أندرياس غروفيوس Andreas Gryphius شاعر وكاتب مسرحي ألماني،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أندرياس غروفيوس Andreas Gryphius شاعر وكاتب مسرحي ألماني،

    غروفيوس (اندرياس)

    Gryphius (Andreas-) - Gryphius (Andreas-)

    غروفيوس (أندرياس ـ)
    (1616ـ 1664)

    أندرياس غروفيوس Andreas Gryphius شاعر وكاتب مسرحي ألماني، ولد في بلدة غلوغاو Glogau (في بولونيا اليوم) وتوفي فيها. ألقت المعاناة الإنسانية وبؤس حرب الثلاثين عاماً بظلالها على حياته فعاش طفولة تعيسة وذاق مرارة اليتم، مما جعله متشائماً. عمل أول الأمر معلماً خاصاً ثم مرشداً للنبلاء الشباب في جامعة لايدن Leyden في هولندا حيث درس عام 1638، وبعد عام واحد صار أستاذاً فيها. رحل عام 1644 إلى باريس، وفي العام التالي غادرها إلى إيطاليا. وفي عام 1646 أقام في مدينة شتراسبورغ Strassburg، ثم عمل أخيراً بعد عودته 1647 حتى وفاته وكيلاً قانونياً Syndikus للهيئات البروتستنتية في إمارة غلوغا التي كان يمثل مصالحها تجاه الحكم الاستبدادي الكاثوليكي لعائلة هابسبورغ Habsburg الحاكمة في الامبراطورية النمساوية.
    ربط غروفيوس في أول أعماله المكتوبة باللغة الألمانية بين المشكلات الاجتماعية والفكرية وبين المعاناة الروحية للأبطال، وعرضت مسرحياته على خشبات مسارح صغيرة في المناطق الوسطى من ألمانيا. صور في مسرحيته التراجيدية «ليو أرمينيوس أو مقتل أمير» Leo Armenius oder Fürstenmord ت(1646) سقوط حاكم بيزنطي. أما مسرحية «كاتارينا الجيورجية» Catharina von Georgien فتعالج قصة استشهاد متأثرة بالمفهوم المسيحي للشهادة والصبر، وفيها احتجاج على العنف الذي يمارسه الحكام. وفي مسرحية «صاحب الجلالة المقتول»Ermordete Majestät أو «كارولوس ستواردوس» Carolus Stuardus ت(1649) يتجلى أهم موقف معاصر من الثورة الإنكليزية التي قام بها كرومويل Cromwell وإعدامه للملك تشارلز الأول. أما مسرحيته «كاردينيو وسيلينده» Cardenio und Celinde أو «العاشقة التعيسة» Unglücklich Verliebte فتختلف من حيث التوجه، لأن أشخاصها ليسوا من أوساط النبلاء أو الأبطال، فهي تعالج اضطرابات عاطفية وروحية لشباب برجوازيين، يقودهم التفكير بالموت إلى التطهر الخلقي. وتعالج مسرحيته «عالِم القانون الكريم» Der großmütige Rechtsgelehrte ت(1660) العلاقة بين القانون والسلطة، وتروج للقانون ضد استبداد الحكام، واستقى مادتها من التاريخ الروماني بإسقاطات على الوضع الراهن. فالبطل بابينيانوس Papinianus الذي يدافع عن الحق يلقى حتفه على يد الطاغية كركلا. عرض الكاتب في مسرحياته تلك مشكلات عصره الاجتماعية، كما سخِر من شعر المناسبات المتزلف وضيق الأفق وادعاء البطولة.
    تعد مسرحية غروفيوس الكوميدية «وردة الشوك العاشقة» Die geliebte Dornrose ت(1660) التي كتبها باللهجة الهولندية أول عمل ينتصر فيه حب شاب وفتاة ينحدران من عائلتين متخاصمتين على معارضة أهلهما القوية، وهي أول مسرحية هزلية متكاملة وناضجة في الأدب الألماني. ويمكن تقييم مسرحيات غروفيوس الهزلية بوصفها محاولات تمهيدية للكوميديا البرجوازية في ألمانيا، التي لاقت في أعمال لسينغ Lessing فيما بعد استمراراً لها. فهذه الأعمال الصغيرة المكتوبة نثراً، التي يبدو تأثرها بالمسرح الجوال أو المسرح الهزلي الهولندي، تنقل بتشخيص دقيق وصياغة لغوية واقعية صورة عن العادات وأنماط التفكير وحياة البرجوازية المتوسطة في القرن السابع عشر.
    أجاد غروفيوس نحو عشر لغات، وكتب الشعر باللاتينية وهو تلميذ في المدرسة، لكنه وجد في قصائده التي كتبها بالألمانية الصوت الذي لا يخطىء لشعره الغنائي الذي جعل منه إلى جانب غريملسهاوزن Grimmelshausen أكبر شاعر ألماني في القرن السابع عشر. وتتوزع أشعاره بين السونيته Sonnette والأود Ode والأهجيات اللاذعة Epigramm، ومن أشهرها «سونيت» Sonnette ت(1637) و«سونيتات الآحاد والأعياد» Sonn-und Feiertags-Sonnette ت(1639) و«سونيتات أندريا غروفي» Andreä Gryphii Sonnette ت(1643)، وقد عبرت أشعاره عن الهزات والمعاناة الإنسانية التي أحدثتها حرب الثلاثين عاماً، وكذلك عن توقه إلى الحرية بالمفهوم المسيحي للسلام الأبدي.
    كامل اسماعيل
يعمل...
X