المساجد Masjid

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المساجد Masjid

    مساجد

    Masjid - Masjid

    المساجد

    التعريف:
    المساجد جمع مسجد، وهو الموضع الذي يسجد فيه، والسجود هو الخضوع والخشوع والانقياد، ويكون بوضع الجبهة على الأرض، ويسمى الفاعل ساجداً، قال الزجاج: كل موضع يتعبّد فيه فهو مسجد، لما ورد في الحديث الشريف: «وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً»، أي موضعاً طاهراً للسجود، ومصدراً للطهارة، فالأرض كلها مسجد، وترابها طاهر مطهر.
    وكان المسجد في الأمم السابقة وصفاً مشتقاً لمكان السجود والعبادة، وله أسماء متعددة في الأديان، ثم أصبح في الإسلام علماً على الموضع الذي يحاط بالجدران، وتؤدي فيه الجماعةُ المسلمةُ الصلواتِ الخمس كل يوم، وتمارس فيه رسالة المسجد، وسمي بذلك لما في الصلاة من سجود.
    أهمية المساجد:
    المساجد أهم المباني الدينية الإسلامية؛ لأنها مكان العبادة لثاني ركن من أركان الإسلام، وهي الصلاة التي تعدّ عماد الدين، ويجتمع المسلمون في المساجد خمس مرات في اليوم، ولها وظائف كثيرة، ورسالة عظيمة، سترد بعد قليل.
    وتعدّ المساجد وقفاً لله تعالى، فلا يملكها إنسان، قال تعالى: )وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ( (الجن 18)، فهي أهم الأوقاف الإسلامية، وأول الأوقاف على الإطلاق منذ بني المسجد الحرام.
    والمساجد أحب البقاع إلى الله تعالى، لقولهr: «أحب البلاد إلى الله مساجدها».
    أنواع المساجد:
    المسجد كما تقدم كل مكان للسجود، ثم أصبح يطلق على مكان البناء المخصص للعبادة وأداء الرسالة الخاصة به، وهو مصلى الجماعة، وقد تنوعت أسماء المساجد، وأهمها:
    1ـ المساجد الثلاثة، وهي أفضل المساجد، وأشهرها، ولها أحكامها الخاصة، وهي المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد الأقصى بالقدس، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، ولا يقصد مسجد لذاته، ولا يجوز السفر وشدّ الرحال، إلا إلى هذه المساجد الثلاثة، لقولهr: «لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» وعدّدها.
    2ـ المسجد الجامع، وهو المسجد الكبير الذي تقام فيه صلاة الجماعة والجمعة والصلوات الجماعية الكبيرة كصلاة الخسوف والكسوف، وصلاة الاستسقاء، وصلاة العيدين أحياناً، وتتفاوت مساحة المسجد الجامع حسب المدن، والمناطق، والقرى، وغالباً ما يطلق عليه لفظ «الجامع» ونعت بذلك لأنه علامة الاجتماع ومكانه، ويحذف الموصوف «المسجد»، وقد يقال لأكبر مسجد في المدينة الجامع الكبير.
    3 ـ المصلى، وهو نوعان:
    أ ـ مصلى العيد، وهو المكان الشاسع في الفضاء العام الذي تقام فيه صلاة العيدين، ويكون غالباً خارج الأبنية ليتسع لأكبر عدد ممكن من أهل البلاد الذين يضيق بهم المسجد الجامع، وغالباً ما يكون غير محاط بجدران، أو يحاط بجدران ولكنه غير مسقوف.
    ب ـ مصلى الحي، وهو المسجد الصغير الذي يصلي فيه جماعة قليلة في جانب من البلد، أو المدينة، لقربه من بيوتهم، ولتأمين صلاة الجماعة لهم بسهولة ويسر، ورفع صوت الآذان والشهادتين والتوحيد فيه، وينطبق ذلك على المصلى الذي يخصص في مؤسسة، أو بنـاء، أو عمارة، أو شركة، أو مدرسة أو جامعـة، أو أماكـن العمل، وله أحكـام خاصة تختلف قليلاً عن المسجد، فيجوز نقله مثلاً، ولا يكون وقفاً.
    ويمتاز المسجد الحرام أنه يضم الكعبة المشرفة التي يتجه إليها المسلمون للصلاة من أرجاء العالم، قال تعالى: )فَلَنُوَلّيَِنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ( (البقرة 144)، ويطلق المسجد الحرام في الشرع على الكعبة، وعلى المسجد المحيط بها، وعلى حرم مكة.
    تاريخ المساجد:
    إن أول مسجد وضع في الأرض للعبادة هو المسجد الحرام بمكة المكرمة الذي بناه آدم، وفي قول بنته الملائكة، قال تعالى: )إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاس لَلَّذِي بِبكَّةَ مُبَاركاً وَهُدًى لّلْعَالَمِينَ ٭ فِيهِ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْراهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنَاً وللهِ على النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاع إِلَيْهِ سَبِيلاً( (آل عمران 96-97)، وتعرض للهدم والكوارث، حتى رفعه إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وإذا أطلق لفظ «البيت» فهو المراد، قال تعالى: )وَإذْ يَرْفَعُ إبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إنَّك أنتَ السَّمِيع الْعَلِيم( (البقرة 127)، ويسمى أيضاً الكعبة، لأنه يحيط بها، قال تعالى: )جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاس( (المائدة 97)، وإليه يحج المسلمون كل عام، وهو أفضل المساجد على الإطلاق، لما ثبت في الحديث الشريف: «صلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة فيما عداه»، ثم تجدد بناؤه وتوسعته عدة مرات.
    وثاني المساجد في الأرض هو المسجد الأقصى[ر] بمدينة القدس، والصلاة فيه أفضل بخمسمئة صلاة فيما عداه، وكان أول قبلة للمسلمين يتجهون إليه في صلاتهم، ثم تحولت القبلة إلى المسجد الحرام، وإليه أسرى رسول اللهr، ومنه عرج إلى السماء، كما قال تعالى: )سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكُنَا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ( (الإسراء 1)، ويشمل المسجد العتيق والمسجد الأقصى وحائط المبكى وسائر الساحات والمرافق التابعة.
    وثالث المساجد هو المسجد النبوي بالمدينة المنورة الذي يشمل القبة الخضراء التي يرقد تحتها سيدنا محمدr، والصلاة فيه بألف صلاة فيما عداه، وقد تم توسعته والزيادة فيه عدة مرات.
    وأول مسجد أسس في الإسلام مسجد قباء قرب المدينة المنورة الذي بناه رسول اللهr في أثناء هجرته، وقبل وصوله للمدينة المنورة، ثم بنى المسجد النبوي فيها.
    ثم انتشرت المساجد في البلاد الإسلامية، كما انتشرت في أرجاء العالم لإقامة الصلاة للمسلمين فيها والدعوة والتربية والتعليم والمناسبات الدينية والاجتماعية، وكان قادة الفتح والدعاة يبدؤون بإقامة المسجد في كل بلد دخلوا إليه.
    وظائف المساجد:
    إن المساجد بيوت الله تعالى، وليست مبنية للعبادة والصلاة فحسب، بل لها وظائف متنوعة، وهي مراكز الهداية والتوجيه والتعليم وسائر النشاطات المفيدة النافعة للناس من دون تفـريق ولا تمييز.
    وإن رسالة المسجد في الإسلام عظيمة؛ لأنه أهم المرافق على الإطلاق، ولأنه يمثل محور الحياة الإسلامية الكاملة، ومركز النشاط والحيوية والإشعاع، ومنطلق الدعوة وسائر الأعمال التي تهم المجتمع والدولة والأمة، وأهم وظائف المسجد هي:
    1ـ وظيفة روحية: فالمسجد مكان العبادة لفريضة الصلاة التي حث الرسولr على أدائها في المسجد في جماعة، وطلب المحافظـة عليها، وبين فضلها فقـال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة»، لما تحقق صلاة الجماعة في المسجد من التقرب إلى الله تعالى، والاطمئنان النفسـي، والراحة الداخلية، والرضا القلبي، والصفاء الروحي، كما يستحب في المسجد الذكر وقراءة القرآن وسائر أنواع العبادات التي تغذي الروح، وتمحو الذنوب، وترفع الدرجات عند الله تعالى، ويقام في المسجد صلاة الجمعة وهي أفضل الصلوات في الدِّين.
    2ـ وظيفة اجتماعية: لأن المسلمين يلتقون في المسجد كل يوم خمس مرات، فتقوى الروابط الاجتماعية فيما بينهم عن طريق العبادة والتعليم، وعقد النكاح، والتعارف، والمحبة، وتآلف القلوب، وتتحقق فيهم المبادئ الإسلامية، وتتمثل القيم الأخلاقية متجسدة بصورة عملية حقيقية، كالمساواة، والتحابب، والتعاطف، والتكافل، والسؤال عن المرضى والمحتاجين، والغرباء وأبناء السبيل، فينصهر الناس في بوتقة واحدة، ويكونون وحدة متجانسة، وكان النبيr يجمع الصدقات والأموال العامة في المسجد ويوزعها على الفقراء والمستحقين، وخّصَّص في المسجد النبوي مكاناً لإيواء الفقراء والغرباء الذين عرفوا بأهل الصفة، والذين تفرغوا للعلم والعبادة والجهاد.
    3ـ وظيفة تعليمية: المسجد هو المكان الأول للتعليم في الإسلام، فتعقد فيه الدروس وحلقات العلم، ويتم فيه النشاط العلمي، ويرتاده الناس من كل فج لحضور مجالس العلماء مجاناً، وفي مختلف الفنون، بدءاً من تلاوة القرآن إلى رواية الحديث فعلوم اللغة والتاريخ وسائر العلوم، وبقي المكان الرئيسي للتعليم حتى فتحت الكتاتيب، ثم المدارس النظامية، وبقيت المساجد هي الموئل الأساسي للتعليم الذي تطور في بعض البلاد لتصبح المساجد جامعات، كجامعة الأزهر بمصر، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع القيروان بالمغرب، وجامع المنصور في بغداد، مع المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة، وفتحت بقية المساجد أبوابها للعلم كالمسجد الأموي وغيره بدمشق وغيرها، وبنيت الأروقة والدواوين حول المسجد ليتم فيها التدريس وإقامة الطلبة والمدرسين، وانطلقت العلوم والمعارف والحضارة الإسلامية والكتب والمصنفات من المساجد التي كانت تضم أعظم المكتبات للمصادر والمراجع، وتخرج في المساجد أعلام الأمة طوال التاريخ الإسلامي، وكانت المساجد مقصد الرحالة وطلاب العلم من أنحاء المعمورة.
    4ـ وظيفة قضائية: كان المسجد في العهود الأولى مكاناً لفصل الخصومات، وكان القضاء غالباً في المساجد، ثم عين الخليفة عثمان بن عفانt بناء مستقلاً للقضاء، ولكن بقيت المساجـد في معظم المـدن والبلاد ـ حتى أيام العباسيين ـ مجلسـاً للقضاء لرحابته، وسهولة الوصول إليه، والاستفادة من هيبته ورهبته لإحقاق الحق وإقامة العدل.
    5 ـ وظيفة سياسية: كان المسجد مركز الدولة، ومقر السلطان، ومجامع الأمة للتشـاور، وإلقاء البيان السياسي عند بيعة الخليفة، وفيه تصدر القرارات الحاسمة؛ لأن الخليفة هو الذي يتولى خطبة الجمعة في حاضرة الدولة الإسلامية، وكان الرسولr يستقبل الوفود في المسجد النبوي، وتتم فيه المفاوضات، وتمارس فيه البيعة للإمام، والشورى، والتفاهم بين الحاكم وجماعة المسلمين، والتشاور في شؤون الأمة والمجتمع والدولة.
    ومؤخراً انحسرت وظيفة المساجد، واقتصرت على العبادة غالباً، والتعليم والدعوة أحياناً، وغابت بقية الوظائف، وتقلصت رسالة المسجد حديثاً.
    آداب المساجد وأحكامها:
    المسجد بيت الله تعالى، ولذلك وضع العلماء له بعض الآداب والأحكام، وأهمها:
    1- ملك المسجد لله تعالى، ولا يجوز بيعه، أو التصرف فيه، إلا لضرورة قصوى.
    2- تجب المحافظة على المساجد ورعايتها، لأنها بيوت الله تعالى، وبيوت العبادة، ولذلك كان بناء المساجد من أفضل الأعمال والقربات لله تعالى، لقوله عز وجل )إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ والْيَومِ الآخِرِ وأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ الله( (التوبة 18)، ثم تنافس الحكام والأغنياء وسائر الناس على المشاركة في بناء المساجد، لكنه يكره بنـاء مسجد بين القبور، أو على القبر.
    3- يحرم على السكران والجنب (وهو غير المتطهر) دخول المسجد لقوله تعالى: )لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا( (النساء 43) (أي موضع الصلاة وهو المسجد)، فيجوز مجرد المرور وهو العبور من طرف إلى آخر.
    4- يحرم على المرأة الحائض والنفساء دخول المسجد والمكث فيه، قياساً على الجنب، ولقولهr: «لا أحل المسجد لجنب ولا لحائض»، كما تصان المساجد من الصبيان الصغار والمجانين.
    5- يكره، ويحرم الكلام المباح في المسجد لئلا يؤدي إلى التشويش على المصلين ومجالس العلم والذكر وقراءة القرآن، وإن الكلام المباح في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
    6- إن مجرد المكث (أي الجلـوس) في المسجد عبادة يثـاب فاعلها، سواء كان يذكر الله تعالى، أم ينتظر الصلاة، أم يستمع لدرس علمي، أم يشاور أو يتشاور في شـؤون المجتمع والأمة والدين، وكذلك فإن الذهاب إلى المساجد والعودة منها عبادة، لقولهr: «بشر المشائين إلى المساجد في الظُلَم بالنور التام يوم القيامة»، وقولهr: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح»، وقال رسول اللهr: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان».
    7- الصلاة في المساجد أفضل من سائر الأماكن، والصلاة في المساجد الثلاثة أفضل من الصلاة في غيرها.
    8- يستحب لمن دخل المسجد أن يصلي ركعتين لله تعالى تحية للمسجد، إلا المسجد الحرام فإن تحيته هي الطواف سبع مرات حول الكعبة المشرفة، لقولهr: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين».
    9- المساجد هي الأماكن المحددة للاعتكاف، وهو التفرغ للعبادة لمدد محددة بأحكام خاصة.
    10- يجب تجنب الأمور الدنيوية والشخصية في المساجد، فلا يجوز اتخاذه سكناً إلا لمسافر أو مشرد، ولا اتخاذه مستودعاً لعروض التجارة، ولا مكاناً للبيع والشراء والبحث عن اللقطة والضوالّ، كما يمنع إقامة العقوبات البدنية في المسجد.
    11- يحرم دخول غير المسلم للمسجد الحرام والحرم المكي كله، وكذلك المسجد النبوي وحرم المدينة.
    12- يستحب التزين باللبـاس الجديد والرائحة الطيبة والعطور لدخول المساجـد لقولـه تعالى: )خُذُوا زينَتَكُمْ عِنَد كُلّ مَسْجِدٍ( (الأعراف 31)، ويكره الذهاب إلى المسجد بثياب المهنـة والعمل إلا لضرورة، ويكره الدخـول إلى المسجد لمن أكل ثوماً أو بصلاً أو حمل رائحة كريهة حتى لا يتأذى منه الناس والملائكة، ويجب صيانة المساجد من كل وسخ أو قذر أو عمل مخل بالأخلاق والمروءة.
    13- بني مع المساجد المآذن، وأصبح ذلك شعاراً لوجود المسلمين، ويؤذن فيها للصلاة، لدعوة الناس إلى إقامتها، وكسب الثواب فيها.
    14- يجب بناء مسجد على الأقل في كل قرية أو مدينة، وتتعدد بحسب الحاجة وكثرة العدد، وتنزه عن الزخرفة بالذهب أو الفضة أو الصور، ويكون للمسجد عادة حريم من الساحات والمرافق العامة كالموضأ، وغرفة للمؤذن، وسكن للإمام.
    محمد الزحيلي

يعمل...
X