كتاب مدرسي school book - Livre scolaire
الكتاب المدرسي
يعدّ الكتاب المدرسي مكوناً أو عنصراً من عناصر المنهج التعليمي بمفهومه النظامي الحديث؛ إذ لم يعد المنهج مقتصراً على الكتاب المدرسي، فأصبح يشمل الأهداف والمحتوى «ومنه الكتب المدرسية»، وطرائق التدريس، وأساليب التقويم، والأنشطة والمراجع.
فالكتاب المدرسي في مفهومه الضيق يعني الشكل التقليدي للكتاب الذي يوزع على الطلبة، والذي يضم محتوى أحد المقررات الدراسية.
كما يتسع مفهوم الكتاب المدرسي ليشمل شرائط التسجيل والأمليات والمطبوعات التي توزع على الطلاب في بعض الحصص، ودفتر التدريبات، ودفتر الامتحانات الموضوعية. بل إنّ هذا المفهوم يتسع ليضع دليل المعلم ضمن حدود الكتاب المدرسي. ولكن الواقع يشير إلى أنّ ثمة فرقاً بين الكتاب المدرسي والأدوات المصاحبة.
يختلف الكتاب المدرسي عن الكتاب غير المدرسي في أنه كتاب تعليمي مخطط وهادف ومحدد، لا يحتوي على المعلومات والبيانات فقط، وإنما يحتوي هذه المعلومات مرتبة من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب ومن المحسوس إلى المجرد، مضافاً إليها الأنشطة الصفية واللاصفية والتدريبات الضرورية التي تعد تقويماً فورياً ومرحلياً لا بد منه في العملية التعليمية.
تطور الكتاب المدرسي
يعدّ اكتشاف الكتابة حدثاً مهماً في تطور الإنسانية بوجه عام وفي عملية التعليم بوجه خاص ـ لذا كانت الكتابات التعليمية في البداية على ألواح ورقم وحجارة بغية توصيل الموروث المعرفي إلى الأجيال اللاحقة، ولاسيما الناشئة منها ـ إذ كان نقل المعارف والخبرات يتم شفهياً.
وتعود الكتابة الأولى في التاريخ الإنساني إلى الصينيين والمصريين الذين كتبوا على أوراق النباتات. ومع البدايات وضع الأولون معارفهم وخبراتهم في مخطوطات يدوية سُلمت إلى رجال الدين والمعلمين الأوائل. أما نسخة المتعلم فبقيت عصيّة ونادرة، إلا أنها شوهدت بعد اختراع الطباعة بدءاً من الأختام والكليشيهات إلى مطبعة غوتنبرغ التي يسرت وصول نسخ الكتاب المدرسي إلى المتعلمين، علماً أن هذه الكتب لم تكن مستوفية الشروط الأساسية للكتاب المدرسي.
أهمية الكتاب المدرسي ومزاياه
ما يزال الكتاب المدرسي إلى اليوم أداة رئيسة في عملية التعلم والتعليم؛ إذ يستخدمه المعلم في تخطيط عمله التدريسي قبل الشروع بتنفيذه، وفي أثناء عملية التعليم، ليثير انتباه تلاميذه ويمكّنهم من الفهم. ويبقى للكتاب المدرسي الدور الأساسي من خلال كونه الأداة المهمة في تنفيذ المنهج الدراسي على الرغم من التقدم العلمي التقني الواسع في مواد المنهج وأساليب تنفيذه، وتتركز أهميته فيما يأتي:
ـ يعدّ الكتاب المدرسي وسيلة ناجحة لعرض المفاهيم والحقائق والتعميمات في مجال أي موضوع من الموضوعات الدراسية.
ـ يمكن أن يتكامل الكتاب المدرسي مع وسائل التعليم والتعلم الأخرى وأساليبهما بسهولة ونجاح فهو لا يتعارض مع الأساليب الأخرى، بل قد يكون مكملاً لها ومتكاملاً معها.
ـ يعدّ الكتاب المدرسي أداة مرنة يمكن استخدامها داخل الصف الدراسي وخارجه، كذلك في التعلم الفردي، والتعلم الجمعي، كما يمكن استخدامه في أي وقت من دون قيود.
ـ يمكِّن بسهولة الاستجابة للتغييرات السريعة التي تطرأ على المعرفة لأن الكتب المدرسية يسهل تعديلها بما يتمشى مع هذه التغييرات.
وإضافة إلى ما سبق عرضه حول أهمية الكتاب المدرسي أداة لتنفيذ المنهج المدرسي، فقد ذكر تالماج Talmage مزايا أخرى مثل:
ـ يضمن الكتاب المدرسي توحيد المحتوى لطلاب الصفوف الدراسية المختلفة.
ـ يمكّن الكتاب المدرسي من التقويم السريع لمدى التقدم الذي أحرزه الطلاب في البرنامج التعليمي في ضوء ما تمت دراسته من هذا الكتاب، ويقوم بدور مهم في العملية التعليمية فهو ليس فقط مجرد مخزن أو مستودع للمعلومات والحقائق، وإنما يقوم بوظائف عدة عرضها ميرل Merrill كما يأتي:
ـ الكتاب المدرسي يعمل دليلاً يمكن اتباعه لمحتوى المادة التعليمية وتتابع عرضها.
ـ الكتاب المدرسي أداة تلقى قبولاً عاماً من المعلم والمتعلم على السواء.
ـ كلفته المالية منخفضة نسبياً.
ـ سهولة تداوله لسهولة حمله ونقله.
ـ مصدر للمعلومات يسهل الوصول إليه.
ـ يفيد في عملية تفريد التعليم لأنه يمكِّن المتعلم من استخدامه في أي مكان بمعدل تعلم يتناسب مع سرعته الذاتية، هذا إضافة إلى إمكان استخدامه في التعليم الجمعي.
وعموماً فإن للكتاب المدرسي مكانة أساسية في العملية التعليمية لأنه يساعد المعلمين على مهماتهم، وهو الرابط الأساسي بين واضعي المنهج والمتعلمين في قاعات الصفوف الدراسية.
شروط الكتاب المدرسي
يبدو أن العلاقة المناسبة الجيدة بين المتعلم والكتاب المدرسي تزداد بمقدار استيفاء الكتاب المدرسي الشروط الجيدة سواء من حيث الشكل أم المضمون، ومن تلك الشروط ما يأتي:
ـ أن تكون أهداف الكتاب المدرسي محددة بدقة وواضحة ومصوغة صوغاً سلوكياً وشاملاً، وتساعد على اختيار المحتوى وطرائق التدريس، ومناسبة لنمو المتعلمين، ومشتقة من فلسفة المجتمع وواقعه.
ـ أن تكون مادة الكتاب موزعة على العام الدراسي ومتناسبة معه، وتمتاز بالحيوية والمرونة، ومراعاة لظروف المدرسة والبيئة والمتعلمين والمعلمين.
ـ أن يكون محتوى الكتاب متصفاً بالدقة العلمية والحداثة، وموضحاً المصطلحات والمفاهيم، ومراعياً خبرات المتعلمين السابقة والبيئة التي يدرَّس فيها.
ـ أن يوجه إلى أنشطة مصاحبة ترتبط بحياة المتعلمين وتنمي لديهم مهارات التفكير والتعلم الذاتي والعمل الجماعي.
ـ أن يكون شكله وإخراجه مناسباً من حيث تصميم الغلاف، ونوعية الورق، وحجم الحرف ولونه وجودة طباعته وخلوه من الأغلاط الطباعية واللغوية، وعرض العنوانات الرئيسة والفرعية بالشكل المناسب، وتمييز الفقرات واستخدام علامات الترقيم على نحوٍ صحيح، وأن يشمل الصور والأشكال والخرائط المساعدة.
ـ أن يكون التقويم في الكتاب المدرسي في نهاية كل درس لترسيخ المادة العلمية، وأن ترتبط أسئلة التقويم بالأهداف مباشرة وأن تتصف بالتنوع، والدقة والوضوح والشمول، وأن تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
فرح سليمان المطلق
الكتاب المدرسي
يعدّ الكتاب المدرسي مكوناً أو عنصراً من عناصر المنهج التعليمي بمفهومه النظامي الحديث؛ إذ لم يعد المنهج مقتصراً على الكتاب المدرسي، فأصبح يشمل الأهداف والمحتوى «ومنه الكتب المدرسية»، وطرائق التدريس، وأساليب التقويم، والأنشطة والمراجع.
فالكتاب المدرسي في مفهومه الضيق يعني الشكل التقليدي للكتاب الذي يوزع على الطلبة، والذي يضم محتوى أحد المقررات الدراسية.
كما يتسع مفهوم الكتاب المدرسي ليشمل شرائط التسجيل والأمليات والمطبوعات التي توزع على الطلاب في بعض الحصص، ودفتر التدريبات، ودفتر الامتحانات الموضوعية. بل إنّ هذا المفهوم يتسع ليضع دليل المعلم ضمن حدود الكتاب المدرسي. ولكن الواقع يشير إلى أنّ ثمة فرقاً بين الكتاب المدرسي والأدوات المصاحبة.
يختلف الكتاب المدرسي عن الكتاب غير المدرسي في أنه كتاب تعليمي مخطط وهادف ومحدد، لا يحتوي على المعلومات والبيانات فقط، وإنما يحتوي هذه المعلومات مرتبة من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب ومن المحسوس إلى المجرد، مضافاً إليها الأنشطة الصفية واللاصفية والتدريبات الضرورية التي تعد تقويماً فورياً ومرحلياً لا بد منه في العملية التعليمية.
تطور الكتاب المدرسي
يعدّ اكتشاف الكتابة حدثاً مهماً في تطور الإنسانية بوجه عام وفي عملية التعليم بوجه خاص ـ لذا كانت الكتابات التعليمية في البداية على ألواح ورقم وحجارة بغية توصيل الموروث المعرفي إلى الأجيال اللاحقة، ولاسيما الناشئة منها ـ إذ كان نقل المعارف والخبرات يتم شفهياً.
وتعود الكتابة الأولى في التاريخ الإنساني إلى الصينيين والمصريين الذين كتبوا على أوراق النباتات. ومع البدايات وضع الأولون معارفهم وخبراتهم في مخطوطات يدوية سُلمت إلى رجال الدين والمعلمين الأوائل. أما نسخة المتعلم فبقيت عصيّة ونادرة، إلا أنها شوهدت بعد اختراع الطباعة بدءاً من الأختام والكليشيهات إلى مطبعة غوتنبرغ التي يسرت وصول نسخ الكتاب المدرسي إلى المتعلمين، علماً أن هذه الكتب لم تكن مستوفية الشروط الأساسية للكتاب المدرسي.
أهمية الكتاب المدرسي ومزاياه
ما يزال الكتاب المدرسي إلى اليوم أداة رئيسة في عملية التعلم والتعليم؛ إذ يستخدمه المعلم في تخطيط عمله التدريسي قبل الشروع بتنفيذه، وفي أثناء عملية التعليم، ليثير انتباه تلاميذه ويمكّنهم من الفهم. ويبقى للكتاب المدرسي الدور الأساسي من خلال كونه الأداة المهمة في تنفيذ المنهج الدراسي على الرغم من التقدم العلمي التقني الواسع في مواد المنهج وأساليب تنفيذه، وتتركز أهميته فيما يأتي:
ـ يعدّ الكتاب المدرسي وسيلة ناجحة لعرض المفاهيم والحقائق والتعميمات في مجال أي موضوع من الموضوعات الدراسية.
ـ يمكن أن يتكامل الكتاب المدرسي مع وسائل التعليم والتعلم الأخرى وأساليبهما بسهولة ونجاح فهو لا يتعارض مع الأساليب الأخرى، بل قد يكون مكملاً لها ومتكاملاً معها.
ـ يعدّ الكتاب المدرسي أداة مرنة يمكن استخدامها داخل الصف الدراسي وخارجه، كذلك في التعلم الفردي، والتعلم الجمعي، كما يمكن استخدامه في أي وقت من دون قيود.
ـ يمكِّن بسهولة الاستجابة للتغييرات السريعة التي تطرأ على المعرفة لأن الكتب المدرسية يسهل تعديلها بما يتمشى مع هذه التغييرات.
وإضافة إلى ما سبق عرضه حول أهمية الكتاب المدرسي أداة لتنفيذ المنهج المدرسي، فقد ذكر تالماج Talmage مزايا أخرى مثل:
ـ يضمن الكتاب المدرسي توحيد المحتوى لطلاب الصفوف الدراسية المختلفة.
ـ يمكّن الكتاب المدرسي من التقويم السريع لمدى التقدم الذي أحرزه الطلاب في البرنامج التعليمي في ضوء ما تمت دراسته من هذا الكتاب، ويقوم بدور مهم في العملية التعليمية فهو ليس فقط مجرد مخزن أو مستودع للمعلومات والحقائق، وإنما يقوم بوظائف عدة عرضها ميرل Merrill كما يأتي:
ـ الكتاب المدرسي يعمل دليلاً يمكن اتباعه لمحتوى المادة التعليمية وتتابع عرضها.
ـ الكتاب المدرسي أداة تلقى قبولاً عاماً من المعلم والمتعلم على السواء.
ـ كلفته المالية منخفضة نسبياً.
ـ سهولة تداوله لسهولة حمله ونقله.
ـ مصدر للمعلومات يسهل الوصول إليه.
ـ يفيد في عملية تفريد التعليم لأنه يمكِّن المتعلم من استخدامه في أي مكان بمعدل تعلم يتناسب مع سرعته الذاتية، هذا إضافة إلى إمكان استخدامه في التعليم الجمعي.
وعموماً فإن للكتاب المدرسي مكانة أساسية في العملية التعليمية لأنه يساعد المعلمين على مهماتهم، وهو الرابط الأساسي بين واضعي المنهج والمتعلمين في قاعات الصفوف الدراسية.
شروط الكتاب المدرسي
يبدو أن العلاقة المناسبة الجيدة بين المتعلم والكتاب المدرسي تزداد بمقدار استيفاء الكتاب المدرسي الشروط الجيدة سواء من حيث الشكل أم المضمون، ومن تلك الشروط ما يأتي:
ـ أن تكون أهداف الكتاب المدرسي محددة بدقة وواضحة ومصوغة صوغاً سلوكياً وشاملاً، وتساعد على اختيار المحتوى وطرائق التدريس، ومناسبة لنمو المتعلمين، ومشتقة من فلسفة المجتمع وواقعه.
ـ أن تكون مادة الكتاب موزعة على العام الدراسي ومتناسبة معه، وتمتاز بالحيوية والمرونة، ومراعاة لظروف المدرسة والبيئة والمتعلمين والمعلمين.
ـ أن يكون محتوى الكتاب متصفاً بالدقة العلمية والحداثة، وموضحاً المصطلحات والمفاهيم، ومراعياً خبرات المتعلمين السابقة والبيئة التي يدرَّس فيها.
ـ أن يوجه إلى أنشطة مصاحبة ترتبط بحياة المتعلمين وتنمي لديهم مهارات التفكير والتعلم الذاتي والعمل الجماعي.
ـ أن يكون شكله وإخراجه مناسباً من حيث تصميم الغلاف، ونوعية الورق، وحجم الحرف ولونه وجودة طباعته وخلوه من الأغلاط الطباعية واللغوية، وعرض العنوانات الرئيسة والفرعية بالشكل المناسب، وتمييز الفقرات واستخدام علامات الترقيم على نحوٍ صحيح، وأن يشمل الصور والأشكال والخرائط المساعدة.
ـ أن يكون التقويم في الكتاب المدرسي في نهاية كل درس لترسيخ المادة العلمية، وأن ترتبط أسئلة التقويم بالأهداف مباشرة وأن تتصف بالتنوع، والدقة والوضوح والشمول، وأن تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
فرح سليمان المطلق