في بداية الشهر الحالي جرفت الأمواج جثة مخلوقٍ بحريٍّ غامضٍ بطول ستة أمتارٍ إلى سواحل ناميبيا، مربكًا الخبراء حول كون هذه البقايا تابعةً لحوتٍ أو دولفين.
تعرّف العلماء على الحيوان، وهو حوتٌ فريدٌ يغطس عميقًا لم يُرَ في ناميبيا منذ عام 2000.
بعد قياس الجسم وتحليل هيئة الرأس، تأكد العلماء أن هذا المخلوق هو حوت (كوفييه ذو المنقار – Ziphius cavirostris).
إنَّه العضو الوحيد في فصيلة حيتان سيفي المنقار المجوف (Ziphius)، وهذا المكان هو الأكثر شيوعًا لهذا الحوت، لكنَّه لم يُرَ في ناميبيا منذ عام 2000 طبقًا لسايمون ألوين، أحد الباحثين في مشروع ناميبيا للدلافين.
أخبر ألوين صحيفة الديلي ميل: «لقد تفاجأت!، من النادر رؤية هذه الحيوانات في الماء، لذا فإن رؤيتها على اليابسة أمرٌ فريدٌ للغاية».
على الرغم من عدم رؤيتها بصورةٍ دائمة، إلا أنها شائعةٌ للغاية، وقد صُنِّفت على القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ البيئة على أنها «الأقل خطرًا»، ويُعتقد أن عددها يبلغ حوالي 100000 حيوانٍ منتشرٍ في المحيطات.
من الممكن أن يزيد طولها عن سبعة أمتار، وأن يصبح وزنها 3,090 كغ، ومن السهل تمييزها من علامتها المميزة المتمثلة بخط الفم المائل الذي يجعلها وكأنها مبتسمةٌ دائمًا.
إن سبب عدم رؤيتها بصورةٍ مستمرةٍ هو أنها تغوص إلى أعماق لا تُصدق، تصل إلى 1000 متر.
في الواقع، تحتل هذه الحيتان الصدارة بين الثدييات عندما يتعلق الأمر بعمق الغوص.
ولأنها تقضي معظم وقتها في أعماق المحيط، لا نعلم الكثير عن تصرفاتها، أو التهديدات التي تواجهها.
كانت هذه الجثة بالذات متحللةً لدرجة أننا لا نستطيع معرفة سبب نُفوقها، فعظم الفك كان مكسورًا، ولعدمِ وجود إصاباتٍ أخرى، يعتقد العلماء أن هذا الكسر حدث بعد الموت.
جمع العلماء عيناتٍ من هذه الجثة في محاولةٍ لمعرفةٍ أكبر عن حياة وموت هذا الحيوان.