فيلم "بلاك بيري".. "نصف الحقيقة" لقصة صعود وانهيار عملاق الاتصالات الكندي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم "بلاك بيري".. "نصف الحقيقة" لقصة صعود وانهيار عملاق الاتصالات الكندي


    فيلم "بلاك بيري".. "نصف الحقيقة" لقصة صعود وانهيار عملاق الاتصالات الكندي

    "بلاك بيري" الذي يتناول قصة صعود وانهيار لمياء رأفت
    13/6/2023

    يُعرض فيلم "بلاك بيري" (BlackBerry) بدور السينما حالياً، وهو من إخراج مات جونسون الذي لعب كذلك دور دوغلاس فريجين أحد الشركاء المؤسسين لشركة "بلاك بيري".

    وعُرض الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي، ويتناول قصة صعود وهبوط شركة الهواتف المحمولة الشهيرة للغاية، التي اعتلت قمة سوق الاتصالات فترة من الزمن، قبل أن تهبط بشكل مفاجئ إلى القاع.

    فإلى أي حدٍ تتطابق أحداث الفيلم الكندي مع القصة الحقيقية لما عاشته هذه الشركة من أحداث؟
    صورة توحي بالحقيقة وشخصيات مغشوشة


    اختار مخرج "بلاك بيري" أن يقدم هذا العمل بصورة أقرب ما يكون إلى الأفلام التسجيلية، فيمكن ملاحظة اهتزازات الكاميرا المحمولة باليد، والمشاهد المصورة من وراء حواجز، كما لو أن الكاميرا تتسلل لتصوير الشخصيات دون علمها في لحظاتها الخاصة، والحوار المتقطع الأقرب للحوار الواقعي أكثر من الحديث المسترسل في السيناريوهات المكتوبة خصيصًا للسينما.

    ولكن بقليل من البحث، نجد أن هذا ما هو إلا مجموعة من الاختيارات الإخراجية التي قام بها جونسون وجعلت فيلمه مميزًا من الناحية البصرية، ويوحي بالمصداقية بالفعل، لكنه في المقابل لم يلتزم الدقة في القصة التي يقدمها، بدايةً من الدور الذي أداه المخرج بنفسه، دوغ فريجين الشريك بشركة "بلاك بيري" قبل شهرتها الواسعة، والذي -تبعًا للمخرج – لم يقبل الجلوس مع فريق العمل وتقديم إفادته، وبالتالي كان عليهم رسم الشخصية من الصفر، واختار المخرج أن يجعله خليطًا من المولع بالأفلام والمهندس الذكي محب السيطرة.

    ويدعي جونسون أن تصويره لشخصية فريجين يعتمد جزئيًا على ماتياس واندل، أحد موظفي الشركة الأوائل، والذي عمل الفترة من 1993 إلى 2007، وناقش معه تاريخ الشركة. بل إن الأخير قدم للمخرج مذكرات احتفظ بها من الفترة التي تم فيها تطوير لهاتف "بلاك بيري" BlackBerry.

    ومع ذلك، فإن هذا لم يمنع واندل من نشر مقطع فيديو على "يوتيوب" يشير فيه إلى عدم دقة فيلم "بلاك بيري" على الأقل تلك التي لاحظها بالمقطع الدعائي للفيلم، ويتضمن تعقيبه أيضًا تصوير الفيلم غير الدقيق إلى حد بعيد لفريجين والكثير من الأخطاء الأخرى.

    واندل قال "ظننت أولاً عند رؤية المقطع الدعائي أن هذا الرجل كان مجرد شخصية خيالية" حتى سمع بعد ذلك أنه يُشار إليه باسم دوغ. "هذا الرجل، سواء في المظهر أو الكلام أو الأسلوب، لا يحمل أي تشابه مع فريجين الفعلي. هذا الرجل، بالنسبة لي شخصية خيالية." وعلى عكس ما ذكر جونسون، يبدو أن واندل لا يرى أي شبه بين هو نفسه وبين الشخصية أيضًا.

    أما جيم بالسيلي الحقيقي، فشاهد الفيلم بدوره مرتين وقال إن شخصيته التي قدمها الممثل غلين هويرتون تكاد لا يمكن التعرف عليها. في الفيلم، تم تصوير بالسيلي على أنه طاغية كريه يعاني من نوبات غضب عنيفة، وفي الوقت نفسه، يقود الشركة إلى النجاح، ويتجاوز أي عقبة تعترض طريقه.

    يقول بالسيلي "أنا عدواني. أنا تنافسي. أنا طموح، لكن الفيلم يبالغ في ذلك لدرجة السخرية".
    المعركة الأخيرة مع آبل


    أما فيما يخص تراجع "بلاك بيري" وخسارة حصّتها السوقية لصالح "آيفون" الذي أطلقته "آبل" فقد صور الفيلم هذا الجزء بصورة لا تشبه الحقيقة، إذ أظهر مؤسس الشركة مايك متفاجئاً بظهور "آيفون" خلال أحد الاجتماعات، فيفقد أعصابه، ثم يُهزم بالضربة القاضية عندما تلاحقه الحكومة الأميركية نتيجة مخالفات مالية ارتكبها شريكه بالسيلي.

    فبحسب كتاب "فقدان الإشارة" (Losing the Signal) فإن مايك هو من لفت انتباه بالسيلي لجهاز "آيفون" بعد فترة وجيزة من صعود ستيف جوبز إلى المسرح وكشف النقاب عنه للعالم.

    غير أن تحذيرات مايك لم تلقَ اهتماماً من "بلاك بيري" التي فضّلت التركيز على تلبية الطلب الكبير على هواتفها (وأيضًا بسبب فضيحة تأريخ الأسهم ومشاكلها القانونية) عدة مرات. يستشهد الكتاب بمايك باعتباره الشخص الذي رأى إمكانات "آيفون" وتهديدها لـ "بلاك بيري" صحيح أنه وآخرين بالشركة اعتقدوا أن "آيفون" سيفشل، لكنهم توقعوا هذا الفشل بسبب شبكة "إيه تي أند تي" (AT&T) ومشكلة قصر عمر البطارية.

    ولم يحدث تراجع "بلاك بيري" بين عشية وضحاها، إذ حافظت الشركة الكندية على أكثر من 40% من السوق الأميركية وما يقرب من 20% من السوق العالمية حتى العام 2010، أي بعد 3 سنوات من إطلاق "آيفون". لكن بحلول عام 2013، كان لديهم أقل من 5% من حصة السوق الأمريكية تبعًا لتقرير جامعة "هارفارد".

    وجاء سقوط الشركة بسبب عدة عوامل تم تسليط الضوء على بعضها في الفيلم، منها ردود فعل الإدارة البطيئة لمواكبة السوق المتغيرة، وسوء فهم الطرق الرئيسية التي يمكن من خلالها استخدام الهاتف الذكي، وسوء التنفيذ. كما ركزت الشركة الكندية فترة طويلة على جهاز يلبي احتياجات رجال الأعمال بدلاً من المستهلك العادي الذي يبحث عن المتعة والتسلية بالإضافة لإجراء الاتصالات الهاتفية.
يعمل...
X