برج إيفل.. مدخنة مصنع سوداء عملاقة أهانت الذوق الفرنسي
برج إيفل قُدم على مر العقود كأيقونة فرنسية فاخرة وواجهة سياحية ممتازة (شترستوك)12/6/2023
يعتبر برج إيفل (بالفرنسية: Tour Eiffel) المعلم السياحي الأكثر شهرة حول العالم اليوم. غير أن صورته اليوم كوجهة أولى لعشاق السفر والسياحة تخفي تاريخا من الانتقادات التي لاحقت المشروع منذ أيامه الأولى.
ويعود تاريخ البرج للعام 1887 حيث شرع في بنائه المهندس المعماري الفرنسي ألكسندر جوستاف إيفل، ولد عام 1832 وتوفي عام 1923، واستمر البناء لمدة عامين وشهرين، أي أن الانتهاء من بنائه كان عام 1889.
سُمي في البداية برج الـ 300 متر، لأن هذا هو ارتفاعه، إلى أن استقر نسب البرج إلى المهندس الذي بناه. ويعتبر البرج المعلم الأكثر زيارة بـ 7 ملايين زائر سنويا، إلا أن هذا المعلم السياحي كان سبب الكثير من المظاهرات والاعتراضات مِن قبل فنانين ورسامين ومعماريين رأوا فيه انحدارا للذوق العام الفرنسي لأسباب عدة.
عاصفة من النقد
على عكس ما يعرف اليوم عن البرج كأيقونة معمارية تاريخية تتوج وجه العمارة الباريسية الفاخرة الآن، فإن المبنى أثار موجة من الغضب والاعتراض وصلت إلى حد التظاهر وتقديم عريضة احتجاج لمنع بنائه بعد طرح فكرته بأيام معدودة فقط.
تلك المعركة حامية الوطيس خاضها عدد كبير من عمالقة الفنون والآداب والرسم في فرنسا، وعلى رأسهم الرسّام الفرنسي الشهير وليام أدولف بوغيرو. ورأى المعترضون أن البرج مجرد بناء سخيف لا قيمة ولا فكرة ولا إبداع فيه، وأطلقوا عليه وصف "مدخنة مصنع سوداء عملاقة".
وقد نقل المؤرخ الفني هنري لويريت، مدير سابق لمتحف اللوفر، في كتابه الذي تناول السيرة الذاتية لجوستاف إيفل، العريضة التي وقع عليها المعترضون، وجاء فيها "نحن الكتاب والرسامين والنحاتين والمهندسين المعماريين والمخلصين المتحمسين لجمال باريس الذي لم يُمس حتى الآن بسوء، نحتج بكل قوتنا، بكل غضب، باسم الذوق الفرنسي الذي تمت إهانته، ضد هذا الخازوق. إننا نحتج ضد برج جوستاف إيفل غير المجدي والوحشي هذا من أجل حجج محكمة، تخيلوا للحظة برجا سخيفا ومهزوزا يهيمن على باريس مثل مدخنة مصنع سوداء عملاقة، يسحق تحته كتلة نوتردام، وبرج سانت جاك، ومتحف اللوفر، وقبة ليس إنفاليد، وقوس النصر. كل آثارنا، التي تتم إهانتها تلك، ستغرق في هذا الكابوس المروع. ولمدة 20 سنة، سنرى العمود الكريه هذا المكون من صفائح معدنية مثبتة بمسامير مثل بقعة من الحبر الظليل البغيض".
بناء البرج استخدم فيه أكثر من 18 ألف قطعة حديد و 2.5 مليون مسمار (شترستوك)هرم باريس المعدني
كان المهندس إيفل يرى أن البرج سيكون تحفة باريسية لا تقل عظمة ولا تعقيدا عن الأهرامات المصرية، بل سيكون هرما فرنسيا أكثر طولا، وإن كانت أهرامات الجيزة بُنيت بطريقة محيرة أو إبداعية، فإن هذا البرج سيتم بناؤه من الحديد والمسامير وهو أمر لم يسبق له مثيل.
واستخدم في بناء البرج أكثر من 18 ألف قطعة حديد و2.5 مليون مسمار، وبلغ وزن البرج 10 آلاف طن، ويرتكز على قاعدة مكونة من 4 أعمدة، أبعادها 125 في 125 مترا.
المهندس الفرنسي ألكسندر جوستاف مع نموذج لبرج إيفل (غيتي)
وعلى إثر مقارنة إيفل لبرجه مع الأهرامات، نشرت جريدة "لو تامب" (Le Temps) الفرنسية كاريكاتيرا ساخرا عن غوستاف إيفل في 14 فبراير/شباط 1887، حيث تم تضخيم البرج الهرمي وتقزيم هرم الجيزة والمهندس يقف في المنتصف بينهما.
برج إيفل قُدم على مر العقود كأيقونة فرنسية فاخرة وواجهة سياحية ممتازة (شترستوك)12/6/2023
يعتبر برج إيفل (بالفرنسية: Tour Eiffel) المعلم السياحي الأكثر شهرة حول العالم اليوم. غير أن صورته اليوم كوجهة أولى لعشاق السفر والسياحة تخفي تاريخا من الانتقادات التي لاحقت المشروع منذ أيامه الأولى.
ويعود تاريخ البرج للعام 1887 حيث شرع في بنائه المهندس المعماري الفرنسي ألكسندر جوستاف إيفل، ولد عام 1832 وتوفي عام 1923، واستمر البناء لمدة عامين وشهرين، أي أن الانتهاء من بنائه كان عام 1889.
سُمي في البداية برج الـ 300 متر، لأن هذا هو ارتفاعه، إلى أن استقر نسب البرج إلى المهندس الذي بناه. ويعتبر البرج المعلم الأكثر زيارة بـ 7 ملايين زائر سنويا، إلا أن هذا المعلم السياحي كان سبب الكثير من المظاهرات والاعتراضات مِن قبل فنانين ورسامين ومعماريين رأوا فيه انحدارا للذوق العام الفرنسي لأسباب عدة.
عاصفة من النقد
على عكس ما يعرف اليوم عن البرج كأيقونة معمارية تاريخية تتوج وجه العمارة الباريسية الفاخرة الآن، فإن المبنى أثار موجة من الغضب والاعتراض وصلت إلى حد التظاهر وتقديم عريضة احتجاج لمنع بنائه بعد طرح فكرته بأيام معدودة فقط.
تلك المعركة حامية الوطيس خاضها عدد كبير من عمالقة الفنون والآداب والرسم في فرنسا، وعلى رأسهم الرسّام الفرنسي الشهير وليام أدولف بوغيرو. ورأى المعترضون أن البرج مجرد بناء سخيف لا قيمة ولا فكرة ولا إبداع فيه، وأطلقوا عليه وصف "مدخنة مصنع سوداء عملاقة".
وقد نقل المؤرخ الفني هنري لويريت، مدير سابق لمتحف اللوفر، في كتابه الذي تناول السيرة الذاتية لجوستاف إيفل، العريضة التي وقع عليها المعترضون، وجاء فيها "نحن الكتاب والرسامين والنحاتين والمهندسين المعماريين والمخلصين المتحمسين لجمال باريس الذي لم يُمس حتى الآن بسوء، نحتج بكل قوتنا، بكل غضب، باسم الذوق الفرنسي الذي تمت إهانته، ضد هذا الخازوق. إننا نحتج ضد برج جوستاف إيفل غير المجدي والوحشي هذا من أجل حجج محكمة، تخيلوا للحظة برجا سخيفا ومهزوزا يهيمن على باريس مثل مدخنة مصنع سوداء عملاقة، يسحق تحته كتلة نوتردام، وبرج سانت جاك، ومتحف اللوفر، وقبة ليس إنفاليد، وقوس النصر. كل آثارنا، التي تتم إهانتها تلك، ستغرق في هذا الكابوس المروع. ولمدة 20 سنة، سنرى العمود الكريه هذا المكون من صفائح معدنية مثبتة بمسامير مثل بقعة من الحبر الظليل البغيض".
بناء البرج استخدم فيه أكثر من 18 ألف قطعة حديد و 2.5 مليون مسمار (شترستوك)هرم باريس المعدني
كان المهندس إيفل يرى أن البرج سيكون تحفة باريسية لا تقل عظمة ولا تعقيدا عن الأهرامات المصرية، بل سيكون هرما فرنسيا أكثر طولا، وإن كانت أهرامات الجيزة بُنيت بطريقة محيرة أو إبداعية، فإن هذا البرج سيتم بناؤه من الحديد والمسامير وهو أمر لم يسبق له مثيل.
واستخدم في بناء البرج أكثر من 18 ألف قطعة حديد و2.5 مليون مسمار، وبلغ وزن البرج 10 آلاف طن، ويرتكز على قاعدة مكونة من 4 أعمدة، أبعادها 125 في 125 مترا.
المهندس الفرنسي ألكسندر جوستاف مع نموذج لبرج إيفل (غيتي)
وعلى إثر مقارنة إيفل لبرجه مع الأهرامات، نشرت جريدة "لو تامب" (Le Temps) الفرنسية كاريكاتيرا ساخرا عن غوستاف إيفل في 14 فبراير/شباط 1887، حيث تم تضخيم البرج الهرمي وتقزيم هرم الجيزة والمهندس يقف في المنتصف بينهما.