غراسه
Plantation - Plantation
الغراسـة
الغراسة plantation هي إنشاء بساتين للأشجار المثمرة تحتوي على أنواع وأصناف عدة مزروعة إما في الحدائق الريفية والحدائق المحيطة بالمدن حيث تكون غالبيتها عشوائية التوزيع، وإما على مساحات كبيرة من الأرض تكون أشجارها منتظمة التوزيع وأصنافها رائجة تجارياً.
انتقاء الأصناف وتجمعاتها الاقتصادية
يعدّ انتقاء الأصناف الحديثة وتجمعاتها الاقتصادية أساس نجاح الغراسة، إذ يتطلب اعتماد 4ـ 6 أصناف من كل نوع معين لزرعها في كل حقل من بستان الأشجار المثمرة. يشترط أن تكون الأصناف المنتقاة متوافقة ببدء إنتاجها الثمري وبموعد نضج ثمارها وبقابلية التلقيح فيما بينها، كما ينبغي أن تكون غراسها متجانسة في عمر سنتين بعد تطعيمها، قوية البنية، طولها 120ـ150سم، وألاّ يقل قطر عنقها عن 1.5سم، وطول جذورها الرئيسة عن 15سم، وتكون موثوقة أصلاً وصنفاً ومصدراً، ومتلائمة مع الشروط البيئية للموقع، خالية من مختلف الآفات وخاصة الفيروسية منها، وغير معدلة وراثياً، ومن الأصناف الرائجة تجارياً وتصديرياً، والقابلة للخزن.
وينبغي عامة إدراج الأصناف الحديثة وأصولها المقزِّمة أو نصف المقزِّمة في برامج الغراسة الكثيفة التي تعتمد زراعة عدد كبير من الأشجار على وحدة المساحة، وذلك في المناطق المروية وفي المناطق المطرية (البعلية) التي يزيد معدل هطلها المطري على 600 مم سنوياً. كما يوصى باستعمال الأصول المكاثرة خضرياً (لا جنسياً) بدلاً من الأصول المكاثرة بذرياً (جنسياً) بتطعيمها بالأصناف المقصّرة بنموها، التي تتميز بكونها مبكرة وعالية الإنتاج الثمري كمّاً ونوعاً، ومقاومة للآفات المختلفة، وقد ثبت تطبيقياً تفوق التقانة الحديثة للتقزيم إنتاجياً واقتصادياً وفنياً على الطرائق التقليدية المتبعة في الزراعة الواسعة [ر: التقزيم].
إضافة إلى ذلك ينبغي التأكد من زراعة الملقّحات المنتجة اللازمة والمناسبة، كما هو في غراسة النخيل والفستق الحقيقي (الحلبي) والخوخ والكمثرى وغيرها، ومن اختيار الترب الملائمة لمتطلبات الأنواع والأصناف وتجمعاتها الاقتصادية، وعلى سبيل المثال يجود المشمش والكمثرى والتفاح والتين والحمضيات وغيرها في الترب الخفيفة الرملية، كما يجود بعض أصناف الزيتون والعنب والنخيل وغيرها في الترب الخفيفة القليلة الملوحة أو القلوية.
ويوصى دوماً بعدم زراعة نوع أو صنف واحد من الأشجار المثمرة في الموقع المعين، إذ قد يؤدي ذلك إلى تلف كلّي للمحصول لأي سبب طارئ (آفات مختلفة، صقيع وغيرها)، أو إلى خفض الإنتاجية بسبب العقم الذاتي للصنف، كما في زراعة الكاكي، أو بعض أصناف الخوخ أو الفستق أو البندق، وغيرها، لحاجتها إلى ملقحات معينة.
ولضمان نجاح الغراسة لا بد من توافر الشروط الآتية:
1ـ رأس مال كاف لتغطية تكاليف الإنشاء والخدمات الزراعية المختلفة.
2ـ قرب موقع البستان من المدن ومن المصادر المائية وبجانب الطرق الزراعية لتسهيل نقل احتياجات الاستثمار وتسويق المنتجات الثمرية، وأن يكون غير معرض لهبوب رياح شديدة أو محملة بالرمال، لحماية الأشجار من كسر فروعها وتساقط ثمارها وزيادة نتاجها.
3ـ ينبغي تجنب المناطق المعرضة للصقيع الربيعي، غير الملائمة للمتطلبات البيئية للنوع أو الصنف المراد زراعته، وخاصة ما يتعلق بساعات البرودة الشتوية.
4ـ يجب أن تكون التربة خصبة غير غدقة وغير قلوية، صرفها المائي جيد، وألا يقل عمق مستوى مائها الأرضي عن 1.5م في مواسم المطر.
طرائق إنتاج الغراس
تنتج غراس الأشجار المثمرة المطعمة في المشاتل المتخصصة[ر. المشاتل]، إما بطريقة الإكثار البذري التقليدية، أو بتقانة الإكثار الخضري الحديثة، وهي المفضلة. وذلك بتطعيم الأصول المكاثرة خضرياً أو نسيجياً بأصنافها المناسبة والمطلوبة تسويقياً[ر: التطعيم]. تقتلع الغراس المطعمة في عمر 1ـ2 سنتين من أرض المشتل في أثناء شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير خارج فترة الصقيع وذلك باتباع الخطوات الآتية:
1ـ سقاية الأرض وخلخلة التربة على جانبي خطوط الغراس لتسهيل اقتلاع الغراس مع جذورها.
2ـ تقليم الجذور المكسرة والمجروحة والمهشمة والوتدية الطويلة.
3ـ غمس جذور الغراس في محلول للمبيدات الحشرية والفطرية[ر: المبيدات]، ثم في روبة طينية خاصة لحمايتها من الجفاف.
4 ـ ربط الغراس في حزم (20-50 غرسة/ حزمة) ووضع بطاقة تعريف عليها تتضمن عمر الغراس واسم الصنف والأصل واسم المنتج وعدد الغراس في كل حزمة.
وضع الغراس مائلة في خندق عمقه 50 سم وعرضه 60سم وطوله 3 ـ 10م، ثم تطمر جذورها ومنطقة تطعيمها بتراب رملي مرطب إلى حين موعد زراعتها في الأرض الدائمة أو إلى حين نقلها إلى موقع الغراسة مغلّفة بقماش مرطب.
نظم الغراسة الواسعة والمكثّفة
تتبع عامةً في الغراسة الخطوات الآتية:
ـ رسم خريطة الموقع مقياس 1/1000 مبيناً عليها مصادر المياه والمصارف والمباني والطرق وجهاتها الأصلية وخطوطها الالتفافية (على المنحدرات).
ـ تقسيم البستان إلى حقول، مساحة كل منها لاتقل عن الدونمين تبعاً لخطة غراسة الأنواع وأصنافها والأبعاد المعتمدة للغراسة (الجدول 1).
ـ يقدر عدد الغراس الواجب زراعتها وفق المعادلة (1).
المساحة الحقلية (م2) عدد الغراس = المسافة بين الخطوط (م) × المسافة بين الغراس على خطوطها (م)
تضاف نسبة 10% على العدد المطلوب تعويضاً عن الغراس التالفة والمتكسرة في أثناء النقل والزراعة.
تتبع نظم غراسة متعددة، من أهمها: النظام الرباعي والنظام المستطيل والنظام الخماسي والنظام السداسي. يعدّ النظام الرباعي الأكثر انتشاراً لسهولة تنفيذه، إذ تحيط بأشجاره مساحات متساوية وثابتة مما يسهم في تساوي نموها وإثمارها وفي مكننة جزئية للخدمات الزراعية. أما النظام المستطيل فيُتبع عند الاستخدام الكامل للمكننة وتربية الأشجار بطرائق مختلفة، والنظام الخماسي عند زراعة أشجار مؤقتة في مراكز المربعات وعلى أن تزال بعد مضي مدة معينة على زراعتها، وأما النظام السداسي فلم يعد متبعاً بسبب ارتفاع كلفته وصعوبة تنفيذ خدماته الزراعية الآلية (الأشكال1 و2 و3).
تحضر الأرض للغراسة على النحو الآتي:
ـ تحليل التربة كيمياوياً وفيزيائياً لتحديد متطلباتها من التسميدين العضوي والمعدني [ر: التسميد].
ـ نقب الأرض بالنقابة الأرضية بشكل متعامد ولعمق 80 ـ 90سم من دون قلبها.
ـ تنفيذ حراثة متوسطة العمق (30ـ 45سم) باتجاهات متعامدة (2ـ 3 مرات)، مع إضافة السماد العضوي[ر: الزبل]، ثم إجراء تسوية سطحية للتربة مع تنعيمها بالمحاريث المختلفة الحفارة أو الدوارة، وتجهز المصاطب بالمسحايات والأمشاط والمجاريف وغيرها.
تحدد الأضلاع والزوايا في البساتين الكبيرة بوساطة التيودليت أو بنظرية المثلث القائم. وتغرز الأوتاد على محيط كل بستان أمام العلامات الدالة على أماكن الغراس التي تحدد بالتشخيص والانتقال من خط إلى آخر بالتوازي، وبالنظر إلى الأوتاد من زوايا قائمة للتحقق من دقة العمل، وتحفر بعد هذه المرحلة الحفر الواقعة في نقاط تقاطع الحبال، إما يدوياً باستخدام لوحة الغرس (الشكل 7) والأدوات التقليدية، وإمّا بوساطة الحفارات الآلية العمودية.
زراعة الغراس
يزرع عادة في بداية الربيع معظم أنواع الغراس وأصنافها المتساقطة الأوراق والمستديمة الخضرة. وفي سورية تُفضل الزراعة في أثناء أشهر كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وشباط/فبراير. وفي المناطق الساحلية في نهاية فصل الخريف، أما في المناطق الجبلية المرتفعة ففي شهري شباط/فبراير وآذار/مارس بعد ذوبان الثلوج وزوال خطر الصقيع الشتوي. ينصح بتحضير الحفر قبل الشتاء لتعريضها للشمس والعوامل الجوية، كما ينبغي إزالة المياه المتجمعة فيها لحماية الجذور من الاختناق، وخاصة في الترب الطينية الثقيلة.
تُحضّر الحفر بعد تخطيط الأرض وفق المخطط المعتمد باستخدام الحفارات الدوّارة، وتكون صغيرة (50×50×50سم) في الترب الخفيفة والمتوسطة البنية، وكبيرة (70×70×70سم) في الترب الثقيلة، وينبغي وضع تراب أسفل الحفر على جانبها والتراب السطحي الغني بالأحياء الدقيقة النافعة والعناصر المغذية على جانبها الآخر من دون خلطها (الشكل 5).
تزرع الغراس في حُفَرِها بعد تقليم جذورها التالفة والمكسورة والطويلة والوتدية لتشجيع نمو الجذور الجانبية عليها، وذلك باستخدام لوحة الغرس. وتوضع جذورها على قبة (فرشة) لخلطة ترابية مؤلفة من التراب العلوي الحيوي والرمل والسماد العضوي المتخمر بنسبة 1/3 من كل منها، مع إضافة كمية 50غ من كل من السوبرفسفات (عيار 36%) وسلفات البوتاسيوم عيار (46%) لدعم النمو الجذري وتنشيطه غذائياً، كما لا بد من تثبيت الغراس في أثناء الغراسة بدعائم خشبية جانبياً (الشكلان 6 و7). ثم تغطى جذورها بالتراب السطحي للحفر الذي يرص كبساً بالأرجل حول سوقها لطرد الهواء وتحقيق تماس كامل بين الجذور والتربة، ومن ثم يستكمل ردم الحفر بالتراب السفلي المخلوط مع السماد العضوي المتخمر بنسبة الثلث، ويحافظ على أن تكون منطقة تطعيم الغراس على مستوى سطح التربة لتجنب نمو الجذور العرضية من الطعم وإعاقة أثر الأصل المطعم في تكوين الجذور القوية.
يجب عدم زراعة الأنواع المتساقطة الأوراق مع الدائمة الخضرة لاختلاف خدماتها الزراعية وسلوكية نموها وحملها الثمري. وتزرع الأشجار في المناطق الجبلية والبعلية وفق الخطوط الالتفافية (الكونتورية). وفي حال كون التربة كتيمة وسيئة الصرف المائي، تنشأ فيها شبكة قنوات للتصريف المائي بطريقة الخنادق، أو باستخدام الأنابيب الصرفية المعتمدة (الصرف المائي في الزراعة) أو استخدام مخلفات التقليم الشجري بدفنها حزماً في أسفل الأقنية المكشوفة.
تروى الغراس مباشرة بعد غرسها لملء الفراغات الكائنة بين جذور الغراس والذرات الترابية وذلك بعد تحضينها بالتراب وعمل صحن ترابي حول كل منها لتسهيل ريها، ومنع تجمع المياه حول أعناقها وتعفنها، كما ينبغي تغطية جذوع الغراس الكبيرة ومواضع التطعيم عليها بالقش المرطب أو بالسياج الشائك أو السلكي أو اللدائني (الشكل 8).
ومن المفيد جداً اتباع التسميد الخضري بين خطوط الأشجار بزراعة البقوليات لزيادة نسبة المادة العضوية في التربة وتحسين بنيتها [ر. التسميد]، وينصح في المناطق البعلية بتغطية الصحون الترابية حول الغراس بأحجار مسطحة للحد من الفاقد المائي ولمنع نمو الأعشاب.
وتخطط برامج الغراسة بتوجيهها نحو تحديث وتطوير زراعة الأشجار المثمرة باستخدام تقنيات التكثيف والتقزيم [ر. تقزيم الأشجار] أينما وجد الإمكان لذلك، إذ يمكن تحسين نوعية الثمار وتجانسها وزيادة الإنتاج بمعدل 1.5ـ 3 مرات أو أكثر على وحدة المساحة ومضاعفة عدد الأشجار عليها بمعدل 2ـ10 مرات، وخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 20ـ30% أو أكثر منها في الطريقة التقليدية.
الخدمات الزراعية
ـ الحراثة: تعد حراثات التربة مهمة جداً لتحسين النمو الخضري والثمري، كما تساعد على حفظ خصوبة التربة ورطوبتها وتهويتها وخلط الأسمدة العضوية والمعدنية. ويجب أن تكون الحراثات سطحية كي لاتسبب تقطيع الجذور وخاصة في البساتين المروية للحمضيات واللوزيات وغيرها. وتحرث التربة بوساطة المحاريث الحفارة والدوارة. تفيد الحراثة الربيعية في إزالة الأعشاب الضارة وخلخلة التربة بعد الهطل المطري، ويجب عدم الحراثة في شروط الجو الشديد الجفاف صيفاً والرطوبة شتاءً لتجنب تكوين الكتل الترابية الضخمة. وينصح بإجراء الحراثة الخريفية، إذ تسهم في زيادة رطوبة التربة بالأمطار الهاطلة بعدها، وبإجراء الحراثة في شهري كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير لزيادة قدرة التربة على حفظ مياه الأمطار، إلى جانب أثرها المفيد في خلط الأسمدة العضوية والمعدنية الفسفورية والبوتاسية، كما تحرث التربة في أثناء موسمي النمو الربيعي والصيفي لخلط الأسمدة الآزوتية.
الري [ر. الري في الزراعة]، التسميد، مكافحة الأعشاب [ر. إبادة الأعشاب]، التقليم [ر. التقليم]، التجهيزات المستخدمة [ر. المكننة الزراعية].
أهم الآفات
ـ من أهم الأمراض: البياض الدقيقي والبياض الزغبي والتبقع البني والتدرن، السل، العثّة، الموليتوز، الصدأ، والذبول.
ـ ومن أهم الحشرات: حفارات الكابنودس، ثاقبات الأوراق، قارضة الأوراق، البق الدقيقي ـ المن، البسلا، التربس، سوسة القلف، وأكاروز.
ـ ومن الأمراض الفيروسية: تجعد الأوراق، الموزاييك، التدهور.
هشام قطنا
Plantation - Plantation
الغراسـة
الغراسة plantation هي إنشاء بساتين للأشجار المثمرة تحتوي على أنواع وأصناف عدة مزروعة إما في الحدائق الريفية والحدائق المحيطة بالمدن حيث تكون غالبيتها عشوائية التوزيع، وإما على مساحات كبيرة من الأرض تكون أشجارها منتظمة التوزيع وأصنافها رائجة تجارياً.
انتقاء الأصناف وتجمعاتها الاقتصادية
يعدّ انتقاء الأصناف الحديثة وتجمعاتها الاقتصادية أساس نجاح الغراسة، إذ يتطلب اعتماد 4ـ 6 أصناف من كل نوع معين لزرعها في كل حقل من بستان الأشجار المثمرة. يشترط أن تكون الأصناف المنتقاة متوافقة ببدء إنتاجها الثمري وبموعد نضج ثمارها وبقابلية التلقيح فيما بينها، كما ينبغي أن تكون غراسها متجانسة في عمر سنتين بعد تطعيمها، قوية البنية، طولها 120ـ150سم، وألاّ يقل قطر عنقها عن 1.5سم، وطول جذورها الرئيسة عن 15سم، وتكون موثوقة أصلاً وصنفاً ومصدراً، ومتلائمة مع الشروط البيئية للموقع، خالية من مختلف الآفات وخاصة الفيروسية منها، وغير معدلة وراثياً، ومن الأصناف الرائجة تجارياً وتصديرياً، والقابلة للخزن.
وينبغي عامة إدراج الأصناف الحديثة وأصولها المقزِّمة أو نصف المقزِّمة في برامج الغراسة الكثيفة التي تعتمد زراعة عدد كبير من الأشجار على وحدة المساحة، وذلك في المناطق المروية وفي المناطق المطرية (البعلية) التي يزيد معدل هطلها المطري على 600 مم سنوياً. كما يوصى باستعمال الأصول المكاثرة خضرياً (لا جنسياً) بدلاً من الأصول المكاثرة بذرياً (جنسياً) بتطعيمها بالأصناف المقصّرة بنموها، التي تتميز بكونها مبكرة وعالية الإنتاج الثمري كمّاً ونوعاً، ومقاومة للآفات المختلفة، وقد ثبت تطبيقياً تفوق التقانة الحديثة للتقزيم إنتاجياً واقتصادياً وفنياً على الطرائق التقليدية المتبعة في الزراعة الواسعة [ر: التقزيم].
إضافة إلى ذلك ينبغي التأكد من زراعة الملقّحات المنتجة اللازمة والمناسبة، كما هو في غراسة النخيل والفستق الحقيقي (الحلبي) والخوخ والكمثرى وغيرها، ومن اختيار الترب الملائمة لمتطلبات الأنواع والأصناف وتجمعاتها الاقتصادية، وعلى سبيل المثال يجود المشمش والكمثرى والتفاح والتين والحمضيات وغيرها في الترب الخفيفة الرملية، كما يجود بعض أصناف الزيتون والعنب والنخيل وغيرها في الترب الخفيفة القليلة الملوحة أو القلوية.
ويوصى دوماً بعدم زراعة نوع أو صنف واحد من الأشجار المثمرة في الموقع المعين، إذ قد يؤدي ذلك إلى تلف كلّي للمحصول لأي سبب طارئ (آفات مختلفة، صقيع وغيرها)، أو إلى خفض الإنتاجية بسبب العقم الذاتي للصنف، كما في زراعة الكاكي، أو بعض أصناف الخوخ أو الفستق أو البندق، وغيرها، لحاجتها إلى ملقحات معينة.
ولضمان نجاح الغراسة لا بد من توافر الشروط الآتية:
1ـ رأس مال كاف لتغطية تكاليف الإنشاء والخدمات الزراعية المختلفة.
2ـ قرب موقع البستان من المدن ومن المصادر المائية وبجانب الطرق الزراعية لتسهيل نقل احتياجات الاستثمار وتسويق المنتجات الثمرية، وأن يكون غير معرض لهبوب رياح شديدة أو محملة بالرمال، لحماية الأشجار من كسر فروعها وتساقط ثمارها وزيادة نتاجها.
3ـ ينبغي تجنب المناطق المعرضة للصقيع الربيعي، غير الملائمة للمتطلبات البيئية للنوع أو الصنف المراد زراعته، وخاصة ما يتعلق بساعات البرودة الشتوية.
4ـ يجب أن تكون التربة خصبة غير غدقة وغير قلوية، صرفها المائي جيد، وألا يقل عمق مستوى مائها الأرضي عن 1.5م في مواسم المطر.
طرائق إنتاج الغراس
تنتج غراس الأشجار المثمرة المطعمة في المشاتل المتخصصة[ر. المشاتل]، إما بطريقة الإكثار البذري التقليدية، أو بتقانة الإكثار الخضري الحديثة، وهي المفضلة. وذلك بتطعيم الأصول المكاثرة خضرياً أو نسيجياً بأصنافها المناسبة والمطلوبة تسويقياً[ر: التطعيم]. تقتلع الغراس المطعمة في عمر 1ـ2 سنتين من أرض المشتل في أثناء شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير خارج فترة الصقيع وذلك باتباع الخطوات الآتية:
1ـ سقاية الأرض وخلخلة التربة على جانبي خطوط الغراس لتسهيل اقتلاع الغراس مع جذورها.
2ـ تقليم الجذور المكسرة والمجروحة والمهشمة والوتدية الطويلة.
3ـ غمس جذور الغراس في محلول للمبيدات الحشرية والفطرية[ر: المبيدات]، ثم في روبة طينية خاصة لحمايتها من الجفاف.
4 ـ ربط الغراس في حزم (20-50 غرسة/ حزمة) ووضع بطاقة تعريف عليها تتضمن عمر الغراس واسم الصنف والأصل واسم المنتج وعدد الغراس في كل حزمة.
وضع الغراس مائلة في خندق عمقه 50 سم وعرضه 60سم وطوله 3 ـ 10م، ثم تطمر جذورها ومنطقة تطعيمها بتراب رملي مرطب إلى حين موعد زراعتها في الأرض الدائمة أو إلى حين نقلها إلى موقع الغراسة مغلّفة بقماش مرطب.
نظم الغراسة الواسعة والمكثّفة
تتبع عامةً في الغراسة الخطوات الآتية:
ـ رسم خريطة الموقع مقياس 1/1000 مبيناً عليها مصادر المياه والمصارف والمباني والطرق وجهاتها الأصلية وخطوطها الالتفافية (على المنحدرات).
ـ تقسيم البستان إلى حقول، مساحة كل منها لاتقل عن الدونمين تبعاً لخطة غراسة الأنواع وأصنافها والأبعاد المعتمدة للغراسة (الجدول 1).
|
|
تضاف نسبة 10% على العدد المطلوب تعويضاً عن الغراس التالفة والمتكسرة في أثناء النقل والزراعة.
تتبع نظم غراسة متعددة، من أهمها: النظام الرباعي والنظام المستطيل والنظام الخماسي والنظام السداسي. يعدّ النظام الرباعي الأكثر انتشاراً لسهولة تنفيذه، إذ تحيط بأشجاره مساحات متساوية وثابتة مما يسهم في تساوي نموها وإثمارها وفي مكننة جزئية للخدمات الزراعية. أما النظام المستطيل فيُتبع عند الاستخدام الكامل للمكننة وتربية الأشجار بطرائق مختلفة، والنظام الخماسي عند زراعة أشجار مؤقتة في مراكز المربعات وعلى أن تزال بعد مضي مدة معينة على زراعتها، وأما النظام السداسي فلم يعد متبعاً بسبب ارتفاع كلفته وصعوبة تنفيذ خدماته الزراعية الآلية (الأشكال1 و2 و3).
الشكل (1) نظام الغرس الرباعي الشكل (2) نظام الغرس المستطيل الشكل (3) نظام الغرس الخماسي |
ـ تحليل التربة كيمياوياً وفيزيائياً لتحديد متطلباتها من التسميدين العضوي والمعدني [ر: التسميد].
ـ نقب الأرض بالنقابة الأرضية بشكل متعامد ولعمق 80 ـ 90سم من دون قلبها.
ـ تنفيذ حراثة متوسطة العمق (30ـ 45سم) باتجاهات متعامدة (2ـ 3 مرات)، مع إضافة السماد العضوي[ر: الزبل]، ثم إجراء تسوية سطحية للتربة مع تنعيمها بالمحاريث المختلفة الحفارة أو الدوارة، وتجهز المصاطب بالمسحايات والأمشاط والمجاريف وغيرها.
تحدد الأضلاع والزوايا في البساتين الكبيرة بوساطة التيودليت أو بنظرية المثلث القائم. وتغرز الأوتاد على محيط كل بستان أمام العلامات الدالة على أماكن الغراس التي تحدد بالتشخيص والانتقال من خط إلى آخر بالتوازي، وبالنظر إلى الأوتاد من زوايا قائمة للتحقق من دقة العمل، وتحفر بعد هذه المرحلة الحفر الواقعة في نقاط تقاطع الحبال، إما يدوياً باستخدام لوحة الغرس (الشكل 7) والأدوات التقليدية، وإمّا بوساطة الحفارات الآلية العمودية.
زراعة الغراس
يزرع عادة في بداية الربيع معظم أنواع الغراس وأصنافها المتساقطة الأوراق والمستديمة الخضرة. وفي سورية تُفضل الزراعة في أثناء أشهر كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وشباط/فبراير. وفي المناطق الساحلية في نهاية فصل الخريف، أما في المناطق الجبلية المرتفعة ففي شهري شباط/فبراير وآذار/مارس بعد ذوبان الثلوج وزوال خطر الصقيع الشتوي. ينصح بتحضير الحفر قبل الشتاء لتعريضها للشمس والعوامل الجوية، كما ينبغي إزالة المياه المتجمعة فيها لحماية الجذور من الاختناق، وخاصة في الترب الطينية الثقيلة.
تُحضّر الحفر بعد تخطيط الأرض وفق المخطط المعتمد باستخدام الحفارات الدوّارة، وتكون صغيرة (50×50×50سم) في الترب الخفيفة والمتوسطة البنية، وكبيرة (70×70×70سم) في الترب الثقيلة، وينبغي وضع تراب أسفل الحفر على جانبها والتراب السطحي الغني بالأحياء الدقيقة النافعة والعناصر المغذية على جانبها الآخر من دون خلطها (الشكل 5).
الشكل (5) تقليم جذور الغرسة |
الشكل (4) توزيع تراب الحفرة |
الشكل (7) الوضع النهائي للغرسة بعد زراعتها |
الشكل (6) عملية الغرس وطمر الحفرة |
تروى الغراس مباشرة بعد غرسها لملء الفراغات الكائنة بين جذور الغراس والذرات الترابية وذلك بعد تحضينها بالتراب وعمل صحن ترابي حول كل منها لتسهيل ريها، ومنع تجمع المياه حول أعناقها وتعفنها، كما ينبغي تغطية جذوع الغراس الكبيرة ومواضع التطعيم عليها بالقش المرطب أو بالسياج الشائك أو السلكي أو اللدائني (الشكل 8).
الشكل (8) أنواع التسييج لحماية الغرسة |
وتخطط برامج الغراسة بتوجيهها نحو تحديث وتطوير زراعة الأشجار المثمرة باستخدام تقنيات التكثيف والتقزيم [ر. تقزيم الأشجار] أينما وجد الإمكان لذلك، إذ يمكن تحسين نوعية الثمار وتجانسها وزيادة الإنتاج بمعدل 1.5ـ 3 مرات أو أكثر على وحدة المساحة ومضاعفة عدد الأشجار عليها بمعدل 2ـ10 مرات، وخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 20ـ30% أو أكثر منها في الطريقة التقليدية.
الخدمات الزراعية
ـ الحراثة: تعد حراثات التربة مهمة جداً لتحسين النمو الخضري والثمري، كما تساعد على حفظ خصوبة التربة ورطوبتها وتهويتها وخلط الأسمدة العضوية والمعدنية. ويجب أن تكون الحراثات سطحية كي لاتسبب تقطيع الجذور وخاصة في البساتين المروية للحمضيات واللوزيات وغيرها. وتحرث التربة بوساطة المحاريث الحفارة والدوارة. تفيد الحراثة الربيعية في إزالة الأعشاب الضارة وخلخلة التربة بعد الهطل المطري، ويجب عدم الحراثة في شروط الجو الشديد الجفاف صيفاً والرطوبة شتاءً لتجنب تكوين الكتل الترابية الضخمة. وينصح بإجراء الحراثة الخريفية، إذ تسهم في زيادة رطوبة التربة بالأمطار الهاطلة بعدها، وبإجراء الحراثة في شهري كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير لزيادة قدرة التربة على حفظ مياه الأمطار، إلى جانب أثرها المفيد في خلط الأسمدة العضوية والمعدنية الفسفورية والبوتاسية، كما تحرث التربة في أثناء موسمي النمو الربيعي والصيفي لخلط الأسمدة الآزوتية.
الري [ر. الري في الزراعة]، التسميد، مكافحة الأعشاب [ر. إبادة الأعشاب]، التقليم [ر. التقليم]، التجهيزات المستخدمة [ر. المكننة الزراعية].
أهم الآفات
ـ من أهم الأمراض: البياض الدقيقي والبياض الزغبي والتبقع البني والتدرن، السل، العثّة، الموليتوز، الصدأ، والذبول.
ـ ومن أهم الحشرات: حفارات الكابنودس، ثاقبات الأوراق، قارضة الأوراق، البق الدقيقي ـ المن، البسلا، التربس، سوسة القلف، وأكاروز.
ـ ومن الأمراض الفيروسية: تجعد الأوراق، الموزاييك، التدهور.
هشام قطنا