قصيدة من كسعد - بدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة من كسعد - بدوي الجبل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	16538563631.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	11.1 كيلوبايت 
الهوية:	123087
    سأل الصبح عن أخيه المفدّى

    أيّها الصبح لن تشاهد سعدا

    غيّب الدّهر من سيوف نعدّ

    مشرفيّا حمى وزان معدّا

    كلّما عارضوا الصّوارم فيه

    كان امضى شبا و أصفى فرندا

    حاسنوا غرّة الصباح بسعد

    فعلمنا أيّ الصباحين أهدى

    طلعة تفرح العيون و تسبيها

    و تغزو القلوب كبرا و مجدا

    و حديث كأنّه قطع الروض

    تنوّعن أقحوانا و وردا ....

    بدعة الظرف و الأناقة يرضيك

    دعابا عفا و يرضيك جدّا

    تنهل العين من بشاشة سعد

    ريّها و العيون تروى و تصدى

    الحضارات في شمائل سعد

    إذا سمته الهوان تبدّى

    مترف في رجولة و اعتداد

    راع زيّا و راع وجها و قدّا

    زعم الخصم أنّه مستبد

    حبّذا الحكم عادلا مستبدّا

    إنّ شرّ الأمور ظلم الجماهير

    و أهون بالظلم إن كان فردا

    من كسعد و للشباب هواه

    قدرة تتعب الخيال و زهدا

    يا صفيّ الأحزان تسقي البرايا

    كأسها مرّة و تسقيك شهدا

    رضيت نفسك الهموم رفيقا

    اريحيّا على الشدائد جلدا

    بورك الهمّ عبقريّا جوادا

    لا كهمّ أعطى قليلا و أكدى

    قل لمن يحسد العظيم ترفّق

    إنّ خلف الأمجاد همّا و سهدا

    من كسعد الملاحم جنّت

    و تلقّى حدّ من الهول حدّا

    و على راية الشام كميّ

    يقحم الدرعين أشقر نهدا

    هتكوا حرمة العرين فهاجوا

    أسدا دامي البراثن وردا

    حشدوا جندهم و أقبل سعد

    يحشد البأس و العقيدة جندا

    ضاحك الثغر و الضحى مكفهرّ

    روّعوه قصفا و برقا و رعدا

    و التقينا لا و إيمان سعد

    ما تحدّوا بالموت إلاّ تحدّى

    ضرب الظلم ضربة رنّحته

    فتداعى مزمجرا فتردّى

    زعموا أنّه جلاء و ما كان

    جلاء بل كان خزيا و طردا

    ما على العبد أن يسوّد عار

    بدعة العار أن ترى الحرّ عبدا

    من كسعد و للنديّ احتدام

    جمرة الحرب عنفوانا و وقدا

    حمم كالجحيم مستعرات

    ردّها حلمه سلاما و بردا

    ما حملت الجراح داء ملحّا

    بل حملت الجراح غدرا و صدّا

    حزّ في قلبك الوفيّ صديق

    صار في الندوة الخصيم الألدّا

    من يهزّ النديّ بعدك بالخطبة

    عصماء تحشد البأس حشدا

    ملهم حاضر البديهة تغريه

    بأحلى ممّا اصطفى و أعدّا

    مترف الفكر و البيان غنيّ

    بالآلي يصوغ عقدا فعقدا

    يجمع الحقّ و البيان على الخصم

    فلمّا تملّك الأمر شدّا

    يطعن الطّعنة العفيفة لا

    تدمي و لكنّه أباد و أردى

    برّأ الله قلب سعد من الحقد

    وفاء للكبرياء و حمدا

    خدع الحقد أهله فهو ذلّ

    نكّروا وجهه و سمّوه حقدا

    و بنات الصدور يتعبها الذ

    لّ خفاء عن العيون و وأدا

    و القويّ النبيل يحنو على الدنيا

    و يسمو بها وفاء و ودّا

    حنّت الغوطة الرؤوم لسعد

    و رواح له عليها و مغدى

    طالما باكر الرياحين فيها

    و سقاها الندى حنينا و وجدا

    و شكى همّه فيا لك شكوى

    نوّرت في الرّبى أقاحا و رندا

    قال لي و الرّبيع غاف على الزّهر

    يذيع الأحلام عطرا و ندّا

    و الغروب النديّان في الغوطة المعطار

    يحنو على الظلال فتندى

    و قطيع من الشياه و رعيان

    و أغنّية ترقّ فتردى

    ما أحبّ الحياة في غوطة الشام

    و أفجع الموت هجرا و فقدا

    أيّ ورد للحسن تشتفّه عيني

    و يبقى بقدرة الله وردا ..

    هل رأت هذه الخمائل فبلي

    من رآها عينا و ثغرا و خدّا

    هي عندي شمائل و عطور

    و قلوب تهوى و دلّ يفدّى

    أعشق الحسن دوحة و غديرا

    و بيانا سمحا و فجرا مندّى

    ما رأى السقم قبل سعد حنانا

    و حياء من السّقام و رفدا

    كبقايا السيف اطمأنّت إلى الجفن

    و راحت تبلى الهويني و تصدا

    روعة الشمس في الغروب و لا أعشق

    للشمس عنفوانا و رأدا

    رنّح الشعر و الكريم طروب

    ذكر سعد لا يبعد الله سعدا

    و حدونا به المعاني فحنّت

    حنّة العيس بالأغاريد تحدى

    ما لسعد في الموت يزداد قربا

    من فؤادي ما ازداد هجرا و بعدا

    و إذا رفّ طيفه في خيالي

    رفّ ريحانة من الله تهدى

    أنت في خاطري و عيني و قلبي

    و على الهجر لا أرى منك بدّا

    صور لو ينال من حسنها النّور

    لكانت بنور عينيّ تفدى

    و أصون الطيوف بين جفوني

    لو تطيق الجفون للطّيف ردّا

    و أنا الصاحب الوفيّ فما خنت

    حبيبا و لا تناسيت عهدا

    لم يرعك الزّمان في حالتيه

    و تحدّيته و عيدا و وعدل

    ما وفيناك بعض حقّك فاعذر

    إنّ عذر الكريم أسمى و أجدى

    إنّ دين العظيم في كلّ شعب

    لا يوفّى و حقّه لا يؤدّى ...

    شغل الناس بالعظيم و أرضوا

    نزوات النفوس هدما و نقدا

    حسدوه على المزايا فكان الـ

    موت بين الأهواء و الحقّ حدّا

    إنّ من ينكرونه و هو حيّ

    ربّما ألهوه رمزا و لحدا

    عيّروا بالمشيب إخواني الصيد

    سفاها و هل عن الشيب معدى

    أيّ لوم على الكهول و خاضوا

    غمرات العلى شبولا و أسدا

    ما لأبنائنا تجنّوا علينا

    و غفرنا ما كان سهوا و عمدا

    أنكرونا على المشيب كأنّا

    لم نكن قبلهم غرانيق مردا

    حاسبونا على هنات المعالي

    ثمّ غالوا بها حسابا و عدّا

    نحن روّادكم طلعنا الثنايا

    و زحمنا الصعاب غورا و نجدا

    و بنينا لكم و نعلم أنّا

    لن نملّى به بقاء و خلدا

    أيّها النازل المقيم تعهّد

    بالرضى و الحنان ركبا مجدّا

    قل لشكري العظيم أشرقت في

    السدّة يمنا و كبرياء و رشدا

    يا أبا الدّولة الفتيّة تبنيها

    و يلقى الباني عناء و جهدا

    إن حضنت استقلالها و هو في

    المهد فما اختار غير نعماك مهدا

    لا تخف عثرة عليه و وهنا

    بلغ الطفل في حماك الأشدّا

    يا وريث الشموس من عبد شمس

    ملكوا العالمين روما و هندا

    بفتوح هنّ الملوك من العزّ

    و بعض الفتوح غرثى عبدّى

    أسلم القدس من يحجّ إلى القدس

    و يتلو الإنجيل وردا فوردا

    إن يناموا عنها نبّه الثأر

    على الغوطتين أروع نجدا

    مدن القدس كالعذارى سبوها

    و أرادوا لكلّ عذراء وغدا

    كالسّبايا لطمن خدّا و مزّقن

    شفوف الحرير بردا فبردا

    ضجّ سوق الرقيق في ندوة القوم

    و نخّاسه طغى و استبدّا

    يعرضون الشعوب عرض الجواري

    عرّيت للعيون نحرا و نهدا

    غيرة الله ! أين قومي و عهدي

    بهم ينهدون للشرّ نهدا

    نعشق القدّ للعوالي و أحببنا

    لهنديّة الصوارم هندا

    و دفنّا الكنوز يوم دفنّا

    في ثراها الآباء جدّا فجدّا

    رضي الله عن أخ لك كالسيف

    المحلّى يروع نضلا و غمدا

    أين سعد ؟ و لا ألوم اللّيالي

    و هب الدّهر غاليا و استردّا

    أيّ بدع إذا بكيت لسعد

    إن بكى السيف حدّه ما تعدّى

    لو رأى هذه الدّموع الغوالي

    لبكى رحمة وحيّا و فدّى

    غاب سعد عن العيون و ما

    غاب ضياء يهدي القلوب فتهدى

    ثورة في الحياة و الموت جلّت

    ثورة الحقّ أن تقرّ و تهدأ
يعمل...
X