ماذا يعني فوز النساء بجوائز نوبل عام 2020؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا يعني فوز النساء بجوائز نوبل عام 2020؟

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	AdobeStock_240403341-645x645-1-384x253.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	22.8 كيلوبايت 
الهوية:	121406


    عندما سمعت كل من جينيفر دودنا وإيمانويل كاربنتيير أنهما حصلتا على جائزة نوبل في الكيمياء تقديرًا لعملهما العظيم في تعديل الجينات، قالتا إنهما تأملان أن يلهم إنجازهما جيلًا جديدًا من النساء للخوض في مجال العلم.

    شكلت دودنا وكاربنتيير أول فريق نسائي يحوز جائزة نوبل العلمية وهما سادس وسابع امرأة تفوزان بجائزة نوبل في الكيمياء منذ أول عامٍ أُعطيت فيه الجائزة.

    قالت بيرنيلا ويتن ستافسيدن المسؤولة عن اختيار الفائزين في مجال الكيمياء في الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم: «كان تقديم الجائزة لامرأتين لحظةً تاريخيةً».

    فازت العالمتان بجائزة نوبل لتطويرهما طريقة (CRISPER-Cas9)، وهي أداة تمكّن العلماء من قص وتعديل الشيفرة الجينية للخلايا الحيوانية والنباتية والأحياء الدقيقة. قالت العالمتان إنهما تأملان أن تساعد حيازتهما جائزة نوبل في إنارة طريق الشابات ليدخلن في مجالٍ يهيمن عليه الرجال.

    تقول كاربنتيير: «أمنيتي أن يبعث هذا الإنجاز رسالةً إيجابية إلى الفتيات اللواتي يردن اتباع سبيل العلم، وأن يريهن أن النساء أيضًا يستطعن إضفاء أثرٍ إلى العلم من خلال الأبحاث التي يقدمنها».



    تحدثت دودنا للصحفيين قائلةً: «من الرائع أن ترى الشابات إنجازنا وأن يعرفن أن عمل النساء يحصل على التقدير تمامًا كعمل الرجال»، وأضافت: «أظن أن العديد من النساء يشعرن أنه لن يُنظر إلى عملهنّ كما يُنظر إلى عمل الرجال مهما فعلن، وأريد أن أرى هذا يتغير، وأظن حقًا أن عملنا خطوةٌ جديدة في الاتجاه الصحيح».

    عكست تعليقات هاتين العالمتين الأفكار نفسها التي طرحتها أندريا غيز يوم الثلاثاء عندما كوفئت بجائزة نوبل في الفيزياء جنبًا إلى جنب مع روجر بنروز ورينهارد غينزيل بسبب عملهم على الثقوب السوداء، قالت أندريا إنها: «تأمل أن تلهم الشابات الأخريات لكي يسلكن هذا السبيل». غيز هي رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء.

    أشاد العلماء بالإنجاز ومساعدته على تغيير آراء الآخرين في العلماء. تقول رويزين أوينز مهندسة الكيمياء الحيوية في جامعة كامبريدج لوكالة AFP للأنباء: «أوافق تمامًا على أن كلًا من كاربنتيير وغيز ستكونان قدوةً للشابات في العلم، لأن رؤية النساء تفوز بهذه الجوائز أضحى عاديًا الآن، ما له أهمية في نظر العلماء الشباب، فلم يعد الأمر مقتصرًا على الرجال المسنين». وأضافت أنها تأمل أن يكون هناك تنوع في الجنس والعرق قريبًا بين الفائزين بهذه الجوائز وألا يبقى الأمر نقطةً تستحق الحديث عنها.
    بحثٌ ثوري


    اكتشفت كاربنتيير الفرنسية جزيئًا يجرد الفيروسات بقص أجزاء من حمضها النووي منقوص الأكسجين عندما كانت تجري أبحاثًا على بكتيريا شائعة، ونشرت عملها عام 2011. ثم عملت بعدها مع دودنا لإعادة صنع تلك المقصات الجينية الجرثومية. أكد العلماء أهمية بحثهما والأثر الكبير له بعد حصوله على الجائزة.

    قالت ألينا بانس من معهد ويلكم ساغنر: «إن رؤية امرأتين أنجزتا العمل وحصلتا على أكبر جائزة في العلم شرف كبير»، مضيفةً أن أثر تقنية كرسبر في الأبحاث والطب سيكون مدهشًا.

    قال جيمس ترنر، من مختبر بيولوجيا الكروموسومات الجنسية في معهد فرانسيس كريك، إن جائزة نوبل كانت بمثابة انتصار للنساء في العلم. «بفضل اكتشافاتهما سيكون ممكنًا إجراء تجارب التعديل الجيني التي تستغرق سنوات في غضون أسابيع».

    قال روبرت ليشلر، رئيس أكاديمية العلوم الطبية: «إن تعديل الجينوم بهذه الطريقة يُحدث ثورة في البحوث الطبية الحيوية، ويساعد على اكتشاف أدوية جديدة تحمل آفاقًا هائلة لعلاج المرضى في المستقبل»، وأضاف: «بفضل عمل هاتين العالمتين الرائدتين، بدأنا نفهم دور الجينات في علم الأحياء والأمراض وأخذنا نرسخ الأساسيات لنطور أدويةً تستهدف الحالات المرضية الجينية».
    هذا ليس كافيًا


    قال آخرون إن الجائزة تسلط الضوء على العقبات المستمرة التي تواجه الشابات في مجال العلوم، مؤكدين على أهمية منح التكريم لمن وصلوا إلى قمة مجالاتهم.

    قالت كارين جيوفانانجيلي، التي تقود وحدة أبحاث الجينوم في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي: «إن الجوائز البارزة ليست كافية». وقالت لوكالة فرانس برس: «إنها حقيقةٌ نلاحظها، نرى أن النساء في المختبرات أقل تقديرًا بكثير من الرجال».

    قالت فاطمة توخمافشان، عالمة الوراثة وأخلاقيات علم الأحياء في معهد الأبحاث التابع للمركز الصحي بجامعة ماك غيل في كندا: «جمعت مقتطفات من المجلات لمقابلات مع كاربنتيير ودودنا عندما كنت أدرس كيفية استخدام كريسبر. محبطٌ في نظر الطالبات الشابات، عندما يتعلمن عن باحثات من التاريخ طُمست أسماؤهن بسبب ظهور العلماء الذكور».

    قالت إن الجائزة في ذلك اليوم سببت لها صدمة سعيدة، لكنها أضافت: «لن تغير الجائزة حقيقة أن الكثير من النساء في الأوساط الأكاديمية والعلمية لا يحصلن على ما لأقرانهن الرجال، ولا ينشرن بقدر ما ينشر العلماء الرجال، ولا يشغلن مناصب في السلطة بقدرهم».

    تقول أوينز إن مشاركة الجوائز بين العلماء تحصل في الوقت الذي ننادي فيه بالعلم ليصبح أكثر تعاونيّة. تقول: «أؤمن أن أوساط الأبحاث ستتحسن إذا كافأنا الفِرق، ما سيؤدي إلى جوائز أكثر لفرق النساء، ليُعرفن ويَلقين اهتمامًا أكبر في المجتمع».
يعمل...
X