كلوديا كاردينالى في حوار خاص: عشت أمام الكاميرا أكثر من حياة
وأقبل المشاركة في سينما المبتدئين دون شروط
وهران ـ «سينماتوغراف»: وردة ربيع
قالت النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي، التي لقبت ذات يوم بـ«فاتنة الشرق»، في حوارها الخاص مع «سينماتوغراف» على هامش فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي، (إن الإنسان يعيش حياة واحدة لكني عشت أكثر من 152 حياة خلال وقوفي أمام الكاميرا لتمثيل الأفلام).
ومسيرة كلوديا كاردينالي، «تونسية المولد، إيطالية الجنسية وفرنسية بالتبني»، بدأت بالصدفة، حيث توجت عام 1957 بجائزة ملكة جمال تونس، ومهدت لها هذه الجائزة الطريق الى التحليق عاليا في الأفق الرحب للسينما العالمية.
وكسبت «كاردينالي» الرهان بجمالها الأخاذ وروحها المرحة وتفاعلها الصادق مع كل الأدوار التي جسدتها.. الأمر الذي مثل حافزا لها على انتقاء أفضل الانتاجات السينمائية فكان ان تقاسمت مع ريناتو سيلفاتوري فيلم «عصابات المافيا» وفيلم «رياح الجنوب» سنة 1959 حيث أدت دور فتاة من صقلية فأتت مقنعة وممتعة في الاداء، ومثلت سنة 1963 نقطة تحول هامة في حياتها السينمائية وهي تقف لاول مرة أمام كاميرا المخرج الايطالي الكبير «فريديريكو فيلليني» لتنطلق منها الى السينما الامريكية في فيلم «ثمانية ونصف»، لتحقق بعد ذلك قفزات سينمائية بارزة مع بولونيني في «أنطونيو الجميل» ومع زورليني في «الفتاة وحقيبة السفر» ومع كوفيشيني في «الفتاة التي من بوبه» ومع سيرجيو ليوني في فيلم «حدث ذات يوم في الغرب» ومع المخرج لويجي زامبا في «عالم العرب» ومع داميانو دامياني في فيلم «يوم البومة».
وفي هوليوود كانت لكلوديا كاردينالي أكثر من محطة متميزة وما حققته هذه الايطالية الفاتنة وسط زخم من الممثلات كصوفيا لورين وجين فوندا وبريجيت باردو.. يعتبر تحديا مفتوحا امام اي ممثلة ايطالية تسعى جاهدة لكسب رهان النجومية العالمية.
وغدت كلوديا كاردينالي برومانسيتها الحالمة وبجمالها الاخاذ فتاة الاحلام المثالية لملايين الشبان في ايطاليا خلال فترة الستينات والسبعينات وحتى حضورها البارز في هوليوود واعتبرت النموذج الأفضل للجمال والأنوثة والإثارة في تاريخ السينما العالمية حتى ان احد النقاد العالميين اعتبرها اهم اختراع ايطالي..
كلوديا كاردينال كانت من بين النجمات اللاتي خطفن الأضواء في وهران السينمائي في دورته الثامنة، وحصدت الإحترام لتواضعها وبساطتها، التقتها «سينماتوغراف» على هامش المهرجان وكان معها هذا الحوار الخاص:
ـ كيف تواجهين التحوّل الذي يطرأ على جمالك مع مرور الوقت؟
أؤمن أن الجمال يزول مع مرور الزمن، ولم أخضع أبداً لعمليات التجميل. علينا أن نتكيّف مع الواقع، ولست مستعدة لإضاعة لحظة من حياتي.
ـ ما هو السر الذي مكنك من الإستمرار في الرؤية نحو الأمام وعدم التشبت بالماضي بعكس بعض النجوم الذين رفضوا تقبل مرور السنين و تمسكوا بمكانتهم في زمن مضى، وهو الأمر الذي حطمهم وأدى في بعض الأحيان إلى استعجال نهايتهم؟.
عادة نعيش حياة واحدة، وأنا عشت 152 حياة وهذا أمر رائع أن تكون قادرا على التحول، ولكي تقوم بمهنة كهذه يجب ان تكون قويا داخليا وإلا تتعرض لخطر فقدان شخصيتك. ريتا هيوورث، أبكتني يوما. عندما رأتني أتت إلى العربة التي كنت أستعد داخلها لتصوير مشهد، إنهارت بكاءا وقالت لي : «أنا ايضا كنت جميلة من قبل» وأنا إلي اليوم ما زلت اعمل، وأرفض شد الوجه وعمليات التجميل، ولا أحب كل هذه الأشياء، لأنه لا يمكن إيقاف الزمن.
ـ لو نستطيع الرجوع بالزمن، هل ستغيرين شيئا في مسيرتك؟
أبدا، رصيدي 152 فيلما ولكن مازلت بإرادة كبيرة أصور أفلام حتى الآن وأوافق على كل العروض التي تقدم لي وأؤمن كثيرا بالقضاء والقدر.
ـ هل تشاهدين بشكل عام أفلام عربية أو مغاربية؟
لا تتاح لي الفرصة كثيرا، أتمنى أن تكون هناك الكثير من الأعمال المشتركة حتى نشاهدها في فرنسا لأننا للأسف لا نشاهد هناك إلا الأفلام الأمريكية وهذا يزعجني لأني شخصيا مهتمة بسينما حوض البحر الأبيض المتوسط، والسينما المغاربية على وجه الخصوص، خاصة وأني أعرف الكثير من الممثلين ذوي الأصول المغاربية والإفريقية في السينما الفرنسية.
ـ مرت 40 عاما منذ حصول الجزائري والعربي والافريقي الوحيد «لخضر حمينة» على السعفة الذهبية لمهرجان كان، هل تظنين أن هناك من السينمائيين الشباب من سيتوج بهذه الجائزة مستقبلا؟
أكيد، وأنا أثق في هؤلاء الشباب خاصة وأنهم يتمتعون بحس فني كبير ولهم أفكار أبداعية مميزة تجعل من كل واحد فيهم مشروعا ناجحا.
ـ وكيف تثقين فيهم؟
لقد لامست عن قرب تجاربهم السينمائية، وأنا حاليا أعمل كثيرا مع مخرجين شباب في تجاربهم الأولى. صورت العديد من الأفلام في النمسا وإسبانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وأنا أحب مساعدة الشباب ولا أرفض الظهور في أفلامهم الأولى، ولا أضع شروطا معينة لقبول عمل ما، فالأهم بالنسبة لي هو السيناريو وقدرات المخرج الفنية والإبداعية وتعامله مع الفنان.
ـ هل كنت مرنة خلال تعاملك مع المخرجين الكبار سابقا؟
كلا، الأمر لا يتعلق بطبيعة التعامل، لأن الأهم بالنسبة للممثل قدرته على تقمّص الشخصية أمام الكاميرا، ومن ثمّ التحوّل إلى الإنسان الآخر، وأن تكون ما يطلبه المخرج منك أن تكون، ولقد لعبت أدواراً بدأت من سن الـ 35 عاماً، وإنتهت في الـ 85، ودور المخرج مهم جداً بالنسبة لي، وهو قائد البلاتوه. وأترك للمخرج أن يقرر، لا أنا.
ـ اليوم هناك الكثير من السينمائيين الشباب سواء خلال العمل أو اثناء مقابلتهم في المهرجانات السينمائية، بماذا تنصحينهم؟
لما كنت صغيرة كنت دائما أقول إن أردت فأنت تستطيع، ويجب أن يكونوا بطاقة إيجابية كبيرة وأن يحاربوا إلى آخر رمق لأجل أهدافهم.
ـ وماذا أكسبتك تجربتك السينمائية؟
الكثير(تبتسم).. لقد كنت محظوظة بلقاء سينمائيين لهم ثقلهم في الساحة السينمائية ووجودي لم يكن عبثا، ولقد رسخت صورتي وهذا ما أكسبني خبرة سينمائية كبيرة اليوم. فالسينما كانت مغامرة بالنسبة لي ولم أتوقع يوما أن أبلغ ما حصلت إليه.
ـ عندما تتحدثين عن ما تركه لك فيليني وفيسكونتي، اللذان كان لهما الفضل في إنطلاق مسيرتك العالمية بأفلام مثل «ثمانية ونصف» و«إيل غاتوباردو»، تقولين: فيليني أعطاني جناحين وفيسكونتي صالحني مع نفسي. ماذا تقصدين بذلك ؟
كانا مختلفين تماما. مع فيسكونتي، قبل بداية التصوير كنا نقوم بجميع البروفات حول الطاولة مع جميع الممثلين، وكان يجب ان يكون كل شيء متقن، ومع فيليني، على العكس لم يكن هناك سيناريو. كل شيء مبني على الإرتجال، وكان لي الحظ في أن أقضي أوقاتا طويلة مع فيسكونتي، كنا دائما مع بعضنا، سواء في بيته أو في رحلات، وكنا نذهب دائما سويا لمهرجان سان ريمو. أما فيليني فقد كان يعشقني، يركع أمامي، كان يغضب حين لا أتغدى جيدا. كان يقول لي : «أنت جذورك إفريقية من الأرض لهذا السبب أنت ملهمتي».
ـ وماهي آخر أعمالك السينمائية؟
فيلم «إيفي رمادي ـ Effie Gray» من اخراج ريتشارد لاكستون، عن سيناريو لايما طومسون، ولقد صورناه في فينيسيا، وهو عمل درامي وكان تصويره متعبا جدا الأزياء كانت ثقيلة إذ لا يمكننا الأكل والجلوس براحة.. (تضحك).
ـ من الواضح أنك تحبين السفر على ما يبدو؟
أحب السفر كثيرا لأن ذلك يتيح لي فرصة التعرف ولقاء الناس عن قرب دون تزييف أو تصنع اليوم مثلا ذهبت للمدينة العتيقة بوهران «القصبة» وتكلمت مع الناس في الشارع ومع البائعين وتجولت بكل أريحية، كما إقتنيت الحلي وأشياء أخرى، لأنني أحب كل ما هو إفريقي وتقليدي أصيل.
ـ كيف وجدت مهرجان وهران للفيلم العربي من الناحية الفنية؟
للأسف لم تتح لي فرصة مشاهدة الكثير من الأفلام بسبب مغادرتي في وقت قصير إلا أنه مهرجان جميل، والأهم هو إتاحة فرصة مشاهدة الكثير من الأفلام للجمهور العريض، كما اني سعدت بلقاء وجوه سينمائية كبيرة على غرار المخرج الجزائري الكبير «لخضر حمينة» والنجمة المصرية «ليلى علوي».
ـ وبماذا تعلقين على ما يحدث في الوطن العربي وأنت المهمومة دائما بالقضايا الإنسانية؟
أشعر بحزن عميق مع كل ما يحصل في بلادنا العربية لقد زرت سوريا سابقا وأحببتها كثيرا واليوم أتألم كثيرا عندما أشاهد الصور التي تبثها الفضائيات وهو شيء مؤسف، وما حصل مع تونس جعلني أقلق عليها، وكنت في تونس مؤخرا لقد جئت من هناك وأنا مصدومة لما آلت إليه الأوضاع رغم أنها في مرحلة إنتقالية.
وأقبل المشاركة في سينما المبتدئين دون شروط
وهران ـ «سينماتوغراف»: وردة ربيع
قالت النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي، التي لقبت ذات يوم بـ«فاتنة الشرق»، في حوارها الخاص مع «سينماتوغراف» على هامش فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي، (إن الإنسان يعيش حياة واحدة لكني عشت أكثر من 152 حياة خلال وقوفي أمام الكاميرا لتمثيل الأفلام).
ومسيرة كلوديا كاردينالي، «تونسية المولد، إيطالية الجنسية وفرنسية بالتبني»، بدأت بالصدفة، حيث توجت عام 1957 بجائزة ملكة جمال تونس، ومهدت لها هذه الجائزة الطريق الى التحليق عاليا في الأفق الرحب للسينما العالمية.
وكسبت «كاردينالي» الرهان بجمالها الأخاذ وروحها المرحة وتفاعلها الصادق مع كل الأدوار التي جسدتها.. الأمر الذي مثل حافزا لها على انتقاء أفضل الانتاجات السينمائية فكان ان تقاسمت مع ريناتو سيلفاتوري فيلم «عصابات المافيا» وفيلم «رياح الجنوب» سنة 1959 حيث أدت دور فتاة من صقلية فأتت مقنعة وممتعة في الاداء، ومثلت سنة 1963 نقطة تحول هامة في حياتها السينمائية وهي تقف لاول مرة أمام كاميرا المخرج الايطالي الكبير «فريديريكو فيلليني» لتنطلق منها الى السينما الامريكية في فيلم «ثمانية ونصف»، لتحقق بعد ذلك قفزات سينمائية بارزة مع بولونيني في «أنطونيو الجميل» ومع زورليني في «الفتاة وحقيبة السفر» ومع كوفيشيني في «الفتاة التي من بوبه» ومع سيرجيو ليوني في فيلم «حدث ذات يوم في الغرب» ومع المخرج لويجي زامبا في «عالم العرب» ومع داميانو دامياني في فيلم «يوم البومة».
وفي هوليوود كانت لكلوديا كاردينالي أكثر من محطة متميزة وما حققته هذه الايطالية الفاتنة وسط زخم من الممثلات كصوفيا لورين وجين فوندا وبريجيت باردو.. يعتبر تحديا مفتوحا امام اي ممثلة ايطالية تسعى جاهدة لكسب رهان النجومية العالمية.
وغدت كلوديا كاردينالي برومانسيتها الحالمة وبجمالها الاخاذ فتاة الاحلام المثالية لملايين الشبان في ايطاليا خلال فترة الستينات والسبعينات وحتى حضورها البارز في هوليوود واعتبرت النموذج الأفضل للجمال والأنوثة والإثارة في تاريخ السينما العالمية حتى ان احد النقاد العالميين اعتبرها اهم اختراع ايطالي..
كلوديا كاردينال كانت من بين النجمات اللاتي خطفن الأضواء في وهران السينمائي في دورته الثامنة، وحصدت الإحترام لتواضعها وبساطتها، التقتها «سينماتوغراف» على هامش المهرجان وكان معها هذا الحوار الخاص:
ـ كيف تواجهين التحوّل الذي يطرأ على جمالك مع مرور الوقت؟
أؤمن أن الجمال يزول مع مرور الزمن، ولم أخضع أبداً لعمليات التجميل. علينا أن نتكيّف مع الواقع، ولست مستعدة لإضاعة لحظة من حياتي.
ـ ما هو السر الذي مكنك من الإستمرار في الرؤية نحو الأمام وعدم التشبت بالماضي بعكس بعض النجوم الذين رفضوا تقبل مرور السنين و تمسكوا بمكانتهم في زمن مضى، وهو الأمر الذي حطمهم وأدى في بعض الأحيان إلى استعجال نهايتهم؟.
عادة نعيش حياة واحدة، وأنا عشت 152 حياة وهذا أمر رائع أن تكون قادرا على التحول، ولكي تقوم بمهنة كهذه يجب ان تكون قويا داخليا وإلا تتعرض لخطر فقدان شخصيتك. ريتا هيوورث، أبكتني يوما. عندما رأتني أتت إلى العربة التي كنت أستعد داخلها لتصوير مشهد، إنهارت بكاءا وقالت لي : «أنا ايضا كنت جميلة من قبل» وأنا إلي اليوم ما زلت اعمل، وأرفض شد الوجه وعمليات التجميل، ولا أحب كل هذه الأشياء، لأنه لا يمكن إيقاف الزمن.
ـ لو نستطيع الرجوع بالزمن، هل ستغيرين شيئا في مسيرتك؟
أبدا، رصيدي 152 فيلما ولكن مازلت بإرادة كبيرة أصور أفلام حتى الآن وأوافق على كل العروض التي تقدم لي وأؤمن كثيرا بالقضاء والقدر.
ـ هل تشاهدين بشكل عام أفلام عربية أو مغاربية؟
لا تتاح لي الفرصة كثيرا، أتمنى أن تكون هناك الكثير من الأعمال المشتركة حتى نشاهدها في فرنسا لأننا للأسف لا نشاهد هناك إلا الأفلام الأمريكية وهذا يزعجني لأني شخصيا مهتمة بسينما حوض البحر الأبيض المتوسط، والسينما المغاربية على وجه الخصوص، خاصة وأني أعرف الكثير من الممثلين ذوي الأصول المغاربية والإفريقية في السينما الفرنسية.
ـ مرت 40 عاما منذ حصول الجزائري والعربي والافريقي الوحيد «لخضر حمينة» على السعفة الذهبية لمهرجان كان، هل تظنين أن هناك من السينمائيين الشباب من سيتوج بهذه الجائزة مستقبلا؟
أكيد، وأنا أثق في هؤلاء الشباب خاصة وأنهم يتمتعون بحس فني كبير ولهم أفكار أبداعية مميزة تجعل من كل واحد فيهم مشروعا ناجحا.
ـ وكيف تثقين فيهم؟
لقد لامست عن قرب تجاربهم السينمائية، وأنا حاليا أعمل كثيرا مع مخرجين شباب في تجاربهم الأولى. صورت العديد من الأفلام في النمسا وإسبانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وأنا أحب مساعدة الشباب ولا أرفض الظهور في أفلامهم الأولى، ولا أضع شروطا معينة لقبول عمل ما، فالأهم بالنسبة لي هو السيناريو وقدرات المخرج الفنية والإبداعية وتعامله مع الفنان.
ـ هل كنت مرنة خلال تعاملك مع المخرجين الكبار سابقا؟
كلا، الأمر لا يتعلق بطبيعة التعامل، لأن الأهم بالنسبة للممثل قدرته على تقمّص الشخصية أمام الكاميرا، ومن ثمّ التحوّل إلى الإنسان الآخر، وأن تكون ما يطلبه المخرج منك أن تكون، ولقد لعبت أدواراً بدأت من سن الـ 35 عاماً، وإنتهت في الـ 85، ودور المخرج مهم جداً بالنسبة لي، وهو قائد البلاتوه. وأترك للمخرج أن يقرر، لا أنا.
ـ اليوم هناك الكثير من السينمائيين الشباب سواء خلال العمل أو اثناء مقابلتهم في المهرجانات السينمائية، بماذا تنصحينهم؟
لما كنت صغيرة كنت دائما أقول إن أردت فأنت تستطيع، ويجب أن يكونوا بطاقة إيجابية كبيرة وأن يحاربوا إلى آخر رمق لأجل أهدافهم.
ـ وماذا أكسبتك تجربتك السينمائية؟
الكثير(تبتسم).. لقد كنت محظوظة بلقاء سينمائيين لهم ثقلهم في الساحة السينمائية ووجودي لم يكن عبثا، ولقد رسخت صورتي وهذا ما أكسبني خبرة سينمائية كبيرة اليوم. فالسينما كانت مغامرة بالنسبة لي ولم أتوقع يوما أن أبلغ ما حصلت إليه.
ـ عندما تتحدثين عن ما تركه لك فيليني وفيسكونتي، اللذان كان لهما الفضل في إنطلاق مسيرتك العالمية بأفلام مثل «ثمانية ونصف» و«إيل غاتوباردو»، تقولين: فيليني أعطاني جناحين وفيسكونتي صالحني مع نفسي. ماذا تقصدين بذلك ؟
كانا مختلفين تماما. مع فيسكونتي، قبل بداية التصوير كنا نقوم بجميع البروفات حول الطاولة مع جميع الممثلين، وكان يجب ان يكون كل شيء متقن، ومع فيليني، على العكس لم يكن هناك سيناريو. كل شيء مبني على الإرتجال، وكان لي الحظ في أن أقضي أوقاتا طويلة مع فيسكونتي، كنا دائما مع بعضنا، سواء في بيته أو في رحلات، وكنا نذهب دائما سويا لمهرجان سان ريمو. أما فيليني فقد كان يعشقني، يركع أمامي، كان يغضب حين لا أتغدى جيدا. كان يقول لي : «أنت جذورك إفريقية من الأرض لهذا السبب أنت ملهمتي».
ـ وماهي آخر أعمالك السينمائية؟
فيلم «إيفي رمادي ـ Effie Gray» من اخراج ريتشارد لاكستون، عن سيناريو لايما طومسون، ولقد صورناه في فينيسيا، وهو عمل درامي وكان تصويره متعبا جدا الأزياء كانت ثقيلة إذ لا يمكننا الأكل والجلوس براحة.. (تضحك).
ـ من الواضح أنك تحبين السفر على ما يبدو؟
أحب السفر كثيرا لأن ذلك يتيح لي فرصة التعرف ولقاء الناس عن قرب دون تزييف أو تصنع اليوم مثلا ذهبت للمدينة العتيقة بوهران «القصبة» وتكلمت مع الناس في الشارع ومع البائعين وتجولت بكل أريحية، كما إقتنيت الحلي وأشياء أخرى، لأنني أحب كل ما هو إفريقي وتقليدي أصيل.
ـ كيف وجدت مهرجان وهران للفيلم العربي من الناحية الفنية؟
للأسف لم تتح لي فرصة مشاهدة الكثير من الأفلام بسبب مغادرتي في وقت قصير إلا أنه مهرجان جميل، والأهم هو إتاحة فرصة مشاهدة الكثير من الأفلام للجمهور العريض، كما اني سعدت بلقاء وجوه سينمائية كبيرة على غرار المخرج الجزائري الكبير «لخضر حمينة» والنجمة المصرية «ليلى علوي».
ـ وبماذا تعلقين على ما يحدث في الوطن العربي وأنت المهمومة دائما بالقضايا الإنسانية؟
أشعر بحزن عميق مع كل ما يحصل في بلادنا العربية لقد زرت سوريا سابقا وأحببتها كثيرا واليوم أتألم كثيرا عندما أشاهد الصور التي تبثها الفضائيات وهو شيء مؤسف، وما حصل مع تونس جعلني أقلق عليها، وكنت في تونس مؤخرا لقد جئت من هناك وأنا مصدومة لما آلت إليه الأوضاع رغم أنها في مرحلة إنتقالية.