النبع المسحور - بدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النبع المسحور - بدوي الجبل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	16538563631.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	11.1 كيلوبايت 
الهوية:	122783
    النبع المسحور

    عدد الابيات : 63

    بردك فوق الخصر جار الرؤى

    فخلفه تطفر جنّيّتان

    شيطانتان اصطفتا جنّة

    قد تؤنس الجنّة شيطانتان

    دارت على الظمأى حميّاهما

    فاللهو في الجنّة طلق العنان

    يدنيهما الشوق و لم تدنوا

    فهل هما نهدان أم نجمتان

    تموج ألحان الصبا فيهما

    كأنّما نهداك أغرودتان

    عشّان لا للطّير بل للهوى

    عشّان ، بل للمسك قاروتان

    عندي طيوب لك أعددتها

    عطر لباناتي و عطر البيان

    رشّا على حسنك ريّاهما

    فهل درى عطراي ما يفعلان

    حسنك عطر العطر في جنّتي

    على غناها و لبان اللبان

    فاغدي على الرمل و روحي يضع

    ورد و يفرش طيبه أقحوان

    عيناك بحر حين أغفى انحنت

    فلملمت أحلامه الضفّتان

    تغفو بعينيك طيوف المنى

    عيناك للأشواق أرجوحتان

    قلبي و قرطاك حليفا ضنى

    ألم يئن أن يتعب الخافقان

    و خصلتان ارتاحتا في يدي

    من الدجى المخمور مسكوبتان

    شذاهما باق و إن غابتا

    كأنّما فرعاك ريحانتان

    تغامزين البدر في موعد

    فغرت لمّا التقت الغمزتان

    ينمنم الأحلام فضّيّة

    و تنسج الشمس لك الأرجوان

    و ملكك البدر و شمس الضحى

    و ما يصوغان و ما يغزلان

    قد باح جفناك بسرّ الدجى

    جفناك من سرّ الدجى مترعان

    تضحك عيناك و إن جدّتا

    لا سحر في عينين لا تضحكان

    تنطق عيناك و لم تنطقي

    و قد تطيلان و قد توجزان

    و لم تضيقا بمعاني الهوى

    ألا تلومان ألا تتعبان

    رشيقة الأحزان و القدّ . هل

    ينبت في جمر الغضا غصن بان

    نزلت قلبي سدرة المنتهى

    ما أرز لبنان و ما الغوطتان

    و بيننا قربى الشذى للشذى

    ألحسن و الشعر رضيعا لبان

    ترشف من نهديك إغفاءتي

    كأسين قد أترعتا بنت حان

    طافت بك الكأس فرنّحتها

    و جنّ لمّا شمّك الزعفران

    نبع الصبا المسحور يشتفّه

    قلبي و السمراء و الفرقدان

    نشتفّه حتّى ثمّالاته

    فنحن لا نفنى و يفنى الزمان

    نشتفّه حتّى يعود الصبا

    و اللّمّة السوداء و العنفوان

    و بيننا في ربوة سمحة

    حلو السفوح الخضر ، حلو الرعان

    و غابة يغفو الضحى عندها

    و شمسها تغرب قبل الأوان

    قبورنا فيها بلا وحشة

    يؤنسها في الوحدة السنديان

    و قبّة تحرس كنز الدجى

    كأنّها في الغابة الديدبان

    و النبع و القبّة في هدأة

    يسرع دهر و هما وانيان

    ما هزّت الدنيا أناتيهما

    فتغرب الدنيا و لا يدهشان

    و لوّحت من بعض أفيائنا

    كفّان بالحنّاء مخضوبتان

    حضنت في السمراء دنيا المنى

    حين التقينا كبّر العالمان

    جزنا حدودو الكون ، لا مشرقان

    في جلوة النّور ، و لا مغربان

    جزنا حدود الكون ، حتّى التقى

    كلّ مغيب عندنا بالعيان

    و عاد للأنجم ما ضاع من

    أضوائها و اعتنق الأزهران

    و اختصر الدنيا شذا مسكر

    أو لهفة عذراء أو قبلتان

    بحت بأسراري فعبّوا الشذى

    فضّت عن الراح العتيق الدنان

    نا غاب عن أعراسنا أهلنا

    ألشمس و الأنجم في المهرجان

    و الناس لا تعرف أحزاننا

    يرثى لنا الشوق و يبكي الحنان

    يرفعني الموج . إلى شاهق

    و حطّني .. لا تهدأ الكفّتان

    زلزلت الأمواج زلزالها

    و احتضنتها دجنة من دخان

    قد رجّها العاصف حتى طغى

    لؤلؤها – طوع يدي و الجمان

    و محنة طالت و أكرمتها

    بالصبر حتّى ملّ دهر فلان

    لا يقنط الحرّ و لا يشتكي

    لكلّ بحر هائج شاطئان

    فتّشت عن خوفي فلم ألفه

    كيف أرى الخوف و أنت الأمان

    قرّبنا الله ففوق الزمان

    نحن مع النور و فوق المكان

    يضوّئ الظلمة إيماننا

    و يسكر الفجر رحيق الأذان

    نحن و قلبانا و أسرارنا

    شوق إلى الله و أغنيّتان

    أوجهها أم بيته قبلتي

    أستغفر الله فلي قبلتان

    نريد جمرا لبخور الهوى

    في النار هذا الجمر لا في الجنان

    صلاتنا النور فمن وهجها

    شعّ الضحى و أتلق النيّران

    من وردنا الأفلاك تسبيحة

    و الصبح و النجمة تكبيرتان

    تغمزني الشمس عناق الهوى

    فلفّني من فرعها خصلتان

    وجهي – و لم تخدع أساريره

    و القلب مرآتان مجلوّتان

    كتبت ( بسم الله ) فالطرس من

    عدن ( و بسم الله ) حوريّتان

    لم يعنني عسر و لا شدّة

    الله و السمراء لي المستعان

    عرّيت فقري عند بابيهما

    و تعذّب الشكوى و يحلو الهوان
يعمل...
X