللغة والأدب والنقد.
وكان سيّد قطب منذ ريعان شبابه يعمل في حقل الدعوة الإسلامية بجدٍ وحماسة، ويهتم، كما رأى، بالتيارات المعادية للإسلام وخاصة الشيوعية، وقد درسها بتمكّن وشمولية وبين زيفها بصراحة واقتدار، مستمداً ذلك من روح القرآن وفلسفة التوازن في الإسلام والسنة الشريفة. ولعل أبرز المبادئ في فكر سيد قطب غيرته على الإسلام والمسلمين، الغيرة الصادقة والحرص الشديد على تثقيف النشء بالعلوم والمعارف في مختلف جوانب الحياة.
انضمّ إلى جماعة الإخوان المسلمين فترأس قسم نشر الدعوة، وتولَّى تحرير جريدتهم، ثم سجن معهم، فعكف على تأليف الكتب ونشرها وهو في سجنه، وبثَّ في نفوس الشعب من خلال هذه الكتب روح الجهاد والثورة، والردّ على التفرقة الاجتماعية، والنظام الطبقي، والظلم والبغي والطغيان ونحو ذلك مما أثار حفيظة الحكام، فحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم، وصدر الحكم بإعدامه، فأعدم عام 1385هـ/ 1966م.
قال أحد أقطاب الثورة المصرية فيما كتب عنه: «كان سيد قطب قبل الثورة من أكثر المفكرين الإسلاميين وضوحاً ومن العجيب أن انقلب بعد قيام الثورة ناقماً متمرداً على كل ما يحدث حوله، لا يراه إلا جاهلية مظلمة».
ظهرت بواكير اهتمامات سيد قطب الأدبية منذ كان طالباً في دار العلوم فنشر الكثير من المقالات الأدبية والنقدية في المجلات والصحف عن كبار أدباء عصره كالرافعي والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، وجمع بعضها كتابه «كتب وشخصيات» عام 1946م.
ثم تتالت مؤلفاته، وهي كثيرة، منها في مجال التفسير الأدبي: «في ظلال القرآن»، و«التصوير الفني في القرآن»، و«مشاهد القيامة في القرآن» وهي دراسات جمالية بلاغية جديدة في الإعجاز البياني للقرآن.
وفي مجال النقد ألف كتاب «النقد الأدبي وأصوله ومنهاجه»، رسَّخَ فيه النقد الأدبي على أسس علمية نظرية، جمع فيه مابين الثقافتين العربية والغربية.
وأما في مجال التاريخ والمجتمع الإسلامي فأصدر: «السلام العالمي والإسلام»، و«الإسلام ومشكلات الحضارة»، و«المستقبل لهذا الدين»، و«معالم في الطريق»، و«العدالة الاجتماعية في الإسلام». بيّن سيّد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية أنها لا تدرك طبيعتُها حتى ندرك مجملاً للتصوّر الإسلامي عن الألوهية والكون والحياة والإنسان، فليست العدالة الاجتماعية إلاّ فرعاً من ذلك الأصل الكبير الذي ترجع إليه كل تعاليم الإسلام، ولاشك أن معرفة هذا التصور الكلي للإسلام تيسّر للباحث فيه فهم أصوله وقواعده وتسهّل عليه أن يردّ الجزئيات إلى الكليات.
ومن أبرز آرائه في هذا الكتاب قوله: «لا تستقيم حياةٌ يذهب فيها كل فردٍ إلى الاستمتاع بحريته المطلقة إلى غير حدٍّ ولا مدى، يغذيها شعوره بالتحرر الوجداني المطلق من كل ضغط، وبالمساواة المطلقة التي لا يحدها قيد ولا شرط، فإن الشعور وعلى هذا النحو كفيل بأن يحطم المجتمع كما يحطم الفرد ذاته».
وكان لنبوغه الفكري العاطفي أثر في تأليفه ديوان شعر بعنوان «الشاطئ المجهول»، وكتاب «طفل من القرية»، وهو سيرة ذاتية. وقد بلغت مؤلفاته نحو ستة وعشرين كتاباً.
أيمن الشوا