نشرت مجلة بلوس ون ورقة علمية كشفت عن قدرة الدلافين على تمييز انعكاسهم بعمر السبعة أشهر، مما يكشف عن امتلاك الدلافين لوعي ذاتي لا يمتلكه الإنسان حتى بعد مرور شهور من ذلك، وقد يبدو الأمر تافهًا، إلا أن تمييز النفس في المرآة يعتبر مؤشرًا عامًا على الذكاء، والوعي بالذات، ولا يعد في الواقع كلًا من الإنسان، والدلفين الوحيدان الذان يملكان خاصية التعرف على الذات في المرآة، بل تستطيع الفيلة، الشامبانزي، وطيور العقعق تمييز نفسها أيضًا.
درست كلًا من الطبيبة النفسية في كلية هانتر ديانا ريس، ورايتشل موريسن طالبة الدراسات العليا آنذاك تصرفات دلفينين صغيرين يدعيان ببايلي، وفوستر لمدة 3 سنوات، لتحديد الوقت الدقيق الذي تُطور فيه الدلافين القدرة على رؤية انعكساها، إذ راقبا في البداية الدلافين، لتحديد الوقت الذي تظهر فيه تصرفات من تلقاء نفسها أمام مرآة تم تركيبها في حوضهم، في حوض الأسماك الوطني ببالتيمور، ثم وضعا علامة على شكل مثلث على كل منهما، لتحديد الوقت الذي سيستغرقانه لملاحظة تلك العلامة.
أظهر فوستر فورًا في بداية الدراسة، عندما كان عمره 14 شهرًا، تصرفات من تلقاء نفسه، بما فيها الدوران، وهز اللسان، ونفخ فقاعات ليفجرها برأسه، أو بمقدمة رأسه، بينما بايلي الذي كان بعمر الثلاثة شهور ونصف عندما بدأت الدراسة، استغرق وقتًا ليظهر تلك التصرفات، كما أن فوستر كان أسرع في تخطي اختبار تمييز علامة المثلث بعمر السنتين وشهرين، مقارنة ببايلي الذي اجتازه بعمر السنتين وسبعة أشهر.
ومن المثير للاهتمام، إظهار فوستر لصفات نرجسية أكثر من بايلي، إذ كان يذهب للمرآة ويظهر تصرفات من تلقاء نفسه بشكل ملحوظ ومتكرر أكثر (1926 مرة مقارنة مع بايلي 356 مرة)، وبشكل عام تظهر هذه الدراسة قدرة الدلافين على إظهار تصرفات ذاتية بعمر السبعة أشهر تقريبا، ولتوضيح الفارق عن الإنسان، لا يظهر أطفال الإنسان علامات وتصرفات مشابهة حتى ال12-15 شهراً من عمرهم، وذلك لا يعني أن الدلافين بطبيعتها أذكى من الإنسان، بل يعني أنها تبدأ في التطور احتماعيًا، ونفسيًا أسرع من البشر.