كيف تشاهد كالكاميرا ؟ -١- فوارق الرؤية بين العين والكاميرا
فوارق الرؤية بين العين والكاميرا عديدة وذات أبعاد مهمة تخدمنا كمصورين فوتوغرافيين ، وقد تطرقنا لأكثر من موضوع في هذا المجال ، لكننا وجدنا ضرورة تقديم هذه المادة الإضافية من كتاب للمصور العالمي الشهير اندريالي فاينينغزيقع في سبعة فصول ويناقش وظائف الكاميرا وكل ما يدور في إطارها عنوان الكتاب « التصوير الفوتوغرافي الشامل » أما عنوان الفصل الذي سنقدمه هنا وعلى حلقتين هو : كيف تشاهد كالكاميرا ؟ ! .
يبدأ هذا الفصل بمقدمة صغيرة عن أسباب فشل معظم الصور الفوتوغرافية ، قبل ان ينتقل إلى الفوارق بين العين والكاميرا . وندخل مع الكاتب - المصور إلى عالمه مباشرة حيث يقول :
- علمتني التجارب ان الصور الفوتوغرافية تاتي غير مرضية لسببين :
١ ) لأن الموضوع يفتقر إلى ما يحظى باهتمـام النـاظر ، حيث اصبح مبتذلا لكثرة ما كان هدفاً للتصوير أو مملا للسبب ذاته - وعلاج هذا العيب واضح - .
٢ ) لأن المصدر الفوتوغرافي عرض موضوعاً له قيمتـه بشكل فوتوغرافي يفتقر إلى الفعالية باعتباره لم يستطع ان « يشاهـد بمعـاييـر فـوتـوغـرافيـة .. والمقصود في هذا الفصـل هـو العثور على حلول للمشكلة الثانية .
- فوارق « المشـاهـدة » بين العين والكاميرا :
المشاهدة في الكاميرا هادفة الأمور على حالها . اما المشاهدة البشرية فموضوعية ، إختيارية ، كما انها كثيراً ما لا يعول عليها . اما سبب هذه الفوارق فيعود في الحقيقة إلى أن الكاميرا هي آلة . بينما العين هي جزء من كائن حي يضبطه دماغ يفكر ويشعر .
وطالمـا ان المـصــور الفوتوغرافي هو المقصود ، يمكن لتبعات هذه الفوارق ان تؤدي الى انـتـاج صور تبدو غير طبيعية ، ، وهذا ما يحدث غالباً ، رغم حقيقة أن الصور المعنية هي صحيـحـة ، بحـق ، والأمثلة الشـائعـة على ذلك هـي صـور اشخاص يظهرون مشوهين لأن انوفهم أو أكفهم أو اقدامهم تبدو كبيرة بشكل لا يتفق مع مقاييس بقية اجسادهم ـ انها نتيجة العمل بعدسة طول بؤري قصير نسبياً . عدسة واسعة الزاوية ، من مسافة قصيرة نسبيا بين الكاميرا والموضوع .
وليس هذا ، التشويه ، بالطبع الا الظاهرة الطبيعية للابعاد في مسطح عمودي ، جرى إلتقاطه هنـا بتمييـل الكـاميـرا خـلال التعريض الضوئي .
من الناحية البصـريـة ، فإن هذه الاشكال . المـبـالغ بها ، للأبـعـاد هي صحيحة كل الصحة ؛ بينما تبدو خاطئة ، لدى تقييمها عاطفياً .
والآن نـجـد المـصـوريـن الفوتوغرافيين الذين لم يتعلموا بعـد ان « يشـاهـدوا بمعـابيـر فوتوغرافية ، وهم لا يلاحظون هذه الظواهر في الواقع - رغم انها مـرئـيـة من العيـن المـدربـة بوضوح : واضح أن الكاميرا لا تستطيع تسجيل الا ما يـواجـه العدسة فعلا ـ والنتيجة ان هؤلاء لا يستطيعون إعتماد التصرف السليـم قـبـل الكبس على زر المغـلاق ، وينتهون الى صـور مشوهة » .
مقابل هؤلاء ، نجد المصورين الفوتوغرافيين من ذوي الخبرة ، وهم ليسوا معتادين فقط على هذه التأثيرات للابعاد ويتنبهون لها بل ويعرفون كيف يتجنبـونهـا كذلك : بعدم المبالغة في الاقتراب
من الموضوع مع عدسة واسعة الزاويـة ، وبـالـمـحـافـظة على الكاميرا أفقية عند التقاط مواضيع معمـاريـة او العمـل بـكـاميـرا مشاهدة ، فيها من لوازم التعديل في الواجهة والظهر ما يجعلهم قادرين على ضبط الأبعاد ، وجعل العموديات متوازية في الصورة .
من الأمثلة الأخرى التي توضح الفروقات بين ، المشـاهـدة . البشرية و « مشاهدة ، الكاميرا . نجد صوراً فيها من الاشياء التي تجاهلها المصور الفوتوغرافي لحـظة التعريض الضـوني مـا يعطب التاثير الذي سعى هـذا المصور اليه ، بعض الأمثلة على ذلك : خلفية غير مناسبة ، وظلال بشعة ، وشجرة تبدو ناميـة من راس الصبية الجميلة بالذات وما إلى ذلك .
في حالات من هذا القبيـل . يكون المصور الفوتوغرافي قد شاهد مجرد ما يريد رؤيته فقط لا
غيـر ـ المـوضـوع الذي حظي باهتمامه - ولم يظهر إهتماماً باي شيء آخـر ، لأن العين والدمـاغ يـتـفـاعـلان لامـوضـوعياً ( subjectively ) . أما الكاميرا من نــاحيـة أخـرى ، فهي بطريقتها الموضوعية والفعالة دون تكفير ، رات ، كل شيء وجلبت التفاصيل المعيقة وغير المهمة بالدقة ذاتها كما جلبت الموضوع المقصود بحد ذاته .
من هنا يصبح على المصور إبداء الاهتمام ذاتـه بالعناصر المهمة وغير المهمة في الصورة .
ذلك اننا مهما عملنا بفعالية ، ربما لتسجيل النواحي ذات الأهمية في الموضوع ، واضح أن النواحي غير المهمة قد تعطب الصورة .
من هنا يمكن القول :
البصـر البشري غيـر مـوثـوق بـه واخـتـيـاري ومتحيز . بينما بصر الكاميرا شامل وغير متحيز .
- مثيـرات غيـر بـصـريـة للأحاسيس :
كمصور فوتوغرافي ، انت كائن بشري ، وبالتالي عرضة لحشد من مثيرات الاحاسيس ، اما الكاميرا تلك الآلة التي تتحسس الضوء فهي عرضة لأمر واحد هو الانطباعات البصرية .
يمكن لنتائج هذا التحديد ان تكون خطيرة إذا تركت لمشاعرك ان تؤخذ بمـوضـوع جـاذبينـه الرئيسيـة ليست بصـريـة .
الخلاصة هنا .
. قبل التقاطك لموضوع لا يقاوم ، اكتب أحاسيسك كلها باستثناء حـاسـة البصر ، حتى تعـرف مـدى مـا تـرك للكاميرا حتى تسجله » .
اذا بدا ان الجزء البصري من التجـربـة الكليـة ظل معقولا إلتقط ؛ والا فعليك توفير فيلمك لمناسبة تبشر بنجاح أفضل ، هذا اذا لم يكن جل ما تريده بالطبع هو لقطة طائرة تأخذها تذكاراً .
- تجربة الموضوع الشامل :
شمولية الموضوع الجدير بالتصوير الفوتوغرافي يتمثل بالعديد من المظاهـر المختلفة .
خذ تجربة التجوال في عاصمة لم يسبق لك أن قمت بزيارتها قبلا على سبيل المثال ، هناك ، تجد الحياة والاعمال ناشطين في كل مكـان : وتريد تسجيل هذه التجربة التي لا تنسى على فيلم ، ولكن الى اي من الاتجاهات ينبغي عليك ان تسدد كاميرتك ؟ ..
عندما يكون الموضوع من أمثال الآثارة والمتعة في مدينة غريبة ، فهو موضـوع للكاميرا السينمائية اصلا ، حيث الحركة هي العنصر المسيطر ، ويعمل عدد من اللقطات ، لا تزيد احداها عن ثوان معدودات ، على التجمع لابتداع سجـل مثير ومقنع للمشهد ، رغم انه إذا حدث لكل إطار فردي ان تكبر وبالتالي غرض كصورة ساكنـة ، فلن يعني الا القليل جدا . ولكن ما الذي على ملتقط الصور الساكنة أن يفعله لتسجيل الاحسـاس في هكـذا موضوع غير ملموس على فيلم .. ؟
ما عليه ان لا يفعله هو تجزئة هذا الموضوع إلى عدد هائل من الصور الفردية ، لكل منها القليل مما له معناه بحد ذاته ، وهـو تـقـلـيـدي وخـال مـن مثـيـرات الأحاسيس . بدلا من ذلك ، عليـه رؤية المشهد بمعايير التصوير الفـوتـوغـرافي ، وتجميع كل محتوياته المختلفة في منظر هائل واحـد ... إنـه المنظر الذي لا تستطيع الا عدسة « تيليفوتو ، بالغة ان نجليه . وهذا بالطبع يستدعي مكاناً مناسباً للكاميرا يكون عالياً وبعيداً عن المشهد . حتى ينيـح لـعـدسـة التليفـوتـو فرصة سحب كل شيء وتجميعها معاً ، تكديس سيارة فوق سيـارة في ابعاد مضغوطة .
معنى هذا بكلمات أخرى ان لا تصور بطريقة - المشاهدة ، عند كائن بشري ، بتجميـع دزينة انطباعات مختلفة بدزينـة من الصور المختلفة التي يؤمل ان تبعث بجـوهـر التجـربـة الى الدماغ .
لماذا لا .. ؟
لان هـذا لن ينجـح وذلك لأن دزينـة اللقطات القـريـبـة المختلفة لا يتجمع لتقديم انطباع شامل للكل . بدلا من ذلك ، فكريكبر موضوعك خذ اطول عدسة تيليفونو ، لديـك وابتعد الى الوراء ثم اضغط التجربة كلها في لقطة واحدة وحيدة .
عنـدمـا يجـدون انفسهم في مواجهة موضوع بالغ الشمول ، يلجامـعـظم المـصـوريـن الفوتوغرافيين إلى عدسة واسعة الزاوية لتطويق هذا الموضوع بكامله ضمن منظر واحـد . ولكن كيف ستبدو الصـورة ؟ .. ستسيطر الأشياء الكبيرة القريبة على المشهد ، بينما تظهر البقيـة الملقاة في الخلفية مصغرة الى مقياس يلغي كل دور فعال لها .
المشاهدة الفوتوغرافية • تحتك هنا على الا , تقترب ، بل تتراجع الى الوراء ، الى حين تصبح بعيداً إلى الحد الكافي لدفع بندقيتك الأكبر نحو العمل . لا مجال لالتقاط الموضوع الضخم بفعالية الا بابعاد ضخمة ، هي مرة أخرى ، لا مجال لابتداعها الا بعدسة تيليفوتو ، ضخمة .
والخلاصة :
تعلم ان ترى المشهد كله فـوتـوغـرافيـاً ، واجمـع محتوياته كلها في منظر واحد هائل وفعال »
- الموضوع كجزء من محيطة :
عندما نتامل موضوعاً معيناً ، نشاهده في البيئة التي تحيط به ، كجزء من مشهد اوسع بكثير . اما عند « مشاهدته ، بالكاميرا ، على شكل صورة ، فإن هذا الموضوع ذاته يخرج من نطاق محيطه فينعـزل ، ويصـبـح كيـنـونـة مستقلة .
نتيجة هذا الفارق بين مـشـاهـدة ، الـكـامـيـرا و - المشاهدة البشرية هي ان الموضوع الذي يظهر جذاباً في الواقع قد يعطي انطباعاً ضعيفاً .
عندما يتحول الى صورة - سلايد أو طبعة ـ لماذا ؟ ..
لوجود عوامل عديدة تقع خارج نطاق صورة المستقبل ، ربما تسهم بـالتـاثيـر الذي يبعثه الموضوع فينا ، مشاهدة محيطية تؤدي إلى تنقـل تـدريجي بين الشيء الذي اثـار إهـتـمـامـنـا . واشياء اخـرى مجـاورة له ، واخرى كذلك تقع مباشرة خارج مجال المشاهدة لا تنتبه لها الا قليلاً جداً .
مقابل ذلك نقول عن الصورة الفـوتـوغـرافيـة انهـا صـورة الموضوع أو الحدث الذي يشاهد وياتي الاحساس به معزولا عن بيئته الـعـاديـة ، معزولا عن الواقع - وهو عادة ما يكون صغيراً محدداً نسبياً ايضاً ، الأمر الذي يسهل رؤيته بلحظة وتقييمه كـوحـدة ، دون ، انـطبـاعـات محيطية ، مستعدة لتروق للعين وتشغلها عنه . أضف إلى هذا انه يظل ساكناً ، يعطينا كل الوقت الذي نريده لاستكشاف كـل مـا يحتمل وجوده فيه من علل .
والنتيجة اننا نستطيع ان نكون اكبـر دقة في الحكم ، وتطبيق معايير للصورة هي أقل من تلك التي تطبقها على الأصل في الواقع ـ احد أسباب انتهاء الكثير من الصور الى ما يخيب أمالنا .
عند تقييم موضوع محتمل . لا تحكم عليـه بنـاء على نـظرة مباشرة :
بل حدد مدى اهميته بناء على الصورة في محدد النظر أو على الزجـاج المبـرغـل ، حيث تستطيع رؤية الموضوع حسبما سيظهر على شكل صورة - معزول و ، مطروق بإطار . ، قائم بذاته تصميم بظلال لونية او سوداء وبيضـاء ، ذو بعـدين ـ بهـذه الطريقة ، تتجنب اوتوماتيكياً التأثر بأشياء قد تكون لها قيمتها .
على الأرض ، ولكنها تفقـد هـذه القيه » في الصورة ، تأثيرات قـد تضلل حكمك وتؤدي بالموضوع الى الظهـور وهو أفضـل . . بالمعنى الفوتوغرافي ـ ممـا هو عليه في الواقع .
عن قطعة كرتون قياس ۸ × ۱۰ بوصة تقريباً ذات ثقب مستطيل لتقييم موضوع مـا ان تتامله من خلال إطار مشاهدة . وهو عبـارة من الطرق الأخـرى الجيـدة الشكـل قيـاس ٤ × ٥ بوصة مقصوصة في وسطها ، تجري من خلالها دراسة ما في الموضوع من طاقات . اطار المشـاهـدة الذي يخدم في المجالات التالية :
- عزل الموضوع :
عندما تمسك إطار المشاهدة من مسافة مناسبة وتنظر من خلال فتحته بعين واحدة - محافظاً على الثانية مغلقة - تستطيـع عـزل موضوعك عما يحيط به وتدرسه . بينما هو بعيد هكذا عن التأثيرات الخارجية ، أي كمـا سيظهر في الصورة بعد ذلك تماماً .
- إزالة التغيير الظاهري :
عند دراسة الموضوع بعين واحدة فقط ، تستطيع تحويل بـصـرك الـعـادي المجـسـامـي ( stereoscopic ) إلى بصر أحادي العين ( monocular بصر . الكاميرا . بهذه الطريقة ، وبإزالة تأثير التغيير ذاته كما يظهر على شكل صورة ، وتقرر ما ذا كان هناك مشيرات عمق أخرى ، كالظلال والتـداخـلات ، والتـنـقـيـصـات ( diminations ) وتقارب الابعـاد ضمن خطوط متوازية اصلا ، وما الى ذلك .
هـذه الأمور تُستخـدم لإعـطاء . عمق - للصورة والمحافظة على إحساس بالبعد الثالث .
- تحديد الإجتزاء :
إذا غيرت موقع إطار المشاهدة قليلا مقابل الموضوع - قليلا الى اليسار أو قليلا الى اليمين او الأعلى أو الأسفل - تستطيع بدقة ان تحدد الحدود الأكثر فعالية لصورتك المنتظرة تستطيع ان تری کیف سيبدو الموضوع مجتزاً بهذه الطريقة او تلك إضـافـة لمعرفة الأجزاء التي يمكن ازالتها لمصلحة المحتوى دون التأثير على البقيـة وتلك التي ينبغي شمولها كاجزاء اساسية في الصورة ، ثم تلك التي ينبغي إزالتها باعتبارها عميقة أو مجرد تافهة .
- دعم المحتوى :
بالطريقة ذاتها ، تستطيـع العثور على الموقع الأفضل لأحد العناصر المعنية من الصورة ضمن حـدودك المختارة امثـال التوقيع الأكثر فعالية لشكل منعزل تريد استخدامه ليعطي صورتك مقياساً . كذلك تستطيع تحديد الموقع الأفضل للأفق - ما إذا كان رفعه اکثر او خفضه أكثر سينتج التأثير الأفضـل ـ وفـي هـذا المجال ، عليك المعرفة بأن الأفق العالي يرمز الى قرب ، مودة . تفصيل ومزايـا أرضية : بينما يشدد الأفق المنخفض على السماء ، ويوحي بمسافة وحـرية وفسحة ومزايا روحانية .
- إظهـار تـأثيـرات عـدسـات مختلفة :
بتغيير المسافة بين العين و إطار المشاهدة ـ إمساكه قريباً منها أو على بعد ذراع - تستطيع دراسة التاثيرات التي ستبعثها عدسات باطوال بؤرية مختلفة في مظهر مـوضوعـك مرئيـاً من هذا الموقع المعين للكاميرا . فالاطار الممسوك على مقربة من العين سيوازي التحول الذي تبعثـه عدسة واسعة الزاوية والممسوك على مسافة معتدلة ، سيوازي التحول الذي تبعثه عدسة ذات طول بـؤري معياري ؛ بينمـا الممسوك على بعد ذراع سيوازي التحـول الذي تبعثـه عـدسـة « تيليفوتو .
اما التعديل ، الفكري » الذي عليـك اجراؤه فمتعلق بمقياس الصورة : كلما ازدادت المسافة بين العين والاطار ، كلمـا ظهرت فتحته اصغر ، رغم ان الصورة المنتظرة سيكون مقياسها هو ذاتـه طبعـاً في جميع الأحوال المختلفة التي فصلناها اعلاه .
- اختيار اطار أفقي او عمودي
بتحويل وضع اطار المشاهدة عمودية أو أفقية من افقي إلى عمودي ، تستطيـع تحديد ما اذا كان المـوضـوع سيظهر افضل وهو في صورة .
- المـسـاعـدة على تجنب تحريفات لامرغوبة للابعاد .
باستعمال إطار المشاهدة كإطار مرجعي ، تستطيـع أن تتجنب مـواجـهـة خـطر الانحراف اللامرغوب للابعاد ، فمتى تشاهد العمـوديـات المتقـاربـة بـوعي وادراك ، علي سبيل المثال ، ارفع رأسك متطلعاً الى بناء ما من خلال اطار المشـاهـدة الذي ينبغي ان تمسكه بزوايا قائمـة مع محور المشاهدة . وعندما تقارن إنجاه الخطوط العمودية من البناء الآن مع الحواف المتـوازيـة لفتحـة الاطار ، سنری آنها تتباعد - تبدو عـمـوديـات الإطار أخـذة فـي الانحراف نحو الداخل .
كذلك هو حـال تأثير الابعاد النموذجية لعدسة واسعة الزاوية مبالغة ، و يمكن مشـاهـدتـه بوضوح إذا أمسك إطار المشاهدة قريباً نسبياً من الموضوع بينما العين قـريـبـة من فـتـحـة إطار المشاهدة هذا .
- الخلاصة :
عنـد تقييم مـوضـوع محتمل ، عليك عدم الاكتفاء بالحكم من مجرد التطلع اليه مـبـاشـرة ، ستتمكـن ان تشـاهـده بـوضـوح اكثـر حسبما سيظهر على شكل صـورة اذا قيمت الصـورة بوضوح اكثر حسبما سيظهر على شكل صورة اذا قيمت الصورة في محـدد النظر كذلك ، أو الزجاج المبرغل او في اطار مشاهدة » .
- رؤيـة مجسامية وغيـر مجسـاميـة :
في أكثر الفروقات أهمية بين المـشـاهـدة ، البشرية و « مشاهدة » الكاميرا اننا نرى بعينين إثنتين ، بينما ترى الكاميرا بواحدة ، والنتيجة ان بصـرنـا مجسامي ، ونحن نرى العمق كتغيير ظاهري مباشرة ، بينما الكاميرا ، تشاهد الأشياء ذات الابعاد الثلاثة على شكل عروض مركزية ، أي : مسطحة . وبالتالي فإن العمق ـ البعـد الثالث ـ هو ميزة في الموضوع لا يمكن بعثها في الصورة الفوتوغرافية مباشرة ولكن يمكن الايحاء بها رمزياً .
يوجد عدد من الرموز يمكن الاستعانة بها للتعبير عن العمق بشكـل نـقشـي ( graphic ) . ومن العوامل ذات الأهمية , للمشاهدة كـاميـرا ، ان تبحث عن هـذه المشيرات الى العمق اثناء دراسة مـوضـوعـك . من الممكن اثبـات وجود العمق باظهار مقدار ملحوظ من الظلال ، اشكال متداخلة تقصير المقدمة ، تصغير ، تقارب ظاهري للخطوط المتوازية وهي تبتعد أو ترتفع ، وتأثيرات الابعاد الفضائية .
هذه جميعها عوامل لو جـري استغلالها بشكل سليم ، تعطى صورك إحساسا بالعمق .
- الخلاصة :
الا نبحث عن العمق ، بل ابحث بدلا من ذلك عن عناصر في الموضوع تثبت وجود العمق .
- مقياس التمثيل :
الطول البؤري للعدسات في عيوننا ثابت عملياً . والنتيجة اننا في الموقع ذاته ، نشاهد كل شيء بالمقياس ذاتـه دائماً ـ الاشيـاء القريبة كبيرة نسبيا ، والأشياء الابعد اصغر فأصغر تبعاً لإزدياد المسافة .
اما الكاميرا من ناحيـة اخرى فمن الممكن تجهيـزهـا بعـدسـات ذات أطوال بـؤريـة متنوعة تقريباً . وحيث ان الطول البؤري ومقياس التمثيل يتناسبان طرداً ( directly proportional ) يصبـح بـاسـتـطاعـة الصـورة الفوتوغرافية ان تمثل أي موضوع تقريبـاً ، وبغض النظر عـن المسافة ، باي مقياس على الفيلم تقريباً ، وذلك بمساعدة العدسة ذات الطول البؤري المناسب .
هـذه احـدى الحـالات التي يتضح فيها تفوق الكاميرا على العين - علماً أن هنـاك حـالات اخرى سنتعرف عليها في القريب العاجل - .
المـهـرة مـن المـصـوريـن الفوتوغرافيين يستغلون هذه الطاقة كلما كان ذلك ممكناً ، وهذا هو سبب اقتنائهم لعدسات ذات اطوال بؤرية مختلفة .
- الخلاصة :
« الطول البؤري للعين ثابت . ولكن من الممكن تجهيز الكاميرا « بعيـون » تتميـز بـأي طول بـؤري وبالتالي زيادة مجال آفـاقنا البصرية الى حد هائل »⏹
يتبع ..
فوارق الرؤية بين العين والكاميرا عديدة وذات أبعاد مهمة تخدمنا كمصورين فوتوغرافيين ، وقد تطرقنا لأكثر من موضوع في هذا المجال ، لكننا وجدنا ضرورة تقديم هذه المادة الإضافية من كتاب للمصور العالمي الشهير اندريالي فاينينغزيقع في سبعة فصول ويناقش وظائف الكاميرا وكل ما يدور في إطارها عنوان الكتاب « التصوير الفوتوغرافي الشامل » أما عنوان الفصل الذي سنقدمه هنا وعلى حلقتين هو : كيف تشاهد كالكاميرا ؟ ! .
يبدأ هذا الفصل بمقدمة صغيرة عن أسباب فشل معظم الصور الفوتوغرافية ، قبل ان ينتقل إلى الفوارق بين العين والكاميرا . وندخل مع الكاتب - المصور إلى عالمه مباشرة حيث يقول :
- علمتني التجارب ان الصور الفوتوغرافية تاتي غير مرضية لسببين :
١ ) لأن الموضوع يفتقر إلى ما يحظى باهتمـام النـاظر ، حيث اصبح مبتذلا لكثرة ما كان هدفاً للتصوير أو مملا للسبب ذاته - وعلاج هذا العيب واضح - .
٢ ) لأن المصدر الفوتوغرافي عرض موضوعاً له قيمتـه بشكل فوتوغرافي يفتقر إلى الفعالية باعتباره لم يستطع ان « يشاهـد بمعـاييـر فـوتـوغـرافيـة .. والمقصود في هذا الفصـل هـو العثور على حلول للمشكلة الثانية .
- فوارق « المشـاهـدة » بين العين والكاميرا :
المشاهدة في الكاميرا هادفة الأمور على حالها . اما المشاهدة البشرية فموضوعية ، إختيارية ، كما انها كثيراً ما لا يعول عليها . اما سبب هذه الفوارق فيعود في الحقيقة إلى أن الكاميرا هي آلة . بينما العين هي جزء من كائن حي يضبطه دماغ يفكر ويشعر .
وطالمـا ان المـصــور الفوتوغرافي هو المقصود ، يمكن لتبعات هذه الفوارق ان تؤدي الى انـتـاج صور تبدو غير طبيعية ، ، وهذا ما يحدث غالباً ، رغم حقيقة أن الصور المعنية هي صحيـحـة ، بحـق ، والأمثلة الشـائعـة على ذلك هـي صـور اشخاص يظهرون مشوهين لأن انوفهم أو أكفهم أو اقدامهم تبدو كبيرة بشكل لا يتفق مع مقاييس بقية اجسادهم ـ انها نتيجة العمل بعدسة طول بؤري قصير نسبياً . عدسة واسعة الزاوية ، من مسافة قصيرة نسبيا بين الكاميرا والموضوع .
وليس هذا ، التشويه ، بالطبع الا الظاهرة الطبيعية للابعاد في مسطح عمودي ، جرى إلتقاطه هنـا بتمييـل الكـاميـرا خـلال التعريض الضوئي .
من الناحية البصـريـة ، فإن هذه الاشكال . المـبـالغ بها ، للأبـعـاد هي صحيحة كل الصحة ؛ بينما تبدو خاطئة ، لدى تقييمها عاطفياً .
والآن نـجـد المـصـوريـن الفوتوغرافيين الذين لم يتعلموا بعـد ان « يشـاهـدوا بمعـابيـر فوتوغرافية ، وهم لا يلاحظون هذه الظواهر في الواقع - رغم انها مـرئـيـة من العيـن المـدربـة بوضوح : واضح أن الكاميرا لا تستطيع تسجيل الا ما يـواجـه العدسة فعلا ـ والنتيجة ان هؤلاء لا يستطيعون إعتماد التصرف السليـم قـبـل الكبس على زر المغـلاق ، وينتهون الى صـور مشوهة » .
مقابل هؤلاء ، نجد المصورين الفوتوغرافيين من ذوي الخبرة ، وهم ليسوا معتادين فقط على هذه التأثيرات للابعاد ويتنبهون لها بل ويعرفون كيف يتجنبـونهـا كذلك : بعدم المبالغة في الاقتراب
من الموضوع مع عدسة واسعة الزاويـة ، وبـالـمـحـافـظة على الكاميرا أفقية عند التقاط مواضيع معمـاريـة او العمـل بـكـاميـرا مشاهدة ، فيها من لوازم التعديل في الواجهة والظهر ما يجعلهم قادرين على ضبط الأبعاد ، وجعل العموديات متوازية في الصورة .
من الأمثلة الأخرى التي توضح الفروقات بين ، المشـاهـدة . البشرية و « مشاهدة ، الكاميرا . نجد صوراً فيها من الاشياء التي تجاهلها المصور الفوتوغرافي لحـظة التعريض الضـوني مـا يعطب التاثير الذي سعى هـذا المصور اليه ، بعض الأمثلة على ذلك : خلفية غير مناسبة ، وظلال بشعة ، وشجرة تبدو ناميـة من راس الصبية الجميلة بالذات وما إلى ذلك .
في حالات من هذا القبيـل . يكون المصور الفوتوغرافي قد شاهد مجرد ما يريد رؤيته فقط لا
غيـر ـ المـوضـوع الذي حظي باهتمامه - ولم يظهر إهتماماً باي شيء آخـر ، لأن العين والدمـاغ يـتـفـاعـلان لامـوضـوعياً ( subjectively ) . أما الكاميرا من نــاحيـة أخـرى ، فهي بطريقتها الموضوعية والفعالة دون تكفير ، رات ، كل شيء وجلبت التفاصيل المعيقة وغير المهمة بالدقة ذاتها كما جلبت الموضوع المقصود بحد ذاته .
من هنا يصبح على المصور إبداء الاهتمام ذاتـه بالعناصر المهمة وغير المهمة في الصورة .
ذلك اننا مهما عملنا بفعالية ، ربما لتسجيل النواحي ذات الأهمية في الموضوع ، واضح أن النواحي غير المهمة قد تعطب الصورة .
من هنا يمكن القول :
البصـر البشري غيـر مـوثـوق بـه واخـتـيـاري ومتحيز . بينما بصر الكاميرا شامل وغير متحيز .
- مثيـرات غيـر بـصـريـة للأحاسيس :
كمصور فوتوغرافي ، انت كائن بشري ، وبالتالي عرضة لحشد من مثيرات الاحاسيس ، اما الكاميرا تلك الآلة التي تتحسس الضوء فهي عرضة لأمر واحد هو الانطباعات البصرية .
يمكن لنتائج هذا التحديد ان تكون خطيرة إذا تركت لمشاعرك ان تؤخذ بمـوضـوع جـاذبينـه الرئيسيـة ليست بصـريـة .
الخلاصة هنا .
. قبل التقاطك لموضوع لا يقاوم ، اكتب أحاسيسك كلها باستثناء حـاسـة البصر ، حتى تعـرف مـدى مـا تـرك للكاميرا حتى تسجله » .
اذا بدا ان الجزء البصري من التجـربـة الكليـة ظل معقولا إلتقط ؛ والا فعليك توفير فيلمك لمناسبة تبشر بنجاح أفضل ، هذا اذا لم يكن جل ما تريده بالطبع هو لقطة طائرة تأخذها تذكاراً .
- تجربة الموضوع الشامل :
شمولية الموضوع الجدير بالتصوير الفوتوغرافي يتمثل بالعديد من المظاهـر المختلفة .
خذ تجربة التجوال في عاصمة لم يسبق لك أن قمت بزيارتها قبلا على سبيل المثال ، هناك ، تجد الحياة والاعمال ناشطين في كل مكـان : وتريد تسجيل هذه التجربة التي لا تنسى على فيلم ، ولكن الى اي من الاتجاهات ينبغي عليك ان تسدد كاميرتك ؟ ..
عندما يكون الموضوع من أمثال الآثارة والمتعة في مدينة غريبة ، فهو موضـوع للكاميرا السينمائية اصلا ، حيث الحركة هي العنصر المسيطر ، ويعمل عدد من اللقطات ، لا تزيد احداها عن ثوان معدودات ، على التجمع لابتداع سجـل مثير ومقنع للمشهد ، رغم انه إذا حدث لكل إطار فردي ان تكبر وبالتالي غرض كصورة ساكنـة ، فلن يعني الا القليل جدا . ولكن ما الذي على ملتقط الصور الساكنة أن يفعله لتسجيل الاحسـاس في هكـذا موضوع غير ملموس على فيلم .. ؟
ما عليه ان لا يفعله هو تجزئة هذا الموضوع إلى عدد هائل من الصور الفردية ، لكل منها القليل مما له معناه بحد ذاته ، وهـو تـقـلـيـدي وخـال مـن مثـيـرات الأحاسيس . بدلا من ذلك ، عليـه رؤية المشهد بمعايير التصوير الفـوتـوغـرافي ، وتجميع كل محتوياته المختلفة في منظر هائل واحـد ... إنـه المنظر الذي لا تستطيع الا عدسة « تيليفوتو ، بالغة ان نجليه . وهذا بالطبع يستدعي مكاناً مناسباً للكاميرا يكون عالياً وبعيداً عن المشهد . حتى ينيـح لـعـدسـة التليفـوتـو فرصة سحب كل شيء وتجميعها معاً ، تكديس سيارة فوق سيـارة في ابعاد مضغوطة .
معنى هذا بكلمات أخرى ان لا تصور بطريقة - المشاهدة ، عند كائن بشري ، بتجميـع دزينة انطباعات مختلفة بدزينـة من الصور المختلفة التي يؤمل ان تبعث بجـوهـر التجـربـة الى الدماغ .
لماذا لا .. ؟
لان هـذا لن ينجـح وذلك لأن دزينـة اللقطات القـريـبـة المختلفة لا يتجمع لتقديم انطباع شامل للكل . بدلا من ذلك ، فكريكبر موضوعك خذ اطول عدسة تيليفونو ، لديـك وابتعد الى الوراء ثم اضغط التجربة كلها في لقطة واحدة وحيدة .
عنـدمـا يجـدون انفسهم في مواجهة موضوع بالغ الشمول ، يلجامـعـظم المـصـوريـن الفوتوغرافيين إلى عدسة واسعة الزاوية لتطويق هذا الموضوع بكامله ضمن منظر واحـد . ولكن كيف ستبدو الصـورة ؟ .. ستسيطر الأشياء الكبيرة القريبة على المشهد ، بينما تظهر البقيـة الملقاة في الخلفية مصغرة الى مقياس يلغي كل دور فعال لها .
المشاهدة الفوتوغرافية • تحتك هنا على الا , تقترب ، بل تتراجع الى الوراء ، الى حين تصبح بعيداً إلى الحد الكافي لدفع بندقيتك الأكبر نحو العمل . لا مجال لالتقاط الموضوع الضخم بفعالية الا بابعاد ضخمة ، هي مرة أخرى ، لا مجال لابتداعها الا بعدسة تيليفوتو ، ضخمة .
والخلاصة :
تعلم ان ترى المشهد كله فـوتـوغـرافيـاً ، واجمـع محتوياته كلها في منظر واحد هائل وفعال »
- الموضوع كجزء من محيطة :
عندما نتامل موضوعاً معيناً ، نشاهده في البيئة التي تحيط به ، كجزء من مشهد اوسع بكثير . اما عند « مشاهدته ، بالكاميرا ، على شكل صورة ، فإن هذا الموضوع ذاته يخرج من نطاق محيطه فينعـزل ، ويصـبـح كيـنـونـة مستقلة .
نتيجة هذا الفارق بين مـشـاهـدة ، الـكـامـيـرا و - المشاهدة البشرية هي ان الموضوع الذي يظهر جذاباً في الواقع قد يعطي انطباعاً ضعيفاً .
عندما يتحول الى صورة - سلايد أو طبعة ـ لماذا ؟ ..
لوجود عوامل عديدة تقع خارج نطاق صورة المستقبل ، ربما تسهم بـالتـاثيـر الذي يبعثه الموضوع فينا ، مشاهدة محيطية تؤدي إلى تنقـل تـدريجي بين الشيء الذي اثـار إهـتـمـامـنـا . واشياء اخـرى مجـاورة له ، واخرى كذلك تقع مباشرة خارج مجال المشاهدة لا تنتبه لها الا قليلاً جداً .
مقابل ذلك نقول عن الصورة الفـوتـوغـرافيـة انهـا صـورة الموضوع أو الحدث الذي يشاهد وياتي الاحساس به معزولا عن بيئته الـعـاديـة ، معزولا عن الواقع - وهو عادة ما يكون صغيراً محدداً نسبياً ايضاً ، الأمر الذي يسهل رؤيته بلحظة وتقييمه كـوحـدة ، دون ، انـطبـاعـات محيطية ، مستعدة لتروق للعين وتشغلها عنه . أضف إلى هذا انه يظل ساكناً ، يعطينا كل الوقت الذي نريده لاستكشاف كـل مـا يحتمل وجوده فيه من علل .
والنتيجة اننا نستطيع ان نكون اكبـر دقة في الحكم ، وتطبيق معايير للصورة هي أقل من تلك التي تطبقها على الأصل في الواقع ـ احد أسباب انتهاء الكثير من الصور الى ما يخيب أمالنا .
عند تقييم موضوع محتمل . لا تحكم عليـه بنـاء على نـظرة مباشرة :
بل حدد مدى اهميته بناء على الصورة في محدد النظر أو على الزجـاج المبـرغـل ، حيث تستطيع رؤية الموضوع حسبما سيظهر على شكل صورة - معزول و ، مطروق بإطار . ، قائم بذاته تصميم بظلال لونية او سوداء وبيضـاء ، ذو بعـدين ـ بهـذه الطريقة ، تتجنب اوتوماتيكياً التأثر بأشياء قد تكون لها قيمتها .
على الأرض ، ولكنها تفقـد هـذه القيه » في الصورة ، تأثيرات قـد تضلل حكمك وتؤدي بالموضوع الى الظهـور وهو أفضـل . . بالمعنى الفوتوغرافي ـ ممـا هو عليه في الواقع .
عن قطعة كرتون قياس ۸ × ۱۰ بوصة تقريباً ذات ثقب مستطيل لتقييم موضوع مـا ان تتامله من خلال إطار مشاهدة . وهو عبـارة من الطرق الأخـرى الجيـدة الشكـل قيـاس ٤ × ٥ بوصة مقصوصة في وسطها ، تجري من خلالها دراسة ما في الموضوع من طاقات . اطار المشـاهـدة الذي يخدم في المجالات التالية :
- عزل الموضوع :
عندما تمسك إطار المشاهدة من مسافة مناسبة وتنظر من خلال فتحته بعين واحدة - محافظاً على الثانية مغلقة - تستطيـع عـزل موضوعك عما يحيط به وتدرسه . بينما هو بعيد هكذا عن التأثيرات الخارجية ، أي كمـا سيظهر في الصورة بعد ذلك تماماً .
- إزالة التغيير الظاهري :
عند دراسة الموضوع بعين واحدة فقط ، تستطيع تحويل بـصـرك الـعـادي المجـسـامـي ( stereoscopic ) إلى بصر أحادي العين ( monocular بصر . الكاميرا . بهذه الطريقة ، وبإزالة تأثير التغيير ذاته كما يظهر على شكل صورة ، وتقرر ما ذا كان هناك مشيرات عمق أخرى ، كالظلال والتـداخـلات ، والتـنـقـيـصـات ( diminations ) وتقارب الابعـاد ضمن خطوط متوازية اصلا ، وما الى ذلك .
هـذه الأمور تُستخـدم لإعـطاء . عمق - للصورة والمحافظة على إحساس بالبعد الثالث .
- تحديد الإجتزاء :
إذا غيرت موقع إطار المشاهدة قليلا مقابل الموضوع - قليلا الى اليسار أو قليلا الى اليمين او الأعلى أو الأسفل - تستطيع بدقة ان تحدد الحدود الأكثر فعالية لصورتك المنتظرة تستطيع ان تری کیف سيبدو الموضوع مجتزاً بهذه الطريقة او تلك إضـافـة لمعرفة الأجزاء التي يمكن ازالتها لمصلحة المحتوى دون التأثير على البقيـة وتلك التي ينبغي شمولها كاجزاء اساسية في الصورة ، ثم تلك التي ينبغي إزالتها باعتبارها عميقة أو مجرد تافهة .
- دعم المحتوى :
بالطريقة ذاتها ، تستطيـع العثور على الموقع الأفضل لأحد العناصر المعنية من الصورة ضمن حـدودك المختارة امثـال التوقيع الأكثر فعالية لشكل منعزل تريد استخدامه ليعطي صورتك مقياساً . كذلك تستطيع تحديد الموقع الأفضل للأفق - ما إذا كان رفعه اکثر او خفضه أكثر سينتج التأثير الأفضـل ـ وفـي هـذا المجال ، عليك المعرفة بأن الأفق العالي يرمز الى قرب ، مودة . تفصيل ومزايـا أرضية : بينما يشدد الأفق المنخفض على السماء ، ويوحي بمسافة وحـرية وفسحة ومزايا روحانية .
- إظهـار تـأثيـرات عـدسـات مختلفة :
بتغيير المسافة بين العين و إطار المشاهدة ـ إمساكه قريباً منها أو على بعد ذراع - تستطيع دراسة التاثيرات التي ستبعثها عدسات باطوال بؤرية مختلفة في مظهر مـوضوعـك مرئيـاً من هذا الموقع المعين للكاميرا . فالاطار الممسوك على مقربة من العين سيوازي التحول الذي تبعثـه عدسة واسعة الزاوية والممسوك على مسافة معتدلة ، سيوازي التحول الذي تبعثه عدسة ذات طول بـؤري معياري ؛ بينمـا الممسوك على بعد ذراع سيوازي التحـول الذي تبعثـه عـدسـة « تيليفوتو .
اما التعديل ، الفكري » الذي عليـك اجراؤه فمتعلق بمقياس الصورة : كلما ازدادت المسافة بين العين والاطار ، كلمـا ظهرت فتحته اصغر ، رغم ان الصورة المنتظرة سيكون مقياسها هو ذاتـه طبعـاً في جميع الأحوال المختلفة التي فصلناها اعلاه .
- اختيار اطار أفقي او عمودي
بتحويل وضع اطار المشاهدة عمودية أو أفقية من افقي إلى عمودي ، تستطيـع تحديد ما اذا كان المـوضـوع سيظهر افضل وهو في صورة .
- المـسـاعـدة على تجنب تحريفات لامرغوبة للابعاد .
باستعمال إطار المشاهدة كإطار مرجعي ، تستطيـع أن تتجنب مـواجـهـة خـطر الانحراف اللامرغوب للابعاد ، فمتى تشاهد العمـوديـات المتقـاربـة بـوعي وادراك ، علي سبيل المثال ، ارفع رأسك متطلعاً الى بناء ما من خلال اطار المشـاهـدة الذي ينبغي ان تمسكه بزوايا قائمـة مع محور المشاهدة . وعندما تقارن إنجاه الخطوط العمودية من البناء الآن مع الحواف المتـوازيـة لفتحـة الاطار ، سنری آنها تتباعد - تبدو عـمـوديـات الإطار أخـذة فـي الانحراف نحو الداخل .
كذلك هو حـال تأثير الابعاد النموذجية لعدسة واسعة الزاوية مبالغة ، و يمكن مشـاهـدتـه بوضوح إذا أمسك إطار المشاهدة قريباً نسبياً من الموضوع بينما العين قـريـبـة من فـتـحـة إطار المشاهدة هذا .
- الخلاصة :
عنـد تقييم مـوضـوع محتمل ، عليك عدم الاكتفاء بالحكم من مجرد التطلع اليه مـبـاشـرة ، ستتمكـن ان تشـاهـده بـوضـوح اكثـر حسبما سيظهر على شكل صـورة اذا قيمت الصـورة بوضوح اكثر حسبما سيظهر على شكل صورة اذا قيمت الصورة في محـدد النظر كذلك ، أو الزجاج المبرغل او في اطار مشاهدة » .
- رؤيـة مجسامية وغيـر مجسـاميـة :
في أكثر الفروقات أهمية بين المـشـاهـدة ، البشرية و « مشاهدة » الكاميرا اننا نرى بعينين إثنتين ، بينما ترى الكاميرا بواحدة ، والنتيجة ان بصـرنـا مجسامي ، ونحن نرى العمق كتغيير ظاهري مباشرة ، بينما الكاميرا ، تشاهد الأشياء ذات الابعاد الثلاثة على شكل عروض مركزية ، أي : مسطحة . وبالتالي فإن العمق ـ البعـد الثالث ـ هو ميزة في الموضوع لا يمكن بعثها في الصورة الفوتوغرافية مباشرة ولكن يمكن الايحاء بها رمزياً .
يوجد عدد من الرموز يمكن الاستعانة بها للتعبير عن العمق بشكـل نـقشـي ( graphic ) . ومن العوامل ذات الأهمية , للمشاهدة كـاميـرا ، ان تبحث عن هـذه المشيرات الى العمق اثناء دراسة مـوضـوعـك . من الممكن اثبـات وجود العمق باظهار مقدار ملحوظ من الظلال ، اشكال متداخلة تقصير المقدمة ، تصغير ، تقارب ظاهري للخطوط المتوازية وهي تبتعد أو ترتفع ، وتأثيرات الابعاد الفضائية .
هذه جميعها عوامل لو جـري استغلالها بشكل سليم ، تعطى صورك إحساسا بالعمق .
- الخلاصة :
الا نبحث عن العمق ، بل ابحث بدلا من ذلك عن عناصر في الموضوع تثبت وجود العمق .
- مقياس التمثيل :
الطول البؤري للعدسات في عيوننا ثابت عملياً . والنتيجة اننا في الموقع ذاته ، نشاهد كل شيء بالمقياس ذاتـه دائماً ـ الاشيـاء القريبة كبيرة نسبيا ، والأشياء الابعد اصغر فأصغر تبعاً لإزدياد المسافة .
اما الكاميرا من ناحيـة اخرى فمن الممكن تجهيـزهـا بعـدسـات ذات أطوال بـؤريـة متنوعة تقريباً . وحيث ان الطول البؤري ومقياس التمثيل يتناسبان طرداً ( directly proportional ) يصبـح بـاسـتـطاعـة الصـورة الفوتوغرافية ان تمثل أي موضوع تقريبـاً ، وبغض النظر عـن المسافة ، باي مقياس على الفيلم تقريباً ، وذلك بمساعدة العدسة ذات الطول البؤري المناسب .
هـذه احـدى الحـالات التي يتضح فيها تفوق الكاميرا على العين - علماً أن هنـاك حـالات اخرى سنتعرف عليها في القريب العاجل - .
المـهـرة مـن المـصـوريـن الفوتوغرافيين يستغلون هذه الطاقة كلما كان ذلك ممكناً ، وهذا هو سبب اقتنائهم لعدسات ذات اطوال بؤرية مختلفة .
- الخلاصة :
« الطول البؤري للعين ثابت . ولكن من الممكن تجهيز الكاميرا « بعيـون » تتميـز بـأي طول بـؤري وبالتالي زيادة مجال آفـاقنا البصرية الى حد هائل »⏹
يتبع ..
تعليق