غاريبالدي (جيوسبي)
Garibaldi (Giuseppe-) - Garibaldi (Giuseppe-)
غاريبالدي (جيوسبي ـ)
(1807ـ 1882)
جيوسبي غاريبالدي Giuseppe Garibaldi سياسي إيطالي ومناضل من أجل الحرية، بطل الوحدة الإيطالية (1870)، ولد في مدينة نيس الفرنسية في الرابع من تموز، وتوفي في جزيرة كابريرا (إحدى جزر البليار الاسبانية) في حزيران.
نشأ غاريبالدي في مملكة البيدمونت في أقصى الشمال الإيطالي، وعاصمتها تورينو، وملكها فيكتور عمانوئيل، وكانت إيطاليا مقسمة إلى إمارات وممالك، ففي الجنوب كانت ممكلة نابولي وصقلية يحكمها آل بوربون الفرنسيين، وفي الوسط المقاطعة البابوية، أما البندقية ولومبارديا فكانتا تحت حكم النمسا المباشر، وكان الإيطاليون يتطلعون إلى الوحدة السياسية، وفي مقدمتهم ماتزيني زعيم جمعية «إيطاليا الفتاة». عمل غاريبالدي ضابطاً في سلاح البحرية الملكي التابع لسردينيا، وانضم إلى جمعية «إيطاليا الفتاة» عام 1833، شارك مع ماتزيني بثورة في البيدمونت عام 1834، لكن الثورة فشلت فهرب ماتزيني إلى لندن، وفر غاريبالدي إلى البرازيل، حيث عمل بالتجارة مدّة، ثم اشترك في الدفاع عن الأورغواي ضد الأرجنتين، وشكَّل هناك جيشاً من المهاجرين الإيطاليين أطلق عليه اسم فرقة القمصان الحمراء تحولَّت فيما بعد إلى ما يشبه الإسطورة، ولاسيما بعد انتصارها في معركة سان أنطونيو 1846، وقد وضع غاريبالدي لجيشه في الأورغواي علماً أسود في وسطه بركان، وهو يرمز بذلك لإيطاليا الحزينة التي تضطرم في جوفها نار الثورة. بعد عودة غاريبالدي من أمريكا اللاتينية شارك بالحرب ضد النمسا، وتولى الدفاع عن إيطاليا ضد الفرنسيين، ومالبث هذا القائد أن جمع حوله جيشاً شعبياً مكوناً من 5000 خيال متمرسين في حرب الجبال، وحقق أول انتصار له في تحرير لومبارديا في شمالي ميلانو من أيدي النمساويين والفرنسيين، وضمها لملكة البيدمونت في سنة 1859، كما قاد غاريبالدي الزحف التاريخي (مسيرة الألف رجل) ممن يلبسون القمصان الحمراء إلى صقلية في ربيع 1860م، واستطاع الاستيلاء على بالرمو عاصمة صقلية، وانتصر على آل البوربون، وأقام في الجزيرة حكومة مؤقتة تحت شعار (فيكتور عمانوئيل هو إيطاليا) واستعد للزحف إلى نابولي، وتمكن الجيش الشعبي الذي يقوده غاريبالدي من عبور مضيق مسينا، وسار في الجنوب الإيطالي حتى احتل نابولي، وقضى على عرش آل بوربون، ونادى غاريبالدي بالملك فكتور عمانؤيل ليكون أولَّ ملك على إيطاليا الموحدة عام 1861. بعد ضم نابولي وصقلية رسمياً إلى مملكة إيطاليا، خشي الملك أن يبادر الزعيم المنتصر غاريبالدي بتأثير المتطرفين من أتباع مازيني إلى إعلان جمهورية مستقلة في جنوبي إيطاليا فعزله وحلَّ جيشه، فغادر غاريبالدي نابولي إلى جزيرة كابريرا من دون أن ينتظر أي مكافأة، ولكنه كان مصمماً على تحقيق هدفه، وهو تحرير روما وفينيسيا، وجرت الأحداث لمصلحة إيطاليا حينما هُزمت النمسا أمام بروسيا في حرب 1866، فتخلت هذه عن البندقية وأعادتها لإيطاليا، وفي سنة 1870 تغلبت بروسيا على فرنسا ونابليون الثالث، واستسلمت روما، وعادت عاصمة تاريخية لإيطاليا، وأصبحت إيطاليا موحدة، حارب غاريبالدي من أجل إيطاليا طويلاً الأمر الذي أكسبه محبة الإيطاليين، فأطلقوا اسمه على معالمَ كل مدينة وقرية، ونصبوا تماثيله في معظم المدن الإيطالية، واستحق غاريبالدي لقب أبو إيطاليا الحديثة.
محمد الأحمد
Garibaldi (Giuseppe-) - Garibaldi (Giuseppe-)
غاريبالدي (جيوسبي ـ)
(1807ـ 1882)
نشأ غاريبالدي في مملكة البيدمونت في أقصى الشمال الإيطالي، وعاصمتها تورينو، وملكها فيكتور عمانوئيل، وكانت إيطاليا مقسمة إلى إمارات وممالك، ففي الجنوب كانت ممكلة نابولي وصقلية يحكمها آل بوربون الفرنسيين، وفي الوسط المقاطعة البابوية، أما البندقية ولومبارديا فكانتا تحت حكم النمسا المباشر، وكان الإيطاليون يتطلعون إلى الوحدة السياسية، وفي مقدمتهم ماتزيني زعيم جمعية «إيطاليا الفتاة». عمل غاريبالدي ضابطاً في سلاح البحرية الملكي التابع لسردينيا، وانضم إلى جمعية «إيطاليا الفتاة» عام 1833، شارك مع ماتزيني بثورة في البيدمونت عام 1834، لكن الثورة فشلت فهرب ماتزيني إلى لندن، وفر غاريبالدي إلى البرازيل، حيث عمل بالتجارة مدّة، ثم اشترك في الدفاع عن الأورغواي ضد الأرجنتين، وشكَّل هناك جيشاً من المهاجرين الإيطاليين أطلق عليه اسم فرقة القمصان الحمراء تحولَّت فيما بعد إلى ما يشبه الإسطورة، ولاسيما بعد انتصارها في معركة سان أنطونيو 1846، وقد وضع غاريبالدي لجيشه في الأورغواي علماً أسود في وسطه بركان، وهو يرمز بذلك لإيطاليا الحزينة التي تضطرم في جوفها نار الثورة. بعد عودة غاريبالدي من أمريكا اللاتينية شارك بالحرب ضد النمسا، وتولى الدفاع عن إيطاليا ضد الفرنسيين، ومالبث هذا القائد أن جمع حوله جيشاً شعبياً مكوناً من 5000 خيال متمرسين في حرب الجبال، وحقق أول انتصار له في تحرير لومبارديا في شمالي ميلانو من أيدي النمساويين والفرنسيين، وضمها لملكة البيدمونت في سنة 1859، كما قاد غاريبالدي الزحف التاريخي (مسيرة الألف رجل) ممن يلبسون القمصان الحمراء إلى صقلية في ربيع 1860م، واستطاع الاستيلاء على بالرمو عاصمة صقلية، وانتصر على آل البوربون، وأقام في الجزيرة حكومة مؤقتة تحت شعار (فيكتور عمانوئيل هو إيطاليا) واستعد للزحف إلى نابولي، وتمكن الجيش الشعبي الذي يقوده غاريبالدي من عبور مضيق مسينا، وسار في الجنوب الإيطالي حتى احتل نابولي، وقضى على عرش آل بوربون، ونادى غاريبالدي بالملك فكتور عمانؤيل ليكون أولَّ ملك على إيطاليا الموحدة عام 1861. بعد ضم نابولي وصقلية رسمياً إلى مملكة إيطاليا، خشي الملك أن يبادر الزعيم المنتصر غاريبالدي بتأثير المتطرفين من أتباع مازيني إلى إعلان جمهورية مستقلة في جنوبي إيطاليا فعزله وحلَّ جيشه، فغادر غاريبالدي نابولي إلى جزيرة كابريرا من دون أن ينتظر أي مكافأة، ولكنه كان مصمماً على تحقيق هدفه، وهو تحرير روما وفينيسيا، وجرت الأحداث لمصلحة إيطاليا حينما هُزمت النمسا أمام بروسيا في حرب 1866، فتخلت هذه عن البندقية وأعادتها لإيطاليا، وفي سنة 1870 تغلبت بروسيا على فرنسا ونابليون الثالث، واستسلمت روما، وعادت عاصمة تاريخية لإيطاليا، وأصبحت إيطاليا موحدة، حارب غاريبالدي من أجل إيطاليا طويلاً الأمر الذي أكسبه محبة الإيطاليين، فأطلقوا اسمه على معالمَ كل مدينة وقرية، ونصبوا تماثيله في معظم المدن الإيطالية، واستحق غاريبالدي لقب أبو إيطاليا الحديثة.
محمد الأحمد