هذي الربى كم ضاق في فضاؤها
مـالـي عـلى جـنباتها أتـعثر
شـب الحصى فيها ودون زحامه
درب يـغيب و آخـر يـتكسر
ومـلاعبي ومـجر أذيـالي بها
بـعدت فـما ترقى إليها الأنسر
مـا كـنت أحـسب أنـها تتغير
وأرى الـشتاء تـطاولت أيـامه
وازداد عـسفا قـلبه الـمتحجر
كم زارني وكشفت عن صدري له
فـأقـام لا يـزهـو ولا يـتكبر
مـا زلـت أذكر كيف كان لهاثه
من دفء أضلاعي يذوب ويقطر
مـا كـنت أحـسب انـه يتغير
وأتـيت مرآتي وعطري في يدي
فـبصرت ما لا كنت فيها أبصر
فـخفضت طـرفي ذاهلا متوجعا
ونـفرت مـنها غـاضبا استنكر
خـانت عـهود مودتي فتغيرت
مـا كـنت أحـسب أنـها تتغير