غانا Ghana مدينة قديمة تقع في جنوب غربي مدينة تمبكتو Timbuktu على نهر النيجر Niger

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غانا Ghana مدينة قديمة تقع في جنوب غربي مدينة تمبكتو Timbuktu على نهر النيجر Niger

    غانا (امبراطوريه)

    Ghana empire - Empire de Ghana


    غانا (امبراطورية ـ)



    انتشار الإسلام في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا

    كان دخول الإسلام إلى إفريقيا أحد المؤشرات التاريخية الحاسمة في تاريخها، إذ اتخذت ملامحها شكلاً جديداً، وانتشرت فيها القبائل العربية وقبائل البربر حتى الصحراء الإفريقية، ومازالت آثار اختلاط العرب بالإفريقيين حتى اليوم.

    وغانا Ghana مدينة قديمة (هي خربة اليوم) تقع في جنوب غربي مدينة تمبكتو Timbuktu على نهر النيجر Niger، وقد كانت عاصمة مملكة إسلامية، أنشأها شعب البوهل في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وقد زارها الرحالة العرب والأجانب ووصفوها في كتاباتهم.

    وكان سكان المغرب يتنقلون إلى الجنوب عبر الصحراء الكبرى، ووصلوا إلى ضفاف نهر السنغال ونهر النيجر، وخاصة في مطلع العهد الإسلامي، مما ساعد على انتشار الإسلام في جنوب الصحراء. وفي القرن الثاني الهجري، كان في مدينة أوداغست Aoudaghost (موقعها قرب تجكو في موريتانيا اليوم) مساجد معمورة يدرس فيها القرآن الكريم. وفي القرن الرابع الهجري انتشر الإسلام انتشاراً واسعاً؛ إذ أسلم زعيم قبيلة لمتونة واسمه «طرسينة»، وتسمى باسم «عبد الله محمد» وحج إلى بيت الله الحرام، وقاد عمليات الجهاد (411هـ/1020م).

    ولما قامت دولة المرابطين الإسلامية التي نشرت الإسلام في جنوب الصحراء الكبرى، أسلمت شعوب التوكولور Toucouleurs، وأصبحت مملكة غانا الوثنية دولة إسلامية منذ عام (470هـ/1076م)، وكثرت المساجد في مدينة غانا وكذلك المدارس الإسلامية. واشتهر أهل غانا بالحماسة الدينية وصاروا دعاة إلى الإسلام في السودان الغربي، أي غربي إفريقيا.

    دولة مالي الإسلامية وبلاد التكرور وغيرهم

    دامت مملكة غانا الإسلامية الكبرى حتى قضي عليها في القرن 13م، على يد مملكة إسلامية أخرى، هي مملكة الماندينغ Mandingues في مالي Mali، التي قادها «سون جاطة» Soundiata سنة 638هـ/1240م، وقامت في الأصل على نهر النيجر، ودخل ملوكها في الإسلام عام 442هـ/1050م، وامتدت في عهد أحد ملوكها وهو منسي موسى (707ـ732هـ) إلى مدينة جاو في النيجر، ووصل إلى المنطقة الاستوائية جنوباً، وقد خلفه «ماري جاطة» أي الأمير الأسد، واشتهر في بلاد المسلمين، وحج إلى بيت الله الحرام، وانتهت مملكة الماندينغ في مالي سنة 1081هـ/1670م.

    فقامت على أنقاضها دولة أخرى هي «دولة سونغاي» Songhaï التي حملت أيضاً لواء الإسلام وتوسعت جنوباً، لكنها انهارت في القرن السادس عشر الميلادي. وسادت فترة فوضى مدة قرنين، حتى جاءت قبائل الفولاني المسلمة لتؤسس دولة إسلامية جديدة واسعة في غربي إفريقيا.

    مملكة سونغاي الإسلامية

    أسـلم ملكها الخامـس عشـر «ضيا ـ قصـي» في عـام 400هـ/1009م، وفي عهد ملكها «علي بر» (1464ـ 1492م)، استقلت عن تسلط مملكة مالي وتوسعت. ثم خلفه «أسكيا محمد» الذي نصبه أشراف المغرب خليفة على بلاد التكرور، ونمت مدينتا تمبكتو وجنه، وانهارت هذه الدولة على يد المراكشيين سنة 1000هـ/1591م، وكانت مدينة تمبكتو قد أصبحت مركزاً كبيراً للثقافة الإسلامية، حتى احتلها الفرنسيون عام 1894م .
    دول كانم وبورنو في وسط إفريقيا

    انتشر الإسلام في منطقة كانم Kanem منذ القرن الخامس الهجري، وكان ملوك كانم على صلات جيدة ودائمة مع سلطان تونس عام 733هـ/1332م. وفي عام 1386م تعرض سلطان كانم إلى هجوم، فسقطت دولته وهرب إلى بورنو Bornou وأسس مملكة جديدة بلغت أوجها في عهد إدريس الثالث (979ـ 1012هـ/1571ـ 1603م)، وجعل عاصمة ملكه في زندر. وانتشر الإسلام قوياً في هذه الفترة في وسط إفريقيا حتى القرن العاشر الهجري/القرن السادس عشر الميلادي، وشهدت هذه المناطق نشاطاً إسلامياً.

    ثم حدثت حال من الضعف بعد ظهور الاستعمار الأوربي، ومع ذلك ظهرت نهضة جديدة تتصدى لهذه الهجمة الاستعمارية.

    ظهور الاستعمار الأوربي وأثره في الدول الإسلامية في غربي إفريقيا: كانت ممالك المسلمين في إفريقيا مجالاً تصارعت عليه القوى الأوربية الاستعمارية منذ ما سمي بعصر الكشوف الجغرافية التي استغلها الإسبان والبرتغاليون ضد المسلمين، ولاسيما بعد خروجهم من الأندلس عقب سقوط غرناطة 898هـ/1492م.

    وقد استطاع البرتغاليون احتلال مدينة سبتة[ر] تجاه جبل طارق عام 1415م، وتحركوا جنوباً حتى وصلـوا إلى غينيا Guinée ثم مصب نهر السـنغال، ثم تمكنوا من اكتشاف رأس العواصف في أقصى جنوبي إفريقيا فسموه «رأس الرجاء الصالح» Cap de Bonne Esperance.

    دولة الفولاني الإسـلامية (مملكة سـوكوتو Sokoto ت1805ـ1903م):

    مع ظهور الاستعمار الأوربي منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي، ثم محاولته في القرن التاسع عشر الميلادي التوغل إلى قلب القارة الإفريقية، بدأت تظهر إمارات إسلامية تتصدى لهذا الغزو، ومن هذه الإمارات دولة الفولاني المسلمة.

    لقد كان إسهام قبائل الفولاني المسلمة لا يقل أهمية عن إسهام الممالك الإسلامية السابقة، وصاروا قوة مسيطرة بعد نجاح حركة الجهاد الفولاني بزعامة الشيخ عثمان بن فودي عام 1219هـ/1804م.

    وقد تصدت هذه الحركة للاستعمار الأوربي وللفساد والانحراف والبدع التي حلت بالمسلمين، وصراعاتهم المحلية مثل إمارات الهوسا Haoussa وكيبي وكاتسينا، كما تصدى عثمان بن فودي للقوى الوثنية، وتوافدت القبائل للدخول في الإسلام. ولهذا المجاهد الفضل في تأسيس أكبر دولة إسلامية في غربي إفريقيا، هي نيجيريا ومنها بلاد التكرور.

    وقد ترافقت هذه النهضة الجهادية الإصلاحية في إفريقيا الغربية مع حركة الإصلاح التي رعاها الخلفاء العثمانيون، لتقوية دول الإسلام حتى تتصدى للأعداء الأوربيين وغيرهم .

    وبقيت دولة الفولاني المسلمة قائمة على نظام الخلافة بعد وفاة مؤسسها عام 1817م؛ إذ حلّ محله أولاده مثل محمد بلو، حتى سقطت على يد الاستعمار البريطاني بعد مقاومة شديدة، وسقطت العاصمة سوكوتو في عهد الخليفة الطاهر بن أحمد عام 1903م.

    دولة التوكولور الإسلامية في غربي إفريقيا ومقاومة الاستعمار الفرنسي:

    كان مؤسس هذه الدولة الإسلامية الحاج عمر الفوني التكروري، وهو مجاهد (تيجاني الطريقة الصوفية) ولد عام 1795م، على الحدود السنغالية الموريتانية. درس اللغة العربية وعلوم الدين، وتنقل في بعض البلاد الإسلامية وحج بيت الله الحرام مرتين، وزار القاهرة وتعاون مع دولة سوكوتو الإسلامية وشارك في الجهاد ضد الوثنيين، ثم غادر سوكو بعد وفاة الخليفة محمد بلو حيث استقر في مدينة دياجونكو ليعلن جهاده ضد الفرنسيين، واستمر جهاده حتى وفاته عام 1864م عن سبعين عاماً، وقد ترك لأبنائه مسؤولية متابعة الجهاد.

    وقد سيطر الحاج عمر في عشر سنوات على كل السودان الغربي من مدينة تمبكتو حتى حدود السنغال الفرنسية، وأسس دولة إسلامية بكل معانيها، وحاول أن يمدها في الشرق ليقاوم بها التوسع الفرنسي من الغرب، فقد كان يقاوم الوثنيين والمسيحيين الأوربيين في آن واحد.

    وبنـاء على قرارات مؤتمـر برلين الاسـتعماري عام 1884م، توسعت القوات الفرنسية واصطدمت بالمجاهدين بهدف القضاء على هذه الدولة الإسلامية، واستطاعوا احتلال مدينة بانديا جارا عاصمة الشيخ أحمدو لوبو بفضل تفوقهم العسكري 1893م. ولجأ الشيخ إلى دولة الفولاني وسوكوتو ومات هناك عام 1895م، وانتهت بذلك الدولة التيجانية (دولة التوكولور)، وأصبح سكانها المسلمون تحت الحكم الفرنسي، ولكن أتباع الشيخ عمر ظلوا يقاومون التبشير المسيحي، وحافظ السكان على التراث الإسلامي أمام موجات الغزو والتوسع الأوروبي.

    دول إسلامية أخرى تقاوم الاستعمار الفرنسي في غربي إفريقيا

    ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي كثير من الحركات الإسلامية التي قاومت الاستعمار الأوربي والوثنيين، في الوقت الذي كان الخليفة العثماني يقاوم في المنطقة التي تقع تحت سيطرته المباشرة، مثل إرسال جيش من ولاية مصر بقيادة واليها محمد علي باشا لضم السودان المصري وإنقاذه من الوقوع في أيدي الأوربيين عام 1820م.

    ومن العلماء الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي في غربي إفريقيا الحاج محمد الأمين من شعب السراكولا الذي جاهد لنشر الإسلام ومقاومة أعدائه. وكان قد بدأ حياته بدراسة العلوم الإسلامية وحج وزار البلاد الإسلامية، ومنها اصطنبول حاضرة الخلافة الإسلامية آنذاك.

    وقد بدأ الشيخ محمد الأمين جهاده عام 1885م، لتطبيق الشريعة الإسلامية ومقاومة الوثنية ونشر الإسلام؛ فاصطدم بدولة التوكولور ثم مع الفرنسيين، وقاومهم في معارك كثيرة حتى سقط بأيديهم في عام 1887م وقتل.

    كما قام المجاهد ساموري توري[ر] بالتصدي للفرنسيين وقد بدأ حركته عام 1881م، حتى قبض عليه عام 1898م، بعد أن أسس دولة إسلامية في منطقة أعالي النيجر، وكان جهاده ضد الاستعمار الفرنسي، الذي قضى على دولة ساموري الإسلامية.

    وفي وسط القارة قامت دولة رابح فضل الله الإسلامية أيضاً، حول بحيرة تشاد Tchad، إذ بدأ نضاله عام 1871م، وكان والده يعمل في الجيش المصري. وقد نافس رابح حركة المهدي السوداني محمد أحمد عبد الله، وعاصر المهدي السنوسي أيضاً، وتصدى للاستعمار الفرنسي حتى سقط شهيداً عام 1901م.

    عبد الرحمن بيطار
يعمل...
X