عبد العزيز بن جُرَيْج Ibn Jurayj الأموي أول من صنّف كتب الحديث في الإسلام.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد العزيز بن جُرَيْج Ibn Jurayj الأموي أول من صنّف كتب الحديث في الإسلام.

    جريج (عبد ملك)

    Ibn Jurayj (Abd al-Malik-) - Ibn Jurayj (Abd al-Malik-)

    ابن جُرَيْج (عبد الملك ـ)
    (80 ـ150هـ/699 ـ 767م)

    أبو الوليد، عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيْج الأموي بالولاء، المكّي. رومي الأصل، كان مولى لآل خالد بن أسيد الأموي. محدّث من فقهاء الحجاز وقرائهم، ممن جمع وحفظ وذاكر. أول من صنّف كتب الحديث في الإسلام.
    ولد ابن جُرَيْج بمكة عام الجحّاف، وفيها كان سيل الجحاف لأنّه جحف على كل شيء فذهب به. بدأ ابن جُرَيْج بتتبع الأشعار العربية والأنساب، ولمّا أراد التصنيف وكان قد جاوز الأربعين، قصد عطاء بن أبي رباح وعنده عبد الله بن عُبيد بن عمير فنصحه عبد الله بقراءة القرآن وتعلّم الفريضة ومن ثمّ طلب العلم، ففعل، ثم عاد إلى مجلس عطاء.
    لزم ابن جريج عطاء ثماني عشرة سنة، حتى قيل: لم يكن في الأرض أعلم بعطاء منه ووصفه عطاء بأنه سيد شباب أهل الحجاز، ويُسأل من بعده. ثمّ لزم عمرو بن دينار بعده سبع سنين.
    عُدَّ من أوعية العلم، مع أنه لم يطلبه إلاّ في الكهولة، ولو سمع في عنفوان شبابه لَحَمَلَ عن غير واحد من صغار الصحابة، لكنه لم يحفظ عنهم. جَهِدَ بتدوين كثير من الأحاديث حتى قال: ما دوّن العلم تدويني أحد. وهو وابن أبي عَرُوبَة أول من صنّف التصانيف في الحديث، وأول مكّي رتّب الأحاديث ترتيباً منهجياً، فقد كان الإسناد يدور على ستة، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف منهم ابن جُرَيْج. كان إمام أهل الحجاز، وفقيه أهل مكة في زمانه، والمفتي بعد عطاء وابن أبي نَجِيح.
    وكان من أعلام القرّاء، يخضِّب بالسواد ويتغلّى بالغالية، يصوم الدهر إلاّ ثلاثة أيام من الشهر، ويُحسن الصلاة التي أخذها بطريق المشاهدة المتوارثة عن النبيr. طلب العلم للناس على نقيض من طلبه لنفسه من معاصريه.
    روى عن أبيه، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس، وعمرو بن شعيب، ونافع، والزهري، وإسماعيل بن أمية، وعطاء الخراساني، وابن المنكدر، وخَلْق من التابعين وأتباعهم.
    وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وحمّاد بن سلمة، وحمّاد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وابن علية، ووكيع، وخَلْق سواهم.
    كان يروي الرواية بالإجازة، وبالمناولة، ويتوسع في ذلك؛ ومن ثم دخل عليه الداخل في رواياته عن الزهري، لأنه حمل عنه مناولة؛ وهذه الأشياء يدخلها التصحيف، ولاسيما في ذلك العصر، إذ لم يكن حدث في الخط بعد شكلٌ ولا نقط.
    بعد وفاة عطاء بزمن قَدِمَ ابن جُرَيْج على الخليفة أبي جعفر (136-158هـ)، وكان عليه دين، وقد جمع من حديث ابن عباس ما لم يجمعه أحد، فلم يعطه شيئاً. وقَدِمَ وافداً على والي اليمن معن بن زائدة لدين لحقه، فحضر وقت الحج، فأخبر معناً بعزمه على الحج، فأعطاه ما ينفقه، وجهَّزه فوافى الناس يوم عرفة. وفي آخر أيامه قَدِمَ العراق، وحدّث بالبصرة وأكثروا عنه. حتى إن قاضي الكوفة الحسن بن زياد اللؤلؤي صاحب أبي حنيفة كتب عنه اثني عشر ألف حديث.
    قال بعض الحفاظ: إن لابن جُرَيْج نحواً من ألف حديث يعني المرفوع، ورواياته وافرة في الكتب الستة، وفي مسند الإمام أحمد، ومعجم الطبراني الأكبر، وفي الأجزاء.
    له من التصانيف «تفسير القرآن» وغيره، وهو أول من أَّلف في التفسير، واعتمد في تصنيفه على تفسير ابن عباس وعكرمة ومجاهد وعطاء.
    روى تفسيره عنه: حجاج بن محمد المِصيصي الحافظ، واقتبسه الطبري برواية القاسم بن الحسن الهمذاني عن المِصيصي. وقد ضاع تفسيره كما ضاع غيره من تفاسير المتقدمين.
    وله كتاب «السنن في الحديث» وهو من السنن الموجودة قبل الصحيحين، ويحتوي على مثل ما تحتوي عليه كتب السنن.
    قال عنه يحيى بن سعيد: «كان صدوقاً، فإذا قال «حدثني» فهو سماع، وإذا قال «أنبأنا» أو «أخبرني» فهو قراءة، وإذا قال «قال» فهو شبه الريح». أما ابن حنبل فقال: «إذا قال ابن جُرَيْج «قال فلان» و«أُخْبِرْتُ» جاء بمناكير، وإذا قال «أخبرني» و«سَمِعْتُ» فحسبُك به».
    ذكره ابن حبان في كتابه «الثقات»، وقال: «كان من فقهاء الحجاز ومتقنيهم وكان يُدلس».
    روي أن الخليفة أبي جعفر المنصور قَدِمَ مكة، وطلب أن يُعرض عليه حديث ابن جُرَيْج، فاستحسنه لولا الحشو الذي فيه، يعني بلغني وحُدّثتُ.
    توفي ابن جُرَيْج بمكة، في أول ذي الحجة، اعتماداً على الخبر الوحيد الذي يحكي عن وفاة ابن جُرَيْج؛ ويذكر أن خالد بن نزار الأيلي قد خرج بكتب ابن جُرَيْج سنة خمسين ومئة ليوافيه، فوجده قد مات.
    نازك تنبكجي

يعمل...
X