كلثوم عياض القشيري(من الاشراف الشجعان والقادة العرب)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلثوم عياض القشيري(من الاشراف الشجعان والقادة العرب)

    كلثوم عياض قشيري Kulthum ibn Ayyad al-Qashiri - Kulthum ibn Ayyad al-Qashiri
    كلثوم بن عياض القشيري

    (… ـ123هـ/… ـ 741م)



    كلثوم بن عياض القشيري، دمشقي الأصل، وهو أحد الأشراف الشجعان والقادة العرب، تولى منصب أمير شرطة دمشق، وبحكم وظيفته دبر تهمة إلى ابن عمه خالد بن عبد الله القسري تتلخص بأن خالداً وزمرته كانوا يشعلون كل ليلة النار والحرائق في دور دمشق بقصد الوثوب على بيت المال، وذلك في فترة كانت فيها الدولة مشغولة بحرب لها مع الروم، أيام الخليفة هشام بن عبد الملك، وصدق الخليفة التهمة لأنه لايمكن لا بن عم أن يتحامل على ابن عمه زوراً، الأمر الذي أدى إلى حبس خالد وزمرته، ومواليه كباراً وصغاراً رجالاًَ ونساءً، ولكن لم يمض أمد طويل حتى كشفت الحقائق، وأن خالداً قد وقع ضحية ظلم شديد، وأنه لم يكن له علاقة بهذه الحرائق، وأن هذه الحرائق كانت من فعل رجل عراقي له جماعة تضرم النار في البيوت، حتى إذا وقعت الفوضى نتيجة الحرائق أغاروا على البيوت، ولما تيقن الخليفة هشام بن عبد الملك من أمر هذه الحرائق كتب إلى كلثوم يعنفه على ذلك، ويأمره بإخلاء سبيل خالد، وجميع آله.

    ندب هشام بن عبد الملك كلثوم بن عياض سنة 122هـ لقتال البربر، وولاه إفريقية، إثر موقعة الأشراف التي قُتل فيها القائد العربي خالد بن حبيب الفهري ومن معه من حماة العرب وفرسانها، وسير معه جيشاً ضخماً في نحو ثلاثين ألف مقاتل، وعهد إلى الجيش، بأنه إذا حدث لكلثوم حادث فالأمير بعده ابن أخيه بلج بن بشر القشيري، فإن أصيب فالأمير بعده ثعلبة بن سلامة الجذامي، وكتب إلى جميع البلدان التي على طريقه بالمسير معه إلى إفريقية فوصل في جيش لجب، ولم يكن كلثوم وبلج من ذوي المقدرة، والحنكة، ولا من ذوي الحلم، فأساء الاثنان إلى المغاربة وزاد الأمر سوءاً المنافسة التي وقعت بين القواد: حبيب بن أبي عبدة القائد الإفريقي، وابنه عبد الرحمن من جهة، وكلثوم بن عياض، وابن عمه بلج بن بشر من جهة ثانية، وكادت المنافسة تؤدي إلى الحرب بين الطرفين لولا المساعي التي بذلت للصلح.

    وبعد الاتفاق تقدم الطرفان نحو البربر فالتقوا بهم عند وادي سبو بالمغرب، وكان من رأي الأدلاء والخبراء الذين أرسلهم هشام أن يخندق جيش الأمويين، في حين يقوم فرسانه بالإغارة على قرى الثائرين مما يضطرهم إلى التفرق لحماية قراهم، وأماكن نزولهم، وحينذاك يسهل القضاء عليهم. ولكن بلج ابن عم القائد كلثوم استخف بالبربر، وعارض هذا الرأي قائلاً: «إن هؤلاء أكثرهم عريان لا سلاح لهم»، فأطاع القائد ابن عمه ودارت المعركة بينهم وبين البربر وانتهت بهزيمة جيش الخليفة بقسميه الإفريقي والشامي، وقُتل كلثوم بن عياض، وحبيب بن أبي عبدة، وسليمان ابن أبي مهاجر، وغير هؤلاء من وجوه القوَّاد وأمراء العرب وانهزم من بقي منهم، فذهب جند الشام إلى الأندلس وجند مصر إلى إفريقيا، فولى الخليفة هشام حنظلة بن صفوان على إفريقية، فلم يكد ينزل القيروان حتى توجه ضده جيشان، فتمكن من هزيمة كل جيش على حده قرب القيروان في معركتي «الأصنام» و«القرن» سنة 124هـ.

    وعلى الرغم من كل ما قيل عن أهمية نصر جيش الخلافة بقيادة حنظلة بن صفوان، فإن ما أسفر عنه لم يتجاوز تخليص المغرب الأدنى أو إفريقية من الخوارج، أما بقية المغرب فقد بقي بأيدي الخوارج، لأنه لم يستطع أحد أن يفعل فعل هشام بن عبد الملك في الإصرار على إرسال الجيوش لإخضاع المتمردين، فقد توفي هشام سنة 125هـ، ودخلت الدولة الأموية منذ ذلك الوقت مرحلة الاحتضار التي استمرت قرابة سبع سنوات حتى تحطمت تحت ضربات العباسيين الزاحفين من الشرق.

    شكران خربطلي
يعمل...
X