تويت
وديع الصافي صوت محبة الله والأنسان " نبيل عماري "
اليوم وأنا جالس في البستان أدرت الراديو وعلى أذاعة ذهب صدح صوت وديع الصافي ع الله تعود ع الله ترنمت مع صوته حتى عصافير الدار ترنمت وكذا الزهور والورود وحتى الثمار وتذكرت كلمات قالها الموسيقار عبد الوهاب عنه “إنه الأجمل منذ ألف سنة، ولو جمعت أصوات المطربين كلهم في صوت واحد لما ألفت صوت وديع الصافي، فهو صاحب أجمل صوت بين الرجال في الشرق”.. تلك الشهادة التي أدلى بها الموسيقار محمد عبد الوهاب لخصت كثير من الحب والصداقة التي جمعت بين عملاقي الطرب المصري واللبناني. وديع الصافي كان صوته يأتينا كل صباح وخاصة أيام الربيع يشدو «جنات عامد النظر ما بينشبع منها نظر وطيور عا نغماتها بينام وبيصحى القمر» يعيشك الربيع بصوته والقرية والضيعة وصوت حسون وزنابق وورود ويرجعك لماض كان جميلاً «عالبال يا عصفورة النهرين يا ملوني يا مكحلي العينين» . وديع الصافي غنى للبنان ووصفه بقطعة «سما عالأرض تاني ماإلا لوحات الله راسما» ويقول له «يسعد صباحك يا حلو يصاحب البير قديش صحبي أنا وهالبير والضيعة اللبنانية» ويقول حسدتنا العالم حسدتنا على ضيعتنا وشو ضيعتنا» ويقف على جبل عال ويرى جمال لبنان ويهتف صوته «خضرا يا بلادي خضرا ورزقك فوار وجبالنا حد السما بتلوح وتمر جميلة بعيون سود» ويهفو قلب وديع ولكنه يجد أن درب الحب كله طلوع «ودرب الحب بمية كوع ويتدلعن معها» ويغني لها «هالدلعونية هالدلعونية بتصدق ع بكرة وتكذب عشية ولكن العمرو وشيبات العمر تلاحقه» ويردد «شاب الهوى وشبنا بعدون حبايبنا بعدو العتب داير لا تعبو ولا تعبنا». وديع أدخل الحنين لقلوبنا أوصلها حد البكاء «يا غايبين بهواكم قلبي دايب أحبابي كثار وانتو أغلى الحبايب ويا عيني عالصبر يعيني عليه يشوف الدمع في عينينا يواسينا يشوف الجرح في إدينا يداوينا وع الله تعود ع الله ودار يا داري يا دار حنو ليس له مثيل» ابو فادي يأخذنا للدبكة «يا أم الضفاير حلوي والجبين العالي» ويأخذنا لمواسم الفرح للضيعة والحصيدة «مرقوا الحصادين مرقوا طيور البرد» ويستجلب الماضي «يا مرسال يللي وجهتك صوب الشمال عرج ع ديرة عزها فاق الخيال» ويخاطب البحر «ودي يا بحر ودي طولنا بغيبتنا». وديع الصافي أفرح قلوبنا ووضع الحب في قوالب عدة تغزل بالجمال «فحامل الهوى تعب غنى عندما رأى الحبيبة تزهو بالشال / شالك رفرف بالحارة / وطلت تتمختر/ وع رمش عيونها / ورمشة عينك / غنى للوطن المجد معمرها / يا ديرتي ديرة كرم ورجال /لم يغن فنان وطنه مثل وديع الصافي الله معك يا يت صامد بالجنوب / جايين يا أرز الجبل جايين / سيجنا لبنان / صرخة بطل / غنى الضيعة اللبنانية بمختلف وجوه الحياة فيها /طل الصباح وتكتك العصفور / العرزال الأخضر / عمر يا معمر العمار/ الكبة هيدي أكلتنا / طلوا حبابنا طلوا نسم يا هوى بلادي / يا بيتنا خلف الضباب وديع الصافي وضع صوته لمحبة الله والإنسان فرتل يا مريم البكر / اللهم اسمع أقوالي / ارحمني يا الله / يا قديسة رفقا وغيرها من الترانيم الرائعة ومن الجدير بالذكر أن الفنان الأردني توفيق النمري لحن له أغنيتين حسنك يا زين / وقلبي يهواها، . نعم وديع الصافي صوت قرية نيحا الذي خرج من غلال الأرض وعطر نيسان، صوت ريفي المولد شرب من ماء لبناني صاف، ومن شمس صحت على جبل صنين ومن صوت راع يرعى الغنمات وفلاح يزرع قمحات صوت تهدر في نغماته شلال جزين ويعانق القمر وحفيف الشجر، صوت كأنه حديث الأرض للدحنون وغابات السنديان، صوت الصباح المشرق وصوت لمة عائلة حول موقد نار في ليالي الشتاء، صوت يقول لنا تبقى بلدنا بالحمام مسيجة رحمك الله ابو فادي.