الغولية alcoholism هي حالة إدمان المشروبات الكحولية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغولية alcoholism هي حالة إدمان المشروبات الكحولية

    غوليه

    Alcoholism - Alcoolisme

    الغولية

    الغولية alcoholism هي حالة إدمان المشروبات الكحولية (الخمور على اختلاف أصنافها) إذا ما اعتاد الفرد تناولها بإفراط، وقد تغير وظيفةً أو أكثر من وظائفه العقلية أو السلوكية أو المعرفية أو الوجدانية.
    ويعد الغـول (الكحول) من أقـدم المواد المخدرة وأوسعها انتشاراً في العالم، إذ عرفته كثيـر من الحضارات القديمة، له ذكر في بعض برديـات المصـريين (3500ق.م). وثمة حديث عن الإثم الذي يلحق شاربه، وقد حرمت جميع الأديان السماوية الخمر بوصفها مُذهبةً للعقل وللوقوع ضحية الإدمان. قال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمْيسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوْهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُوْن[ (المائدة 90).
    آثار الغول
    - تأثيره الفيزيولوجي: يبدأ بعد وصوله إلى الدم في فترة تراوح بين 5-10 دقائق، ويتوقف هذا التأثير على نسبة تركيز مادة الكحول الإثيلي، ويعمل على تثبيط وظيفة قشرة المخ، إذا بلغ تركيزه في الدم إلى 0.05%؛ إذ يبدأ إحساس الشارب بتأثير الخمر ونشوتها المزيفة، وإذا زادت النسبة عن 0.05% تتأثر المراكز الحركية في المخ، ويبدأ معها ترنح الفرد وتلعثمه، ولا يستطيع شاربها السيطرة على أفعاله، وحينما تصل النسبة إلى (0.4-0.5%) يدخل المدمن في غيبوبة، ويموت إذا وصلت نسبة تركيز الكحول في الدم بين (0.6-0.7%) فتصاب مراكز التنفس وحركة القلب بالشلل.
    - تأثيره في الشخصية: يتميز مدمن الكحول بأنه عُصابيُّ خجول، وذو نقد ذاتي مستمر وقلق واضح، وشعور بالنقص، فضلاً عن بعض الوساوس القهرية، إذ يحاول الهروب من هذه العيوب باللجوء إلى الخمر حتى يستطيع مواجهة العالم الخارجي، إضافة إلى ذلك يعاني الاكتئاب، والإحساس باليأس والضياع.
    - تأثيره الجسمي: أما المضاعفات الجسمية التي يتعرض لها مدمن الكحول فهي مضاعفات تتمثل في التهاب المعدة المزمن، قرحة المعدة والاثني عشر وتليف الكبد وضعف عضلة القلب، والتهاب أطراف الأعصاب مع التنميل.
    - تأثيره العقلي: أما المضاعفات العقلية فأهمها تدهور الشخصية، وظهور سلوك مضاد للمجتمع، مع ظهور الذهان، مثل الذهان الارتعاشي والغيرية، واضطراب الذاكرة، وخصوصاً الذاكرة القريبة، واضطراب الإحساس بالزمن وتبلد المشاعر.
    - تأثيره الاجتماعي: يتجلى في اضطراب العلاقات الاجتماعية لدى المدمن، حيث يبدأ بالانعزال، ويفقد كثيراً من اهتماماته وطموحاته.
    أظهرت الدراسات العالمية مثل دراسة نحاس Nahas عام 1990، وسمارت Smart عام 1981، وستيفانيس Stefanis عام 1973، وأندرسون Andersson عام 1987 وجود علاقة بين تعاطي الغول والاضطرابات النفسية والعقلية كالفصام والقلق والاكتئاب والاغتراب النفسي وضعف قوة الأنا.
    وقد صنف العلماء مراحل إدمان الخمر إلى:
    v المرحلة التي يتم فيها الإغراق في الخمر بما يتجاوز الاستعمال العادي.
    v مرحلة الإنذار بالإدمان: تتميز بظهور نوبات من النسيان التام لما يحدث في أثناء شرب الخمر إن كان منفرداً ومن دون وجود أصحاب، الشرب قبل المواعيد المهمة، والشرب صباحاً لخفض درجة التوتر الذي يعانيه الفرد.
    v مرحلة الإدمان: تتميز بعدم القدرة على التوقف عن الشرب مدة أكثر من 24 ساعة، وعدم القدرة على التحكم في كمية الشراب.
    وقد صنفت الجمعية الأمريكية للطب النفسي ثلاثة شروط رئيسية لتصنيف المدمن الغولي، هي:
    v تدهور عقلي واضح يعوق قدرة المرء على أداء مهماته الاجتماعية والمهنية.
    v استمرار هذا التدهور قائماً على الرغم من انقضاء ثلاثة أسابيع أو أكثر على توقف الشخص عن الشرب.
    v عدم وجود أي عوامل أخرى غير الإفراط في الشرب كالأمراض المزمنة.
    أسباب الإدمان
    الأسباب التي من المحتمل أن تؤدي بالفرد إلى الغولية هي:
    v توافر المشروبات الكحولية في الأسواق: إن توافرها وسهولة الحصول عليها سببان من الأسباب التي تجعل بعض أفراد المجتمع يقبل على تعاطي تلك المشروبات بأنواعها المختلفة.
    v مجالسة رفاق السوء: إن عامل الفضول وإلحاح الأصدقاء أهم حافز على التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة والرغبة في الانتماء إليهم.
    v الظنّ بزيادة الرغبة الجنسية: وهذا اعتقاد خاطىء؛ فقد أثبتت الدراسات العلمية عدم صحة هذا المعتقد، بل على النقيض تعمل الكحوليات بعد إدمان الفرد على تثبيط الدافع الجنسي.
    v المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعانيها الفرد: مثل الفقر، عدم وجود عمل مناسب، والقلق النفسي والاكتئاب والصراعات والإحباطات التي لم تحل، إذ يلجأ الفرد إلى هذه المشروبات لتخفيف حدة المشكلات.
    v إضافة إلى ذلك هناك أسباب كثيرة منها: شعور الفرد بالفراغ والقدوة السيئة وضعف الوازع الديني والأخلاقي.
    الوقاية
    تكون الوقاية من الغولية بوضع برامج وقائية وإقامة دورات تعليمية في المدارس الثانوية والجامعات تناقش تعاطي الكحول وتأثيرها السلبي في صحة الفرد النفسية والجسدية والاجتماعية. ويجب على الأسر مراقبة أبنائها مراقبة شاملة، وإبعادهم عن رفاق السوء.
    إضافة إلى ذلك ينبغي نشر الوعي الصحي والاجتماعي والأخلاقي من خلال وسائل الاتصال الجماهيري المختلفة عن طريق المحاضرات والندوات الموجهة لكل فرد من أفراد المجتمع بهدف لفت أنظارهم إلى خطورة تعاطي الكحول والمخدرات، وآثارها السلبية في الفرد والمجتمع، مع مراقبة التجمعات المكتظة سكانياً والتجمعات الصناعية والتجارية، لأن هذه التجمعات هي ملتقى لشرائح اجتماعية واقتصادية متباينة، ومن الممكن أن تساعد على انتشار الإدمان بسرعة كبيرة بين أفراد هذه التجمعات.
    أما الحالات التي دخلت مرحلة إدمان الكحوليات فينبغي أن تخضع لمجموعة من الأساليب العلاجية الطبية والنفسية، ومنها: العلاج الدوائي عن طريق إعطاء المدمن حقنة «أبورفين» أو «أمتين» المرافقة للعلاج السلوكي المسمى الكف بالنقيض، التي تجعل المدمن يحس بالنفور من المواد المخدرة. إضافة إلى العلاج التحليلي والمعرفي والجماعي والأسري، وجميع هذه العلاجات أثبتت فاعليتها في الحد من إدمان الفرد الموادَّ الكحولية، ولكن تبقى إرادة الفرد وعزيمته في التخلص من هذه العادة؛ إذ إنها من أقوى الوسائل وأنجعها في هذا الأمر.
    رياض العاسمي
يعمل...
X