مدبولي (عبد منعم)
Madbouli (Abdul Mun’em-) - Madbouli (Abdul Mun’em-)
مدبولي (عبد المنعم ـ)
(1921ـ 2006)
ممثل سينمائي، مسرحي، إذاعي وتلفزيوني مصري. اسمه الكامل عبد المنعم مدبولي حسن. ولد في حي باب الشعرية، أحد أقدم أحياء القاهرة (وهو الحي الذي ولد فيه نجيب الريحاني ومحمد عبد الوهاب). توفي أبوه وهو ما يزال طفلاً رضيعاً. اشتغل في مهن متعددة في صباه، في الإجازات الدراسية، كي يكسب قوت يومه، إذ عمل سبّاكاً وخياطاً وغير ذلك. حصل على الشهادة الابتدائية، ثم انتسب إلى مدرسة الصناعات الزخرفية، وانضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بها.
بدأ حبه للفن منذ أن كان في السابعة من عمره، إذ كان يحفظ المنولوغات الإذاعية التي كان يسمعها في الراديو، ويلقيها في المدرسة على زملائه. بعد تخرّجه في مدرسة الصناعات، عمل في فرقة جورج أبيض وفي فرقة فاطمة رشدي، إلى جانب عمله في ورشة كلية الفنون التطبيقية.
في عام 1943 انضم إلى فرقة «ساعة لقلبك» الإذاعية الفكاهية، وقدَّم نوعين من الهزليات تحاكي ما كان يقدِّمه الريحاني في العشرينات، وكانت هزلياته قائمة على لفظة «هايجننوني» التي نجحت إذاعياً وتحولت إلى فيلم بالعنوان نفسه عام 1960 للمخرج فطين عبد الوهاب، وصاغ مدبولي السيناريو والحوار للفيلم الذي قام ببطولته إسماعيل ياسين.
رشحه نجيب الريحاني للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وهو في الثامنة والعشرين من عمره، وبعد تخرجه عام 1949 عمل مدرساً بكلية الفنون التطبيقية، وأشرف على المسرح الكوميدي التابع للتلفزيون عام 1963، وعمل في فرقة الريحاني عام 1973. وقد رفض، بعد تخرّجه من المعهد، التفرغ في فرقة المسرح المصري الحديث مع الرائد زكي طليمات، مكتفياً بمشاركته في بعض عروضها.
اتجه مدبولي إلى الإخراج المسرحي، وكانت باكورة أعماله مسرحية «الأرض» عام 1952، ومن أعماله التالية «الرضا السامي»، و«خايف أتجوز»، و«حسبة برما»، و«مراتي نمرة 11». وشارك بالتمثيل في مسرحيات منها «المغنطيس»، و«الناس اللي تحت»، و«بين القصرين»، و«زقاق المدق» عن روايتين شهيرتين لنجيب محفوظ. من أبرز أدواره المسرحية الكوميدية وأشهرها دوره في مسرحية «ريا وسكينة» التي أخرجها حسين كمال ومثل فيها إلى جانبه شادية وسهير البابلي وأحمد بدير.
وفي الستينيات من القرن العشرين، أخرج مدبولي لمسرح التلفزيون المصري أعمالاً منها: «جلفدان هانم»، و«السكرتير الفني»، و«مطرب العواطف»، و«لوكاندة الفردوس»، و«حلمك يا سي علام». وشارك بالتمثيل في عدد منها إلى جانب الإخراج. وقدّم مدبولي عدداً من أغاني الأطفال، كما شارك بالتمثيل في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من أشهرها «أبنائي الأعزاء شكراً» الذي عرف في مصر جماهيرياً باسم مسلسل «بابا عبده»، وهو اسم مدبولي في المسلسل الذي شارك في بطولته يحيى الفخراني، وآثار الحكيم، وصلاح السعدني، وفاروق الفيشاوي.
ومن أمتع ما قدّم مدبولي في التمثيل تلك الأدوار القائمة على فن الأراجوز وفن الكوميديا الشعبـية عموماً، خصوصاً دور فنان المسرح الجوال، المتشرّد، المفلس في مسرحية «هاللو شلبي».
شارك في تمصير مسرحيات عالمية، ووظّف فيها الإضحاك الهزلي والكوميديا الشعبية، معتمداً على ما أطلق عليه «المدبوليزم» (نسبة إلى المدبولي)، وهو النهج الذي قدمه في مسرحية «الضفادع» لأريستوفان ومسرحية «الزوج الحائر» لموليير. و«المدبوليزم» تقوم على تكرار الكلمات بنغمات وأطوال مختلفة، فيأتي الضحك من تحول الإنسان إلى أراجوز، وينبع الضحك من سوء التفاهم والتلاعب بطبقات الصوت المتغيرة.
اتسم مدبولي بأدائه للأدوار الكوميدية والتراجيدية على حد سواء، حتى إن بعض النقاد أطلق عليه «الضاحك الباكي».
على الرغم من نجاحاته المسرحية إلا أنه دخل عالم السينما على استحياء، وهو في السابعة والثلاثين من عمره في فيلم «أيامي السعيدة» لأحمد ضياء الدين، عام 1958، و«مطاردة غرامية» لنجدي حافظ (1968)، و«الحفيد» لعاطف سالم (1974). وقدَّم مجموعة من الأفلام الغنائية منها «أهلاً يا كابتن» لمحمد عبد العزيز (1978)، و«مولد يا دنيا» لحسين كمال (1974)، وكان آخر أفلامه «المرأة والساطور» عام 1997 لسعيد مرزوق. لكن حضوره اللافت كان في فيلم «إحنا بتوع الأوتوبيس» لحسين كمال أيضاً الذي أدى فيه دور موظف يُزج به في المعتقل من دون تهمة، إذ تم فيه التركيز على فترة تشدد الأجهزة الأمنية في المرحلة الناصرية. ولكن مدبولي ظل شخصية ثانية في كثير من الأفلام التي مثَّلها، خصوصاً مع فؤاد المهندس، ومحمد عوض. وكان آخر ظهور له على المسرح عام 2003 في مسرحية «وسط البلد».
للمدبولي الفضل في اكتشاف عدد كبـير من الفنانين الكوميديين، مثل فؤاد المهندس، وعادل إمام، ومحمد عوض، وأبو بكر عزت.
توفي المدبولي في أحد مستشفيات القاهرة بعد صراع طويل مع المرض، قبل أن ينجز مذكراته التي كان قد شرع في كتابتها قبل أشهر من وفاته.
محمود عبد الواحد
Madbouli (Abdul Mun’em-) - Madbouli (Abdul Mun’em-)
مدبولي (عبد المنعم ـ)
(1921ـ 2006)
بدأ حبه للفن منذ أن كان في السابعة من عمره، إذ كان يحفظ المنولوغات الإذاعية التي كان يسمعها في الراديو، ويلقيها في المدرسة على زملائه. بعد تخرّجه في مدرسة الصناعات، عمل في فرقة جورج أبيض وفي فرقة فاطمة رشدي، إلى جانب عمله في ورشة كلية الفنون التطبيقية.
في عام 1943 انضم إلى فرقة «ساعة لقلبك» الإذاعية الفكاهية، وقدَّم نوعين من الهزليات تحاكي ما كان يقدِّمه الريحاني في العشرينات، وكانت هزلياته قائمة على لفظة «هايجننوني» التي نجحت إذاعياً وتحولت إلى فيلم بالعنوان نفسه عام 1960 للمخرج فطين عبد الوهاب، وصاغ مدبولي السيناريو والحوار للفيلم الذي قام ببطولته إسماعيل ياسين.
رشحه نجيب الريحاني للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وهو في الثامنة والعشرين من عمره، وبعد تخرجه عام 1949 عمل مدرساً بكلية الفنون التطبيقية، وأشرف على المسرح الكوميدي التابع للتلفزيون عام 1963، وعمل في فرقة الريحاني عام 1973. وقد رفض، بعد تخرّجه من المعهد، التفرغ في فرقة المسرح المصري الحديث مع الرائد زكي طليمات، مكتفياً بمشاركته في بعض عروضها.
اتجه مدبولي إلى الإخراج المسرحي، وكانت باكورة أعماله مسرحية «الأرض» عام 1952، ومن أعماله التالية «الرضا السامي»، و«خايف أتجوز»، و«حسبة برما»، و«مراتي نمرة 11». وشارك بالتمثيل في مسرحيات منها «المغنطيس»، و«الناس اللي تحت»، و«بين القصرين»، و«زقاق المدق» عن روايتين شهيرتين لنجيب محفوظ. من أبرز أدواره المسرحية الكوميدية وأشهرها دوره في مسرحية «ريا وسكينة» التي أخرجها حسين كمال ومثل فيها إلى جانبه شادية وسهير البابلي وأحمد بدير.
وفي الستينيات من القرن العشرين، أخرج مدبولي لمسرح التلفزيون المصري أعمالاً منها: «جلفدان هانم»، و«السكرتير الفني»، و«مطرب العواطف»، و«لوكاندة الفردوس»، و«حلمك يا سي علام». وشارك بالتمثيل في عدد منها إلى جانب الإخراج. وقدّم مدبولي عدداً من أغاني الأطفال، كما شارك بالتمثيل في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من أشهرها «أبنائي الأعزاء شكراً» الذي عرف في مصر جماهيرياً باسم مسلسل «بابا عبده»، وهو اسم مدبولي في المسلسل الذي شارك في بطولته يحيى الفخراني، وآثار الحكيم، وصلاح السعدني، وفاروق الفيشاوي.
ومن أمتع ما قدّم مدبولي في التمثيل تلك الأدوار القائمة على فن الأراجوز وفن الكوميديا الشعبـية عموماً، خصوصاً دور فنان المسرح الجوال، المتشرّد، المفلس في مسرحية «هاللو شلبي».
شارك في تمصير مسرحيات عالمية، ووظّف فيها الإضحاك الهزلي والكوميديا الشعبية، معتمداً على ما أطلق عليه «المدبوليزم» (نسبة إلى المدبولي)، وهو النهج الذي قدمه في مسرحية «الضفادع» لأريستوفان ومسرحية «الزوج الحائر» لموليير. و«المدبوليزم» تقوم على تكرار الكلمات بنغمات وأطوال مختلفة، فيأتي الضحك من تحول الإنسان إلى أراجوز، وينبع الضحك من سوء التفاهم والتلاعب بطبقات الصوت المتغيرة.
اتسم مدبولي بأدائه للأدوار الكوميدية والتراجيدية على حد سواء، حتى إن بعض النقاد أطلق عليه «الضاحك الباكي».
على الرغم من نجاحاته المسرحية إلا أنه دخل عالم السينما على استحياء، وهو في السابعة والثلاثين من عمره في فيلم «أيامي السعيدة» لأحمد ضياء الدين، عام 1958، و«مطاردة غرامية» لنجدي حافظ (1968)، و«الحفيد» لعاطف سالم (1974). وقدَّم مجموعة من الأفلام الغنائية منها «أهلاً يا كابتن» لمحمد عبد العزيز (1978)، و«مولد يا دنيا» لحسين كمال (1974)، وكان آخر أفلامه «المرأة والساطور» عام 1997 لسعيد مرزوق. لكن حضوره اللافت كان في فيلم «إحنا بتوع الأوتوبيس» لحسين كمال أيضاً الذي أدى فيه دور موظف يُزج به في المعتقل من دون تهمة، إذ تم فيه التركيز على فترة تشدد الأجهزة الأمنية في المرحلة الناصرية. ولكن مدبولي ظل شخصية ثانية في كثير من الأفلام التي مثَّلها، خصوصاً مع فؤاد المهندس، ومحمد عوض. وكان آخر ظهور له على المسرح عام 2003 في مسرحية «وسط البلد».
للمدبولي الفضل في اكتشاف عدد كبـير من الفنانين الكوميديين، مثل فؤاد المهندس، وعادل إمام، ومحمد عوض، وأبو بكر عزت.
توفي المدبولي في أحد مستشفيات القاهرة بعد صراع طويل مع المرض، قبل أن ينجز مذكراته التي كان قد شرع في كتابتها قبل أشهر من وفاته.
محمود عبد الواحد