تويت
ولدت سلطان، واسمها الحقيقي بهيجة حبس عبد العال الحو، في قرية كفر أبو جندي بمحافظة الغربية عام 1925. ومع أنها بدأت مشوارها الفني بالغناء، بعد نجاحها في امتحان الإذاعة المصرية في النصف الثاني من أربعينيات القرن الفائت، إلا أنها سرعان ما انتقلت إلى عالم السينما الذي دخلته عبر فيلم "ست الحسن" (1950) لنيازي مصطفى الذي عملت معه في أفلام أخرى كثيرة. كما عملت أيضًا مع مخرجين آخرين مثل: حسن الإمام، ومحمود ذو الفقار، وحلمي رفلة، ومحمد إسماعيل، وعز الدين ذو الفقار، وكمال عطية، والسيد بدير، وعاطف سالم، ويوسف شاهين، وغيرهم.
قدّمت الراحلة خلال مسيرتها أدوارًا مختلفة ومتناقضة أيضًا، إذ كانت بداياتها مع أدوار المرأة الضعيفة الحالمة والمكسورة، ثم قدّمت عدة أدوار أساسها الإغراء، كالعالمة والراقصة وغيرهما، قبل أن تتجه في المراحل الأخيرة من مسيرتها إلى لعب دور الأم الذي يرى كثيرون أنها أفضل من قدّمه في تاريخ السينما والدراما المصريتين.
إليكم في هذه المقالة 5 من أفضل أفلام هدى سلطان، التي قدّمت ما يزيد عن 60 فيلمًا بين مطلع خمسينيات القرن الفائت وأواخر تسعينياته.
1- امرأة في الطريق
فيلم "امرأة في الطريق" علامة فارقة في مسيرة هدى سلطان، التي قدّمت فيه شخصية جديدة تقف على النقيض مما قدمته سابقًا، وهي شخصية المرأة القوية والمثيرة القادرة على إغواء الرجال، إذ تؤدي فيه دور "غازيّة" (راقصة)، تُدعى لواحظ، تقع في حب رجل يرفضها فتتزوج من أخيه الصغير الذي تجمعه به علاقة متوترة بسبب تمييز والدهما بينهما.
وبدخولها إلى حياتهم، يزداد التوتر بين صابر وأخيه الصغير حسنين الذي أفسده تعلق والده به وحبه الكبير للواحظ التي لم تتزوجه إلا لتكون قريبة من صابر، الذي ظلّت تحاول إغواءه رغم صده لها حتى اتهمها رجل سبق أن رفضته بالزنا، لتنتهي حكايتها بقتلها لحسنين أثناء محاولته قتل صابر الذي قام حينها بقتلها ثأرًا لأخيه ولنفسه.
قدّمت سلطان في "امرأة في الطريق" أحد أهم أدوارها وأكثرها إثارةً للجدل. ويُروى أن الفيلم كان سبب خلافها مع زوجها فريد شوقي بسبب ما تضمنه من مشاهد جريئة وساخنة. أُنتج الفيلم عام 1958، وهو من إخراج عز الدين ذو الفقار، وبطولة رشدي أباظة وشكري سرحان وزكي رستم وآمال فريد وغيرهم.
2- نساء محرمات
تؤدي هدى سلطان في فيلم "نساء محرمات" دور أرملة لعوب، تُدعى محاسن، تتزوج من تاجر يكبرها سنًا طمعًا في ثروته وبحثًا عن استقرار لن يتحقق، إذ تقع بعد زواجها منه في غرام شاب تقيم معه علاقة جنسية وتحمل منه دون أن يعلم أنها زوجة الرجل الذي ربّاه.
تستمر العلاقة بين الطرفين إلى أن تكتشف محاسن أنها حامل، ويتقدّم عشيقها "أحمد" لخطبة ابنتها من زواج سابق، فتخبره حينها بأنها حامل، وأنها زوجة الحاج توفيق الذي ربّاه، وبأنه لا يستطيع الزواج من ابنتها لأن الجنين الذي تحمله منه سيكون أخيها. وحين تشعر بأن أمرها سيُفتضح، تقوم بطعنه فيرد بخنقها وقتلها قبل لفظ أنفاسه الأخيرة.
أُنتج الفيلم عام 1959، وهو من إخراج محمود ذو الفقار، وبطولة صلاح ذو الفقار وحسين رياض وأمينة رزق وآمال فريد.
3- زوجة من الشارع
يُعتبر عام 1960 أكثر سنوات هدى سلطان نشاطًا، إذ قدّمت فيه 7 أفلام لعل أهمها "زوجة من الشارع"، الذي جسّدت فيه دور مغنية في كابريه يرفض عشيقها الزواج منها بسبب طبيعة عملها ونظرة المجتمع لها رغم الوقت الطويل الذي أمضاه برفقتها.
وبعد عدة سنوات على انفصالهما، تتزوج دلال من رجل ثري يُدعى مصطفى رغم معارضة والدته، التي سيعود حسين إلى حياة دلال من خلالها حين يأتي ليعالجها بعد مرضها، فتحاول دلال حينها إعادة إحياء علاقتهما، لكن حسين يرفضها ويقرر الزواج من ابنة خالة مصطفى، فترتكب دلال حينها عدة جرائم تقودها إلى حبل المشنقة.
الفيلم من إخراج حسن الإمام، وبطولة عماد حمدي وكمال الشناوي ونادية الجندي وغيرهم.
4- صابرين
تجمع سلطان في فيلم "صابرين" بين الإغواء والشر، إذ تمثّل شخصية أرملة تسافر لزيارة شقيقتها المريضة، ثم تقوم بإغواء زوجها وتقنعه بأن يودعها في المستشفى حيث ستفقد حياتها في اليوم الذي طلّقها فيه لكي يتزوج شقيقتها، التي طلبت من أبنائها الانتقال للعيش معها، واتخذت من ابنة شقيقتها صابرين خادمةً لهم بعد وفاة والدها.
تقرر صابرين حينها الانتقام من خالتها، فتتزوج أصغر أبنائها وتُوقع أكبرهم في حبها لدرجة أنه طلب من شقيقه تطليقها ليتزوجها، وقام بقتله حين رفض ذلك، ثم دبّرت للأخير مكيدة أدخلته السجن، وهو ما أفقد خالتها عقلها.
أُنتج الفيلم عام 1975، وهو من إخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة نجلاء فتحي ونور الشريف يوسف شعبان وعادل إمام وهانم محمد وعماد حمدي وغيرهم.
5- الأسطى حسن
شكّلت هدى سلطان مع فريد شوقي ثنائيًا مميزًا في تاريخ السينما المصرية، إذ قدّما معًا العديد من الأفلام المهمة منها "الأسطى حسن"، الذي تؤدي فيه الفنانة الراحلة دور امرأة ضعيفة ومنكسرة يهجرها زوجها بعد تعرفه على امرأة ثرية يرى فيها خلاصه من حياته البائسة وفقره المدقع.
أُنتج الفيلم عام 1952، وهو من إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة فريد شوقي وهدى سلطان وحسين رياض ورشدي أباظة وزوزو ماضي والسيد بدير وماري منيب وغيرهم.