ظمأ إلى سراب - بدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظمأ إلى سراب - بدوي الجبل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	images (2).jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	8.4 كيلوبايت 
الهوية:	123030
    يرافقني سرابك أريحيّا

    فأغمر بالرحيق و بالملاب

    سراب أسمر القسمات هان

    نديّ اللمح ورديّ الحباب

    يزوّق لي الرّمال جنى و ظلاّ

    و يغمز بالكؤوس و بالشراب

    و قطّف ما ينور من طيوف

    على أجفان ناهدة كعاب

    و علّل بالرجاء فكان أحنى

    عليّ من الأحبّة و الصحاب

    محا حقد الهجير على الصحارى

    و وحدتي المريرة و اغترابي

    فيا نعمى القلوب و لا أداري

    و يا نعمى العيون و لا أحابي

    سرابك رحمة و منى حسان

    سكبن طيوبهنّ على عذابي

    أحثّ خطاي في اللّهب المدمّى

    إلى أفيائه الخضر الرطاب

    سقى عيني متارفه و روّى

    ظماء الرمل بالنطف العذاب

    فلو كان الشباب كما عهدنا

    و هبت جزاء نعمته شبابي

    بكيت من السراب فحين ولّى

    و أوحدني . بكيت على السراب

    و أشقاني اليقين فيا حنيني

    إلى الخدع المنضّرة السوابي

    مغان للسراب خفين إلاّ

    طيوف الجنّ في الةهج المذاب

    أتمحو يا سراب خطاك ... هوج

    مواح للمعالم و القباب

    يدلّ على خطاك شذا و حبّ

    فأرشف ما وطئن من التراب

    سقى اللخ السراب وفاء قلبي

    و عطر سريرتي و صبا ربابي

    و نضّره بأندى من دموعي

    و دللّه بأنعم من عتابي

    بما بين الجوانح من حنين

    ملحّ في الشهود و في الغياب

    بنار تدلّهي ، برؤى جنوني

    بإيماني بحبّك ، بارتيابي

    بوجهك و هو نور في صلاتي

    بهمسك و هو ورد في كتابي

    بعزّة لوعتي ، بحياء حزني

    بسكري عند لمحك و اضطرابي

    بأنداء الصّباح منمنمات

    بما سكب الربيع على الروابي

    سقى الله السراب منى بروحي

    على الحرمان زاخرة العباب

    فيصبح و هم نعمته يقينا

    و تستغني الرمال عن السحاب

    و تلثم ما أسبّح من شفاه

    و ترشف ما أقدّس من رضاب

    هواي سجيّة و شباب قلب

    و جلّ صبا القلوب عن التصابي

    خضبت بلون سمرتك المصفّى

    حياتي و المحبّب من رغابي

    و لامك عندنا قوم و عابوا

    يجلّ النور عن لوم و عاب

    و أنت النور في عيني و قلبي

    على حاليك من شهد و صاب

    سريرتك الضياء بلا غروب

    و عيناك الغيوب بلا حجاب

    وقفت بباب جاهك مطمئنا

    كأنّ الدّهر و الدنيا ببابي
يعمل...
X