الى ابراهيم ابي الذي لست اجزم اني اعرفه جيدا بحالة الاب اوربما من باب لم شمل الصدف،اكاتبك اليوم
ابي الذي جعد ايامه على شكل كائن شفاف يجيد اقتراف الخسارات والمشاريع الفاشلة بدء منا وانتهاء بمشروع خلود صوفي مفترض لشخصية روائية..
ابي الرقيق والمصاب بسوء فهم مزمن حتى من قبل نفسه هو..
ابي الطفل بقلبه البسيط ..
الرجل الذي حاول ان يجمع بين ابن عربي وماركس ونهج البلاغة والمشروع العربي القومي النهضوي-- اعترف اني قرات الديالكتيك و لم افهمها حين ذاك لكن حفظتها غيبا كي اوجه رسالة لك، يومها. بان لافرق بيننا حين نكون انداد الفكرة والفهم ..عبارتك تلك (الرفاقية تجب واجبات البنوة..والابوة معا)
الى ابي الذي رحل ليس باكرا ليس متأخرا ايضا, بل بتلك الطريقة العجائبية التي تذكرك بمطر ينقر الشباك,بنديف ثلج ينثر روحه البيضاء دون ضجة,بصفير القطارات ليلا ,وبحنين غامض لشتاء في صيف ولصيف بشتاء ..
باشياء اخرى لست تستطيع تحديد معنى واضح لها ..
الى ابي بعيد الاب..
اليك ايها الجميل بصورتك الفوتوغرافية العالقة بالذاكرة (بدلة رسمية لون كحلي وشعر اسود لامع مرفوع الى الخلف بالبرينتين كنجم هوليودي وحدائق فارعة الخضرة تطل من عينيك) , اليك الان وانا اتعلم ترجمة شوقي لحنان بنوة لم اعيشها ابدا كما ينبغي لي ولك معا...في يوم غيابك مازلت لا اجيد التعاطي مع الفقد..ومازلت احبك واخجل من اشهار محبة لم اتعود على اعلانها ...
هامش اول مر 35 عاما وهذا الفقد يزداد تأججا...يا لفتوة الغياب ابدا لايشيخ او يتبدد..
صار عمرا من تلاشي.
ملاحظة ثانية مازلت احاول دور القوية
وافشل.ً...يا ابت.