جوكوف (غيورغي كونستانتينوفيتش)
Joukov (Gueorgui Konstantinovitch-) - Joukov (Gueorgui Konstantinovitch-)
جوكوف (غيورغي كونستانتينوفيتش)
(1896ـ1974)
غيورغي كونستانتينوفيتش جوكوف Goergy Konstantinovich Jukov مارشال الاتحاد السوفييتي ومن أشهر القادة السوفييت، تمتع بموهبة عسكرية فذة وإرادة فولاذية. ولد في قرية ستريلكوفكا Strelkovka قرب موسكو لأسرة فقيرة. عمل في طفولته في الزراعة وصنع أحذية لمساعدة والديه على كسب لقمة العيش. أنهى دراسته الابتدائية في أبرشية القرية عام 1906، انتقل بعدها إلى العمل عند خاله في صناعة الفراء في موسكو بين عامي 1907 و1911 وتابع في الوقت نفسه دراسته في دورات تثقيفية مسائية.
استدعي إلى الخدمة العسكرية عام 1915 في الجيش القيصري في أوج الحرب العالمية الأولى، واتبع دورة تدريبية في سلاح الفرسان، ومنح لتفوقه رتبة صف ضابط بدرجة امتياز عام 1916. انحاز في عام 1917 إلى جانب الثورة البلشفية، واشترك عام 1918 في الحرب الأهلية تحت قيادة فرونزة Frunze. انضم في عام 1919 إلى صفوف الحزب الشيوعي البلشفي. واتبع دورة تأهيل للقادة في الجيش الأحمر. تزوج في عام 1920 ألكسندرا ديفيينا A.Deevna. تدرج جوكوف في المراتب العسكرية خطوة خطوة في سلاح الخيالة إلى أن عين نائباً لقائد قوات منطقة روسية البيضاء العسكرية.
في عام 1939 هاجمت اليابان منغولية فكُلف جوكوف قيادة القوات التي تصدت لليابانيين وألحق الهزيمة بالقوات اليابانية عند خالخين غول ومنح رتبة فريق أول ووسام «بطل الاتحاد السوفييتي».
في أيار 1940 عين جوكوف قائداً لمنطقة كييف العسكرية، واختير في كانون الثاني عام 1941 رئيساً للأركان العامة السوفييتية استعداداً لمواجهة الغزو الألماني المتوقع، والذي بدأ فعلاً في 22 حزيران 1941، وعين جوكوف إثر ذلك عضواً في هيئة القيادة العامة العليا. وفي 24 حزيران نفذت القوات السوفييتية بإشرافه الشخصي ضربة معاكسة على الجبهة الجنوبية الغربية لإعاقة تقدم القوات الألمانية نحو كييف، غير أن خلافه بالرأي مع ستالين دفعه إلى طلب إعفائه من منصبه وتكليفه قيادة إحدى الجبهات، واستجاب ستالين لطلبه وسلّمه قيادة الجبهة الاحتياطية في منطقة يلنيا Jelnia، ثم قيادة جبهة لينينغراد للدفاع عن المدينة المحاصرة، ونجح جوكوف في منع العدو من احتلالها. وفي تشرين الأول 1941 عين جوكوف قائداً للجبهة الغربية للدفاع عن موسكو حيث تمكن من إيقاف تقدم القوات الألمانية. وفي آب 1942 استدعي جوكوف لتنظيم الدفاع عن ستالينغراد بصفته نائباً للقائد الأعلى للقوات السوفييتية. ونجح مرة أخرى في تطويق القوات الألمانية عند ستالينغراد وإلحاق هزيمة منكرة بها ومنح تقديراً لجهوده وسام سوڤوروڤ Suvorov من الدرجة الأولى، ولقب بطل الاتحاد السوفييتي للمرة الثانية. وكلف بعدها تنسيق أعمال جبهتي ليننغراد وفولخوف Volkhov، حيث تمكن في بداية عام 1943 من فك الحصار عن لينينغراد فمنح رتبة مارشال الاتحاد السوفييتي.
في آذار 1943 كلف جوكوف تنسيق العمليات على جبهة فورونيج Voronezh. وفي أيار 1944 تولى تنسيق أعمال جبهتي روسية البيضاء الأولى والثانية ثم جبهتي أوكرانية الأولى وروسية البيضاء الأولى وتحرير بولندة وعاصمتها وارسو ونقل الحرب إلى الأراضي الألمانية. ومنح لإنجازاته هذه ميدالية النجمة الذهبية للمرة الثانية ووسام النصر. وكلف بعد ذلك قيادة جبهة روسية البيضاء الأولى في اتجاه برلين، ونجح بالتعاون مع جبهتي أوكرانية الأولى وروسية البيضاء الثانية في الاستيلاء على برلين في 22 نيسان 1945 واستسلام القوات الألمانية على يديه. عين جوكوف بعد استسلام ألمانية الرئيس العام لمجلس الإشراف على إدارة المناطق الألمانية الخاصة للجيش الأحمر ومنح وسام «بانيا» البريطاني والنجمة الذهبية للمرة الثالثة للاتحاد السوفييتي ووسام «جوقة الشرف» الأمريكي وميدالية النجم الأحمر الثالثة لبطل الاتحاد السوفييتي ووسام النصر القيادي الثاني.
ولما زار إيزنهاور الاتحاد السوڤييتي في 12 آب 1945 نزل ضيفاً على جوكوف، ووصفه بأنه شخصية على أرفع مستوى في الاتحاد السوفييتي.
بعد الحرب تعرض جوكوف لمضايقات كثيرة وأخضع لمراقبة أجهزة الاستخبارات السوفييتية برئاسة وزير الداخلية بيريا Biria وصودرت من بيته تحف ثمينة وكاد أن يعتقل مع كثير من القادة بتهمة الإعداد لانقلاب عسكري، وأعفي من منصبه في هيئة القيادة العليا للجنة المركزية للحزب. غير أنه سرعان ما أعيد إلى منصبه فعين عام 1946 قائداً عاماً للقوات البرية ثم نائباً أول لوزير الدفاع عام 1953 ثم وزيراً للدفاع (من 1955 إلى 1957) ومنح وسام لينين ست مرات وميدالية النجم الأحمر الرابعة لبطل الاتحاد السوفييتي. وانتخب عضواً في رئاسة المجلس الأعلى للاتحاد السوفييتي (البريزيديوم) عام 1957. وكان جوكوف على رأس القوة التي تولت اعتقال بيريا باجتماع في الكريملين عام 1953.
أعفي جوكوف من منصب وزير الدفاع ومن رئاسة البريزيديوم في 26 تشرين الأول 1957 بتهمة خرق المبادئ اللينينية وإلغاء دور الحزب في السيطرة على القوات المسلحة، وأحيل على التقاعد في آذار 1958.
تزوج جوكوف مرة ثانية عام 1966 ورزق من زواجه الثاني طفلته الوحيدة، وتوفي في موسكو في 18 حزيران، ودفن في الساحة الحمراء قرب جدار الكريملين وأطلق اسمه على أكاديمية الدفاع الجوي العليا. ترك مذكرات بعنوان «مذكرات وآراء» ضمنها أهم ما أنجزه في حياته.
عبد الوهاب مدور
Joukov (Gueorgui Konstantinovitch-) - Joukov (Gueorgui Konstantinovitch-)
جوكوف (غيورغي كونستانتينوفيتش)
(1896ـ1974)
غيورغي كونستانتينوفيتش جوكوف Goergy Konstantinovich Jukov مارشال الاتحاد السوفييتي ومن أشهر القادة السوفييت، تمتع بموهبة عسكرية فذة وإرادة فولاذية. ولد في قرية ستريلكوفكا Strelkovka قرب موسكو لأسرة فقيرة. عمل في طفولته في الزراعة وصنع أحذية لمساعدة والديه على كسب لقمة العيش. أنهى دراسته الابتدائية في أبرشية القرية عام 1906، انتقل بعدها إلى العمل عند خاله في صناعة الفراء في موسكو بين عامي 1907 و1911 وتابع في الوقت نفسه دراسته في دورات تثقيفية مسائية.
في عام 1939 هاجمت اليابان منغولية فكُلف جوكوف قيادة القوات التي تصدت لليابانيين وألحق الهزيمة بالقوات اليابانية عند خالخين غول ومنح رتبة فريق أول ووسام «بطل الاتحاد السوفييتي».
في أيار 1940 عين جوكوف قائداً لمنطقة كييف العسكرية، واختير في كانون الثاني عام 1941 رئيساً للأركان العامة السوفييتية استعداداً لمواجهة الغزو الألماني المتوقع، والذي بدأ فعلاً في 22 حزيران 1941، وعين جوكوف إثر ذلك عضواً في هيئة القيادة العامة العليا. وفي 24 حزيران نفذت القوات السوفييتية بإشرافه الشخصي ضربة معاكسة على الجبهة الجنوبية الغربية لإعاقة تقدم القوات الألمانية نحو كييف، غير أن خلافه بالرأي مع ستالين دفعه إلى طلب إعفائه من منصبه وتكليفه قيادة إحدى الجبهات، واستجاب ستالين لطلبه وسلّمه قيادة الجبهة الاحتياطية في منطقة يلنيا Jelnia، ثم قيادة جبهة لينينغراد للدفاع عن المدينة المحاصرة، ونجح جوكوف في منع العدو من احتلالها. وفي تشرين الأول 1941 عين جوكوف قائداً للجبهة الغربية للدفاع عن موسكو حيث تمكن من إيقاف تقدم القوات الألمانية. وفي آب 1942 استدعي جوكوف لتنظيم الدفاع عن ستالينغراد بصفته نائباً للقائد الأعلى للقوات السوفييتية. ونجح مرة أخرى في تطويق القوات الألمانية عند ستالينغراد وإلحاق هزيمة منكرة بها ومنح تقديراً لجهوده وسام سوڤوروڤ Suvorov من الدرجة الأولى، ولقب بطل الاتحاد السوفييتي للمرة الثانية. وكلف بعدها تنسيق أعمال جبهتي ليننغراد وفولخوف Volkhov، حيث تمكن في بداية عام 1943 من فك الحصار عن لينينغراد فمنح رتبة مارشال الاتحاد السوفييتي.
في آذار 1943 كلف جوكوف تنسيق العمليات على جبهة فورونيج Voronezh. وفي أيار 1944 تولى تنسيق أعمال جبهتي روسية البيضاء الأولى والثانية ثم جبهتي أوكرانية الأولى وروسية البيضاء الأولى وتحرير بولندة وعاصمتها وارسو ونقل الحرب إلى الأراضي الألمانية. ومنح لإنجازاته هذه ميدالية النجمة الذهبية للمرة الثانية ووسام النصر. وكلف بعد ذلك قيادة جبهة روسية البيضاء الأولى في اتجاه برلين، ونجح بالتعاون مع جبهتي أوكرانية الأولى وروسية البيضاء الثانية في الاستيلاء على برلين في 22 نيسان 1945 واستسلام القوات الألمانية على يديه. عين جوكوف بعد استسلام ألمانية الرئيس العام لمجلس الإشراف على إدارة المناطق الألمانية الخاصة للجيش الأحمر ومنح وسام «بانيا» البريطاني والنجمة الذهبية للمرة الثالثة للاتحاد السوفييتي ووسام «جوقة الشرف» الأمريكي وميدالية النجم الأحمر الثالثة لبطل الاتحاد السوفييتي ووسام النصر القيادي الثاني.
ولما زار إيزنهاور الاتحاد السوڤييتي في 12 آب 1945 نزل ضيفاً على جوكوف، ووصفه بأنه شخصية على أرفع مستوى في الاتحاد السوفييتي.
بعد الحرب تعرض جوكوف لمضايقات كثيرة وأخضع لمراقبة أجهزة الاستخبارات السوفييتية برئاسة وزير الداخلية بيريا Biria وصودرت من بيته تحف ثمينة وكاد أن يعتقل مع كثير من القادة بتهمة الإعداد لانقلاب عسكري، وأعفي من منصبه في هيئة القيادة العليا للجنة المركزية للحزب. غير أنه سرعان ما أعيد إلى منصبه فعين عام 1946 قائداً عاماً للقوات البرية ثم نائباً أول لوزير الدفاع عام 1953 ثم وزيراً للدفاع (من 1955 إلى 1957) ومنح وسام لينين ست مرات وميدالية النجم الأحمر الرابعة لبطل الاتحاد السوفييتي. وانتخب عضواً في رئاسة المجلس الأعلى للاتحاد السوفييتي (البريزيديوم) عام 1957. وكان جوكوف على رأس القوة التي تولت اعتقال بيريا باجتماع في الكريملين عام 1953.
أعفي جوكوف من منصب وزير الدفاع ومن رئاسة البريزيديوم في 26 تشرين الأول 1957 بتهمة خرق المبادئ اللينينية وإلغاء دور الحزب في السيطرة على القوات المسلحة، وأحيل على التقاعد في آذار 1958.
تزوج جوكوف مرة ثانية عام 1966 ورزق من زواجه الثاني طفلته الوحيدة، وتوفي في موسكو في 18 حزيران، ودفن في الساحة الحمراء قرب جدار الكريملين وأطلق اسمه على أكاديمية الدفاع الجوي العليا. ترك مذكرات بعنوان «مذكرات وآراء» ضمنها أهم ما أنجزه في حياته.
عبد الوهاب مدور