نجيب محفوظ عبد العزيز، أديب مصري متميز، وروائي ذائع الصيت، رائد الرواية العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نجيب محفوظ عبد العزيز، أديب مصري متميز، وروائي ذائع الصيت، رائد الرواية العربية

    محفوظ (نجيب)

    Mahfouz (Najib-) - Mahfouz (Najib-)

    محفوظ (نجيب ـ)
    (1911ـ 2006م)
    نجيب محفوظ عبد العزيز، أديب مصري متميز، وروائي ذائع الصيت، رائد الرواية العربية من غير منازع. وهو أول عربي نال جائزة نوبل العالمية للآداب عام 1988.
    وقد اختار هذا الاسم الثلاثي كي لا يخلط الناس بينه وبين الطبيب المصري ذي الشهرة العالمية الدكتور نجيب محفوظ باشا.
    ولد نجيب محفوظ عبد العزيز في حي «الجمَّالية» وهو أحد أحياء منطقة «الحسين» بمدينة القاهرة، وأمضى طفولته في هذا الحي الشعبي البسيط الذي استلهم منه أحداث رواياته التي كتبها، فصعد بها إلى آفاق الأدب الإنساني، ثم انتقل وعائلته من هذا الحي إلى «العباسيَّة» و«الحسين» و«الغوريَّة»، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية، وفي حياته الخاصة، والتحق بمدرسة «بين القصرين» الابتدائية، وبعد أن انتقلت الأسرة عام 1924 إلى العباسية، حصل على شهادة «البكالوريا» من مدرسة فؤاد الأول الثانوية، ثم على شهادة إجازة «الليسانس» في الفلسفة عام 1934 من جامعة القاهرة، وعمل بعدها موظفاً في وزارة الأوقاف.
    بدأ نجيب محفوظ ينشر قصصه ومقالاته الفلسفية والتاريخية في سنّ مبكرة، وتحديداً منذ عام 1930، عندما كان في التاسعة عشرة من عمره واستمر في النشر حتى عام 1945، وقد أحصى له عبد المحسن طه بدر سبعة وأربعين مقالاً، وأربعاً وسبعين قصة نشرها في مطلع حياته الأدبية، لكنه لم يبدأ بكتابة القصة القصيرة رسمياً إلا عام 1936، وإن كان قد نشر أول قصة له في «المجلة الجديدة» لسلامة موسى (1887ـ 1958) في الثالث من آب/أغسطس 1934 بعنوان «ثمن الضعف»، وقد استمر بكتابة القصص والروايات حتى عام 1994، وتجلّت موهبته القصصية والروائية في ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية»، التي انتهى من كتابتها عام 1952، لكنه لم يتمكن من نشرها حتى عام 1956 بسبب ضخامة حجمها، وقد صوَّر فيها حياة ثلاثة أجيال: جيل ما قبل ثورة 1919، وجيل الثورة، وجيل ما بعد الثورة، كما رصد من خلالها حياة هذه الأجيال وأذواقها وأفكارها، ومواقفها من المرأة والعدالة الاجتماعية، والقضية الوطنية.
    نشر نجيب محفوظ أكثر من خمسين كتاباً ما بين روايات طويلة وقصص قصيرة ومسرحيات، ومقالات ودراسات ومذكرات وتحليلات سياسية. فمن رواياته التاريخية «عبث الأقدار» و«رادوبيس» و«كفاح طيبة». ومن رواياته الاجتماعية النفسية «خان الخليلي» و«زقاق المُدُق» و«بداية ونهاية». ومن رواياته التي اعتمد فيها على تيار الوعي أو (المونولوج الداخلي) «اللص والكلاب» و«السُّمان والخريف»، و«الشحاذ». لكنه عمد في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته إلى كتابة القصص القصيرة التي أطلق عليها عنوان «أحلام فترة النقاهة»، وقد كتب ما يقارب السبعين من هذه الأحلام.
    ويذكر المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس أن محفوظ أول أديب يكتب للسينما إذ شارك في كتابة 25 فيلماً وأنتج من إبداعه 40 فيلماً؛ وتنوعت هذه الأعمال بين أفلام كتبها مباشرة للسينما وأخرى شارك مع آخرين في إعدادها وثالثة مأخوذة عن إحدى رواياته أو قصصه القصيرة، وكان المخرج المصري الراحل صلاح أبو سيف (1915ـ 1996) قد نصح نجيب محفوظ بكتابة السيناريو في منتصف الأربعينات وقدّما معاً عدداً من كلاسيكيات السينما المصرية ومن بينها «مغامرات عنتر وعبلة» و«المنتقم» و«ريا وسكينة» و«الوحش» و«الفتوة».
    وعلى فترات متباعدة كان محفوظ يشارك في كتابة سيناريو أو حوار أحد الأفلام ومنها: «جميلة» و«الناصر صلاح الدين» و«الاختيار» للمخرج المصري يوسف شاهين.
    وحين بدأ المخرجون ينتبهون إلى رواياته قرر ألا يكتب السيناريو ابتداءً من عام 1960، وكانت رواية «بداية ونهاية» التي أخرجها أبو سيف أول تعامل للسينما مع روايات نجيب محفوظ وبعدها توالت الأفلام ومنها «القاهرة30» لـ أبي سيف أيضاً و«اللص والكلاب» و«ميرامار» لكمال الشيخ و«الكرنك» و«أهل القمة» لعلي بدرخان و«المذنبون» لسعيد مرزوق و«الحب فوق هضبة الهرم» لعاطف الطيب و«السمان والخريف» لحسام الدين مصطفى و«ثرثرة فوق النيل» لحسين كمال و«بين القصرين» لحسن الإمام، واختيرت الأفلام السابقة ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري، وأضيف إليها فيلم «بين السماء والأرض» الذي أخرجه أبو سيف عام 1959 عن قصة قصيرة لمحفوظ.
    كما عُرضت بعض أعماله تلفزيونياً في مسلسلات درامية ناجحة زادت من شهرته مثل مسلسل «قسمتي ونصيبي» إخراج رضا النجار، وثلاثية محفوظ الشهيرة التي لاقت نجاحاً كبيراً كعمل تلفزيوني «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية».
    ترجمت رواياته إلى أكثر من خمس وعشرين لغة عالمية، كالإنكليزية والفرنسية والألمانية والصينية والإيطالية والسويدية والروسية والبولونية والإسبانية واليابانية وغيرها، ونُشرت في مختلف أنحاء العالم، وتمنح الجامعة الأمريكية في القاهرة جائزة سنوية باسم «جائزة نجيب محفوظ»، كما أُطلق اسمه على أحد شوارع القاهرة.
    هوجم محفوظ من بعض المثقفين والروائيين، ومن أبرزهم الكاتب المصري يوسف إدريس الذي صوّر حصول محفوظ على جائزة نوبل أنه مكافأة على مواقفه المؤيّدة لاتفاق كامب ديفيد، كما يرى بعضهم أن مضامين رواياته التي لا تتوافق مع التوجهات العربية والإسلامية، كانت من أسباب منحه الجائزة؛ ويعزو هؤلاء هذا المنح إلى رواية محفوظ «أولاد حارتنا» التي عُدّت عام 1959 محاولة فلسفية للدفاع عن الطائفة اليهودية أمام سياسات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد تم تهريب الرواية إلى بيروت حيث صدرت، بعدما منع الأزهر طباعة الرواية، لكن آخرين كانوا يرونه أهلاً لنيل جائزة نوبل بكل ما في الكلمة من معنى، فهو شيخ الروائيين العرب إذ حظيت رواياته حتى قبل نيله الجائزة باهتمام عالمي ملحوظ.
    عمل محفوظ في عدد من الوظائف الحكومية، فعُيّن سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف من عام 1938 حتى عام 1945، ثم مشرفاً على مكتبة الغوري في الأزهر، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن بوزارة الأوقاف حتى عام 1954، ثم تدرج في المناصب فعمل مديراً لمكتب وزير الإرشاد، فمديراً للرقابة على المصنفات الفنية، وفي عام 1960 مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، وفي عام 1962 مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وفي عام 1966 عُيّن رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، إلى أن أحيل على التقاعد عام 1971، فانضم إلى مؤسسة «الأهرام» الصحفية، ليعمل محرّراً فيها.
    تزوج عام 1954 وأنجب بنتين هما: أم كلثوم، وفاطمة.
    رصد نجيب محفوظ في أعماله حياة الطبقة الوسطى في أحياء القاهرة، فعبّر عن همومها وأحلامها وتطلعاتها وقضاياها، وعكس قلقها وتوجساتها إزاء القضايا المصيرية. كما صور حياة الأسرة المصرية في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع. وإذا كان بعض رواياته قد اتسم بالواقعية الحية، فإن بعضها الآخر قد اتخذ طابعاً رمزياً مثل «أولاد حارتنا» و«الحرافيش» و«رحلة ابن فطوطة».
    كان يرى نفسه واحداً من أولئك «الحرافيش» البسطاء المسحوقين الذين عاشوا في الحارة المصرية في ثقافتها ومفاهيمها وعاداتها وتقاليدها طوال خمسة وتسعين عاماً، محللاً أوضاعهم الاجتماعية، محبّاً لهم، مما جعله يهوى مجاورتهم.
    عيسى فتوح
يعمل...
X