تمكن فريقٌ بحثيٌّ تابعٌ لشركة ( de CODE Genetics ( المختصة بالصيدلة البيولوجية في أيسلندا من إعادة خلق الحمض النوويّ الوراثيّ (DNA) لرجلٍ تُوفيَ عام 1827م, على الرغم من عدم وجود جثةٍ لأخذ عينات أنسجةٍ منها.
وقد ذكر الفريق في ورقتهم العلمية المنشورة في دورية (NATURE GENETICS) أنهم استطاعوا إعادة بناء قطعةٍ كبيرة الحجم من الحمض الوراثي الأصلي للرجل وذلك عن طريق دراسة عيناتٍ من الحمض الوراثيّ لأحفاده.
في مشروعٍ فريدٍ من نوعه ومثيرٍ للاهتمام عمل فريق البحث على معلوماتٍ وراثيةٍ لأشخاص يعيشون في أيسلندا لإعادة خلق الحمض الوراثيّ لرجلٍ معروف في هذا البلد وذلك لقصته الفريدة.
فقد كان الرجل عبدًا أسودًا هاربًا استطاع الوصول إلى أيسلندا حيث لا يوجد أيُّ شخصٍ آخر من أصلٍ إفريقيّ، مما جعل حمضه الوراثيّ فريدًا من نوعه إلى حدٍّ بعيد.
وكما تُذكر القصة، الأهم من ذلك أنَّ الرجل والمدعو ( هانز جوناتان ) قد قوبل بترحابٍ كبيرٍ مما يعنى أنه استطاع أن يتزوج من امرأةٍ من أهل البلد وينجب الأبناء، وقد أنجب هؤلاء الأحفاد الذين بدورهم ورثوا جزءًا من حمض جوناتان الوراثي.
ما جعل القصة أكثر غرابةً أنَّ أيسلندا تمتلك واحدةً من أكتر قواعد البيانات الوراثية توسعًا في العالم فهي تحتوي على معلوماتٍ أكثر من ثلث تعداد السكان في البلد.
استغل فريق البحث هذا الموقف الفريد للعثور على أحفاد جوناتان عن طريق تضييق نطاق البحث من أصل 788 إلى 128 شخصًا حمل كلٌّ منهم قطعةً صغيرةً من حل اللغز في جيناته.
وبعد الكثير من العمل أفاد فريق البحث أنه استطاع استخدام القطع التي وجدها لإعادة خلق قطعةٍ كبيرةٍ من الحمض الوراثيّ الخاص بجوناتان دون الحاجة إلى استخدام نسيجٍ من جسمه على الإطلاق في سابقةٍ من نوعها, كما تمكنوا أيضًا من تتبع أسلاف جوناتان بدايةً من أمه حين كانت عبدةً إفريقية في مزرعة (St Croix ) التي كانت في وقت ولادة جوناتان مستعمرةً دانماركيةً، ويُعتقد أن والده كان من أصلٍ أوربي.
وقد نوَّه فريق البحث أن نجاحه يعود في الدرجة الأولى إلى تفرُّد الموقف، ويقترح أنه يمكن الاستفادة من هذا العمل بطرقٍ أخرى مثل المساعدة في استكمال الناقص من شجر العائلات.