غريلبارتسر (فرانتس)
Grillparzer (Franz-) - Grillparzer (Franz-)
غريلبارتسر (فرانتس ـ)
(1791ـ 1872)
فرانتس غريلبارتسر Franz Grillparzer أديب نمساوي، كتب المسرحيات والقصص، ولد في ڤيينا وتوفي فيها. كان والده محامياً لامعاً، فدرس القانون وعمل أول الأمر معلماً خصوصياً ثم تسلم عام 1832 منصب مدير أرشيف البلاد ثم صار مستشاراً. عانى الواقع البائس لحياة الوظيفة فلم يعد يطيقها فهرب إلى إيطاليا وألمانيا وإنكلترا وفرنسا وتركيا واليونان. كان ذا توجه ليبرالي عن قناعة ومن خلال تربيته، مما جعله يعاني في ظل نظام مترنيخ Metternich القمعي.
كان المسرح الشعبي الأرضية التي نمت فوقها مسرحيات غريلبارتسر الشعرية، ومالت أعماله إلى التنوير وإلى الربط بين الكلاسيكية الألمانية والتأثيرات الأجنبية وخاصة الإسبانية، وهدفت إلى الحفاظ على القيم الروحية ـ الأخلاقية للبرجوازية الصاعدة. ساءته الرقابةُ على الفكر فعبّر عن رفضه للمجتمع الذي عزل نفسه عنه بأعمال استقى مادتها من العصور القديمة. ونتجت مأساوية أبطاله من التشتت بين متطلبات المجتمع الرأسمالي الجديد والاستبداد الاقطاعي القديم. كان ليبرالياً بالنسبة للاقطاعيين وملكياً بالنسبة لليبراليين، الأمر الذي جعله غريباً في مجتمعه.
حقق غريلبارتسر أولى نجاحاته من خلال مسرحيته المؤثرة «الجدة الأولى» Die Ahnfrau ت(1817)، التي فهمت ـ مع احتجاجه ـ أنها تراجيديا قدرية، وتتصف بتشاؤم عام يلقي ظلاله على جميع الأشخاص الذين لا تنتهي معاناتهم إلا بالموت. كتب بعدها مسرحية بعنوان «سافو» Sappho ت(1818) التي قيل عنها إنها أول مسرحية جعلت اسم النمسا يتردد على صعيد الأدب العالمي، وهي مأساة تقوم على تحليل نفسي عميق وفيها تأثيرات من مسرحيتي غوته «تاسو» Tasso و«إيفيغيني» Iphigenie، ويرى الكاتب فيها مأساوية الإنسان المبدع الذي ينتهي إلى الدمار بسبب تخطيه الحدود الموضوعة. إنه التناقض بين الخيال والواقع، إذ تتحول الحقيقة إلى أمر منكر، والبديل هو الرضوخ للواقع. كتب غريلبارتسر أيضاً ثلاثيته «الجزّة الذهبية» Das goldene Vlies التي تختلف من حيث الموضوع، حيث يدرك الأبطال مسألة العدم وزوال السعادة الدنيوية. فالجزّة العجيبة، وهي رمز كل ما يمكن الطموح إليه وجوهره، تُبشر من يحصل عليها بالنصر والمجد، لكن لعنة الظلم الجاثمة فوقها تودي بكل إنسان يجعل منها لواءه. وتعتمد مسرحيته التاريخية الأولى «سعادة ونهاية الملك أوتوكار» König Ottokars Glück und Ende النمط الشكسبيري وتتمحور حول حب السلطة والجاه. أما مسرحيته المأساوية «خادم مخلص لسيده» Ein treuer Diener seines Herrn فقد لاقت قبولاً جماهيرياً، إذ مجّد فيها الأخلاق والإخلاص وتأدية الواجب، لكنها لم تلق قبول البلاط الملكي. وتعد أسطورة «هيرو ولياندر» Hero und Leander التي كتب عنها في «أمواج البحر والحب» Des Meeres und der Liebe Wellen من أشهر مآسي الحب في اللغة الألمانية. وفي مسرحية بعنوان «ويل للكذاب» Weh dem der lügt تختبر الحقيقة والكذب من الواقع العملي. ومن مسرحياته المعروفة أيضاً «الحلم حياة» Der Traum ein Leben التي عدّها النقاد من أفضل أعماله من حيث الأسلوب وعرض فيها غريلبارتسر عبثية الحياة، و«نزاع الأشقاء في هابسبورغ» Ein Brüderzwist in Habsburg، و«يهودية طليطلة» Die Jüdin von Toledo.
ومن قصصه «العازف العسكري الفقير» Der Arme Spielmann و«دير سندومير» Das Kloster von Sendomir التي تميزت بأسلوب نثري مصقول وعمقٍ في رسمِ الشخصيات.
كامل إسماعيل
Grillparzer (Franz-) - Grillparzer (Franz-)
غريلبارتسر (فرانتس ـ)
(1791ـ 1872)
كان المسرح الشعبي الأرضية التي نمت فوقها مسرحيات غريلبارتسر الشعرية، ومالت أعماله إلى التنوير وإلى الربط بين الكلاسيكية الألمانية والتأثيرات الأجنبية وخاصة الإسبانية، وهدفت إلى الحفاظ على القيم الروحية ـ الأخلاقية للبرجوازية الصاعدة. ساءته الرقابةُ على الفكر فعبّر عن رفضه للمجتمع الذي عزل نفسه عنه بأعمال استقى مادتها من العصور القديمة. ونتجت مأساوية أبطاله من التشتت بين متطلبات المجتمع الرأسمالي الجديد والاستبداد الاقطاعي القديم. كان ليبرالياً بالنسبة للاقطاعيين وملكياً بالنسبة لليبراليين، الأمر الذي جعله غريباً في مجتمعه.
حقق غريلبارتسر أولى نجاحاته من خلال مسرحيته المؤثرة «الجدة الأولى» Die Ahnfrau ت(1817)، التي فهمت ـ مع احتجاجه ـ أنها تراجيديا قدرية، وتتصف بتشاؤم عام يلقي ظلاله على جميع الأشخاص الذين لا تنتهي معاناتهم إلا بالموت. كتب بعدها مسرحية بعنوان «سافو» Sappho ت(1818) التي قيل عنها إنها أول مسرحية جعلت اسم النمسا يتردد على صعيد الأدب العالمي، وهي مأساة تقوم على تحليل نفسي عميق وفيها تأثيرات من مسرحيتي غوته «تاسو» Tasso و«إيفيغيني» Iphigenie، ويرى الكاتب فيها مأساوية الإنسان المبدع الذي ينتهي إلى الدمار بسبب تخطيه الحدود الموضوعة. إنه التناقض بين الخيال والواقع، إذ تتحول الحقيقة إلى أمر منكر، والبديل هو الرضوخ للواقع. كتب غريلبارتسر أيضاً ثلاثيته «الجزّة الذهبية» Das goldene Vlies التي تختلف من حيث الموضوع، حيث يدرك الأبطال مسألة العدم وزوال السعادة الدنيوية. فالجزّة العجيبة، وهي رمز كل ما يمكن الطموح إليه وجوهره، تُبشر من يحصل عليها بالنصر والمجد، لكن لعنة الظلم الجاثمة فوقها تودي بكل إنسان يجعل منها لواءه. وتعتمد مسرحيته التاريخية الأولى «سعادة ونهاية الملك أوتوكار» König Ottokars Glück und Ende النمط الشكسبيري وتتمحور حول حب السلطة والجاه. أما مسرحيته المأساوية «خادم مخلص لسيده» Ein treuer Diener seines Herrn فقد لاقت قبولاً جماهيرياً، إذ مجّد فيها الأخلاق والإخلاص وتأدية الواجب، لكنها لم تلق قبول البلاط الملكي. وتعد أسطورة «هيرو ولياندر» Hero und Leander التي كتب عنها في «أمواج البحر والحب» Des Meeres und der Liebe Wellen من أشهر مآسي الحب في اللغة الألمانية. وفي مسرحية بعنوان «ويل للكذاب» Weh dem der lügt تختبر الحقيقة والكذب من الواقع العملي. ومن مسرحياته المعروفة أيضاً «الحلم حياة» Der Traum ein Leben التي عدّها النقاد من أفضل أعماله من حيث الأسلوب وعرض فيها غريلبارتسر عبثية الحياة، و«نزاع الأشقاء في هابسبورغ» Ein Brüderzwist in Habsburg، و«يهودية طليطلة» Die Jüdin von Toledo.
ومن قصصه «العازف العسكري الفقير» Der Arme Spielmann و«دير سندومير» Das Kloster von Sendomir التي تميزت بأسلوب نثري مصقول وعمقٍ في رسمِ الشخصيات.
كامل إسماعيل