الجامع الأموي.. أسطورة الماضي والحاضر
فؤاد سلامة|
يعد الجامع الأموي من أقدم مساجد العالم، ويعود تاريخه إلى ما يقارب 1200 سنة قبل الميلاد، وكان في مكانه معبد آرامي وعندما احتل الرومان دمشق حولوه إلى معبد للإله جوبيتر، وحين اعتنقت روما المسيحية أقام الرومان فوق المعبد كنيسة يوحنا المعمدان، وعندما فتح المسلمون دمشق أبقوا على الكنيسة وبنوا مسجداً الى جانبها، وعندما تولى الخلافة الوليد بن عبدالملك اشترى الكنيسة وأعطى المسيحيين بدلاً عنها كنيسة حنانيا المجاورة وبعض المميزات الأخرى، ومنذ ذلك التاريخ بدأت عمليات بناء ضخمة استغرقت قرابة عشر سنوات.
يشكل الجامع الأموي شاهداً حياً على عظمة الحضارات التي مرت على هذه الأرض؛ ابتداء من الآراميين والرومان والبيزنطيين حتى الحكم الإسلامي، ومنه السلاجقة والأيوبيون والمماليك والفاطميون والعثمانيون.
وللجامع الأموي مزايا وخصائص تاريخية وأثرية ومعمارية وفنية ودينية جعلت منه أهم الأوابد الإسلامية في العالم بعد الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فالجامع الأموي هو الأثر الوحيد المتكامل والباقي من آثار حكم بني أمية، وقد حافظ على مدى مئات السنين على الهيكل العام نفسه، كما أن معالمه المعمارية لم تتغير وكذلك طرازه الأموي، فبقي محافظاً على بقايا زخارف وكتابات رومانية ومن تحت أحجارها ظهرت آثار آرامية ورومانية وبيزنطية.
ويشير المؤرخون إلى أن أول مئذنة وأول محراب عرفهما المسلمون كانا في الجامع الأموي، ومنه انتقل هذا التقليد إلى بقية الجوامع في ديار الإسلام التي امتدت من حدود الصين شرقاً حتى شمال أفريقيا والأندلس غرباً.
وتؤكد الدراسات التاريخية أن جدران الجامع الأموي كانت بالكامل مكسوة بزخارف الفسيفساء التي ارتكز عليها فن الزخرفة الإسلامي والعربي، ففي الجامع الأموي صوِّرَت للمرة الأولى في لوحات الفسيفساء العمارات والأنهار وهذه الموضوعات لم تكن موجودة في مسجد قبة الصخرة.
وفي جدران الرواق الغربي للجامع اكتشف الآثاريون أقدم شريط فسيفسائي أموي أصيل في العالم ويبلغ طول هذه اللوحة 34 متراً ونصف المتر وارتفاعها يزيد على سبعة أمتار. وفي هذه الجدران أيضاً اكتشف العلماء رسومات زخرفية ونباتية ملونة مزينة بكتابات قرآنية بالإضافة لوجود الأحجار الكريمة.
استغرقت عملية بناء الجامع الأموي وزخرفته قرابة عشر سنوات ابتداء من عام 705 م، وذكر ابن كثير أن الوليد بن عبدالملك أنفق على بناء الجامع خراج الشام سنتين، وفي رواية أخرى أن ما أنفق كان محتويات أربعمئة صندوق في كل صندوق أربعة عشر ألف دينار.
وعلى مر العصور التي تعاقبت على دمشق بقي الجامع الأموي أثراً خالداً على الرغم من تعرضه للمآسي والنكبات والزلازل والحرائق العديدة، وبعد كل محنة كان يقف شامخاً وكأنه متحف يختبئ تحت جدرانه تاريخ حافل عمره آلاف السنين.
يبلغ طول الجامع الأموي 157 متراً وعرضه 97 متراً أما مساحته فتبلغ 15229 متراً مربعاً، في حين أن مساحة صحن الجامع تبلغ ستة آلاف متر مربع.
وللجامع الأموي أربعة أبواب: الشرقي والغربي والشمالي أما الباب الرابع (القبلي) فينفتح على حرم الجامع.
وللجامع ثلاث مآذن هي: مئذنة قايتباي ومئذنة عيسى ومئذنة العروس وتعتبر الأخيرة أقدم مئذنة في العالم.
يقول المؤرخون إن صحن الجامع في عهد الوليد كان خالياً من القباب، وفي عهود لاحقة شيدت ثلاث قباب لا تزال قائمة حتى اليوم، وهي: قبة الخزنة، وقبة الساعات أما القبة الثالثة فتوجد في صحن الجامع وتضم بركة ماء وفوقها أقواس وعلى جانبيها عمودان.
وفي جانبي صحن الجامع توجد أربع قاعات مستطيلة الشكل وقد سميت هذه القاعات بمشاهد الخلفاء الراشدين، لكن أسماء هذه المشاهد تغيرت خلال العهود التاريخية واستخدمت لأغراض شتى كقاعات للحكم وقاعات للتدريس والصلاة والاجتماعات وخزائن للكتب والمستودعات.
وقد زود الجامع الأموي في كل العهود بساعة شمسية وساعة فلكية وساعات أخرى اختلفت أشكالها وأحجامها باختلاف العصور.
فؤاد سلامة|
يعد الجامع الأموي من أقدم مساجد العالم، ويعود تاريخه إلى ما يقارب 1200 سنة قبل الميلاد، وكان في مكانه معبد آرامي وعندما احتل الرومان دمشق حولوه إلى معبد للإله جوبيتر، وحين اعتنقت روما المسيحية أقام الرومان فوق المعبد كنيسة يوحنا المعمدان، وعندما فتح المسلمون دمشق أبقوا على الكنيسة وبنوا مسجداً الى جانبها، وعندما تولى الخلافة الوليد بن عبدالملك اشترى الكنيسة وأعطى المسيحيين بدلاً عنها كنيسة حنانيا المجاورة وبعض المميزات الأخرى، ومنذ ذلك التاريخ بدأت عمليات بناء ضخمة استغرقت قرابة عشر سنوات.
يشكل الجامع الأموي شاهداً حياً على عظمة الحضارات التي مرت على هذه الأرض؛ ابتداء من الآراميين والرومان والبيزنطيين حتى الحكم الإسلامي، ومنه السلاجقة والأيوبيون والمماليك والفاطميون والعثمانيون.
وللجامع الأموي مزايا وخصائص تاريخية وأثرية ومعمارية وفنية ودينية جعلت منه أهم الأوابد الإسلامية في العالم بعد الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فالجامع الأموي هو الأثر الوحيد المتكامل والباقي من آثار حكم بني أمية، وقد حافظ على مدى مئات السنين على الهيكل العام نفسه، كما أن معالمه المعمارية لم تتغير وكذلك طرازه الأموي، فبقي محافظاً على بقايا زخارف وكتابات رومانية ومن تحت أحجارها ظهرت آثار آرامية ورومانية وبيزنطية.
ويشير المؤرخون إلى أن أول مئذنة وأول محراب عرفهما المسلمون كانا في الجامع الأموي، ومنه انتقل هذا التقليد إلى بقية الجوامع في ديار الإسلام التي امتدت من حدود الصين شرقاً حتى شمال أفريقيا والأندلس غرباً.
وتؤكد الدراسات التاريخية أن جدران الجامع الأموي كانت بالكامل مكسوة بزخارف الفسيفساء التي ارتكز عليها فن الزخرفة الإسلامي والعربي، ففي الجامع الأموي صوِّرَت للمرة الأولى في لوحات الفسيفساء العمارات والأنهار وهذه الموضوعات لم تكن موجودة في مسجد قبة الصخرة.
وفي جدران الرواق الغربي للجامع اكتشف الآثاريون أقدم شريط فسيفسائي أموي أصيل في العالم ويبلغ طول هذه اللوحة 34 متراً ونصف المتر وارتفاعها يزيد على سبعة أمتار. وفي هذه الجدران أيضاً اكتشف العلماء رسومات زخرفية ونباتية ملونة مزينة بكتابات قرآنية بالإضافة لوجود الأحجار الكريمة.
استغرقت عملية بناء الجامع الأموي وزخرفته قرابة عشر سنوات ابتداء من عام 705 م، وذكر ابن كثير أن الوليد بن عبدالملك أنفق على بناء الجامع خراج الشام سنتين، وفي رواية أخرى أن ما أنفق كان محتويات أربعمئة صندوق في كل صندوق أربعة عشر ألف دينار.
وعلى مر العصور التي تعاقبت على دمشق بقي الجامع الأموي أثراً خالداً على الرغم من تعرضه للمآسي والنكبات والزلازل والحرائق العديدة، وبعد كل محنة كان يقف شامخاً وكأنه متحف يختبئ تحت جدرانه تاريخ حافل عمره آلاف السنين.
يبلغ طول الجامع الأموي 157 متراً وعرضه 97 متراً أما مساحته فتبلغ 15229 متراً مربعاً، في حين أن مساحة صحن الجامع تبلغ ستة آلاف متر مربع.
وللجامع الأموي أربعة أبواب: الشرقي والغربي والشمالي أما الباب الرابع (القبلي) فينفتح على حرم الجامع.
وللجامع ثلاث مآذن هي: مئذنة قايتباي ومئذنة عيسى ومئذنة العروس وتعتبر الأخيرة أقدم مئذنة في العالم.
يقول المؤرخون إن صحن الجامع في عهد الوليد كان خالياً من القباب، وفي عهود لاحقة شيدت ثلاث قباب لا تزال قائمة حتى اليوم، وهي: قبة الخزنة، وقبة الساعات أما القبة الثالثة فتوجد في صحن الجامع وتضم بركة ماء وفوقها أقواس وعلى جانبيها عمودان.
وفي جانبي صحن الجامع توجد أربع قاعات مستطيلة الشكل وقد سميت هذه القاعات بمشاهد الخلفاء الراشدين، لكن أسماء هذه المشاهد تغيرت خلال العهود التاريخية واستخدمت لأغراض شتى كقاعات للحكم وقاعات للتدريس والصلاة والاجتماعات وخزائن للكتب والمستودعات.
وقد زود الجامع الأموي في كل العهود بساعة شمسية وساعة فلكية وساعات أخرى اختلفت أشكالها وأحجامها باختلاف العصور.