مُضَر قبيلة عربية عدنانية حجازية شمالية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مُضَر قبيلة عربية عدنانية حجازية شمالية

    مضر (قبيله)

    Mudhar tribe (Mudar tribe) - Tribu de Mudar

    مُضَر (قبيلة ـ)

    قبيلة عربية عدنانية حجازية شمالية، تُنسب إلى مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، الجد الجاهلي الأول، أمَّا بنوه فهم أهل كثرةٍ وغلبةٍ في الحجاز من دون سائر بني عدنان، وكانت الرِّياسة لهم في مكة.
    كان نزارُ بن معدّ قد ولدَ أربعة نفرٍ هم: مضر وربيعة وإياد وأنمار. أمَّا مضر وإياد فأمُّهما خبية بنت عك بن عدنان. وأمَّا ربيعة وأنمار ابنا نزار فأمُّهما: حدالة بنت وعلان الجُرهمية، وكان يقال: ربيعة ومضر الصَّريحان من ولد إسماعيل. فدخل من كان منهم بالعراق في النّخع؛ وكان منهم بالشّام على نسبهم في نزار. ويقال: مضر الحمراء، لأن جد القبيلة الأول أخذ ميراثه من أبيه ناقة حمراء.
    وَلدَ مضر بن نزار رجلين إلياس بن مضر، والنّاس بن مضر وهو عيلان، وأمُّهما جُرهميَّة، فمن النّاس بن مضر اثنان: دُهمان وقيس، ومن إلياس بن مضر ثلاثة نفر: مدركة بن إلياس وطابخة بن إلياس وقَمْعَة بن إلياس، وأمُّهم خِنْدف وبها سمّوا، وهي خِِنْدف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة، وكان اسم مدركة عامراً واسم طابخة عمراً، وزعموا أنّهما كانا في إبل لهما يرعيانها فاقتنصا صيداً فقعدا عليه يطبخانه، وعدت عادية على إبلهما فقال عامر لعمرو: أتدرك الإبل أم تطبخ هذا الصّيد؟ فقال عمرو: بل أطبخ. فلحق عامر بالإبل فجاء بها، فلما راحا إلى أبيهما حدّثاه بشأنهما فقال لعامر أنت مدركة، وقال لعمرو وأنت طابخة، وخرجت أمّهم لما بلغها الخبر وهي مسرعةٌ فقال لها: تخندفين، فسُميت «خِنْدف».
    ومن بُطون خِنْدف: بنو مُدْركة بن إلياس بن مُضر، وهم هُذيل، وكِنانة، وأَسَد، والهُوِن.
    ومن بني طابخة بن إلياس من مُضَر: بنو ضبة، ومُزَينة، ومنهم الرَّباب بنو أد بن طابخة، وإنما سُمِّيت الرَّباب لأنها اجتَمعت وتحالفت فكانت مثل الرَّبابة. ويقال إنهم كانوا إذا تحالفوا وَضعوا أَيْديهم في جَفْنة فيها رُبّ.
    ومِنْ بطون قيس بن الناس بن مضر: عَدْوَان وفَهْم ابنا عمرو بن قيس ابن عيلان، فمن عَدْوان: عامر بن الظَّرب، حَكَم العرب بعكاظ، ومنهم: أبو سَيَّارة، وهو عُمَيلة بن الأعْزل، ومنهم: تأبَّطَ شراً الشاعر الصعلوك.
    ومضر أكثر ولد نزار شرفاً وعدداً وأعظمهم مكانةً, وإليه تنتهي سلسلة نسب النبيr، والعرب تقول: «العزُّ والعدد في معد، ثمّ في نزار، ثمّ في مضر، ثمّ في خِنْدف من إلياس». وقال محمد بن سلاّم الجمحي في أسانيده: إن النَّبيr قال: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ اختار من النَّاس العرب، ثمّ اختار من العرب مضر، ثمّ اختار من مضر كنانة، ثمّ اختار من كنانة قريشاً، ثمّ اختار من قريش بني هاشم، ثمّ اختارني ممَّن أنا منه».
    وإلى هذه القبيلة تنتمي قبائل كثيرة من قبائل العرب ومنهم مشاهير الشعراء والخطباء والفرسان وغيرهم في الجاهلية والإسلام.
    ويُقال إن مضر هو أوَّل من عظَّم شهر رجب في الجاهلية، ونُسب إليه فقيل: «رجب مضر»، وأوَّل من سنَّ الحُداء للإبل في العرب، وكان من أحسن النَّاس صوتاً.
    كانت منازل القبيلة في الجاهلية في مكة والحجاز وما جاورها، ثم امتدت حتى وصلت إلى الجزيرة الفراتية وعرفت منطقة سكناها بديار مضر وهي أكثر جهات الجزيرة تطرفاً نحو الغرب، وتشمل الأراضي المحاذية للفرات من سمسياط حيث يغادر سلاسل الجبال منحدراً إلى عانة من السهول التي يسقيها نهر البليخ رافد الفرات الآتي من حرّان، وكان مركز ديار مضر الرقة ومن مدنها المهمة الرها وقرقيسيا وسروج ورأس كيفا، وعندما مُصِّرت البصرة في خلافة عمر بن الخطاب كانت القبائل المضرية التي استقرت في البصرة أكثر من قبائل ربيعة، فلما لحق الأزد بالبصرة في نهاية خلافة معاوية وأول خلافة يزيد، طلبت بنو تميم من الأحنف بن قيس أن يبادر إلى الأزد قبل أن تسبقهم إليهم ربيعة، فرفض الأحنف أن يأتيهم ويتحالف معهم إلا إذا أتوا هم إليه؛ لأنهم كما قال لهم: «إن أتيمتموهم صرتم لهم أتباعاً»، فجددت ربيعة حلفها مع الأزد الذي كان معها في الجاهلية، فلم يزالوا لهم أتباعاً ووقفت بكر إلى جانب الأزد على مضر.
    استمر هذا التحالف وهذا الموقف طوال العصر الأموي وظهر جلياً في خراسان، فكانت الفتن تندلع بين اليمانية ومن معها من ربيعة وبين المضرية كلما اضطربت الأوضاع في المركز، كما حدث بعد وفاة يزيد بن معاوية سنة 64هـ ؛ عندما اختلف الناس في خراسان، وكما حدث بعد مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة 126هـ إذ اندلعت الفتنة بين المضرية بزعامة نصر بن سيّار[ر] والي خراسان واليمانية ومن انضم إليها من قبائل ربيعة بزعامة جديع الكرماني الذي كان يطمع بإمارة خراسان، ونجح الكرماني سنة 128هـ أن يدخل مرو، وصفت مرو لليمانية فهدموا دور المضرية، وقد أضعفت هذه الفتنة مضر التي كان لها في ذلك الوقت الشأن كله في المحافظة على السيادة العربية، وكانت هذه الفتنة من الأسباب التي ساعدت على نجاح الثورة العباسية والقضاء على السلطة الأموية في خراسان.
    علي أبو زيد

يعمل...
X