محمد الثاني (الفاتح)السلطان السابع في الدولة العثمانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد الثاني (الفاتح)السلطان السابع في الدولة العثمانية

    محمد ثاني (فاتح)

    Mohammed II (the Conqueror) - Mohammed II (le conquérant)

    محمد الثاني (الفاتح)
    (855 ـ 886هـ/1451ـ 1481م)
    السلطان السابع في الدولة العثمانية، وابن السلطان الغازي مراد خان الثاني (824- 855هـ/1421-1451م). اهتم والده بتنشئته وتربيته جسمياً وعقلياً حسب المبادئ الدينية الإسلامية، ووضع له المعلّمين من الفقهاء وغيرهم، فبرع في الفقه، وختم القرآن الكريم، وأقيم له احتفال بذلك. ومهر في النحو والمعاني والبيان؛ وفي تاريخ المسلمين وغيرهم، خاصة القادة الكبار في التاريخ. وحذق اللغات العربية والفارسية واللاتينية واليونانية والسلافية وغيرها.
    كانت أمه أميرة نصرانية ورث عنها بعض المزايا الكريمة وبعض المعلومات عن دينها. وكان والده يصحبه في المعارك الجهادية.
    كان السلطان محمد الفاتح قد تدرب على أمور السلطنة مرتين حينما آثر والده الاعتزال، فعرف محمد كيف يتحمل المسؤولية في حياة أبيه، وكيف يواجه مشكلات الدولة والحكومة. كما أنه خَبِر الرجال. وبعد وفاة مراد خان الثاني، كُتم موته ثلاثة عشر يوماً حتى حضر ابنه محمد، فبايعه أهل الحلّ والعقد في 16 محرم 855هـ/18/2/1451م.
    قاد السلطان محمد الفاتح الجيوش بنفسه في خمس وعشرين حملة عسكرية، ووسّع حدود الدولة العثمانية من رقعة مساحتها (600000كم2) في بداية حكمه، إلى رقعة مساحتها (2214000كم2). وفي عهده تحقق إقامة المزيد من الأبنية التي تجلت فيها روعة الفن المعماري، كما أنجز بناء كلية الفاتح بمعاهدها المختلفة التي صارت اليوم جامعة إصطنبول. وأسس كثيراً من المدارس الشرعية الإسلامية في كثير من المدن العثمانية. اكتشف في عهده قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاريt على مقربة من أسوار القسطنطينية؛ إذ استشهد عندما كان مع حملة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان سنة 52هـ.
    كان الفاتح مسلماً ملتزماً بأحكام الشريعة؛ تقياً ورعاً وعالماً محباً للعلماء ومشجعاً على نشر العلوم. وكم وجّه أعداء الأمة من المستشرقين التهم للسلاطين العثمانيين للإساءة إلى دورهم الإسلامي، خاصة السلطان محمد الفاتح؛ لأنه أنهى دولة الروم، وغير وجه التاريخ. حتى إن بعض المؤرّخين العرب والمسلمين رددوا هذه التهم دون تبصر، مثل قانون قتل الإخوة، أو أنه ارتكب مجازر بانتصاراته.
    فتح القسطنطينية 857هـ:
    تناقل المسلمون الحديث النبوي الشريف الذي روي في عدد من كتب السنة: «لتُفتَحَنَّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش». وحاولوا في مختلف العهود الإسلامية فتح هذه المدينة في أثناء ثمانية قرون حتى تم ذلك على يد السلطان العثماني محمد الثاني الذي لقب لذلك بالفاتح.
    وقد بدأ السلطان محمد بالتحضير لحصار الروم بصناعة مدافع ضخمة وبناء العديد من السفن. وبدأ حصار القسطنطينية الذي استمر 53 يوماً، وبعد جهاد كبير عظيم تم فتح المدينة في يوم الثلاثاء 10 جمادى الآخرة 857هـ/29/5/1453م. وتحولت إلى مدينة إسلامية عظيمة، وضمن الفاتح أرواح المسيحيين. يعد فتح القسطنطينية من أعظم منجزات هذا السلطان إذ أنهى به دولة الروم التي قاومت نشر الإسلام في أوربا. وكسب به محبّة المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأقيمت الأفراح والزينات بهذه المناسبة.
    تابع السلطان محمد الفاتح جهاده في أوربا والبحر المتوسط والبحر الأسود، ففتحت مناطق كثيرة، ودخلها الإسلام. وفي الوقت نفسه وحّد بعض الإمارات الإسلامية في آسيا الصغرى، وكان يخطط لإعادة وحدة البلاد الإسلامية التي تجزأت منذ سقوط بغداد بيد المغول عام 656هـ/1258م.
    يُعد السلطان محمد الفاتح من أعظم سلاطين آل عثمان، فقد وصل إلى درجة أن صار محوراً للسياسة الدولية في عهده؛ وصاحب الكلمة الأولى في الشؤون الدولية. وشملت علاقاته السياسية والحربية أوربا وآسيا وإفريقيا، ويعدّ بحق موطد السيادة العثمانية الإسلامية في أوربا، ومبدّد الأحلاف الصليبية. وهو أول سلطان عثماني اشتهر عند الأوربيين، وكثر حديثهم عنه، بل أول حاكم إسلامي أطلق عليه أهل أوربا لقب السيد العظيم Grand Seigneur. وكان مجرد سماع اسمه يثير الرعب والهلع في قلوب أعدائه، ولا أدل على ذلك من احتفال أوربا بموته، فقد أقامت البابوية في روما المهرجانات الصاخبة ابتهاجاً بذلك، وظلت الرهبة والرعب من هذا السلطان تخيم على أعدائه في أوربا حقبة طويلة من الزمن.
    بعد ثلاثين سنة من الجهاد والفتوح وتقوية الدولة وتعميرها تُوفِّي الفاتح في إسكدار في معسكره وبين جنوده، وكان قد أعدّ لحملة قوية لا يعرف اتجاهها. ودفن الفاتح في الضريح الذي شيّده في جامعه بإصطنبول الذي عرف بجامع الفاتح. وعمّ الحزن العالم الإسلامي لفقدان هذا الفاتح المسلم.
    عبد الرحمن بيطار

يعمل...
X