التعرق هو فراز السوائل عن طريق الغدد العرقية للحفاظ على درجة...
هل يوجد أسباب لرائحة العرق الكريهة عند النساء؟
٢٩ أغسطس ٢٠٢١
تحقيق مسبار
رائحة الجسم أو رائحة العرق الكريهة عبارةٌ عن رائحة تتفاوت في شدتها من شخص لآخر، وهذا يثير التساؤل عن أسباب رائحة العرق الكريهة عند النساء والرجال على حدٍّ سوا،ء وهل هي حالة طبيعية أم أنها مؤشر على وجود مخاطر ومشاكل صحية متنوعة؛ إذ يُمكن تعريف التعرق بأنه إفراز السوائل عن طريق الغدد العرقية؛ للحفاظ على درجة حرارة الجسم وتبريده في الظروف الجوية الحارة؛ حيث تعتمد كمية العرق عادةً على درجة حرارة الجو المحيط ومقدار المجهود البدني المبذول، لكن في بعض الحالات؛ فإن التخلص من رائحة الإبط للأبد يعتبر حلماً عند معظم النساء؛ بسبب شعورهن بالإحراج من ظهور هذه الروائح.
ما هي أسباب رائحة العرق الكريهة عند النساء؟
قد تتفاوت رائحة العرق عند النساء في شدتها وكراهيتها بالاعتماد على الأسباب، التي يمكن إجمالها في النقاط التالية:
- مرحلة البلوغ: التغييرات في رائحة الجسم جزءٌ طبيعيٌّ من مرحلة البلوغ والتطوّر؛ بسبب زيادة نشاط الغدة الدرقية والهرمونات؛ فتحدث رائحة العرق الكريهة عند الرجال والنساء على حد سواء.
- ممارسة التمارين: أو ممارسة أي نشاطٍ بدنيٍّ، وهذا يسبّب ارتفاع درجة حرارة الجسم واضطراره لإفراز العرق؛ لتبريد الجسم بطريقة طبيعية.
- النظام الغذائي: قد تُسبّب بعض الأطعمة في النظام الغذائي رائحة عرق كريهة، وقد تظهر هذه الرائحة في البول أيضًا؛ مثل تناول الهليون؛ إلّا إنّ الرائحة تزول بمجرد استقلابه في الجسم، كما أن بعض الأطعمة تُسبب غازات وروائح كريهة؛ مثل: البروكلي والقرنبيط والكرنب، إضافةً إلى الكربوهيدرات التي تُسبب روائحًا كريهةً واللحوم، وبعض أنواع التوابل والثوم والبصل والفجل والتبغ.
- الضغط العصبي: التوتر والقلق والضغوط النفسية تُسبب ايضًا رائحة عرق كريهة عند النساء، كما قد يُسبب الإجهاد المفرط روائح مزعجة.
- مرض السكري: مرض السكري ناتج عن إنتاج كميات قليلة من الأنسولين أو عدم استخدامه بشكلٍ جيدٍ، وهذا يُسبب إنتاج الحماض الكيتوني، الذي يتم إفرازه في البول أو العرق.
- انقطاع الطمث: التقلبات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية تُسبب تغيرًا في رائحة الجسم، وقد تُسبب روائحًا مختلفةً، أما في حالات انقطاع الطمث؛ فإن الرائحة تكون كريهة ومزعجة في معظم الحالات.
بعض الأجسام تفرز روائحًا كريهةً في مناطق مختلفة من الجسم؛ بسبب مجموعة من العوامل نذكر منها ما يلي:
- التهابات المهبل: بعض الالتهابات المهبلية؛ مثل التهاب المهبل الجرثومي أو عدوى الطفيليات المهبلية، تُسبّب روائحًا مهبليةً كريهةً وقد تكون مصحوبةً بإحمرار وحكّة وحرقان.
- التهابات الجلد: قد تكون رائحة العرق الكريهة عند النساء بسبب التهاب الجلد في منطقة الإبطين، وهذا يسمى بداء المُشعرات الإبطي، وهو عدوى بكتيرية تُصيب بصيلات شعر الإبط.
- قدم الرياضي: قد تتسبب بعض فطريات القدم بظهور رائحةً كريهةً في القدمين؛ إذ تتكاثر هذه الفطريات في الأماكن الدافئة والرطبة.
- السرطان: قد تُسبب بعض أنواع السرطانات روائحًا كريهةً ناتجةً عن الجروح التي تصيب 5% من مصابي السرطان، كما أن السرطانات النسائية تسبب روائحً كريهةً في المهبل.
- نقص الفيتامينات والمعادن: قد يُسبب نقص بعض الفيتامينات والمعادن في الجسم ظهور رائحة الجسم الكريهة، وقد تظهر هذه الروائح في البراز أو البول؛ ومنها نقص فيتامين سي.
- عدوى المسالك البولية: بعض التهابات المسالك البولية الجرثومية تُسبب روائحًا كريهةً في البول؛ بسبب تكاثر البكتيريا في المسالك البولية.
- التهاب رئوي: تُسبب التهابات الرئة رائحة نفس كريهة، كما أنها تُسبب البلغم.
- السل: وهو مرض ناتج عن عدوى بكتيرية تصيب الرئتين والحلق وتُسبب رائحة نفس كريهة.
الجسم مُغطّى بالغدد العرقية والغدد الصماء؛ إذ تتواجد هذه الغدد في المناطق المليئة في الشعر تحت الإبطين وفي منطقة الأفخاد، وتفرز العرق في بصيلات الشعر التي تنفتح على السطح مباشرةً عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، لكن العرق هنا يكون عديم الرائحة وغنيًا بالبروتين وينتج لتبريد الجسم؛ فتعمل البكتيريا الموجودة على الجسم على تكسيره مسببةً رائحة عرق كريهة، وهذه الغدد عادةً تعمل بعد مرحلة البلوغ وهذا يُفسر عدم ظهور رائحة عرق للأطفال.
كيفية علاج رائحة الإبط
يعتمد علاج رائحة العرق الكريهة عند النساء على سبب ظهور رائحة كريهة من الإبط بشكلٍ عام، التي يستطيع الطبيب تحديدها بالفعل من خلال الفحوصات البدنية، إضافةً إلى شدة الرائحة؛ إذ يُمكن اتباع بعض النصائح التالية؛ لتقليل رائحة العرق الكريهة:
- استخدام مضادات التعرق: يُمكن استخدام مضادات التعرق أو مزيلات العرق يوميًا بعد الاستحمام للتخلص من رائحة العرق تحت الإبطين؛ إذ تعمل هذه المضادات على تقليل كمية العرق الناتجة عن طريق سدّ المسامات التي يخرج منها العرق، كما أن هذه المزيلات تعمل على جعل البشرة حمضية؛ بسبب احتوائها على الكحول لمنع تكوّن البكتيريا، التي تُعتبر من أهم أسباب رائحة العرق الكريهة عند النساء، عندها ستختفي رائحة العرق.
- حقن البوتكس: يُمكن اللجوء إلى حقن البوتكس في الغدد الدرقية، الذي يُقلّل من إفراز العرق والرائحة، ويُمكن تكرار هذه الحقن كل عدة أشهر.
- الاستحمام اليومي: أفضل طريقة لمنع رائحة العرق هي الاستحمام اليومي؛ للتخلّص من البكتيريا المسبّبة للعرق عن طريق استخدام الماء والصابون لتنظيف الجسم والتخلص من بقايا مزيلات العرق السابقة، التي تُسبّب إغلاق المسام.
- اختيار أنواع الملابس: قد يُساعد ارتداء الملابس القطنية الواسعة والأقمشة الماصّة للرطوبة في تقليل العرق؛ بسبّب السماح بتهوية المنطقة ودخول الهواء إلى الجسم وتبريده بشكلٍ أكبرٍ، كما يُفضّل ارتداء ملابس نظيفة يوميًا، ثم غسلها بعد كل استخدام.
- إزالة الشعر تحت الإبطين: أثبتت دراسة أجريت عام 2016 أن حلق شعر الإبطين أو إزالته باستخدام الشمع يُقلل من رائحة العرق الكريهة؛ لأن الشعر يُقلّل من تبخر العرق طبيعيًا، بالتالي يعطي البكتيريا وقتًا أطول لتفكيك بروتينات العرق.
- ممارسة تمارين الاسترخاء: الإجهاد والتوتر يُسبب زيادةً في إنتاج الغدد العرقية للعرق؛ لذلك فإن بعض تمارين الاسترخاء ستُقلل الإجهاد وبالتالي تقليل إفراز العرق.
- تقليل كمية التوابل والبهارات: كما يُمكن تقليل الأغذية الغنية بالثوم والبصل، وتقليل نسبة اللحوم في الغذاء.
- استخدام بعض العلاجات الموضعية: مثل الرحلان الشاردي، الذي يُقلل إفراز العرق؛ بسبب إغلاقه لغدد العرق مؤقتًا؛ إذ يُمكن استخدام هذه العلاجات مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا ليقل استخدامها تدريجًا والوصول إلى مرة واحدة شهريًا.
- الجراحة: عندما تعجز العلاجات التقليدية السابقة والتدابير المتخذة للتخلص من رائحة العرق الكريهة قد يلجأ الطبيب إلى علاج نهائي؛ عن طريق إجراء عملية جراحية تُسمى استئصال الودي الصدري بالمنظار، وهذه العملية يتم فيها قطع الأعصاب التي تتحكم في العرق تحت جلد الإبطـ، لكن ينطوي على هذا الإجراء مخاطرًا كبيرةً؛ منها تلف الأعصاب والشرايين في المنطقة، لكنها تعتبر أهم وأنجح الطرق للتخلص من رائحة العرق إلى الأبد بحسب دراسات أجريت عام 2019.
يدّعي بعض المروجين لاستخدام المنتجات الطبيعية إلى إمكانية التخلّص من رائحة العرق الكريهة إلى الأبد؛ عن طريق إزالة سموم الإبط والجلد باستخدام مواد طبيعية؛ مثل: الخل أو صودا الخبز؛ لإزالة الروائح الكريهة، والامتناع عن استخدام مزيلات العرق التقليدية، لكن هل هذه الطرق تُعتبر فعالة؟... الحقيقة أنّه لا يوجد أيُّ دليل طبي أو علمي يُثبت نجاح هذه الخلطات في إزالة سموم الجلد والتخلص من الروائح، ناهيك عن المشاكل الجلدية الأخرى التي قد يُسببها استخدام هذه المنتجات؛ مثل التهيج والاحمرار والحكة، كما أثبتت دراسة أن استخدام مزيلات العرق التقليدية يُقلّل الميكروبات العنقودية الموجودة في الإبط أكثر من استخدام المنتجات الطبيعية، كما أن استخدام مثل هذه المنتجات قد يُسبّب خللًا في بكتيريا الإبط وتكون له آثار سلبية على الصحة.
هل مزيلات العرق تسبب السرطان؟
عند البحث عن أسباب رائحة العرق الكريهة عند النساء ستجد أن بعض المروجين لاستخدام المنتجات الطبيعية والخلطات المنزلية يدّعون أن مزيلات العرق تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، ومضرّة بشكل مباشر بالنساء، لكن الدراسات والأبحاث تدحضُ هذه الادعاءات وتُثبت أنها آمنة أكثر من المنتجات الطبيعية التي تحتوي على مكونات غير معروفة عادةً، كما أنها لا تخضع لقوانين إدارة الغذاء والدواء؛ لذلك لا يُمكن إثبات أمانها بالفعل، أما فيما يخص إمكانية إزالة سموم الإبطين للأبد؛ فالجواب هو لا قطعًا؛ لأن الجلد لا يقوم عادةً بترشيح السموم كما يفعل الكبد والكلى والغدد الليمفاوية والطحال؛ لذلك يُفضّل استخدام مزيلات العرق الاعتيادية؛ لتقليل الروائح الكريهة وتجنّب استخدام المواد الطبيعية لهذه الغاية.
هل تعتبر رائحة العرق الكريهة خطيرة؟
ذكرنا أن الرائحة الكريهة تتفاوت في شدتها من شخص لآخر، لكن في بعض الحالات فإن الروائح الكريهة تعتبر مؤشر خَطر، وتستوجِب زيارة الطبيب لتحديد أسباب رائحة العرق الكريهة عند النساء، وتحديد العلاج الملائم، ومن هذه المؤشرات:
- زيادة التعرق أثناء الراحة والتواجد في مكان معتدل الحرارة.
- التعرق الشديد من مختلف أنحاء الجسم بشكل يعيق ممارسة الأنشطة اليومية؛ مثل محاولة إمساك مقبض الباب أو إمساك القلم وغيرها من النشاطات.
- كثرة التعرّق أثناء النوم.
- زيادة الالتهابات الجلدية في أماكن ظهور العرق.
- ظهور رائحة للجسم تشبه البيض، وهذه علامة أولية على أحد أمراض الكبد أو الكلى.
- ظهور رائحة تُشبه الفواكه في الجسم، وهذه قد تكون دلالة على مرض السكري.
- تغير مفاجئ في حالة الجسم الطبيعية من ناحية زيادة التعرق أو الرائحة.