مسيسيبي
Mississippi - Mississippi
المسيسيبي
نهر المسيسيبي Mississippi هو أكبر أنهار أمريكا الشمالية، وثالث أطول نهر في العالم بعد نهري النيل والأمازون. أطلق عليه سكان القارة الأصليين اسم (مي- زي- سي- بي)، ويعني (أبو المياه) أو (أبو الأنهار). اكتُشفت منابعه الأولى القريبة من ولاية منيسوتا عام 1832م، يمتلك حوضاً ضخماً ذا أبعاد قارية continental scale، فمساحته البالغة 3.248 مليون كم2 تمثل نحو ثلث مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، وسُبع مساحة القارة، ويضم كلياً أو جزئياً 31 ولاية أمريكية، ويقع بين جبال الآبالاش شرقاً، والبحيرات الكبرى شمالاً، وجبال روكي غرباً، ويصب في خليج المكسيك جنوباً، بعد أن يقطع مسافة 4000كم، ويبلغ طوله بعد التقائه برافده الأكبر نهر ميسوري Missouri ت6800كم، كما يرفده من جهة الشرق عدة روافد هي من الشمال إلى الجنوب: ويسكونسن Wisconsin، إلينوي Illinois الذي يلتقي المسيسيبي شمالي مدينة سانت لويس St. Louis، وأخيراً نهر أوهايو Ohio أغزر روافده الشرقية وأطولها، ويلتقيه عند مدينة كايرو Cairo، حيث يزيد تصريف نهر المسيسيبي بعد ذلك نحو ضعفين ونصف، ويضاف إلى نهر ميسوري روافد أخرى ترفد المسيسيبي من جهة الغرب، ومصدرها المنحدرات الشرقية لجبال روكي، وهي نهر أركنساس Arkansas، ثم النهر الأحمر Red River، وبذلك يمكن تقسيم حوض المسيسيبي إلى أربعة أحواض ثانوية هي: حوض نهر المسيسيبي الأعلى Upper Mississippi Drainage Basin في الشمال جنوب البحيرات الكبرى، ويؤلف نحو 14٪ من المساحة الإجمالية للحوض الكبير، وحوض نهر أوهايو، وتقع منابعه في جبال الآبالاش شرقاً، ويؤلف نحو 15٪ من المساحة الإجمالية للحوض الكبير، وحوض نهر ميسوري وتقع منابعه في جبال روكي غرباً، ويؤلف نحو 42٪ من المساحة الإجمالية للحوض الكبير، وأخيراً حوض النهر الأحمر - أركنساس، ويمثل الجزء الجنوبي الغربي من حوض المسيسيبي، ويؤلف نحو 29٪ من مساحته الإجمالية.
وقد صار النهر وحوضه أمريكياً خالصاً بعد عام 1803، حين باعت فرنسا ولاية لويزيانا، والمناطق الواقعة بين نهر المسيسيبي شرقاً وجبال الروشوز وروكي غرباً للولايات المتحدة الأمريكية، أما المناطق المقابلة والواقعة بين جبال الآبالاش شرقاً والبحيرات الكبرى شمالاً ونهر المسيسيبي غرباً، فقد تخلت عنها إنكلترا عام 1783م، ومنذ ذلك الحين ونهر المسيسيبي يمتزج بالحياة الأمريكية، حتى عبّر بعضهم عن ذلك بقولهم: هذا الجامح العنيف يمثل روح الحياة الأمريكية.
تبدأ منابع النهر في الشمال من بحيرة أتاباسكا، والبحيرة العليا في الغرب، ثم يمر خلال عدة بحيرات صغيرة ويشكل شلالات كثيرة، ليلتقي بعد ذلك رافده المينسوتا ويشكل شلال سان أنطوان الذي استُغل لتوليد الطاقة الكهربائية، وعند سان لويس يلتقي رافده الأطول وهو نهر الميسوري الذي يفيض في فصل الربيع، ويبلغ طوله نحو2800كم، ثم يلتقي نهر أوهايو ويبلغ طوله 2080كم، ويعد النهر الأحمر - أركنساس آخر روافد المسيسيبي الغربية الضخمة، ثم يشكل حوضه الأدنى بدءاً من مدينة كايرو، ويتميز بزيادة طوله واتساع سهله الفيضي، ويعود ذلك إلى كثرة المنعطفات بسبب قلة انحدار سطحه ورتابته وبساطة تضرسه وانخفاضه عموماً، وينتهي عند ساحل خليج المكسيك بعد أن يشكل دلتا غير مستقرة. وقد وضعه معدل صبيبه البالغ 119800م3/ثا في المركز السابع من حيث معدل التصريف السنوي بين أنهار العالم.
ويعدّ نهر المسيسيبي من أفضل الأنهار التي تضم مظاهر نهرية نموذجية، كالأكواع النهرية (المنعطفات) meanders، والمجاري المضفرة (المجدلة) braided stream، والسهل الفيضي الواسع broad floodplain الذي يتسع لـ 200كم في المنطقة الواقعة بين مدينة كايرو ـ عند التقاء نهر أوهايو نهر المسيسيبي ـ وخليج المكسيك، كما يعد مجراه وكل ما يرتبط به من سرير وسهل فيضي ومنعطفات ومصاطب، من المظاهر السطحية المتغيرة، بما يُعرف بهجرة النهر river migration، وهي ظاهرة تنشط في أماكن الأكواع النهرية في الجزء الأدنى من النهر في ولاية إلينوي، وتتم باندفاع النهر جانبياً من خلال عملية الحت السفلي للضفة المقعرة، في حين يرسب ويبتعد عن الضفة المحدبة المقابلة. كما تنشط عملية تقصير shortened المجرى عن طريق قطع المنعطفات لدى اتصال طرفيها، مخلّفة ما يُعرف بالبحيرات الهلالية المهجورة أو المقطوعة ox-bow lakes، وأشهرها يقع في أراضي نهر ميلك Milk أحد روافد نهر الميسوري، وقد قصر النهر في مدة 176سنة مضت 387كم من مجراه الأدنى بين مدينة كايرو ومصبه في خليج المكسيك، أي ما يعادل 2كم/ميل/سنة، وهي ظاهرة خطيرة جداً على المدى البعيد، مما يعني هجره العديد من الموانئ المهمة مثل مدينتي كايرو ونيو أورلينز، ومن المظاهر الجيومورفولوجية المشهورة أيضاً دلتاه التي تتخذ شكل قدم الطائر bird foot أو الدلتا الإصبعية digitated delta، وهي منطقة مستنقعية مسطحة، تتكون من ترب صلصالية وطينية ناعمة، يتفرع فيها النهر إلى ستة فروع رئيسية، تحصر بينها أشرطة سهلية ضيقة، وتمتد إلى مسافة 240كم على طول ساحل خليج المكسيك، وإلى المسافة ذاتها داخل اليابسة، وقد تشكلت على أربع مراحل رئيسية - ويؤكد بعض أنها سبع مراحل - الدلتا الأقدم في عصر البلايستوسين أي منذ 1.6- 1.8 مليون سنة مضت، وتقع غرب الدلتا الحالية على بعد 160كم، في منطقة لافاييت Lafayette، وتُعرف بدلتا تيش Teche، أما في المرحلة الثانية فقد ترنح النهر شرقاً، وشكل دلتا جديدة تُعرف بدلتا لافورش Lafourche، وفي المرحلة الثالثة غير النهر مجراه جنوبي بلدة باتون روج Baton Rouge، واتجه شرقاً مكوناً دلتا كبيرة الحجم عرفت بدلتا دونالد ستون Donald Stone، وتقع بعيداً عن الدلتا الحالية بنحو 50كم إلى الشرق، ومنذ نحو 500 سنة بدأ تشكل الدلتا الحالية، التي تتقدم نحو البحر بمعدل يراوح بين 76- 100م/سنة، كما تشهد حالة هبوط تدريجي، إلا أن ما يحمله النهر عبر فروعه المتعددة من رواسب طينية وغرينية ورمال إليها، يحافظ نسبياً على منسوبها.
لنهر المسيسيبي أهمية اقتصادية توازي مكانته الجغرافية، فهو أهم مصدر للتربة الزراعية الخصبة، ويتوافق طبوغرافياً مع مناطق السهول العظيمة الوسطى التي ارتبطت زراعة القطن والأرز والذرة والتبغ بها منذ قرون، كما يوفر25000كم من القنوات الصالحة للملاحة والنقل الرخيص؛ مما يفسر قيام الدولة بإنشاء أهم مشروعات توليد الكهرباء على مجاريه وخصوصاً في حوض أوهايو وميسوري، وساعد على نقل المنتجات الصناعية لمدن البحيرات الكبرى، كالحديد الذي تبلغ نسبة كميته 85% من إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية، كما نما العديد من المدن الصناعية والتجارية والخدمية عليه، كمدينة سانت لويس عند نقطة لقاء نهر ميسوري نهر المسيسيبي، وهي تمثل نقطة انقطاع break point بسبب اختلاف منسوب المسيسيبي العميق عن الميسوري، مما يحتم تغيّر السفن عندها، وقد بلغ عدد سكان سانت لويس 2.6 مليون نسمة، وقد زودتها مساقط شلالات سان أنطوان بالطاقة اللازمة للصناعات الخشبية وغيرها، ومدينة سنسيناتي 1.9 مليون نسمة، وتعد عاصمة إقليمية صناعية وعقدة مواصلات مهمة على نهر أوهايو، يتم منها نقل ما تنتجه الصناعات التعدينية في حقول الآبالاش الغنية بالفحم. وأخيراً مدينة كانساس سيتي عاصمة ولاية ميسوري، وتضم 1.7 مليون نسمة، وتمثل أهم عقدة مواصلات لتبادل الماشية القادمة من السهول العظيمة، والقمح من نطاق القمح الشتوي في الولايات الوسطى.
أما أهم المشكلات التي تعانيها مناطق الحوض، فتأتي في مقدمتها الفيضانات الكارثية disastrous floods، التي تتجاوز الحواجز الطبيعية والاصطناعية artificial leves المقامة على جانبي الوادي بدءاً من الدلتا حتى مئات الكيلومترات نحو السهل الفيضي بهدف حماية الأراضي الزراعية الممتدة على جانبي السهل الواسع حتى نقطة التقاء المسيسيبي برافده إلينوي، وتحدث هذه الفيضانات غالباً بسبب تعرض خليج المكسيك لتأثير الأعاصير المدارية (الهريكان) في أواخر الصيف والخريف، ولأعاصير التورنادو في أواخر الربيع وبداية الصيف، مما يعرض سواحل الدلتا للغمر، كما تتعرض الأراضي المنخفضة الواقعة غرب جبال الآبالاش لخطر الغمر في الربيع بسبب اندفاع كتلة هائلة من المياه عبر نهر أوهايو بسبب الأمطار الفجائية التي تتعرض لها الجبال وذوبان مياه الثلوج، ويتعاظم خطرها في الجزء الأدنى بعد مدينة كايرو لانخفاض السطح وقلة انحداره، مما يعني أن أكبر الأضرار تقع في منطقة السهل الفيضي الواسع الممتد من المدينة سابقة الذكر حتى الدلتا، وتنتشر في الأخيرة المستنقعات. ومما يزيد من خطر الفيضانات إزالة الغابات والأحراج بهدف التوسع العمراني والزراعي، وخصوصاً في النصف الشرقي من الحوض، مما زاد من فرص تشكل الجريانات السطحية وجرف التربة الزراعية باتجاه المصب.
أما ولاية المسيسيبي فهي من الولايات الجنوبية، انضمت إلى الاتحاد الفدرالي عام 1817م، تبلغ مساحتها 125443كم2، تؤلف نحو 1.3% من مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أقل بـ 24مرة من مساحة حوض المسيسيبي، وبلغ عدد سكانها عام 2004 قرابة 2.902 مليون نسمة، وعاصمتها مدينة جاكسون Jackson، وقد شهدت الولاية تاريخاً مليئاً بالاضطهاد والدماء ـ أسوة ببقية الولايات الجنوبية ـ بسبب كثرة الزنوج فيها، الذين يؤلفون حالياً نحو ثلث سكان الولاية، وارتبط تاريخها المعاصر بهذه الفئة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، فقد انتشرت فيها زراعة القطن التي حقق لها الزنوج منذ عهد العبودية ـ الذي استمر قرابة ثلاثة قرون ـ أهم مقومات نجاحها، ولعل هذين العاملين (الزنوج والقطن) كانا أهم أسباب فقرها وتطورها، إذ يقل الدخل الفردي فيها عن متوسط دخل الفرد في الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤلف العاملون في الزراعة من إجمالي عدد عمال هذا القطاع في الولايات المتحدة الأمريكية نسبة تراوح بين 1.7-3.2%، ولا تتميز الولاية بأي ثروة تذكر باستثناء أنها من ولايات الحوض الأدنى للمسيسيبي، والغنية بالترب الزراعية وزراعة القطن والمزروعات المدارية التي يشتهر بها ساحل خليج المكسيك.
غزوان سلوم
Mississippi - Mississippi
المسيسيبي
وقد صار النهر وحوضه أمريكياً خالصاً بعد عام 1803، حين باعت فرنسا ولاية لويزيانا، والمناطق الواقعة بين نهر المسيسيبي شرقاً وجبال الروشوز وروكي غرباً للولايات المتحدة الأمريكية، أما المناطق المقابلة والواقعة بين جبال الآبالاش شرقاً والبحيرات الكبرى شمالاً ونهر المسيسيبي غرباً، فقد تخلت عنها إنكلترا عام 1783م، ومنذ ذلك الحين ونهر المسيسيبي يمتزج بالحياة الأمريكية، حتى عبّر بعضهم عن ذلك بقولهم: هذا الجامح العنيف يمثل روح الحياة الأمريكية.
نهر المسيسيبي |
ويعدّ نهر المسيسيبي من أفضل الأنهار التي تضم مظاهر نهرية نموذجية، كالأكواع النهرية (المنعطفات) meanders، والمجاري المضفرة (المجدلة) braided stream، والسهل الفيضي الواسع broad floodplain الذي يتسع لـ 200كم في المنطقة الواقعة بين مدينة كايرو ـ عند التقاء نهر أوهايو نهر المسيسيبي ـ وخليج المكسيك، كما يعد مجراه وكل ما يرتبط به من سرير وسهل فيضي ومنعطفات ومصاطب، من المظاهر السطحية المتغيرة، بما يُعرف بهجرة النهر river migration، وهي ظاهرة تنشط في أماكن الأكواع النهرية في الجزء الأدنى من النهر في ولاية إلينوي، وتتم باندفاع النهر جانبياً من خلال عملية الحت السفلي للضفة المقعرة، في حين يرسب ويبتعد عن الضفة المحدبة المقابلة. كما تنشط عملية تقصير shortened المجرى عن طريق قطع المنعطفات لدى اتصال طرفيها، مخلّفة ما يُعرف بالبحيرات الهلالية المهجورة أو المقطوعة ox-bow lakes، وأشهرها يقع في أراضي نهر ميلك Milk أحد روافد نهر الميسوري، وقد قصر النهر في مدة 176سنة مضت 387كم من مجراه الأدنى بين مدينة كايرو ومصبه في خليج المكسيك، أي ما يعادل 2كم/ميل/سنة، وهي ظاهرة خطيرة جداً على المدى البعيد، مما يعني هجره العديد من الموانئ المهمة مثل مدينتي كايرو ونيو أورلينز، ومن المظاهر الجيومورفولوجية المشهورة أيضاً دلتاه التي تتخذ شكل قدم الطائر bird foot أو الدلتا الإصبعية digitated delta، وهي منطقة مستنقعية مسطحة، تتكون من ترب صلصالية وطينية ناعمة، يتفرع فيها النهر إلى ستة فروع رئيسية، تحصر بينها أشرطة سهلية ضيقة، وتمتد إلى مسافة 240كم على طول ساحل خليج المكسيك، وإلى المسافة ذاتها داخل اليابسة، وقد تشكلت على أربع مراحل رئيسية - ويؤكد بعض أنها سبع مراحل - الدلتا الأقدم في عصر البلايستوسين أي منذ 1.6- 1.8 مليون سنة مضت، وتقع غرب الدلتا الحالية على بعد 160كم، في منطقة لافاييت Lafayette، وتُعرف بدلتا تيش Teche، أما في المرحلة الثانية فقد ترنح النهر شرقاً، وشكل دلتا جديدة تُعرف بدلتا لافورش Lafourche، وفي المرحلة الثالثة غير النهر مجراه جنوبي بلدة باتون روج Baton Rouge، واتجه شرقاً مكوناً دلتا كبيرة الحجم عرفت بدلتا دونالد ستون Donald Stone، وتقع بعيداً عن الدلتا الحالية بنحو 50كم إلى الشرق، ومنذ نحو 500 سنة بدأ تشكل الدلتا الحالية، التي تتقدم نحو البحر بمعدل يراوح بين 76- 100م/سنة، كما تشهد حالة هبوط تدريجي، إلا أن ما يحمله النهر عبر فروعه المتعددة من رواسب طينية وغرينية ورمال إليها، يحافظ نسبياً على منسوبها.
لنهر المسيسيبي أهمية اقتصادية توازي مكانته الجغرافية، فهو أهم مصدر للتربة الزراعية الخصبة، ويتوافق طبوغرافياً مع مناطق السهول العظيمة الوسطى التي ارتبطت زراعة القطن والأرز والذرة والتبغ بها منذ قرون، كما يوفر25000كم من القنوات الصالحة للملاحة والنقل الرخيص؛ مما يفسر قيام الدولة بإنشاء أهم مشروعات توليد الكهرباء على مجاريه وخصوصاً في حوض أوهايو وميسوري، وساعد على نقل المنتجات الصناعية لمدن البحيرات الكبرى، كالحديد الذي تبلغ نسبة كميته 85% من إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية، كما نما العديد من المدن الصناعية والتجارية والخدمية عليه، كمدينة سانت لويس عند نقطة لقاء نهر ميسوري نهر المسيسيبي، وهي تمثل نقطة انقطاع break point بسبب اختلاف منسوب المسيسيبي العميق عن الميسوري، مما يحتم تغيّر السفن عندها، وقد بلغ عدد سكان سانت لويس 2.6 مليون نسمة، وقد زودتها مساقط شلالات سان أنطوان بالطاقة اللازمة للصناعات الخشبية وغيرها، ومدينة سنسيناتي 1.9 مليون نسمة، وتعد عاصمة إقليمية صناعية وعقدة مواصلات مهمة على نهر أوهايو، يتم منها نقل ما تنتجه الصناعات التعدينية في حقول الآبالاش الغنية بالفحم. وأخيراً مدينة كانساس سيتي عاصمة ولاية ميسوري، وتضم 1.7 مليون نسمة، وتمثل أهم عقدة مواصلات لتبادل الماشية القادمة من السهول العظيمة، والقمح من نطاق القمح الشتوي في الولايات الوسطى.
أما أهم المشكلات التي تعانيها مناطق الحوض، فتأتي في مقدمتها الفيضانات الكارثية disastrous floods، التي تتجاوز الحواجز الطبيعية والاصطناعية artificial leves المقامة على جانبي الوادي بدءاً من الدلتا حتى مئات الكيلومترات نحو السهل الفيضي بهدف حماية الأراضي الزراعية الممتدة على جانبي السهل الواسع حتى نقطة التقاء المسيسيبي برافده إلينوي، وتحدث هذه الفيضانات غالباً بسبب تعرض خليج المكسيك لتأثير الأعاصير المدارية (الهريكان) في أواخر الصيف والخريف، ولأعاصير التورنادو في أواخر الربيع وبداية الصيف، مما يعرض سواحل الدلتا للغمر، كما تتعرض الأراضي المنخفضة الواقعة غرب جبال الآبالاش لخطر الغمر في الربيع بسبب اندفاع كتلة هائلة من المياه عبر نهر أوهايو بسبب الأمطار الفجائية التي تتعرض لها الجبال وذوبان مياه الثلوج، ويتعاظم خطرها في الجزء الأدنى بعد مدينة كايرو لانخفاض السطح وقلة انحداره، مما يعني أن أكبر الأضرار تقع في منطقة السهل الفيضي الواسع الممتد من المدينة سابقة الذكر حتى الدلتا، وتنتشر في الأخيرة المستنقعات. ومما يزيد من خطر الفيضانات إزالة الغابات والأحراج بهدف التوسع العمراني والزراعي، وخصوصاً في النصف الشرقي من الحوض، مما زاد من فرص تشكل الجريانات السطحية وجرف التربة الزراعية باتجاه المصب.
أما ولاية المسيسيبي فهي من الولايات الجنوبية، انضمت إلى الاتحاد الفدرالي عام 1817م، تبلغ مساحتها 125443كم2، تؤلف نحو 1.3% من مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أقل بـ 24مرة من مساحة حوض المسيسيبي، وبلغ عدد سكانها عام 2004 قرابة 2.902 مليون نسمة، وعاصمتها مدينة جاكسون Jackson، وقد شهدت الولاية تاريخاً مليئاً بالاضطهاد والدماء ـ أسوة ببقية الولايات الجنوبية ـ بسبب كثرة الزنوج فيها، الذين يؤلفون حالياً نحو ثلث سكان الولاية، وارتبط تاريخها المعاصر بهذه الفئة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، فقد انتشرت فيها زراعة القطن التي حقق لها الزنوج منذ عهد العبودية ـ الذي استمر قرابة ثلاثة قرون ـ أهم مقومات نجاحها، ولعل هذين العاملين (الزنوج والقطن) كانا أهم أسباب فقرها وتطورها، إذ يقل الدخل الفردي فيها عن متوسط دخل الفرد في الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤلف العاملون في الزراعة من إجمالي عدد عمال هذا القطاع في الولايات المتحدة الأمريكية نسبة تراوح بين 1.7-3.2%، ولا تتميز الولاية بأي ثروة تذكر باستثناء أنها من ولايات الحوض الأدنى للمسيسيبي، والغنية بالترب الزراعية وزراعة القطن والمزروعات المدارية التي يشتهر بها ساحل خليج المكسيك.
غزوان سلوم