كبوانا (لويجي) Capuana (Luigi-) - Capuana (Luigi-)
كَبْوانا (لويجي ـ)
(1839 ـ 1915)
لويجي كَبْوانا Luigi Capuana، كاتب قصصي وناقد إيطالي، ولد وتوفي في مدينة كاتانيا Catania في صقلية Sicilia، ودرس هناك الحقوق مدة ثلاث سنوات، ثم غادرها عام 1860 لينضم إلى حملة الثوار التي رأسها غَرِبالدي (غاريبالدي) Garibaldi، أميناً للسر في اللجنة السرّية، ثم عُيّن في المجلس الوطني كاتباً. استقر في فلورنسا Firenze بين عامي 1864 و1868 ونشر دراسات نقدية، وأصبح عام 1866 ناقداً مسرحياً في صحيفة «نَتسيونه» (الأمة) Nazione. صدرت له عام 1867 أقصوصة «الدكتور سمبالوس» Dottor Cymbalus، احتذى فيها مثال الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما الابن Alexandre Dumas fils. عاد إلى صقلية عام 1868 وبقي فيها بعد وفاة والده وتعرضه لمشكلات اقتصادية، وصار مفتشاً في إحدى مدارسها ثم انتُخب نقيباً للمعلمين فيها. تقرّب في هذه الفترة من فلسفة هيغل Hegel، ونادى بالتحام الفكر الفلسفي بالموقف الأدبي متحمساً لنظرية تطور الأجناس الأدبية وزوالها. زار عام 1875 روما وميلانو وأسهم في صحيفة «كورييرِه دِلاّ سيرا» Corriere della sera بصفته ناقداً أدبياً ومسرحياً.
أصدر كبوانا في ميلانو أول مجموعة أقاصيص بعنوان «صور جانبية لنساء» Profili di donne (1877)، كما صدرت روايته «جاشينتا» Giacinta (1879) لتظهر حماسته لتيار الحقيقة أو Verismo، الذي ساد في إيطاليا مقتدياً بالتيار الواقعي في فرنسا، وكذلك تأثره بالأديب الفرنسي إميل زولا Emile Zola. تطرح الرواية قصة امرأة كانت ضحية اعتداء وهي طفلة، وضحية مجتمع وهي صبية، فلم يغفر مجتمعها ذنباً حملته طوال حياتها وأودى بها. ويطرح كبوانا في الرواية أيضاً قضية القضاء والقدر وإجحاف الأحكام المسبقة وعُقم العلوم، وإن تطورت.
نشر كبوانا عام 1880 «حياة الأرياف» Vita dei campi، متأثراً بالمذهب الطبيعي الفرنسي Naturalisme، وأسهم مع معاصره الإيطالي ڤرغا G.Verga في وضع أسس مذهب الحقيقة، كما جمع مقالاته عن زولا والأخوين غونكور Les Goncourt وڤرغا وأدباء آخرين في مجلدين تحت عنوان «دراسـات عن الأدب المعاصـر» Studi sulla letteratura contemporanea (1880-1882). كتب كبوانا أيضاً مجموعة أقاصيص منها للأطفال تتناول بعضها موضوعات شعبية مثل «كان يا ما كان» C’era una volta (1883) و«العاشقات» Le appassionate (1893)، و«القرويات» Le paesane (1894).
عاد كبوانـا إلى مسقط رأسـه وتابع كتابة روايته الشـهيرة «مركيز روكاڤردينا» Il Marchese di Roccaverdina (1901) التي استغرق في كتابتها خمسة عشر عاماً، وتحكي قصة مركيز احتجز قروية شابة لتؤدي دور الخادمة والعاشقة معاً، وحفاظاً على سمعته يزوجها أحد أتباعه الذي يعاملها برفق، ولكن سرعان ما يراوده الشك فيقتلها متهماً قروياً آخر. وتبرز الرواية تطور المشاعر والأحاسيس لدى البطلة، فالقلق والفزع والندم والشعور بالذنب أوصلوها إلى الجنون. ولم يقتصر نشاط كبوانا في هذه المرحلة على الكتابة بل درّس أيضاً في جامعة كاتانيا مادتي الأسلوبيات Stilistica وتأليف المعاجم Lessicografia.
اعتمد كبوانا في سرده الواقعي على وقائع الحياة اليومية بكل تفاصيلها وجاءت لغته واقعية أيضاً لا بلاغة فيها ولا تنميق. أخذ عليه نقاد عصره عدم التزامه بتيار أدبي واحد، فمن الواقعية إلى الطبيعية، ومنها، وهو يناهز السبعين، انتقل إلى المستقبلية Futurismo. ومن رواياته الأخيرة «ضمائر» Coscienze (1905) و«في بلدة زاغَرا» Nel paese di Zagara (1905).
يظهر تأثير كبوانا جلياً لدى ڤرغا وبيرانديللو Pirandello، إلا أن نتاجه من الناحية الفنية يبقى دونهما.
حنان المالكي
كَبْوانا (لويجي ـ)
(1839 ـ 1915)
لويجي كَبْوانا Luigi Capuana، كاتب قصصي وناقد إيطالي، ولد وتوفي في مدينة كاتانيا Catania في صقلية Sicilia، ودرس هناك الحقوق مدة ثلاث سنوات، ثم غادرها عام 1860 لينضم إلى حملة الثوار التي رأسها غَرِبالدي (غاريبالدي) Garibaldi، أميناً للسر في اللجنة السرّية، ثم عُيّن في المجلس الوطني كاتباً. استقر في فلورنسا Firenze بين عامي 1864 و1868 ونشر دراسات نقدية، وأصبح عام 1866 ناقداً مسرحياً في صحيفة «نَتسيونه» (الأمة) Nazione. صدرت له عام 1867 أقصوصة «الدكتور سمبالوس» Dottor Cymbalus، احتذى فيها مثال الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما الابن Alexandre Dumas fils. عاد إلى صقلية عام 1868 وبقي فيها بعد وفاة والده وتعرضه لمشكلات اقتصادية، وصار مفتشاً في إحدى مدارسها ثم انتُخب نقيباً للمعلمين فيها. تقرّب في هذه الفترة من فلسفة هيغل Hegel، ونادى بالتحام الفكر الفلسفي بالموقف الأدبي متحمساً لنظرية تطور الأجناس الأدبية وزوالها. زار عام 1875 روما وميلانو وأسهم في صحيفة «كورييرِه دِلاّ سيرا» Corriere della sera بصفته ناقداً أدبياً ومسرحياً.
أصدر كبوانا في ميلانو أول مجموعة أقاصيص بعنوان «صور جانبية لنساء» Profili di donne (1877)، كما صدرت روايته «جاشينتا» Giacinta (1879) لتظهر حماسته لتيار الحقيقة أو Verismo، الذي ساد في إيطاليا مقتدياً بالتيار الواقعي في فرنسا، وكذلك تأثره بالأديب الفرنسي إميل زولا Emile Zola. تطرح الرواية قصة امرأة كانت ضحية اعتداء وهي طفلة، وضحية مجتمع وهي صبية، فلم يغفر مجتمعها ذنباً حملته طوال حياتها وأودى بها. ويطرح كبوانا في الرواية أيضاً قضية القضاء والقدر وإجحاف الأحكام المسبقة وعُقم العلوم، وإن تطورت.
نشر كبوانا عام 1880 «حياة الأرياف» Vita dei campi، متأثراً بالمذهب الطبيعي الفرنسي Naturalisme، وأسهم مع معاصره الإيطالي ڤرغا G.Verga في وضع أسس مذهب الحقيقة، كما جمع مقالاته عن زولا والأخوين غونكور Les Goncourt وڤرغا وأدباء آخرين في مجلدين تحت عنوان «دراسـات عن الأدب المعاصـر» Studi sulla letteratura contemporanea (1880-1882). كتب كبوانا أيضاً مجموعة أقاصيص منها للأطفال تتناول بعضها موضوعات شعبية مثل «كان يا ما كان» C’era una volta (1883) و«العاشقات» Le appassionate (1893)، و«القرويات» Le paesane (1894).
عاد كبوانـا إلى مسقط رأسـه وتابع كتابة روايته الشـهيرة «مركيز روكاڤردينا» Il Marchese di Roccaverdina (1901) التي استغرق في كتابتها خمسة عشر عاماً، وتحكي قصة مركيز احتجز قروية شابة لتؤدي دور الخادمة والعاشقة معاً، وحفاظاً على سمعته يزوجها أحد أتباعه الذي يعاملها برفق، ولكن سرعان ما يراوده الشك فيقتلها متهماً قروياً آخر. وتبرز الرواية تطور المشاعر والأحاسيس لدى البطلة، فالقلق والفزع والندم والشعور بالذنب أوصلوها إلى الجنون. ولم يقتصر نشاط كبوانا في هذه المرحلة على الكتابة بل درّس أيضاً في جامعة كاتانيا مادتي الأسلوبيات Stilistica وتأليف المعاجم Lessicografia.
اعتمد كبوانا في سرده الواقعي على وقائع الحياة اليومية بكل تفاصيلها وجاءت لغته واقعية أيضاً لا بلاغة فيها ولا تنميق. أخذ عليه نقاد عصره عدم التزامه بتيار أدبي واحد، فمن الواقعية إلى الطبيعية، ومنها، وهو يناهز السبعين، انتقل إلى المستقبلية Futurismo. ومن رواياته الأخيرة «ضمائر» Coscienze (1905) و«في بلدة زاغَرا» Nel paese di Zagara (1905).
يظهر تأثير كبوانا جلياً لدى ڤرغا وبيرانديللو Pirandello، إلا أن نتاجه من الناحية الفنية يبقى دونهما.
حنان المالكي