لم تكنْ خائفةْ
عندما بدأتْ تتفتّحُ مزهوّةً
بجمالٍ تكادُ تضجُّ بأوصافهِ هاتفةْ
فاجأتها مع الصبح شمسٌ بدفءٍ لذيذ.
فراحت تغادرُ برعمَها كالرضيعْ.
وقفت تتمايل
حتى لتبدو تهمُّ بركضٍ
ولكن أقدارها لا تتيح
فتبقى على غصنها واقفةْ
بغتةً مسّها البردُ،
فانكمشتْ واجفةْ
أرسلت نظرةً حولها
لتفاجأ أن ليس هذا ربيعْ
وتفاجأ أن المروج، بكلّ اتجاهٍ،
مكفّنةٌ بالصقيعْ
وحدها أزهرت
وحدها استُدرجت لتغادرَ برعمَها
لم يكن موسماً للزهور
ولكنها خدعةٌ وانطلت
وسط هذا العراءْ
ما الذي سوف ينفع لو شعرتْ أنها آسفَةْ؟
ما الذي سيفيدُ لو انفجرت بالبكاءْ؟
لم تكن عارفةْ
أنها لحظة الدفء خادعة خاطفةْ
تتورّط فيها البراعم وسط الشتاءْ
وبعد قليلٍ تداهمها العاصفةْ