الكرّامية(فرقة من فرق البدع الصوفية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكرّامية(فرقة من فرق البدع الصوفية)

    كراميه -- - --
    الكرّامية



    فرقة من فرق البدع الصوفية في الإسلام، ازدهرت في المناطق الوسطى والشرقية من العالم الإسلامي، ولاسيما في المناطق الإيرانية ابتداء من القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، حتى الغزو المغولي.

    مؤسس هذه الفرقة هو عبد الله محمد بن كرّام، كما أثبت ذلك السمعاني في كتابه «الأنساب» الذي يذكر أن أباه كان كرّاماً (صاحب كرام).

    ولد ابن كرّام سنة 190هـ/806م بالقرب من زرنخ في سجستان، ومن هناك رحل إلى خراسان طلباً للعلم، ودرس على الزاهد أحمد بن حرب في نيسابور، وإبراهيم بن يوسف في بلخ، وعلي بن حجر في مرو، وعبد الله بن مالك بن سليمان في هراة، وبما أنه اعتمد في علمه على شخصيات غير موثوق بها، فإن مناهضيه وأعداء الكرّامية كانوا يؤكدون أن الفرقة كانت تسمح بتلفيق الأحاديث التي تغرس في القلب الخوف من الله والرغبة في الجنة.

    رحل ابن كرّام إلى مكة حيث أمضى خمس سنوات مجاوراً ، ثم عاد عن طريق القدس إلى نيسابور، ومنها إلى سجستان حيث باع ممتلكاته، واختار حياة الفقر والزهد والتصوف، وأخذ ينشر عقيدته التي أوضحها في كتابه «عذاب القبر» فطرده حاكم سجستان لإثارته العامة، فذهب إلى «غور» والمناطق الريفية في خراسان ليعظ العامة، وينتقد السنّة والشيعة، فحبسه والي خراسان محمد بن طاهر بن عبد الله 8 سنوات ثم أطلق سراحه سنة 251هـ، فترك نيسابور، وانتهت حياته في القدس حيث توفي في سنة 255هـ/869م، ودفن بالقرب من باب أريحا.

    انتشرت الكرامية في القرن الرابع الهجري، في خراسان وما وراء النهر، وكانت لهم في القدس مجالس وخوانق (متعبّد للكرامية)، وفي الفسطاط حي خاص، ولكن أهم مراكزهم كانت في الخُتّل (وهي منطقة تقع شمالي نهر جيحون في تخوم السند) وفرغانة ومرو وسمرقند ونيسابور.

    كان عبد الله محمد بن كرّام ممن يثبت الصفات في الله تعالى، إلا أنه ينتهي منها إلى التجسيم والتشبيه، وكان يقول إن الله مستقر على العرش وإنه جوهر. ويذكر الشهرستاني أن الكرّامية طوائف يبلغ عددهم اثنتي عشرة فرقة وأصولها ستة، وهي العابدية، والتونية، والزرينية، والإسحاقية والواحدية، وأقربهم للسنة الهيصمية، ولكل واحد منهم رأي، إلا أن هذه الآراء لم تصدر عن علماء ثقات بل عن سفهاء جاهلين.

    وكان الكرّامية يقولون إن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط من دون التصديق بالقلب ومن دون سائر الأعمال، وفرقوا بين تسمية المؤمن مؤمناً فيما يرجع إلى أحكام الظاهر والتكليف، وفيما يرجع إلى أحكام الآخرة والجزاء، فالمنافق عندهم مؤمن في الدنيا حقيقة، مستحق للعقاب الأبدي في الآخرة، وقالوا في الإمامة إنها تثبت بإجماع الأمة من دون النص والتعيين، كما قال أهل السنة، إلا أنهم قالوا بجواز عقد البيعة لإمامين في قطرين، وغرضهم إثبات إمامة معاوية بن أبي سفيان باتفاق جماعة من الصحابة وإثبات إمامة علي بن أبي طالب على المدينة والعراقين (الكوفة والبصرة) باتفاق جماعة من الصحابة، ورأوا تصويب معاوية فيما استبد به من الأحكام الشرعية قتالاً على طلب قتلة عثمان واستقلالاً بمال ببيت المال، ومذهبهم الأصلي اتهام علي في الصبر على ما جرى مع عثمان والسكوت عنه.

    نجدة خماش
يعمل...
X