التصوير الفوتوغرافي في المتحف البريطاني
العلاقة بين التصوير الفوتوغرافي والمتحف البريطاني علاقة قديمة جداً تعود إلى البدايات الأولى للتصوير . وبإلقاء نظرة شاملة على هذه العلاقة نتعرف علي قسم مهم من التصوير المهني داخل المتاحف بدءاً من المصور الأول برتبة « سباك » أو « سمكري » حتى حصوله على رتبة « رئيس قسم التصوير » ؟
يمكن النظر إلى التاريخ التصوير الفوتوغرافي في المتحف البريطاني وكـانـه تاريخ التصوير الفوتوغرافي بحد تعود بتـاريـخـهـا إلى أوائـل ذاته تقريباً ، ففي محفـوظـاتـه الكثيرة نجد سلبيات زجـاجيـة خمسينيات القرن الماضي ، وللحصول على تاريخ أكثر اكتمالا للنشاطات الفوتوغرافية في المتحف ، أجرينا مقابلة مع راي بيرس ، الذي ما زال مقيمـا في المتحف البريطاني منذ عشرين سنة ، وهو الآن نائب المصـور الفـوتـوغـرافي الرئيس بـرايـان تریمین .
اول تسجيـل لاستـديـو في المتحف هو بيت زجاجي مشيد على سقف مسطح للدائـرة اليونانية والرومانية ، إنها منطقة كانت مخصصة لاستعمالها من قبل الجمهـور لممارسة أعمـالـهـم الفـوتـوغـرافيـة الذاتيـة على معروضات المتحف . هذه المنطقة ذات مساحة عشرة اقدام مربعة ، كـانت تستقبـل رواد التصوير الفوتوغرافي في العصر الفيكتوري ، ومعظمهم من الهواة الـجـديين واوائل ، المحترفين الذين قامت المهنة عليهم في تلك الفترة كانت السلبيات بحد ذاتها تحفظ على شكل كتاب ، بحيث أن الرجوع لهذه السلبيات لم يكن يتم بالرقم بـل حسب رقم الصفيحة وعنوان الكتاب . كانت سلبيات ۱۲ × ۱۰ وسلبيات ال ١٥ × ۱۲ بوصة الزجاجية تتكبر إلى صفائح ٢٤ × ۲۰ بوصة ، وكانت أكثر هذه الصفائح الأصلية والسلبيات حين جـاء بيرس ، إلى المتحف على حالها ولم تمسسها يد بعد .
راحت الأمور تنشط باستمرار وبعد الحرب العالمية الأولى على الفور تم تشييد . مبنى الملك إدوارد » خلف المتحف . وعلى قمة هذا البناء الجديد أنشيء استدیو نور نهار بطول ١٠٠ قدم تقريبا ، حيث عمد المتحف عام ١٩١٩ إلى استخدام أول مصور فوتوغرافي يعمل طيلة الدوام هو السيد دون ليون . لم يطلق عليه اسم مصور فوتوغرافي في حقيقة الأمر ، فقد حدث هذا قبل زمن طويل سبق استحداث دوائر الدولة لرتبة مصور فوتوغرافي ، ولم يكن من المستطاع بـالـتـالـي تواجد السيد ليون تحت هكذا رتبة ضمن دوائر الدولة اقرب راتب درجة حصل عليه كان راتب درجـة ، سمكري . . وهكذا لسنوات عديدة لاحقـة ، ظل المصور الفوتوغرافي في المتحف البريطاني يعمـل من الناحية الرسمية تحت رتبة مصلح انابيب وشبكات مائية ، ولم يحط هـذا الازدراء من عزيمة السيد ليون ، فقد ظل يعمـل للمتحف كمصـور فوتوغرافي طيلة ٤٠ سنة ـ ولم تـوافـه المنية إلا منذ سنوات معدودة .
على أربع منصات عمـل منها إشتمل هذا الاستديو الضخم ثلاث شغلها باستمرار مصورون فوتوغرافيون خارجیون راحوا حينذاك ينهمكون بكثرة في صناعة المنشورات ، يبعث بهم الناشرون إلى المـنـحـف لأخـذ الصـور الفوتوغرافية الكثيرة بعدما صارت ضرورية للكتب التعليمية الكبيرة التي استحدث طبعها بين هؤلاء كان السيد ليون يعمل وحـده وينظر إليه كرجل قليـل الشـان جـداً لا يـوازي مطلقاً مستوى المسؤولية والكفاءة التي يتميز بـهـا المـصـورون الفوتوغرافيون الخارجيون الذين استحوذوا على مركز الصدارة وسيطروا بالتالي على التسهيلات الموجودة . على أن الأمور تبدلت مع مضي السنين ، ولكن ببطء .
وعندما تقاعد ليون ، كان مثابراً على استعمـال كـاميـرا صفيحة ۲۰ × ٢٤ . ولديه ثلاثة أشخاص يعملون معـه . معنى هذا أن الدائرة هـة توغرافية توسعت من رجل واحد إلى أربعة رجال خلال ٤٠ سنة .
في تلك الأيام القديمة - بـل وحتى في اوقات احدث ـ كـانت سلطات المتحف تتميز بعدم ثقتها بالمكبرات : وهـو موقف أوجـده واشرف عليه ليون ذاته . كان كل شيء يلتقط بذات المقياس على السلبية . ولم يكن هذا صعباً جداً في الحقيقة ، طالما أن الشخص المعني بذلك كـان يلتقط على سلبيات زجاج ٢٤ × ۲۰ بوصة : والكاميرات مجهزة لتلتقط ذات المقياس ، مع وجود منـافـخ استطالة مضاعفة مركبة لولبياً بشده . معنى هذا انه لم يكن على المصور الفوتوغرافي أن يعيد التركيز ، بل مجرد تحريك الكاميرا إلى الأمام والوراء ، حتى تصبح الصورة حادة البروز . بعد ذلك ياخذ مقياس الصورة هذه على الظهر ، فإذا كـانت بـارتفاع ٦ بوصات ، يضع ظهر تنقيص نصف الصـفـيـحـة ؛ وإذا كـانـت ١٠ بوصات ، ينتقل إلى ظهر ال ١٠ × ١٥ : ٨ بوصة ، وينتـقـل إلى اسـتـخـدام ظهـر ال ١٥ × ۱۲ ؛ وهكذا دواليك حتى ٢٤ × ۲۰ .
ظل هذا النظام معتمداً طيلة ٤٩ سنة ، ولم تذهب كاميرا ٢٤ × ۲۰ بوصة إلى التقاعد إلا بعد تردد . وفي الوقت ذاته مع ذهاب السيد ليون ، وذلك لأسباب تتعلق بالفسحة إلى جانب أسباب أخرى تتعلق بالكفاءة والنوعية .
عنـدمـا جـاء بيـرس ، كـانت المكبرات ما تزال مكروهة ، ولكن لم تلبث السلطات أن اقتنعت بها وبالهبوط إلى ١٠ × ٨ ، ويذكر بيرس ان ليون نجـح في اقنـاع السلطات بما في التكبير من أشياء رائعة .
هذا وبعد الانتقال إلى ١٠ × ٨ اتخذ قرار بالتحول إلى الفيلم بدلا من السلبيات الزجـاجيـة ومرة أخرى ، كان هناك اعتراض لا باس به على هذا الاقتراح . فقد قبل للناس أنه يستحيل التقاط ، الأشياء حادة البروز على فيلم لذلك ينبغي عدم الثقة به ، إلا ان التفكير السليم تغلب في النهاية .
التحول إلى الألوان :
كان التغيير الأخـر الملحوظ الذي حدث في ذلك الوقت هـو التحول إلى فيلم ٣٥ ملم ملون .
وخلال الحـروب ، تـم إنـشـاء المتحف خدمة لمحاضرات راحت تزدهر ، مستعملة لذلك سلايدات زجاج + 3 ، كانت ترسل بالبريد إلى أي مدرسة أو جـامعـة على أساس الاستئجـار ، كـان هـذا التدبير مقبولا في تلك الأيام بينما النظام البريدي زهيـد الكلفـة حيث ان خزن السلايدات في علب خشبية كبيرة و إرسالها بالبريد لم يمثل مشكلة .
ولكن مع الازدياد السريع لتكاليف الخـدمـات
البريدية ، كان لا بد من إحداث تغييرات ، فنشا إقتراح يقول أن تصوير ٣٥ ملم الفوتوغرافي الجديد الذي اكتشفته ، لايكا في الثلاثينيات من هذا القرن قد يكون الحل مجيء بيرس مـبـاشـرة وبعـد الكـثيـر مـن المداولات . كان المتحف قد حصل على ، لايكا ، أما عن سبب اختیار کامیرا محدد النظر لالتقاط صور اشياء صغيرة في الاستديو فهذا ما بقي مجهولا .
وبعد التغلب على معضلات لا بـاس بـهـا عـمـلت الدائرة الفوتوغرافية التي ارتفع عدد الـعـامـلين فيهـا إلى تسعة اشخاص على تحـويـل كـافـة السلبيات الزجاجية إلى سلايدات ٣٥ ملم . انهـا خطوة جـرينـة بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي .
كانت الدائرة ما تزال مشوشة لتواجد المصورين الفوتوغرافيين الخارجيين ، الذين ثابروا على التمتع بافضلية على مصـوري الدائرة فيما خص الفسحة والتسهيلات والمعدات ، فإذا أراد عضو من الجمهور ، أن يبعث بمصوره الفوتوغرافي الخاص إلى هناك ، لم تكن الهيئة قادرة على عمل شيء لمنعة ، فكان النزاع حتمياً وتمكنت الدائرة مشكورة من التغلب على هذا الوضع الشاذ في نهاية المطاف بتقديمها للجمهور خدمات هي افضل من تلك التي يمكن الحصول عليها من وكالات خارجية .
طلبيات هائلة :
لم يكن هذا سهلا على الدوام طالما أن بعض عمليات الطبـع المطلوبة كانت هائلة ، إذ لم يكن مـن غيـر الشـائـع أن يتقدم الأميركيون على وجه الخصوص بطلبيات إعادة طبـع بكميـات هائلة والظرف النموذجي من ذلك ان يقرر أحد أصحاب الملايين حاجته إلى • متحف ، ، ليكتشف حينذاك أنه رغم الوفرة الماليـة اللامحدودة ، تبقى ، الانتيكات - غير متوفرة دائماً . ما كان متوفراً هو صور فوتوغرافية لها ، وهي بديل معقول , وهكذا كان يحدث للدائرة ان تجد نفسها في مواجهة اشخاص ياتونها وواحدهم يقول :
اعرف ان لديكم عدداً كبيراً من سلبيات لتماثيل رومانية مثلا . وأنا أريد طبعة من كل منها ، . وقد يحدث أن يكون لدى المتحف ما يقارب ألف سلبيـة لمـزهـريـات وادوات اثـريـة مـمـا لـه عـلاقـة بالطلب ، و ٥٠٠ لتماثيل ، وما إلى ذلك ، فيصـر الزبون على رغبته بطبعة من كل منها : وإذا عمـد المصورون إلى التقاط صور لعدد آخـر ، يطلب الزبـون طبعـات إضافية لها أيضاً ، ولم يكن غريباً بالنسبة للمتحف أن يتلقى طلبيات يزيد عدد كل منها عن الف طبعة .
إرتفع عدد الهيئة العاملة إلى عشرين شخصاً ، كما جرى تعيين مصـور فـوتـوغـرافي رئيسي . وكـانت المشكلة التـاليـة التي واجهتها هي ان اعباء العمل على تحميض السلبيات بدأت تتجـاوز طاقة العاملين هناك . فتم تركيب آلة فـيـرسـامـات ( Versamat ) وانخفض معيـار الالتـقـاط إلى نصف صفيحة .
فجـاة لم يعـد بـاستـطاعـة المصورين الفـوتـوغـرافيين أن يحصلوا على سلبيـات بـذات المقياس الذي اعتادوا عليـه فتسبب القرار ببعض الاستقالات إلا ان الدائرة ثبتت المعيار على نصف صفيحة في نهاية الأمر تتحمض في « الفيرسـامـات . وتتكبر على نصف صفيحة دي فيرز ( Be veres ) ، إلى جانب أن بعض المصـوريـن عمدوا إلى الإلتقاط بـ ٣٥ ملم ملؤن ، وعلى نيكون ، عامة .
لإستيعاب هذا الأمر ، بدأت الدائرة بتحميض موادها الذاتية الملونة ، في أحواض ٣ غالونات أولا ، ثم بـاجـهـزة - الانـبـوب التخلص منها بعد الاستعمال ، الواحـد Unitube ) ، التي يجري وفي النـهـايـة عـلى طبلة اوتـومـانيكيـة دوارة وكبيرة
تستوعب ١٠٠ وحدة معا الوحـدة نصف صـفيـحـة كمـا ذكرنا -
اصبح واضحاً أن التسهيلات في الموقع القائم لم تعد ملائمة الفـوتـوغـراقيـة إلى منزل كبير مجاور للمتحف . القرار صدر عام ١٩٦٩ ، وهـو عـام عـصـر فرسمت الخطط لنقل الدائرة النفقات . . فتاخـر الانتقال لمدة سنة ، فإذا بـالجدار الخلفي لذلك المنزل ، ينبعج ، وينهار خلال تلك السنة . وظهر اقتـراح يقول انه عندما يعـاد تشييد المنـزل ، من الممكن توسيعـه كـذلك .
ولكن الغريب كان صدور ترخيص للبناء في الحديقة الخلفية ، وبالتالي بدلا من الانتقال إلى منزل . كان على الدائرة أن تنتقل إلى نصف منزل ونصف بناء جديد .
على أنه لسوء الحظ ، وبينما الخطط توضع لأعمال التوسيع . ، انبعجت » الجدران الجانبية للمنزل الأساسي ، وصـار الأمـر يستدعي إعادة تشيـد البنـاء بكامله ، شرط المحـافـظة على المـظهـر الخـارجي للواجهـة .
وتحقق ذلك ؛ فـقـد حـافـظ المصممون على السقوف العالية والنوافذ الضخمة واعادوا تشييد باقي البناء حسب المواصفات التي وضعتها الدائرة الفوتوغرافية .
منذ صدور قرار يسمح للدائرة باستعمال البناء ، إلى وقت انتقالها الفعلي ، كانت قد انقضت عشر سنوات ، وخلال السنوات العشر هذه ، كانت هذه الدائرة قد نمت إلى استديوهین وست غرف مظلمة ، وبدأ العمـل بنـظام لامركزية راح يترسخ بحيث يجعل لكل جهة أو قسم ضمن المتحف دائرتها الفوتوغرافية الذاتية . بدلا من النظام السابق الذي يقوم على وحـدة فوتوغرافية شاملة تقصـدهـا الدوائر المختلفة . وتختار منها اختصاصيين معينين للقيام بمهام معينة .
تجاوز تدريجي :
حدث بالضرورة أن الدوائر الفوتوغرافية في كل من أقسام المتحف راحت تتجـاوز الدائرة الفوتوغرافية الأساسية وتعتمد على نفسها وعنـدمـا انتـهى الانتقال إلى الموقع الجديد ، كانت هذه الدائرة الأخيرة قد تخلت عن الاستديو الأصلي - خاصتها ـ في الطابق الأعلى ، واكتسبت الفسحة الإضافية في المنزل المـجـدد ، كما اكتسبت الاستديوهات الملحقة بأعماق المتحف ، إلى جانب المـكاتب الإدارية المختلفة والمخازن .
على ان برنامج اللامركزية كان ينشط بسرعة ، حيث أصبح لكل من دوائر المتحف ال ١٣ الاستديو الخاص بها مع هيئته العاملة كما أن الوثائق والكتب والـخـرائـط تركت لدي - المكتبة البريطانية » التي انتقلت إلى مـوقـع آخـر بدورها ، وترك المتحف مع هيئة فوتوغرافية ارتفاع عدد العاملين فيها من ٢٠ إلى ٣٧ .
من هنـا جـرى تخصيص الاستـديـوهين اللذين اقيمـا في المنزل للقيام باعمال ، خاصة ، ولتصوير فوتوغرافي يستعمل كاميرا السطح الخـارجـي ( Periphery ) ، إلى جانب عدد كبير من اعمال النسخ من كتب لدائرة النشر والدائرة التعليمية ومكتب المدير أما عن بيرس وآلان هيل - وهما المصوران الفوتوغـرفيـان اللذان يعملان تحت رئاسة برايان تريمين ـ فقد قسما اعمال الاشراف بينهمـا ـ هيـل يضـبـط دوائـر الانتيكات ، وبيرس الدوائر الأخرى .
ما هي إذا طريقة العمل التي تقوم عليها الخدمات الفوتوغرافية للمتحف البريطاني اليوم ؟.
ما زال برايان تريمين رئيساً للوحدة منذ أوائل العام ١٩٨٤ . حيث قضى ٢٠ سنة في « المتحف البحري الوطني ، في غرينويتش ويعمل الآن على التأكد من أن برنامج اللامركزية يسير على ما يرام .
ذكرنا من قبل ان المتحف يضم ۱۳ قسماً ، لدى كل منهـا فـريق مصوريه الفوتوغرافيين الخاص فإذا كان القسم عبارة عن دائرة صغيرة ، أو واحدة لا تحتاج إلا إلى القـلـيـل مـن التـصـويـر الفوتوغرافي فقد تقتصر هيئتها الفوتوغرافية على شخص واحد .
إذا كانت حاجاتها الفوتوغرافية كبيرة ، قد تشتمل هيئتهـا على أربعة مصورين هذا ، ويتراس كل فريق من هذه ، مصور فوتوغرافي رئيسي » ، وهذه رتبة تم استحداثها في دوائر الدولة - لم يعودوا سباكين أو سمكرية - . حيث يبلغ المجموع ٣٧ مصورا فوتوغرافيا بين رئيس ومتمرن يـضـاف إليهـم ثـمـانـيـة مـن اختصاصيي الكهـربـاء ليصـل المجموع إلى ٤٥ .
يقوم المسؤولون عن الأقسام بعملية الضبط الفعلي لنشاطات دوائرها الفوتوغرافية ، فيحددون المهام المطلوبة ، وموعد إنجازها مع تحديد من يعمل على إنجازها وخلال السنوات الخمس منـذ
تخصیص دائرة فوتوغرافيـة لكل قسم ، اثبتت بعض الأقسام انها أكثـر كفـاءة ومقدرة على إنجـاز اعمال تتجاوز نطاق اختصاصها وضمن النظام الأكثر تنظيماً الذي يحـاول تریمین بلوغه ، سيكون هنـاك مـزيـد من التحـرك ضمن الدائرة الواحدة .
العلاقة بين المصور ومسؤول القسم تتم بالطريقة ذاتها تقريباً كالعلاقة بين المصور والزبون - إذ نجد بين مسؤولي الأقسام من لديه فكرة أفضـل عما يريده - وكيف يطلبه - من مسؤول آخر وما يشجع تريمين عليه هو أن يعمل كل مصور فوتوغرافي ، مهما كانت رتبته ، على الانصات بدقة كبيرة إلى المسؤول ليعـرف مـا يطلبه هذا ، الزبون » ، وبالتالي يكون هكذا في موقف من يستطيع اقتراح السبيل الأفضل لإنجاز المطلوب .
تجدر الإشارة إلى أن ثلث النتاج الفـوتـوغـرافي للمتحف تقريباً هو لزبائن مخصصين . قد يكون ذلك مجموعة فوتوغرافية كاملة ، أو الأعم أن يكون طلباً من ناشر أو باحث لشيء معين يريد تصويره للنشر أو للاستعانة به في محـاضـرة . وهنـاك عنصـر تجـاري في الأعـمـال التي يتم انتاجها هكذا للجمهور حيث يدفع الزبون ثمن ما يطلبه من طبعات .
كثيرة هي الأعمال التي تتم في موقع المواضيع داخـل صالات عرضها ، ولن تـوجـد لكـل من
الدوائر منطقة خاصة بها يمكن نقل الاشياء المعنية إليها وتصويرها هناك ، وهنا ، مرة أخرى ، نجد أن لإرشادات المسؤولين اهميتها ، حيث يصدر هؤلاء تعليماتهم إلى المساعدين ويطلعونهم على ما ينبغي نقله ، وإلى أين ، كذلك يوصـي المـصـورون الفـوتـوغـرافيـون بـعـدم لمس المعروضات ولا بد من تواجـد أحد مسؤولي الهيئة المعنية اثناء التصوير دائماً . وهكذا مع وجود فرق تشرف على ما يتم تصويره بالفعل ، يعني هذا أن على برايان تريمين أن يحمل على عاتقه تلك المهمة التي لا يحسد عليها ، وهي الإشراف على ۱۳ استديو كل منها منفصل كل الانفصال ، ويخدم ١٣ زبوناً لا علاقة لواحدهم بالآخر .
ما يسهل عليه مهمته هذه هو عدم وجود مصورين فوتوغرافيين غرباء ، وذلك بعـدمـا تـوقف المتحف عن استخدام أمثال هؤلاء إلا نادراً . والعمل الخارجي الآن مقتصر على جانب التحميض من الـعـمـلـيـات عـادة ، حيث تتم الإستعانة بمختبرات خارجية في ظروف خاصة فقط ، أثناء إجـراء تحسينات أو صيانة مثلاً .
على أن اعمـال الـتـحـمـيض جميعها تتم داخل المتحف بالذات في الأحوال العادية ، باستثناء ما هو متعلق منها بطبعات كبيرة للعرض . وهذا يشمـل تحميض الأسود والأبيض كذلك الذي يتم معظمه على آلة . الفيرسامات . وسيخضع النظام القائم كله إعادة نظر ، إلا أن المجال لا يتوفر كثيراً لذلك في الوقت الحاضر وهو ما يأسف له تريمين بقوله :
السيئة الوحيدة في الفيرسامات إنها تنتج سلبيات معيارية مع مجال قليل للتحميض الفردي ..⏹
العلاقة بين التصوير الفوتوغرافي والمتحف البريطاني علاقة قديمة جداً تعود إلى البدايات الأولى للتصوير . وبإلقاء نظرة شاملة على هذه العلاقة نتعرف علي قسم مهم من التصوير المهني داخل المتاحف بدءاً من المصور الأول برتبة « سباك » أو « سمكري » حتى حصوله على رتبة « رئيس قسم التصوير » ؟
يمكن النظر إلى التاريخ التصوير الفوتوغرافي في المتحف البريطاني وكـانـه تاريخ التصوير الفوتوغرافي بحد تعود بتـاريـخـهـا إلى أوائـل ذاته تقريباً ، ففي محفـوظـاتـه الكثيرة نجد سلبيات زجـاجيـة خمسينيات القرن الماضي ، وللحصول على تاريخ أكثر اكتمالا للنشاطات الفوتوغرافية في المتحف ، أجرينا مقابلة مع راي بيرس ، الذي ما زال مقيمـا في المتحف البريطاني منذ عشرين سنة ، وهو الآن نائب المصـور الفـوتـوغـرافي الرئيس بـرايـان تریمین .
اول تسجيـل لاستـديـو في المتحف هو بيت زجاجي مشيد على سقف مسطح للدائـرة اليونانية والرومانية ، إنها منطقة كانت مخصصة لاستعمالها من قبل الجمهـور لممارسة أعمـالـهـم الفـوتـوغـرافيـة الذاتيـة على معروضات المتحف . هذه المنطقة ذات مساحة عشرة اقدام مربعة ، كـانت تستقبـل رواد التصوير الفوتوغرافي في العصر الفيكتوري ، ومعظمهم من الهواة الـجـديين واوائل ، المحترفين الذين قامت المهنة عليهم في تلك الفترة كانت السلبيات بحد ذاتها تحفظ على شكل كتاب ، بحيث أن الرجوع لهذه السلبيات لم يكن يتم بالرقم بـل حسب رقم الصفيحة وعنوان الكتاب . كانت سلبيات ۱۲ × ۱۰ وسلبيات ال ١٥ × ۱۲ بوصة الزجاجية تتكبر إلى صفائح ٢٤ × ۲۰ بوصة ، وكانت أكثر هذه الصفائح الأصلية والسلبيات حين جـاء بيرس ، إلى المتحف على حالها ولم تمسسها يد بعد .
راحت الأمور تنشط باستمرار وبعد الحرب العالمية الأولى على الفور تم تشييد . مبنى الملك إدوارد » خلف المتحف . وعلى قمة هذا البناء الجديد أنشيء استدیو نور نهار بطول ١٠٠ قدم تقريبا ، حيث عمد المتحف عام ١٩١٩ إلى استخدام أول مصور فوتوغرافي يعمل طيلة الدوام هو السيد دون ليون . لم يطلق عليه اسم مصور فوتوغرافي في حقيقة الأمر ، فقد حدث هذا قبل زمن طويل سبق استحداث دوائر الدولة لرتبة مصور فوتوغرافي ، ولم يكن من المستطاع بـالـتـالـي تواجد السيد ليون تحت هكذا رتبة ضمن دوائر الدولة اقرب راتب درجة حصل عليه كان راتب درجـة ، سمكري . . وهكذا لسنوات عديدة لاحقـة ، ظل المصور الفوتوغرافي في المتحف البريطاني يعمـل من الناحية الرسمية تحت رتبة مصلح انابيب وشبكات مائية ، ولم يحط هـذا الازدراء من عزيمة السيد ليون ، فقد ظل يعمـل للمتحف كمصـور فوتوغرافي طيلة ٤٠ سنة ـ ولم تـوافـه المنية إلا منذ سنوات معدودة .
على أربع منصات عمـل منها إشتمل هذا الاستديو الضخم ثلاث شغلها باستمرار مصورون فوتوغرافيون خارجیون راحوا حينذاك ينهمكون بكثرة في صناعة المنشورات ، يبعث بهم الناشرون إلى المـنـحـف لأخـذ الصـور الفوتوغرافية الكثيرة بعدما صارت ضرورية للكتب التعليمية الكبيرة التي استحدث طبعها بين هؤلاء كان السيد ليون يعمل وحـده وينظر إليه كرجل قليـل الشـان جـداً لا يـوازي مطلقاً مستوى المسؤولية والكفاءة التي يتميز بـهـا المـصـورون الفوتوغرافيون الخارجيون الذين استحوذوا على مركز الصدارة وسيطروا بالتالي على التسهيلات الموجودة . على أن الأمور تبدلت مع مضي السنين ، ولكن ببطء .
وعندما تقاعد ليون ، كان مثابراً على استعمـال كـاميـرا صفيحة ۲۰ × ٢٤ . ولديه ثلاثة أشخاص يعملون معـه . معنى هذا أن الدائرة هـة توغرافية توسعت من رجل واحد إلى أربعة رجال خلال ٤٠ سنة .
في تلك الأيام القديمة - بـل وحتى في اوقات احدث ـ كـانت سلطات المتحف تتميز بعدم ثقتها بالمكبرات : وهـو موقف أوجـده واشرف عليه ليون ذاته . كان كل شيء يلتقط بذات المقياس على السلبية . ولم يكن هذا صعباً جداً في الحقيقة ، طالما أن الشخص المعني بذلك كـان يلتقط على سلبيات زجاج ٢٤ × ۲۰ بوصة : والكاميرات مجهزة لتلتقط ذات المقياس ، مع وجود منـافـخ استطالة مضاعفة مركبة لولبياً بشده . معنى هذا انه لم يكن على المصور الفوتوغرافي أن يعيد التركيز ، بل مجرد تحريك الكاميرا إلى الأمام والوراء ، حتى تصبح الصورة حادة البروز . بعد ذلك ياخذ مقياس الصورة هذه على الظهر ، فإذا كـانت بـارتفاع ٦ بوصات ، يضع ظهر تنقيص نصف الصـفـيـحـة ؛ وإذا كـانـت ١٠ بوصات ، ينتقل إلى ظهر ال ١٠ × ١٥ : ٨ بوصة ، وينتـقـل إلى اسـتـخـدام ظهـر ال ١٥ × ۱۲ ؛ وهكذا دواليك حتى ٢٤ × ۲۰ .
ظل هذا النظام معتمداً طيلة ٤٩ سنة ، ولم تذهب كاميرا ٢٤ × ۲۰ بوصة إلى التقاعد إلا بعد تردد . وفي الوقت ذاته مع ذهاب السيد ليون ، وذلك لأسباب تتعلق بالفسحة إلى جانب أسباب أخرى تتعلق بالكفاءة والنوعية .
عنـدمـا جـاء بيـرس ، كـانت المكبرات ما تزال مكروهة ، ولكن لم تلبث السلطات أن اقتنعت بها وبالهبوط إلى ١٠ × ٨ ، ويذكر بيرس ان ليون نجـح في اقنـاع السلطات بما في التكبير من أشياء رائعة .
هذا وبعد الانتقال إلى ١٠ × ٨ اتخذ قرار بالتحول إلى الفيلم بدلا من السلبيات الزجـاجيـة ومرة أخرى ، كان هناك اعتراض لا باس به على هذا الاقتراح . فقد قبل للناس أنه يستحيل التقاط ، الأشياء حادة البروز على فيلم لذلك ينبغي عدم الثقة به ، إلا ان التفكير السليم تغلب في النهاية .
التحول إلى الألوان :
كان التغيير الأخـر الملحوظ الذي حدث في ذلك الوقت هـو التحول إلى فيلم ٣٥ ملم ملون .
وخلال الحـروب ، تـم إنـشـاء المتحف خدمة لمحاضرات راحت تزدهر ، مستعملة لذلك سلايدات زجاج + 3 ، كانت ترسل بالبريد إلى أي مدرسة أو جـامعـة على أساس الاستئجـار ، كـان هـذا التدبير مقبولا في تلك الأيام بينما النظام البريدي زهيـد الكلفـة حيث ان خزن السلايدات في علب خشبية كبيرة و إرسالها بالبريد لم يمثل مشكلة .
ولكن مع الازدياد السريع لتكاليف الخـدمـات
البريدية ، كان لا بد من إحداث تغييرات ، فنشا إقتراح يقول أن تصوير ٣٥ ملم الفوتوغرافي الجديد الذي اكتشفته ، لايكا في الثلاثينيات من هذا القرن قد يكون الحل مجيء بيرس مـبـاشـرة وبعـد الكـثيـر مـن المداولات . كان المتحف قد حصل على ، لايكا ، أما عن سبب اختیار کامیرا محدد النظر لالتقاط صور اشياء صغيرة في الاستديو فهذا ما بقي مجهولا .
وبعد التغلب على معضلات لا بـاس بـهـا عـمـلت الدائرة الفوتوغرافية التي ارتفع عدد الـعـامـلين فيهـا إلى تسعة اشخاص على تحـويـل كـافـة السلبيات الزجاجية إلى سلايدات ٣٥ ملم . انهـا خطوة جـرينـة بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي .
كانت الدائرة ما تزال مشوشة لتواجد المصورين الفوتوغرافيين الخارجيين ، الذين ثابروا على التمتع بافضلية على مصـوري الدائرة فيما خص الفسحة والتسهيلات والمعدات ، فإذا أراد عضو من الجمهور ، أن يبعث بمصوره الفوتوغرافي الخاص إلى هناك ، لم تكن الهيئة قادرة على عمل شيء لمنعة ، فكان النزاع حتمياً وتمكنت الدائرة مشكورة من التغلب على هذا الوضع الشاذ في نهاية المطاف بتقديمها للجمهور خدمات هي افضل من تلك التي يمكن الحصول عليها من وكالات خارجية .
طلبيات هائلة :
لم يكن هذا سهلا على الدوام طالما أن بعض عمليات الطبـع المطلوبة كانت هائلة ، إذ لم يكن مـن غيـر الشـائـع أن يتقدم الأميركيون على وجه الخصوص بطلبيات إعادة طبـع بكميـات هائلة والظرف النموذجي من ذلك ان يقرر أحد أصحاب الملايين حاجته إلى • متحف ، ، ليكتشف حينذاك أنه رغم الوفرة الماليـة اللامحدودة ، تبقى ، الانتيكات - غير متوفرة دائماً . ما كان متوفراً هو صور فوتوغرافية لها ، وهي بديل معقول , وهكذا كان يحدث للدائرة ان تجد نفسها في مواجهة اشخاص ياتونها وواحدهم يقول :
اعرف ان لديكم عدداً كبيراً من سلبيات لتماثيل رومانية مثلا . وأنا أريد طبعة من كل منها ، . وقد يحدث أن يكون لدى المتحف ما يقارب ألف سلبيـة لمـزهـريـات وادوات اثـريـة مـمـا لـه عـلاقـة بالطلب ، و ٥٠٠ لتماثيل ، وما إلى ذلك ، فيصـر الزبون على رغبته بطبعة من كل منها : وإذا عمـد المصورون إلى التقاط صور لعدد آخـر ، يطلب الزبـون طبعـات إضافية لها أيضاً ، ولم يكن غريباً بالنسبة للمتحف أن يتلقى طلبيات يزيد عدد كل منها عن الف طبعة .
إرتفع عدد الهيئة العاملة إلى عشرين شخصاً ، كما جرى تعيين مصـور فـوتـوغـرافي رئيسي . وكـانت المشكلة التـاليـة التي واجهتها هي ان اعباء العمل على تحميض السلبيات بدأت تتجـاوز طاقة العاملين هناك . فتم تركيب آلة فـيـرسـامـات ( Versamat ) وانخفض معيـار الالتـقـاط إلى نصف صفيحة .
فجـاة لم يعـد بـاستـطاعـة المصورين الفـوتـوغـرافيين أن يحصلوا على سلبيـات بـذات المقياس الذي اعتادوا عليـه فتسبب القرار ببعض الاستقالات إلا ان الدائرة ثبتت المعيار على نصف صفيحة في نهاية الأمر تتحمض في « الفيرسـامـات . وتتكبر على نصف صفيحة دي فيرز ( Be veres ) ، إلى جانب أن بعض المصـوريـن عمدوا إلى الإلتقاط بـ ٣٥ ملم ملؤن ، وعلى نيكون ، عامة .
لإستيعاب هذا الأمر ، بدأت الدائرة بتحميض موادها الذاتية الملونة ، في أحواض ٣ غالونات أولا ، ثم بـاجـهـزة - الانـبـوب التخلص منها بعد الاستعمال ، الواحـد Unitube ) ، التي يجري وفي النـهـايـة عـلى طبلة اوتـومـانيكيـة دوارة وكبيرة
تستوعب ١٠٠ وحدة معا الوحـدة نصف صـفيـحـة كمـا ذكرنا -
اصبح واضحاً أن التسهيلات في الموقع القائم لم تعد ملائمة الفـوتـوغـراقيـة إلى منزل كبير مجاور للمتحف . القرار صدر عام ١٩٦٩ ، وهـو عـام عـصـر فرسمت الخطط لنقل الدائرة النفقات . . فتاخـر الانتقال لمدة سنة ، فإذا بـالجدار الخلفي لذلك المنزل ، ينبعج ، وينهار خلال تلك السنة . وظهر اقتـراح يقول انه عندما يعـاد تشييد المنـزل ، من الممكن توسيعـه كـذلك .
ولكن الغريب كان صدور ترخيص للبناء في الحديقة الخلفية ، وبالتالي بدلا من الانتقال إلى منزل . كان على الدائرة أن تنتقل إلى نصف منزل ونصف بناء جديد .
على أنه لسوء الحظ ، وبينما الخطط توضع لأعمال التوسيع . ، انبعجت » الجدران الجانبية للمنزل الأساسي ، وصـار الأمـر يستدعي إعادة تشيـد البنـاء بكامله ، شرط المحـافـظة على المـظهـر الخـارجي للواجهـة .
وتحقق ذلك ؛ فـقـد حـافـظ المصممون على السقوف العالية والنوافذ الضخمة واعادوا تشييد باقي البناء حسب المواصفات التي وضعتها الدائرة الفوتوغرافية .
منذ صدور قرار يسمح للدائرة باستعمال البناء ، إلى وقت انتقالها الفعلي ، كانت قد انقضت عشر سنوات ، وخلال السنوات العشر هذه ، كانت هذه الدائرة قد نمت إلى استديوهین وست غرف مظلمة ، وبدأ العمـل بنـظام لامركزية راح يترسخ بحيث يجعل لكل جهة أو قسم ضمن المتحف دائرتها الفوتوغرافية الذاتية . بدلا من النظام السابق الذي يقوم على وحـدة فوتوغرافية شاملة تقصـدهـا الدوائر المختلفة . وتختار منها اختصاصيين معينين للقيام بمهام معينة .
تجاوز تدريجي :
حدث بالضرورة أن الدوائر الفوتوغرافية في كل من أقسام المتحف راحت تتجـاوز الدائرة الفوتوغرافية الأساسية وتعتمد على نفسها وعنـدمـا انتـهى الانتقال إلى الموقع الجديد ، كانت هذه الدائرة الأخيرة قد تخلت عن الاستديو الأصلي - خاصتها ـ في الطابق الأعلى ، واكتسبت الفسحة الإضافية في المنزل المـجـدد ، كما اكتسبت الاستديوهات الملحقة بأعماق المتحف ، إلى جانب المـكاتب الإدارية المختلفة والمخازن .
على ان برنامج اللامركزية كان ينشط بسرعة ، حيث أصبح لكل من دوائر المتحف ال ١٣ الاستديو الخاص بها مع هيئته العاملة كما أن الوثائق والكتب والـخـرائـط تركت لدي - المكتبة البريطانية » التي انتقلت إلى مـوقـع آخـر بدورها ، وترك المتحف مع هيئة فوتوغرافية ارتفاع عدد العاملين فيها من ٢٠ إلى ٣٧ .
من هنـا جـرى تخصيص الاستـديـوهين اللذين اقيمـا في المنزل للقيام باعمال ، خاصة ، ولتصوير فوتوغرافي يستعمل كاميرا السطح الخـارجـي ( Periphery ) ، إلى جانب عدد كبير من اعمال النسخ من كتب لدائرة النشر والدائرة التعليمية ومكتب المدير أما عن بيرس وآلان هيل - وهما المصوران الفوتوغـرفيـان اللذان يعملان تحت رئاسة برايان تريمين ـ فقد قسما اعمال الاشراف بينهمـا ـ هيـل يضـبـط دوائـر الانتيكات ، وبيرس الدوائر الأخرى .
ما هي إذا طريقة العمل التي تقوم عليها الخدمات الفوتوغرافية للمتحف البريطاني اليوم ؟.
ما زال برايان تريمين رئيساً للوحدة منذ أوائل العام ١٩٨٤ . حيث قضى ٢٠ سنة في « المتحف البحري الوطني ، في غرينويتش ويعمل الآن على التأكد من أن برنامج اللامركزية يسير على ما يرام .
ذكرنا من قبل ان المتحف يضم ۱۳ قسماً ، لدى كل منهـا فـريق مصوريه الفوتوغرافيين الخاص فإذا كان القسم عبارة عن دائرة صغيرة ، أو واحدة لا تحتاج إلا إلى القـلـيـل مـن التـصـويـر الفوتوغرافي فقد تقتصر هيئتها الفوتوغرافية على شخص واحد .
إذا كانت حاجاتها الفوتوغرافية كبيرة ، قد تشتمل هيئتهـا على أربعة مصورين هذا ، ويتراس كل فريق من هذه ، مصور فوتوغرافي رئيسي » ، وهذه رتبة تم استحداثها في دوائر الدولة - لم يعودوا سباكين أو سمكرية - . حيث يبلغ المجموع ٣٧ مصورا فوتوغرافيا بين رئيس ومتمرن يـضـاف إليهـم ثـمـانـيـة مـن اختصاصيي الكهـربـاء ليصـل المجموع إلى ٤٥ .
يقوم المسؤولون عن الأقسام بعملية الضبط الفعلي لنشاطات دوائرها الفوتوغرافية ، فيحددون المهام المطلوبة ، وموعد إنجازها مع تحديد من يعمل على إنجازها وخلال السنوات الخمس منـذ
تخصیص دائرة فوتوغرافيـة لكل قسم ، اثبتت بعض الأقسام انها أكثـر كفـاءة ومقدرة على إنجـاز اعمال تتجاوز نطاق اختصاصها وضمن النظام الأكثر تنظيماً الذي يحـاول تریمین بلوغه ، سيكون هنـاك مـزيـد من التحـرك ضمن الدائرة الواحدة .
العلاقة بين المصور ومسؤول القسم تتم بالطريقة ذاتها تقريباً كالعلاقة بين المصور والزبون - إذ نجد بين مسؤولي الأقسام من لديه فكرة أفضـل عما يريده - وكيف يطلبه - من مسؤول آخر وما يشجع تريمين عليه هو أن يعمل كل مصور فوتوغرافي ، مهما كانت رتبته ، على الانصات بدقة كبيرة إلى المسؤول ليعـرف مـا يطلبه هذا ، الزبون » ، وبالتالي يكون هكذا في موقف من يستطيع اقتراح السبيل الأفضل لإنجاز المطلوب .
تجدر الإشارة إلى أن ثلث النتاج الفـوتـوغـرافي للمتحف تقريباً هو لزبائن مخصصين . قد يكون ذلك مجموعة فوتوغرافية كاملة ، أو الأعم أن يكون طلباً من ناشر أو باحث لشيء معين يريد تصويره للنشر أو للاستعانة به في محـاضـرة . وهنـاك عنصـر تجـاري في الأعـمـال التي يتم انتاجها هكذا للجمهور حيث يدفع الزبون ثمن ما يطلبه من طبعات .
كثيرة هي الأعمال التي تتم في موقع المواضيع داخـل صالات عرضها ، ولن تـوجـد لكـل من
الدوائر منطقة خاصة بها يمكن نقل الاشياء المعنية إليها وتصويرها هناك ، وهنا ، مرة أخرى ، نجد أن لإرشادات المسؤولين اهميتها ، حيث يصدر هؤلاء تعليماتهم إلى المساعدين ويطلعونهم على ما ينبغي نقله ، وإلى أين ، كذلك يوصـي المـصـورون الفـوتـوغـرافيـون بـعـدم لمس المعروضات ولا بد من تواجـد أحد مسؤولي الهيئة المعنية اثناء التصوير دائماً . وهكذا مع وجود فرق تشرف على ما يتم تصويره بالفعل ، يعني هذا أن على برايان تريمين أن يحمل على عاتقه تلك المهمة التي لا يحسد عليها ، وهي الإشراف على ۱۳ استديو كل منها منفصل كل الانفصال ، ويخدم ١٣ زبوناً لا علاقة لواحدهم بالآخر .
ما يسهل عليه مهمته هذه هو عدم وجود مصورين فوتوغرافيين غرباء ، وذلك بعـدمـا تـوقف المتحف عن استخدام أمثال هؤلاء إلا نادراً . والعمل الخارجي الآن مقتصر على جانب التحميض من الـعـمـلـيـات عـادة ، حيث تتم الإستعانة بمختبرات خارجية في ظروف خاصة فقط ، أثناء إجـراء تحسينات أو صيانة مثلاً .
على أن اعمـال الـتـحـمـيض جميعها تتم داخل المتحف بالذات في الأحوال العادية ، باستثناء ما هو متعلق منها بطبعات كبيرة للعرض . وهذا يشمـل تحميض الأسود والأبيض كذلك الذي يتم معظمه على آلة . الفيرسامات . وسيخضع النظام القائم كله إعادة نظر ، إلا أن المجال لا يتوفر كثيراً لذلك في الوقت الحاضر وهو ما يأسف له تريمين بقوله :
السيئة الوحيدة في الفيرسامات إنها تنتج سلبيات معيارية مع مجال قليل للتحميض الفردي ..⏹
تعليق