أقواله أحدثت العديد من عبارات وأقوال شكسبير التي وردت في مسرحيّاته أثراً مهمّاً في اللغة الإنجليزية الحديثة، فأدرجت في القواميس الحديثة، وأصبحت جزءاً من اللغة المستخدمة اليوم، ومن أبرز أقوال شكسبير:
ليسَ كلّ ما يلمع ذهباً، (بالإنجليزيّة: All that glitters isn't gold) من مسرحيّة تاجر البندقيّة. أن تكون الكلّ والنهاية، (بالإنجليزيّة: To be-all and the end-all) من مسرحيّة ماكبث. العبرة بخواتمها، (بالإنجليزيّة: All's well that ends well) من مسرحيّة العبرة بخواتمها. كسر الصمت، (بالإنجليزيّة: Break the ice)، من مسرحيّة ترويض النَّمِرة. لقد رأينا أيّاماً أفضل، (بالإنجليزيّة: We have seen better days)، من مسرحيّة كما تشاء. الجدل حول شكسبير أُثيرَ بعض الجدل الذي يشكّك بحقيقة كتابة شكسبير للمسرحيّات التي نُسبت إليه بعدَ مرور أكثر من مئتي عام على وفاته، وكانَ هذا الجدل قد بدأ بعدَ تصريحاتٍ قامت بها الكاتبة الأمريكيّة ديليا سالتر بيكون عام 1857م، حيث أشارت إلى أنّ المسرحيّات التي تُنسَب لشكسبير هيَ في الحقيقة من كتابة اللورد فرانسيس بيكون، وبأنّ نسب هذه المسرحيّات لشكسبير ليسَ إلّا مؤامرة حيكت لإخفاءِ الشخصيّة الحقيقيّة التي كتبت هذه الأعمال، ولكنّ هذا الجدل الذي أثارته ديليا بيكون لا يستند إلى أيّة دلائل حقيقيّة تثبت صحة ادعائها، ولا يوجد أيّ دليل على أنّ الاسم الذي استخدمه كاتب القصائد لم يكن سوى اسم مستعار، أو أنّ شكسبير لم يكن سوى ممثل مسرحيّ، وفي المقابل توجد العديد من الأدلّة التي تُثبت عكسَ تلكَ الادّعاءات، وتؤكّد على وجود شخص حقيقيّ يُدعى وليم شكسبير كتب جميع القطع الأدبيّة التي نُسبت إليه، وتثبت حقيقة كونه جزءاً من شركة مسرحيّة كانَ ممثّلاً فيها. وبعدَ هذا الجدل الذي أثارته الكاتبة ديليا بيكون تبنّى العديد من الأشخاص وجهة نظرها، ومنهم: إيرل إسكس، وكريستوفر مارلو، وإيرل ديربي، وإيرل روتلاند، وإيرل أكسفورد، والملكة إليزابيث الأولى، وعلى الرغم ممّا يثيره أنصار بيكون أو أي شخص يفترض وجود مؤلّف آخر لمسرحيات شكسبير، إلّا أنّ جميع أسماء المؤلفين المحتملين لم يكن لهم أيّ رابط بأيّ ممثل معاصر لأيّ من مسرحيّات شكسبير، أو أي شخص مسؤول عن إنتاج تلكَ المسرحيّات.
تأثير وليم شكسبير لم يكتفِ شكسبير بتقديم المتعة لقارئيه ولمحبيّ المسرحيّات، بل أحدثت كتاباته الأدبيّة أيضاً تأثيراً مهمّاً على عدّة أصعدة، فعلى الصعيد الأدبيّ تعدَ قصص شكسبير أحد أكثر القصص شيوعاً التي امتدّت على مدى قرونٍ طويلة، وذلك لأنّ شكسبير استطاعَ أن يقدّم أفضل شكل للسرد الكلاسيكيّ، ليكونَ بذلك أكثر مؤلّف استطاع أن يتقن هذا النوع من الأدب، وخاصةً في السرد الكلاسيكيّ البطوليّ أو الرومانسيّ التراجيكوميديا، هذا بالإضافة إلى الأسلوب السرديّ المميّز للقصص، وتشكيل بُنيتها بشكلٍ مؤثّرٍ، أمّا على صعيد اللغة فقدّم شكسبير ثروةً لغويّة ارتقت باللغة الإنجليزيّة الوسطى للغة الإنجليزيّة المعاصرة، ويعود الفضل بذلك للمفردات التي قدّمها شكسبير من خلال صياغة الكلمات بطريقة مختلفة، كتغيير الأفعال إلى أسماء والعكس، وربط الكلمات معاً بطرق جديدة، وإضافة اللواحق والبادئات إلى الكلمات.[١٤] وتتميّز قصص شكسبير بكونها تتجاوز الوقت والثقافة، فهيَ قصص لا تموت بل تُسرَد بطرق جديدة لتناسب العالم الحديث، وذلك لأنّها تحمل كمّاً كبيراً من المشاعر الإنسانيّة التي لا تتغيّر مع الوقت أو باختلاف الثقافات، ويُعتقد بأنّ تقديم تلك المشاعر الإنسانيّة، مثل الحبّ، أو الموسيقا، أو التقدّم في العمر لم يتمكّن أي كاتب غربيّ من التعبير عنها بكلماتٍ مؤثّرةٍ وبليغةٍ كما فعلَ شكسبير، وهذا الذي ألهمَ جون بارتليت لعمل أول كتاب يجمع فيه مجموعةً من الاقتباسات الأكثر انتشاراً، والذي أطلق عليه اسم اقتباسات بارتليت (familiar quotations)، كما لم يكن تأثير شكسبير كامناً في كلماته وبلاغته فقط، بل في قوّة الشخصيّات التي تظهر في مسرحيّاته، وخاصةً الشخصيّات التي رسمها في المسرحيّات التراجيديّة والتي تفوّقت على المأساة اليونانيّة، فهيَ شخصيّات ذات أبعادٍ عميقةٍ ومعقدةٍ، مثل شخصيّة هاملت التي حادت عن طبيعتها الإنسانيّة وتوجّهت للقتل والانتقام، لذا تعدّ شخصيّات شكسبير التراجيديّة من أصعب الأدوار التي قد يؤديها أيّ ممثل، وبذات الوقت أكثرها جذباً للممثلين أيضاً.
سنواته الأخيرة ومماته استمرّ وليام شكسبير في الكتابة حتى عام 1613م، وهو العام الذي كتبَ فيه آخر مسرحيتين له، ثمّ عادَ إلى ستراتفورد معلناً بذلك تقاعده، وقد توفيَ شكسبير عن عمرٍ يناهز 52 عاماً، وذلك يوم 23 من شهر نيسان عام 1616م، ودفنَ في مسقطِ رأسه ستراتفورد أبون آفون، إذ وضعَ جثمانه في مذبحِ الهيكل لكنيسةِ الثالوث المقدس التي كانَ له حصةً فيها، وذلك لأنّه اشترى العُشر من تلكَ الكنيسة مقابل مبلغ كبير من المال، وبالنسبة لزوجة شكسبير آن هاثواي فظلّت إلى جانب زوجها حتى آخر أيّام حياته، ووضعت عائلته على الحائط الأقرب من قبره تمثالاً نصفيّاً له يشابه هيئته وهو في وضعيّة الكتابة.