كلوفيس الأولClovis Iحكم الفرنجة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلوفيس الأولClovis Iحكم الفرنجة

    كلوفيس اول Clovis I - Clovis I
    كلوفيس الأول

    (466 ـ 511 م)




    الفرنجة هم الوحيدون من بين جميع الشعوب البربرية التي هاجمت الامبراطورية الرومانية، الذين تمكنوا من تأسيس دولة لهم في أوربا الغربية حلّت محلّ الإمبراطورية ذاتها.

    وعلى الرغم من قلة المعلومات عن ملوك الفرنجة الأوائل، تذكر المصادر أن ملكاً فرنجياً اسمه كلوديون Clodion حارب الجيش الروماني في النصف الأول من القرن الخامس الميلادي، وبعد كلوديون حكم الفرنجة ملك يدعى ميروفيه Mérovée (وإليه نسبت الدولة الميروفنجية) وقد خلف ميروفيه ابنه شيلدريك Childéric الذي حكم بين سنتي 457-481م، ومن بعده حكم ابنه كلوفيس Clovis .

    ولد كلوفيس عام 466م، وعندما اعتلى العرش كان في الخامسة عشرة من عمره، وقد كُتبت حوله ملاحم كثيرة وضعها المعجبون به والمعاصرون له، وتتجلى عظمة هذا الملك في الأعمال الكبيرة التي أنجزها، والتي غيّرت وجه غالية (فرنسا) في أقل من ثلاثين سنة.

    كانت غالية موزعة بين ممالك جرمانية عدة، متصارعة، تطمع كل منها في توسيع ممتلكاتها على حساب الأخرى، وهي: مملكة القوط الغربيين، مملكة البُرغنديين، مملكة غالية الرومانية، مملكة الفرنجة، وهي الممالك التي وحدها كلوفيس في دولة واحدة تحت سلطته.

    كانت أولى أعمال كلوفيس بعد اعتلاء العرش، وضع نهاية للحكم الروماني في غالية الشمالية وإنزاله هزيمة ساحقة بالحاكم الروماني قرب مدينة سواسون Soisson عام 486م، ومن ثم أخذت المدن الغاليّة الرومانية تسقط أمام كلوفيس الواحدة تلو الأخرى مثل ريمس Reims وباريس وفردان Verdun.

    وفي العام نفسه هاجم كلوفيس الثورنجيين الذين كانوا يعيشون على الضفة اليسرى لنهر الراين وأجبرهم على الخضوع له. وفي الفترة الواقعة بين عامي 505-507م، شنَّ حرباً قاسية ضد قبائل الألماني Alemanni حيث استولى على إقليم الألزاس.

    ثم زحف عام 507 بقواته نحو مملكة القوط الغربيين ونجح بإلحاق هزيمة ساحقة بهم بالقرب من بواتييه Poitiers، ثم أحرق عاصمتهم تولوز Toulouse عام 508م.

    وبعد ذلك وجه جهوده نحو البرغنديين الذين كانوا يدفعون الجزية منذ سنة 500 م رمزاً للتبعية له، لكن الفرنجة لم يتمكنوا من الاستيلاء على برغنديا فعلياً إلا بعد أكثر من عشرين عاماً من وفاة كلوفيس.

    اعتنقت جميع الممالك البربرية التي وجدت في محيط الامبراطورية الرومانية الديانة المسيحية على المذهب الأريوسي، عدا البرغنديين الذين اعتنقوا المسيحية على المذهب الكاثوليكي، أما الفرنجة فكانوا وثنيين، وكان من الطبيعي أن يتحول الفرنجة إلى الأريوسية كغيرهم من بني جلدتهم، ولكن في سنة 493م تزوج كلوفيس من أميرة برغندية تدعى كلوتيلدا Clotilda (هي ابنة أخ ملك برغنديا) وكانت مسيحية كاثوليكية، ولهذا اعتنق كلوفيس المسيحية على المذهب الكاثوليكي، وعُمِّد في مشهد مؤثر للغاية، على حد وصف المصادر التاريخية المعاصرة، وقد تعمَّد معه نحو ثلاثة آلاف من رجاله.

    كان تحول كلوفيس إلى المسيحية على المذهب الكاثوليكي حدثاً بالغ الأهمية في تاريخ العصور الوسطى، ونقطة تحول في تاريخ الغرب الأوربي، حتى شبَّهه بعضهم باعتناق قسطنطين الكبير للمسيحية، وأطلق على كلوفيس اسم قسطنطين الجديد، وفي الحقيقة سواء كان تحول كلوفيس إلى الكاثوليكية نتيجة تأثير زوجته، أو نتيجة قرار اتخذه بنفسه لاعتبارات سياسية أو دينية، فإنه وقف إلى جانب الطرف الرابح في الصراع الديني الدائر في غالية بين الكاثوليكية والأريوسية، وأدى ذلك إلى احتضان البابوية له ودعمه. وكان هذا الموقف هو أساس التحالف بين المملكة الفرنجية والكنيسة الكاثوليكية، والذي غدا ركناً رئيساً في تاريخ العصور الوسطى، كما أدى تحوله إلى الكاثوليكية إلى انتشار هذا المذهب في البلاد الممتدة من المتوسط إلى المانش، ومن الأطلسي إلى الراين، كما أدى ذلك إلى تحول الأمة الفرنجية كلها إلى المسيحية الكاثوليكية. ويعد كلوفيس المؤسس الحقيقي للدولة الفرنجية الميروفنجية، بل وينظر إليه على أنه المؤسس الأول للدولة الفرنسية الحديثة.

    وفاء جوني
يعمل...
X