الإنترنت وسيلة المهربين والمهاجرين في طريقهم إلى الولايات المتحدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإنترنت وسيلة المهربين والمهاجرين في طريقهم إلى الولايات المتحدة

    الإنترنت وسيلة المهربين والمهاجرين في طريقهم إلى الولايات المتحدة


    التكنولوجيا تقوم بدور في توسيع الهجرة عبر القارات لتصل إلى الولايات المتحدة بمساعدة تطبيق الترجمة على محرك غوغل.
    الثلاثاء 2023/06/13
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    تطبيقات في الخدمة

    كاليفورنا (الولايات المتحدة) - في مخيم للمهاجرين ممتد على طول الجدار الحدودي، الفاصل بين مدينة تيوانا المكسيكية ومدينة سان دييغو الأميركية، ظلت ديانا رودريغيز تسمع حوارات، حول مقطع فيديو مثير للبلبلة على منصة تيك توك.

    كان ذلك يوم خميس من شهر مايو الماضي، وكانت هذه المرأة البالغة من العمر 30 عاما، والتي نشأت في قرية للمناجم بكولومبيا، تقيم في المخيم بجوار الأعمدة الفولاذية الشاهقة، منذ يومين عندما بدأت همسات تنتشر حول مقطع الفيديو، الذي زعم أن المادة 42 التي طبقتها الحكومة الأميركية، أثناء جائحة كورونا لترحيل الكثير من المهاجرين بسرعة، دون السماح لهم بتقديم طلبات للجوء، سيستمر تطبيقها حتى شهر يونيو.

    غير أن رودريغيز أجرت بحثا مكثفا على الإنترنت، قبل أن تغادر عاصمة بلدها قبل نحو 11 يوما، وعلمت أن هذه المادة يفترض أن ينتهي العمل بها في مساء ذلك اليوم، وخطر لها أن مقطع الفيديو غير صادق، وحيلة لخداع المهاجرين ودفعهم لسداد أموال مقابل الحصول على مشورة قانونية.

    وذكرت صحيفة لوس أنجلس تايمز أنه في هذه الأيام، ومع قدوم مهاجرين من مختلف أنحاء العالم، وإقامتهم داخل مخيمات في المدن الحدودية المتاخمة للولايات المتحدة، والنوم في العراء ومواجهة الجوع والتوتر العصبي، أثناء انتظارهم تدوين سلطات الحدود بياناتهم، أخذ المهاجرون يتصفحون بشكل متزايد منصات تيك توك وفيسبوك ويوتيوب، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط من أجل الاتصال بأهاليهم لطمأنتهم، وإنما أيضا من أجل التعرف على أحدث التغييرات في سياسات الهجرة الأميركية، ومدى تأثيرها عليهم.


    وتؤكد عمليات البحث والتصفح المتكررة، والتي تواجه المشكلات بسبب تقطع الاتصالات من حين إلى آخر لضعف الشبكات، وكذلك الحاجة إلى الحفاظ على طاقة بطاريات الهواتف، أن منصات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، ساعدت على تسهيل الهجرة للولايات المتحدة، ولكنها أيضا وبشكل آخر جعلتها أكثر خطورة، وساعدت الشخصيات المؤثرة على هذه المنصات على سرعة تدفق المعلومات ومشاركتها بلغات مختلفة، من بينها الإسبانية والصينية والباشتو، ولكنها في ذات الوقت سرّعت من وتيرة نشر المعلومات المضللة.

    وعلى مدى عقود كان يتعين على عائلات المهاجرين أن تنتظر، لفترات طويلة من الزمن، وأحيانا لأسابيع أو لأشهر قبل أن يبلغ إلى علمهم وصول أحبائهم إلى الولايات المتحدة سالمين، والآن يرحل الكثير من المهاجرين وهم يحملون بطاريات خارجية إضافية، لشحن هواتفهم لعدم وجود كهرباء، كما يشترون باقات رخيصة للإنترنت، ليبعثوا برسائل عن آخر التطورات إلى ذويهم عبر تطبيق الواتس يوميا.

    وقبل أن يغادر المهاجرون بلدانهم، ينضمون غالبا إلى مجموعات على منصة فيسبوك للتعرف على الطرق التي يجب عليهم أن يسلكوها، والتواصل مع الآخرين الذين يبدأون رحلة الهجرة في نفس التوقيت، وعند منطقة الحدود يعتمد الكثيرون من طالبي اللجوء على هواتفهم للحصول على مواعيد للمقابلة، على تطبيق “سي.بي.بي1“، وهو تطبيق على الهاتف المحمول لسلطات الجمارك وحماية الحدود الأميركية، يشتهر بأنه كثير الأعطال، ويقول عنه خبراء الخصوصية إنه يثير القلق العميق، لاستخدامه من جانب الحكومة لجمع البيانات.

    وحتى أعمال المهربين أصبحت تعتمد على التقنيات بشكل متزايد، وفقا لما تقوله غوادالوبي كوريا كابريرا، أستاذة السياسات والحكومة بجامعة جورج ماسون بولاية فيرجينيا، والتي تجري أبحاثا حول شبكات تهريب البشر.

    وتضيف، إن منظمات الجريمة التي تقوم بتهريب البشر، تحتاج أحيانا إلى استخدام عدد أقل من المهربين – يطلق عليهم أحيانا اسم الذئاب – لنقل المهاجرين من نقطة إلى أخرى، وتستعيض عنهم باستخدام تطبيق الواتس، الذي يسمح لهم بالاحتفاظ بسرية هوياتهم، وأيضا بأن يبعثوا برسائل تتضمن تعليمات للمهاجرين، تتعلق مثلا بالمكان الذي يركبون فيه الحافلة التالية لمواصلة رحلتهم، أو لترسل لهم أماكن التجمع عن طريق إحداثيات “جي.بي.إس“.


    وتوضح كوريا كابريرا أن التكنولوجيا ومنصات التواصل، قامت أيضا بدور في توسيع عمليات الهجرة عبر القارات، لتصل إلى الولايات المتحدة مرورا بالمكسيك، بمساعدة تطبيق الترجمة على محرك غوغل، وأصبح بإمكان للمهاجرين الذين يتحدثون بالعربية أو الصينية أو معظم اللغات الأخرى، التواصل لحظة بلحظة مع أناس آخرين على طول طريق الهجرة، وتقول “هذا يمثل تغييرا مهما للغاية“.

    وصار المهاجرون يساعدون بعضهم بعضا، وعلى سبيل المثال عندما تنفد الطاقة من بطاريات الهواتف، يتقدم متطوع مزود بمولد يعمل ببطارية كبيرة، ليقيم محطة للشحن تبعد بمسافة بضعة أقدام عن الجدار الحدودي.

    وتقول رودريغيز إنها حاولت البحث عن مصادر موثوق بها، وتصفحت منصات التواصل بحثا عن مقاطع فيديو من المسؤولين، غير أن ذلك يكون صعبا في حالة الحفاظ على طاقة بطارية هاتفها، الذي تحتاجه لإرسال رسائل صوتية لابنها البالغ من العمر 11 عاما، الذي لا يزال في كولومبيا. وتضيف “في كولومبيا، الحياة كلها عبارة عن حرب”.

    وعند محطة شحن البطاريات المؤقتة، تحدق رودريغيز المهاجرة من كولومبيا، إلى الأفق البعيد، ولم تتناول أي طعام أو شراب، منذ عدة ساعات سوى زجاجة مياه وقطعة من البسكويت.

    وهي تترك عقلها يحلق في عالم مستقبلي خيالي، ويذهب بها تخيل مقاطع الفيديو التي قد تسجلها، وهي تعمل في وظيفة تستمع بها، أو عن ابنها الذي يدرس ليصبح طبيبا بيطريا، وتقول لنفسها ربما ذات يوم، تسترجع الأحداث القاسية التي تمر بها حاليا، وتوقن أن ما وصلت إليه يستحق كل هذا العناء الذي كابدته.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X