السيد (أحمد لطفي ـ)
(1288 ـ 1382هـ/1870 ـ 1963م)
أحمد لطفي بن السيد أبي علي، رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة وأحد رجال الإصلاح، لقب بأستاذ الجيل.
ولد في قرية برقين بمحافظة الدقهلية. حصل على إجازة مدرسة الحقوق فعمل بالمحاماة وبسلك القضاء. صحب الشيخ جمال الدين الأفغاني مدة في اصطنبول وتأثر به، كما تأثر بآراء أرسطو وأفلاطون ومونتسكيو وروسو.
أنشأ مع صديقه عبد العزيز فهمي جمعية سرية لمناهضة الاحتلال البريطاني لبلاده اتصل خبرها بالخديوي عباس الثاني حلمي (1892ـ1914)، فاستدعاه، وكلفه تشكيل «الحزب الوطني» برئاسة الخديوي، واقترح عليه أن يسافر إلى سويسرا لاكتساب جنسيتها، ثم العودة إلى مصر لإنشاء جريدة تقاوم الاحتلال.
عاد بعد سنة فوجد الخديوي غاضباً عليه، ومع ذلك قدم له تقريراً ذكر فيه أن مصر لا تستقل إلا بجهود أبنائها، وأن المصلحة الوطنية تقتضي أن يرأس الخديوي حركة شاملة للتعليم العام، ورجع إلى عمله في القضاء الذي ما لبث أن استقال منه لخلاف مع النائب العام، فاشتغل بالمحاماة، وعمل بتحرير جريدة «الجريدة» سنة 1907.
وحين تألف «حزب الأمة» أسبق الأحزاب السياسية إلى الظهور، اختير أميناً عاماً له، كما كان من أعضاء «الحزب الوطني» القدامى. على أنه ما لبث أن عاد إلى الوظائف الحكومية عام 1915، فعين رئيساً لنيابة بني سويف، ثم مديراً لدار الكتب الوطنية التي استقال منها كذلك ليشارك في تأليف «حزب الوفد المصري» الذي تولى حينئذ قيادة البلاد في ثورة 1919م. واضطر إلى ترك الحزب حين وقع خلاف بينه وبين سعد زغلول وعدلي يكن، وتحول إلى «حزب الأحرار الدستوريين» مع عودته إلى إدارة دار الكتب التي تركها، ليكون وكيلاً للجامعة المصرية القديمة، فمديراً لها بعد أصبحت جامعة حكومية.
وكانت له جهوده في هذا المجال، فسّهل دخول الفتيات للجامعة منذ إنشائها، وشجع الشباب على الأخذ بالثقافة المعاصرة، وعرفهم الوضع السياسي الصحيح، وبث فيهم روحاً علمية، فسمي أستاذ الجيل، وكان يرى أن التطور سنّة أكيدة من سنن الحياة.
وفي عهد الملك فؤاد الأول، أسند إليه منذ عام 1928 عدد من الوزارات، فتولى وزارة المعارف العمومية ووزارة الدولة والداخلية والخارجية، عاد في أثنائها إلى إدارة الجامعة غير مرّة.
شارك في تأسيس مجمع اللغة العربية، واختير لرئاسته سنة 1945، وبقي فيه حتى وفاته، وكانت له جهود في جمع المصطلحات العلمية التي يستعملها التجار والزراع والصناع.
له في الترجمة عن أرسطو «علم الطبيعة»، و«السياسة»، و«الكون والفساد»، و«الأخلاق». وجمعت مقالاته في كتاب «صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية»، و«المنتخبات» جزآن، و«تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع».
نزار أباظة
(1288 ـ 1382هـ/1870 ـ 1963م)
أحمد لطفي بن السيد أبي علي، رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة وأحد رجال الإصلاح، لقب بأستاذ الجيل.
ولد في قرية برقين بمحافظة الدقهلية. حصل على إجازة مدرسة الحقوق فعمل بالمحاماة وبسلك القضاء. صحب الشيخ جمال الدين الأفغاني مدة في اصطنبول وتأثر به، كما تأثر بآراء أرسطو وأفلاطون ومونتسكيو وروسو.
أنشأ مع صديقه عبد العزيز فهمي جمعية سرية لمناهضة الاحتلال البريطاني لبلاده اتصل خبرها بالخديوي عباس الثاني حلمي (1892ـ1914)، فاستدعاه، وكلفه تشكيل «الحزب الوطني» برئاسة الخديوي، واقترح عليه أن يسافر إلى سويسرا لاكتساب جنسيتها، ثم العودة إلى مصر لإنشاء جريدة تقاوم الاحتلال.
عاد بعد سنة فوجد الخديوي غاضباً عليه، ومع ذلك قدم له تقريراً ذكر فيه أن مصر لا تستقل إلا بجهود أبنائها، وأن المصلحة الوطنية تقتضي أن يرأس الخديوي حركة شاملة للتعليم العام، ورجع إلى عمله في القضاء الذي ما لبث أن استقال منه لخلاف مع النائب العام، فاشتغل بالمحاماة، وعمل بتحرير جريدة «الجريدة» سنة 1907.
وحين تألف «حزب الأمة» أسبق الأحزاب السياسية إلى الظهور، اختير أميناً عاماً له، كما كان من أعضاء «الحزب الوطني» القدامى. على أنه ما لبث أن عاد إلى الوظائف الحكومية عام 1915، فعين رئيساً لنيابة بني سويف، ثم مديراً لدار الكتب الوطنية التي استقال منها كذلك ليشارك في تأليف «حزب الوفد المصري» الذي تولى حينئذ قيادة البلاد في ثورة 1919م. واضطر إلى ترك الحزب حين وقع خلاف بينه وبين سعد زغلول وعدلي يكن، وتحول إلى «حزب الأحرار الدستوريين» مع عودته إلى إدارة دار الكتب التي تركها، ليكون وكيلاً للجامعة المصرية القديمة، فمديراً لها بعد أصبحت جامعة حكومية.
وكانت له جهوده في هذا المجال، فسّهل دخول الفتيات للجامعة منذ إنشائها، وشجع الشباب على الأخذ بالثقافة المعاصرة، وعرفهم الوضع السياسي الصحيح، وبث فيهم روحاً علمية، فسمي أستاذ الجيل، وكان يرى أن التطور سنّة أكيدة من سنن الحياة.
وفي عهد الملك فؤاد الأول، أسند إليه منذ عام 1928 عدد من الوزارات، فتولى وزارة المعارف العمومية ووزارة الدولة والداخلية والخارجية، عاد في أثنائها إلى إدارة الجامعة غير مرّة.
شارك في تأسيس مجمع اللغة العربية، واختير لرئاسته سنة 1945، وبقي فيه حتى وفاته، وكانت له جهود في جمع المصطلحات العلمية التي يستعملها التجار والزراع والصناع.
له في الترجمة عن أرسطو «علم الطبيعة»، و«السياسة»، و«الكون والفساد»، و«الأخلاق». وجمعت مقالاته في كتاب «صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية»، و«المنتخبات» جزآن، و«تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع».
نزار أباظة