يغيبون عنك
لكنني في ظلام شقائك أبقى
يقول المحاذر فيهم كلاماً قليلا
يقوم المغادر منهم وداعاً طويلا
يموتون أو يرحلون
يقول المسافر:
حيث الأمان اشتياق
وحيث السموم دواء
نلاقي عن الانتحار البطيء بديلا
وان لديّ الكلام القليلا
وان لديّ الوداع الطويلا
لديّ المخاوف والتوق للامن والإرتياح
ولكنني أصبر الآن صبر جميلا
سأبقى وتبقى
وكل على نده صار عبئاً ثقيلا
يغيبون عنك
يلقون أمتعة سرقوها
ويلقون ذرية أنجبوها
ويمضون عنك خفاقاً
وأرزح وحدي
لأني أحمل حملاً ثقيلا
وأحمل جسماً هزيلا
يخافون .. يمضون
من يتحمل هذا الجنون؟
ابتسامتك الموت
غضبتك الموت
سيفك في السرعة الصوت
لكنني إذ أخاف..
يقيدني للبقاء عنادي
يفرون عنك
كما تتجنّب أرض الوباء الرواحلُ
ماذا ستفعل بي؟
ولماذا أظل معك؟
ولم يبق ما سوف أخسر
ما عاد لي أي عمر أجازف من أجله بالفرار
ولم تبق أرض أجازف من أجلها بالبذار
ولم يبق صوت لأملأ هذا الظلام عويلا
ولكنني سوف أبقى
لعلّ الذي بيننا السحر والحرب
إنا بدأنا الطريق عدوين
وأنت تراخيت في حلم
أن تراني قتيلا
أو ترانيَ بعد العناد
أطأطئ كي أتبعك
وأنا حامل من طموح المجناني رؤيا
بأني سأشهد
لو حلماً مصرعك