توماس غراي (غرِي) Thomas Gray هو كاتب وشاعر انكليزي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توماس غراي (غرِي) Thomas Gray هو كاتب وشاعر انكليزي

    غراي (توماس)

    Gray (Thomas-) - Gray (Thomas-)

    غراي (توماس ـ)
    (1716 ـ 1771)
    الشاعر الإنكليزي توماس غراي (غرِي) Thomas Gray هو كاتب القصيدة المعروفة «مرثاة كتبت في مقبرةٍ في الريف» Elegy Written in a Country Churchyard وهي إحدى أبلغ القصائد المكتوبة باللغة الإنكليزية وأقربها إلى الكمال. ولد غراي في لندن، وكان الوحيد الذي ظل على قيد الحياة بين إخوة كثر. كان ضعيف البنية، توفي ودفن في ضاحية لندن ستوك بودجز Stoke Poges التي تقترن بها «المرثاة». انتسب إلى كلية إيتن Eton ثم جامعة كامبردج حيث درس الحقوق، وكان زميله ورفيق طريقه فيها هوراس وولبول Horace Walpole ابن رئيس الوزراء روبرت وولبول، الذي جال وإياه طويلاً في أوربا. كان متعمقاً في الأدب الكلاسيكي، ومن أوسع الشعراء الإنكليز علماً في موضوعات متباينة كالرسم والموسيقى والهندسة وعلم النبات. عُرض عليه عام 1757 منصب الشاعر الرسمي للبلاط الملكي إلا أنه رفضه، وصار عام 1768 أستاذاً للتاريخ الحديث في جامعة كامبردج التي أمضى فيها أكثر من نصف حياته.
    كان غراي من أوائل الذين ارتدّوا عن مبادئ الاتباعية (الكلاسيكية) الجديدة Neoclassicism التي سار عليها كل من جون درايدن وألكسندر بوب، فيما عُرف بعصر ما قبل الإبداعية (الرومانسية) Preromanticism. كان دقيق الصنعة تغلب عليه روح التشاؤم ومسحة من الحزن. كتب عدداً من قصائد الأود منها «أود عن الربيع» Ode on the Spring ت(1747)، و«ترنيمة إلى سوء الطالع» Hymn to Adversity ت(1748) التي بناها على أساس «أود إلى الحظ» Ode to Fortune للشاعر الروماني هوراتيوس (هوراس) وأثّرت في وردزورث لدى كتابته «أود إلى الواجب» Ode to Duty. نشر عام 1757 «رحلة الشعر» Progress of Poesy التي قام بناؤها على أسس الأود البندارية Pindaric Ode [ر. بنداروس] التي تمنح الكاتب هامشاً كبيراً من الحرية، وهي مؤلفة من ثلاثة أجزاء متشابهة، وقد وجدها معاصرو الشاعر بالغة التعقيد والصعوبة وظلت الآراء مختلفة حولها.
    بدأ غراي كتابة «المرثاة» عام 1742 إلا أنها لم تُنشر إلا في عام 1751. والقصيدة نوع من التأمل في الحياة البسيطة وفي الإنسان والطبيعة، وأبدى الكاتب فيها اهتمامه بظروف هذا الإنسان المعيشية. ففي حين كانت الطبيعة عند ألكسندر بوب فظة إلى أن قام الإنسان بلجمها وتنظيمها، ربما بإدخال صورة طاووس ضخم جميل عليها، أخذها غراي على علاتها وأدخل عليها صورة طائر سنونو صغير أو مزارع «يخطو منهكاً نحو البيت». و«المرثاة» في المقام الأول تبرير وعزاء للشاعر نفسه ولكل من لم تتح له الفرصة لإنجاز الأمور الجسام، إذ إن «طريق المجد تؤدي هي أيضاً إلى القبر». وقد تمنى الجنرال الإنكليزي جيمس وولف J. Wolfe ـ من الحقبة نفسهاـ لو أنه هو من كتب «المرثاة» بدل انتصاره على الفرنسي مونتكالم Montcalm في الحرب من أجل مقاطعة كيبك الكندية. وفي القصيدة تعبيرات صارت مصطلحات في اللغة الإنكليزية مثل «شقيق الروح» kindred spirit و«بعيداً عن الحشد المجنون» far from the madding crowd.
    كتب غراي «الشاعر» The Bard ت(1757) التي استمد موضوعها من الأساطير السلتية، وهي تحكي قصة غزو الملك إدوارد الأول ويلز وأمره قتل شعراء البلاد كافة، وتصور الكوارث التي حلت بشعبه نتيجة لذلك، وبقاء جذوة العبقرية الشعرية (الويلزية) حية، وكتب «نزول أودين» The Descent of Odin و«الأخوات القدريات» The Fatal Sisters ت(1768) وقد استمد موضوعاتهما من الأساطير الإسكندناڤية. وإلى جانب ذلك كتب قَدْراً هائلاً من الرسائل، و«يوميات في منطقة البحيرات» Journal in the Lakes التي نشرت عام 1775 بعد وفاته، وظهر فيها حبه للطبيعة وتقلباتها التي ترجمها وردزورث لاحقاً في الشعر.
    مع إمكان تضمين كامل نتاج غراي الشعري في ديوان واحد من صفحات غير كثيرة، ومع تقديره للتقاليد الشعرية الكلاسيكية التي نشأ عليها؛ فقد مهد الطريق لتحديث الأدب بطَرْقه موضوعات جديدة بأشكالٍ شعرية عديدة، وبلغة مكثفة وحس مرهف وذوق رفيع.
    طارق علوش
يعمل...
X