ملحمة النبي- عمر أبو ريشة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملحمة النبي- عمر أبو ريشة


    الديوان » سوريا » عمر أبو ريشة » ملحمة النبي

    عدد الابيات : 53

    طباعة حفظ أي نجوى مخضلة النعماء

    رددتها حناجر الصحراء

    سمعتها قريش فا نتفضت غضبى

    وضجت مشبوبة الأهواء

    ومشت في حمى الضلال إلى

    الكعبة مشي الطريدة البلهاء

    وارتمت خشعة على اللات

    والعزى وهزت ركنيهما بالدعاء

    وبدت تنحر القرابين نحرا

    في هوى كل دمية صماء

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	images (1).jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	9.3 كيلوبايت 
الهوية:	122396
    وانثنت تضرب الرمال اختيالا

    بخطى جاهلية عمياء

    عربدي يا قريش وانغمسي ما

    شئت في حمأة المنى النكراء

    لن تزيلي ما خطه الله للأرض

    وما صاغه لها من هناء

    شاء أن ينبت النبوة في القفر

    ويلقي بالوحي من سيناء

    فسلي الربع ما لغربة عبد الله

    تطوى جراحها في العزاء

    ما لأقيال هاشم يخلع البشر

    عليها مطارف الخيلاء

    انظريها حول اليتيم فراشا

    هزجا حول دافق اللالاء

    وأبو طالب على مذبح الأصنام

    يزجي له ضحايا الفداء

    هو ذا أحمد فيا منكب الغبراء

    زاحم مناكب الجوزاء

    بسم الطفل للحياة وفي جنبيه

    سر الوديعة العصماء

    هب من مهده ودب غريبَ

    الدار في ظل خيمة دكناء

    تتبارى حليمةٌ خلفه تعدو

    وفي ثغرها افترار رضاء

    عرفت فيه طلعة اليمن والخير

    إذا أجدبت ربى البيداء

    وتجلى لها الفراق فاغضت

    في ذهول وأجهشت بالبكاء

    عاد للربع أين آمنةٌ

    والحب والشوق في مجال اللقاء

    ما ارتوت منه مقلة طالما شقت

    عليه ستائر الظلماء

    يا اعتداد الأيتام باليتم كفكف

    بعده كل دمعة خرساء

    أحمد شب يا قريش فتيهي

    في الغوايات واسرحي في الشقاء

    وانفضي الكف من فتى ما تردى

    برداء الأجداد والآباء

    أنت سميته الأمين وضمخت

    بذكراه ندوة الشعراء

    فدعي عمه فما كان يغريه

    بما في يديك من إغراء

    جاءه متعب الخطى شارد الآمال

    مابين خيبة ورجاء

    قال هون عنك الأسى يابن عبد

    الله واحقن لنا كريم الدماء

    لا تسفه دنيا قريش تبوئك

    من الملك ذروة العلياء

    فبكى أحمد وما كان من يبكي

    ولكنها دموع الإباء

    فلوى جيده وسار وئيدا

    ثابت العزم مثقل الأعباء

    وأتى طوده الموشح بالنور

    وأغفى في ظل غار حراء

    وبجفنية من جلال أمانيه

    طيوف علوية الإسراء

    وإذا هاتف يصيح به اقرأ

    فيدوي الوجود بالأصداء

    وإذا في خشوعه ذلك الأمي

    يتلو رسالة الإيحاء

    وإذا الأرض والسماء شفاه

    تتغنى بسيد الأنبياء

    جمعت شملها قريش وسلت

    للأذى كل صعدة سمراء

    وأرادت أن تنقذ البغي من أحمد

    في جنح ليلة ليلاء

    ودرى سرها الرهيب علي

    فاشتهى لو يكون كبش الفداء

    قال : يا خاتم النبيين أمست

    مكة دار طغمة سفهاء

    أنا باق هنا ولست أبالي

    ما ألاقي من كيدها في البقاء

    سيروني على فراشك والسيف

    أمامي وكل دنيا ورائي

    حسبي الله في دروب رضاه

    أن يرى فيّ أول الشهداء

    فتلقاه أحمد باسم الثغر

    عليما بما انطوى في الخفاء

    أمر الوحي ان يحث خطاه

    في الدجى للمدينة الزهراء

    وسرى واقتفى سراه أبو بكر

    وغابا عن أعين الرقباء

    وأقاما في الغار والملأ العلوي

    يرنو إليهما بالرعاء

    وقفت دونه قريش حيارى

    وتنزهت جريحة الكبرياء

    وانثنت والرياح تجار والرمل

    نثير في الأوجة الربداء

    هللي يا ربا المدينة واهمي

    بسخي الأظلال والأنداء

    واقذفيها الله أكبر حتى

    ينتشي كل كوكب و ضاء

    واجمعي الأوفياء إن رسول الله

    آت لصحبة الأوفياء

    وأطلّ النبي فيضا من الرحمة

    يروي الظماء تلو الظماء
يعمل...
X