الرياضة في زمن الذكاء الاصطناعي يقودها الكومبيوتر بلا روح
الخوارزميات تساعد في ترتيب البيانات وإظهار الخصائص وميزات اللاعبين.
الثلاثاء 2023/06/13
انشرWhatsAppTwitterFacebook
في مهمة اكتشاف المواهب الحقيقية
لا تستغرب الجماهير الرياضية والقائمون على الرياضة دخول الذكاء الاصطناعي إلى هذا المجال بعد أن اقتحم مختلف الميادين. لكن المخاوف تزداد من أن تفقد الفرجة روحها في حين يتكتم القائمون على النشاط الرياضي عازفين عن الإفصاح عن المدى الكامل لنجاحهم في تطبيق هذه النوعية من التكنولوجيا في مجالهم.
برلين - هل يمكن الاستغناء قريبا عن خدمات المدربين والمديرين ومستكشفي المواهب الرياضية ؟ وهل تنتفي الحاجة إليهم عند اتخاذ قرارات بشأن طريقة تشكيل فريق الأحلام، وأفضل تبديلات للاعبين أثناء سير المباراة، ومعرفة التوقعات بشأن أهم انتقالاتهم بين الفرق، مع انتشار استخدامات الذكاء الاصطناعي؟
في الحقيقة يبدو القائمون على النشاط الرياضي عازفين عن الإفصاح عن المدى الكامل لنجاحهم في تطبيق هذه النوعية من التكنولوجيا في مجالهم، غير أن الخبراء في الذكاء الاصطناعي يدعون الناس إلى عدم التخوف من قدوم واقع جديد من الممارسة الرياضية، يكون بلا روح ويقوده الكومبيوتر.
وفي محاولة للرد على هذه التساؤلات يقول تيم شرودر المبرمج بمنصة “بلاير” الرقمية، المعنية بتطوير طريقة استكشاف المواهب الرياضية باستخدام الذكاء الاصطناعي، “أنا على ثقة بأن الأمور لن تصل إلى هذا الحد، وباعتباري من هواة كرة القدم، يراودني الأمل في ألا تسود هذه التقنية”.
وأضاف شرودر إن “الناس يحتاجون أشخاصا آخرين كشركاء يمكن الرجوع إليهم، والتكنولوجيا هي مجرد أداة معاونة”، ويعرب عن اعتقاده بأنه عند استخدامها كأداة، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين نوعية الرياضة وجودتها.
حركات المتزلج أو لاعب رمي القرص يتم تصويرها ثم تقييمها وتصنيف اللاعب بأنظمة تسجيل مدعومة بالذكاء الاصطناعي
غير أن هذا المبرمج يتسم أيضا بالواقعية، حيث يقول “لا يمكن إيقاف مسار المستقبل، وهذا المستقبل سيتحدد بشكل متزايد باستخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة”.
وأوضح شرودر أنه من الطبيعي أن يجني أول من يستخدم هذه التقنية قصب السبق، وهو لا يرى حدوث تهديد وشيك منها يؤدي إلى تقويض جوهر التنافس الرياضي.
ويتبنى نفس وجهة النظر معهد علوم التدريب التطبيقي بمدينة لايبزج بشرقي ألمانيا، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي حاليا، وبشكل أساسي في الميكانيكا الحيوية.
ويقول بيورن مورير وهو خبير علمي في المعلوماتية الرياضية بالمعهد “لا يمثل الذكاء الاصطناعي مخاطرة في مجالنا، إنما هو فرصة لتوليد المزيد من المعلومات، في وقت أقل”.
ويتم في معهد علوم التدريب التطبيقي تصوير حركات المتزلج أو لاعب رمي القرص، وتقييمها باستخدام برنامج كومبيوتر، ويتم تصنيف اللاعب بأنظمة تسجيل مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وليس من السهل الإجابة على السؤال، بشأن ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي، نظرا إلى السرية العامة المفروضة، على تطورات التكنولوجيا العالية.
الربوتات لن تشارك اللاعبين إنجازاتهم
بينما يقول كارلو ديندورف العالم في المجال الرياضي، بالجامعة التقنية الألمانية، بمدينة كايسرسلاوترن – لانداو، “يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي على ترتيب البيانات، وإظهار الخصائص وميزات اللاعبين بشكل واضح، وتقليص كمية البيانات بطريقة تمكن الأشخاص من التعامل معها بشكل أفضل”.
ويمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي بشكل عام ليس جديدا، فتم استخدامه من قبل وإن كان بشكل أقل، في جميع أنواع الحياة الرياضية، وعلى سبيل المثال يستخدم كثير من الأفراد “أجهزة تتبع اللياقة البدنية” التي تتيح معلومات حول حالات تعرضهم للتعب والإجهاد.
وفي إحدى الفرق الألمانية للدراجات يعمل ستة أشخاص في المعالجة اليومية لكميات كبيرة من البيانات حول الجهد والنبض وغير ذلك للاعبين، وفي سباق فورمولا 1، كان لتحليل البيانات تأثيره على وضع إستراتيجية للسباق لعدة سنوات، كما يتم التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال برامج كومبيوتر تعدها الشركات المتخصصة.
وفي رياضة كرة القدم للمحترفين يسعى موقع “بلاير”، لنقل عملية استكشاف المواهب الجديدة في اللعبة، إلى مستوى أعلى عن طريق استخدام تطبيقات مطورة خصيصا من الذكاء الاصطناعي، تستخدم تحليلات لحظة بلحظة عن نظام اللعب وأداء لاعبي الفريق، ويتم ربط النتائج ببيانات حول أكثر من 100 ألف لاعب تم تسجيلهم في النظام، وتقييمهم وفقا لقدراتهم التي يريدها النادي منهم.
وفي هذا المنهاج الدقيق، يتعلم الذكاء الاصطناعي من البيانات السابقة ومن التوقعات التي ذكرت، ويطرح جان ونت المؤسس المشارك لموقع “بلاير” الإلكتروني للزبائن احتمالية تصل إلى نسبة 90 في المئة، لعملية تنقلات اللاعبين المستقبلية، ويوضح قائلا “إننا لا نقول إن ذلك يمكن أن يحدث، ولكننا نقول إن هذا في طريقه للحدوث، وسيبدو الحال مثل توقعاتنا خلال السنوات الست المقبلة”.
ومن ناحية أخرى سيظل دور المدربين أساسيا للألعاب الرياضية، وفقا لما يتوقعه كارلهاينز وايبل المدرب الوطني برابطة التزلج الألمانية للعلوم والتكنولوجيا، ويقول “رغم كل التطورات، لا توضح البيانات كل شيء، فالمعرفة والخبرة والمهارات الفائقة، تضارع في أهميتها الذكاء الاصطناعي، فيما يتعلق بتطوير قدرات الرياضيين”.
كما يحذر بيون مورير الخبير بمعهد علوم التدريب التطبيقي، من “تزايد المخاطر في حالة تسليم اتخاذ القرارات للذكاء الاصطناعي وحده في الوضع الحالي، فمثلا إذا تم ترك التقييم الفني في الألعاب الرياضية، مثل الجمباز الذي يلعب على الأجهزة، للكومبيوتر تماما، فيمكن أن يتم التلاعب بالتقييم، عن طريق برامج الكومبيوتر، أي بشكل تكنولوجي وليس رياضيا”.
لكن رالف رانجيك مدرب المنتخب الوطني النمساوي لكرة القدم، والذي يفخر بأنه يفكر خارج الصندوق، يتوقع ظهور “إمكانات لا يمكن تخيلها”، عند استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي، ويقول “كلما تطور الذكاء الاصطناعي كلما نتج المزيد من البيانات، وكلما أتيح المزيد من المعلومات، كلما زادت استفادة الرياضيين منها”.
الخوارزميات تساعد في ترتيب البيانات وإظهار الخصائص وميزات اللاعبين.
الثلاثاء 2023/06/13
انشرWhatsAppTwitterFacebook
في مهمة اكتشاف المواهب الحقيقية
لا تستغرب الجماهير الرياضية والقائمون على الرياضة دخول الذكاء الاصطناعي إلى هذا المجال بعد أن اقتحم مختلف الميادين. لكن المخاوف تزداد من أن تفقد الفرجة روحها في حين يتكتم القائمون على النشاط الرياضي عازفين عن الإفصاح عن المدى الكامل لنجاحهم في تطبيق هذه النوعية من التكنولوجيا في مجالهم.
برلين - هل يمكن الاستغناء قريبا عن خدمات المدربين والمديرين ومستكشفي المواهب الرياضية ؟ وهل تنتفي الحاجة إليهم عند اتخاذ قرارات بشأن طريقة تشكيل فريق الأحلام، وأفضل تبديلات للاعبين أثناء سير المباراة، ومعرفة التوقعات بشأن أهم انتقالاتهم بين الفرق، مع انتشار استخدامات الذكاء الاصطناعي؟
في الحقيقة يبدو القائمون على النشاط الرياضي عازفين عن الإفصاح عن المدى الكامل لنجاحهم في تطبيق هذه النوعية من التكنولوجيا في مجالهم، غير أن الخبراء في الذكاء الاصطناعي يدعون الناس إلى عدم التخوف من قدوم واقع جديد من الممارسة الرياضية، يكون بلا روح ويقوده الكومبيوتر.
وفي محاولة للرد على هذه التساؤلات يقول تيم شرودر المبرمج بمنصة “بلاير” الرقمية، المعنية بتطوير طريقة استكشاف المواهب الرياضية باستخدام الذكاء الاصطناعي، “أنا على ثقة بأن الأمور لن تصل إلى هذا الحد، وباعتباري من هواة كرة القدم، يراودني الأمل في ألا تسود هذه التقنية”.
وأضاف شرودر إن “الناس يحتاجون أشخاصا آخرين كشركاء يمكن الرجوع إليهم، والتكنولوجيا هي مجرد أداة معاونة”، ويعرب عن اعتقاده بأنه عند استخدامها كأداة، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين نوعية الرياضة وجودتها.
حركات المتزلج أو لاعب رمي القرص يتم تصويرها ثم تقييمها وتصنيف اللاعب بأنظمة تسجيل مدعومة بالذكاء الاصطناعي
غير أن هذا المبرمج يتسم أيضا بالواقعية، حيث يقول “لا يمكن إيقاف مسار المستقبل، وهذا المستقبل سيتحدد بشكل متزايد باستخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة”.
وأوضح شرودر أنه من الطبيعي أن يجني أول من يستخدم هذه التقنية قصب السبق، وهو لا يرى حدوث تهديد وشيك منها يؤدي إلى تقويض جوهر التنافس الرياضي.
ويتبنى نفس وجهة النظر معهد علوم التدريب التطبيقي بمدينة لايبزج بشرقي ألمانيا، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي حاليا، وبشكل أساسي في الميكانيكا الحيوية.
ويقول بيورن مورير وهو خبير علمي في المعلوماتية الرياضية بالمعهد “لا يمثل الذكاء الاصطناعي مخاطرة في مجالنا، إنما هو فرصة لتوليد المزيد من المعلومات، في وقت أقل”.
ويتم في معهد علوم التدريب التطبيقي تصوير حركات المتزلج أو لاعب رمي القرص، وتقييمها باستخدام برنامج كومبيوتر، ويتم تصنيف اللاعب بأنظمة تسجيل مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وليس من السهل الإجابة على السؤال، بشأن ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي، نظرا إلى السرية العامة المفروضة، على تطورات التكنولوجيا العالية.
الربوتات لن تشارك اللاعبين إنجازاتهم
بينما يقول كارلو ديندورف العالم في المجال الرياضي، بالجامعة التقنية الألمانية، بمدينة كايسرسلاوترن – لانداو، “يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي على ترتيب البيانات، وإظهار الخصائص وميزات اللاعبين بشكل واضح، وتقليص كمية البيانات بطريقة تمكن الأشخاص من التعامل معها بشكل أفضل”.
ويمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي بشكل عام ليس جديدا، فتم استخدامه من قبل وإن كان بشكل أقل، في جميع أنواع الحياة الرياضية، وعلى سبيل المثال يستخدم كثير من الأفراد “أجهزة تتبع اللياقة البدنية” التي تتيح معلومات حول حالات تعرضهم للتعب والإجهاد.
وفي إحدى الفرق الألمانية للدراجات يعمل ستة أشخاص في المعالجة اليومية لكميات كبيرة من البيانات حول الجهد والنبض وغير ذلك للاعبين، وفي سباق فورمولا 1، كان لتحليل البيانات تأثيره على وضع إستراتيجية للسباق لعدة سنوات، كما يتم التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال برامج كومبيوتر تعدها الشركات المتخصصة.
وفي رياضة كرة القدم للمحترفين يسعى موقع “بلاير”، لنقل عملية استكشاف المواهب الجديدة في اللعبة، إلى مستوى أعلى عن طريق استخدام تطبيقات مطورة خصيصا من الذكاء الاصطناعي، تستخدم تحليلات لحظة بلحظة عن نظام اللعب وأداء لاعبي الفريق، ويتم ربط النتائج ببيانات حول أكثر من 100 ألف لاعب تم تسجيلهم في النظام، وتقييمهم وفقا لقدراتهم التي يريدها النادي منهم.
وفي هذا المنهاج الدقيق، يتعلم الذكاء الاصطناعي من البيانات السابقة ومن التوقعات التي ذكرت، ويطرح جان ونت المؤسس المشارك لموقع “بلاير” الإلكتروني للزبائن احتمالية تصل إلى نسبة 90 في المئة، لعملية تنقلات اللاعبين المستقبلية، ويوضح قائلا “إننا لا نقول إن ذلك يمكن أن يحدث، ولكننا نقول إن هذا في طريقه للحدوث، وسيبدو الحال مثل توقعاتنا خلال السنوات الست المقبلة”.
ومن ناحية أخرى سيظل دور المدربين أساسيا للألعاب الرياضية، وفقا لما يتوقعه كارلهاينز وايبل المدرب الوطني برابطة التزلج الألمانية للعلوم والتكنولوجيا، ويقول “رغم كل التطورات، لا توضح البيانات كل شيء، فالمعرفة والخبرة والمهارات الفائقة، تضارع في أهميتها الذكاء الاصطناعي، فيما يتعلق بتطوير قدرات الرياضيين”.
كما يحذر بيون مورير الخبير بمعهد علوم التدريب التطبيقي، من “تزايد المخاطر في حالة تسليم اتخاذ القرارات للذكاء الاصطناعي وحده في الوضع الحالي، فمثلا إذا تم ترك التقييم الفني في الألعاب الرياضية، مثل الجمباز الذي يلعب على الأجهزة، للكومبيوتر تماما، فيمكن أن يتم التلاعب بالتقييم، عن طريق برامج الكومبيوتر، أي بشكل تكنولوجي وليس رياضيا”.
لكن رالف رانجيك مدرب المنتخب الوطني النمساوي لكرة القدم، والذي يفخر بأنه يفكر خارج الصندوق، يتوقع ظهور “إمكانات لا يمكن تخيلها”، عند استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي، ويقول “كلما تطور الذكاء الاصطناعي كلما نتج المزيد من البيانات، وكلما أتيح المزيد من المعلومات، كلما زادت استفادة الرياضيين منها”.