كبلنغ (رديارد) Kipling (Rudyard-) - Kipling (Rudyard-)
كِبلنغ (رَديارد ـ)
(1865 ـ 1936)
جوزيف رَديارد كِبلنغ Joseph Rudyard Kipling، كاتب وشاعر ولد في بومباي في الهند لأبوين إنكليزيين، وتوفي في لندن. تركته عائلته في إنكلترا وهو في السادسة، ثم أُدخل مدرسة ثانوية داخلية شبه عسكرية تُخرج موظفي الدولة المقبلين في بلدة ويست ورد هو Westward Ho جنوب غربي إنكلترا. ويبدو أن تلك المدرسة نجحت في مهمتها، إذ كتب كثيراً عنها. عاد إلى الهند عام 1882 وعمل في الصحافة، وكان لمشاهداته هناك أثر كبير في كتاباته اللاحقة. تزوج عام 1892 سيدة أمريكية انتقل وإياها إلى الإقامة في الولايات المتحدة، إلا أنهما عادا إلى إنكلترا بعد بضع سنوات إثر خلاف مع أقاربه وجيرانه فأقاما في مقاطعة سَسِكس Sussex. جاب العديد من بلدان العالم، وزار جنوب إفريقية مع حرب البوير (1899 ـ 1902)، وكان سيسيل رودس Cecil Rhodes، حاكم وأحد مؤسسي دولة جنوب إفريقية، صديقه الحميم. منح جائزة نوبل للأدب عام 1907.
موغلي
على الرغم من نتاج كبلنغ الغزير فقد كان الشيئان الوحيدان اللذان يذكر بهما قصصه الكثيرة للأطفال واليافعين، مثل «كتاب الأدغال» The Jungle Book (1894) و«كتـاب الأدغـال الثانـي» The Second Jungle Book (1895)، اللذين كتبهما في أثناء إقامته في الولايات المتحدة بهدف تسلية ابنته، ونزعته التبشيرية والعنصرية التي تبدو واضحة للعيان في نثره وشعره كما في «عبء الرجل الأبيض» The White Man’s Burden (1899). والمقصود بالرجل الأبيض هو الإنكليزي حصراً، من دون استثناء للأمريكي أو الفرنسي، الذي وقعت على عاتقه مهمة «تحضير» كل أنواع البشر الأخرى الدنيا والمتخلفة. كتب كِبلنغ أيضاً «كيم» Kim (1901)، وهي أشهر مؤلفاته وتسير على النهج التبشيري العنصري الاستعماري ذاته مع كونها مجرد رواية مغامرات للأطفال. وتعد قصص «ستوكي ورفاقه» Stalky & Co. (1899) من أفضل إنجازاته، وقد وصف فيها سنوات دراسته، القاسية والجميلة في آن واحد، في ويست ورد هو. كتب سيرته الذاتية في «بعض من ذاتي» Something of Myself التي لم ينهها، ونشرت عام 1937 بعد وفاته.
لا يمكن تصنيف كِبلنغ بين الشعراء البارزين، على الرغم من كل محاولات إعادة تأهيله من قبل إليوت Eliot ونقاد آخرين. وكان نثره في المرحلة المتوسطة من حياته الأدبية ذا شعبية كبيرة على جانبي الأطلسي، إلا أنه تردى في نهاياته نحو التحريض الاستعماري الغوغائي والتعصب الضيق Jingoism، ضمن نزعة هي صفعة لجميع القيم الإنسانية التي نادى بها أدباء عصر النهضة وفلاسفة عصر التنوير، ولقيم الليبرالية الأكثر حداثة. وتظل شخصية «موغلي» Mowgli هي الأبقى من أثره للأجيال القادمة.
طارق علوش
كِبلنغ (رَديارد ـ)
(1865 ـ 1936)
جوزيف رَديارد كِبلنغ Joseph Rudyard Kipling، كاتب وشاعر ولد في بومباي في الهند لأبوين إنكليزيين، وتوفي في لندن. تركته عائلته في إنكلترا وهو في السادسة، ثم أُدخل مدرسة ثانوية داخلية شبه عسكرية تُخرج موظفي الدولة المقبلين في بلدة ويست ورد هو Westward Ho جنوب غربي إنكلترا. ويبدو أن تلك المدرسة نجحت في مهمتها، إذ كتب كثيراً عنها. عاد إلى الهند عام 1882 وعمل في الصحافة، وكان لمشاهداته هناك أثر كبير في كتاباته اللاحقة. تزوج عام 1892 سيدة أمريكية انتقل وإياها إلى الإقامة في الولايات المتحدة، إلا أنهما عادا إلى إنكلترا بعد بضع سنوات إثر خلاف مع أقاربه وجيرانه فأقاما في مقاطعة سَسِكس Sussex. جاب العديد من بلدان العالم، وزار جنوب إفريقية مع حرب البوير (1899 ـ 1902)، وكان سيسيل رودس Cecil Rhodes، حاكم وأحد مؤسسي دولة جنوب إفريقية، صديقه الحميم. منح جائزة نوبل للأدب عام 1907.
موغلي
على الرغم من نتاج كبلنغ الغزير فقد كان الشيئان الوحيدان اللذان يذكر بهما قصصه الكثيرة للأطفال واليافعين، مثل «كتاب الأدغال» The Jungle Book (1894) و«كتـاب الأدغـال الثانـي» The Second Jungle Book (1895)، اللذين كتبهما في أثناء إقامته في الولايات المتحدة بهدف تسلية ابنته، ونزعته التبشيرية والعنصرية التي تبدو واضحة للعيان في نثره وشعره كما في «عبء الرجل الأبيض» The White Man’s Burden (1899). والمقصود بالرجل الأبيض هو الإنكليزي حصراً، من دون استثناء للأمريكي أو الفرنسي، الذي وقعت على عاتقه مهمة «تحضير» كل أنواع البشر الأخرى الدنيا والمتخلفة. كتب كِبلنغ أيضاً «كيم» Kim (1901)، وهي أشهر مؤلفاته وتسير على النهج التبشيري العنصري الاستعماري ذاته مع كونها مجرد رواية مغامرات للأطفال. وتعد قصص «ستوكي ورفاقه» Stalky & Co. (1899) من أفضل إنجازاته، وقد وصف فيها سنوات دراسته، القاسية والجميلة في آن واحد، في ويست ورد هو. كتب سيرته الذاتية في «بعض من ذاتي» Something of Myself التي لم ينهها، ونشرت عام 1937 بعد وفاته.
لا يمكن تصنيف كِبلنغ بين الشعراء البارزين، على الرغم من كل محاولات إعادة تأهيله من قبل إليوت Eliot ونقاد آخرين. وكان نثره في المرحلة المتوسطة من حياته الأدبية ذا شعبية كبيرة على جانبي الأطلسي، إلا أنه تردى في نهاياته نحو التحريض الاستعماري الغوغائي والتعصب الضيق Jingoism، ضمن نزعة هي صفعة لجميع القيم الإنسانية التي نادى بها أدباء عصر النهضة وفلاسفة عصر التنوير، ولقيم الليبرالية الأكثر حداثة. وتظل شخصية «موغلي» Mowgli هي الأبقى من أثره للأجيال القادمة.
طارق علوش