Fareed Zaffour
11 يونيو 2022
مصطفى رعدون
10 يونيو 2022 ·
وصية،،
من بلاد الحرمين ،،
منذ سبع وأربعين سنة خلت،،
وقد كنت مدرسا جديدا ،،
وكان لنا زميل مدرس للعلوم من مدينة حماة واسمه : ( محمد ياسر الراس )
وكان لطيفا أخلاقيا دمسا ، محبا ، معطاءا في دروسه ، ودودا ،،
وكانت مدرستنامقابل الخان الأثري العثماني من جهة الغرب ،
الذي حول إلى متحف لآثار أفامية وما حولها في ثمانينات القرن الماضي ،
وكان الأستاذ ياسر ( إختصارا ) مجرد أن يدخل المدرسة يرتدي مريوله الأبيض
الذي كان يعلقه خلف باب الإدارة ،
وهو يلبس نظارة طبية لامعة تزيد في جمال وجهه جمالا ،،
في ذلك العام كتب له أن يرافق أحد ذويه للحج كمحرم
وعمل جميع الإجراءات اللازمة ،
وجاء اليوم الأخير له بالدوام حيث سينقطع بعدها في إجازة للحج تبلغ أسابيع ،
وعندما ودع زملاءه ، أقبل علي معانقا مودعا وكانت بيني وبينه ألفة ومودة ،
وقال لي : وصناإن كنت ترغب بشئ خاص من بلاد الحرمين،،،
لمعت بذهني فكرة سريعة ،
وقد كنت رأيت شنتة سمسونايت أصلية سابقا وأعجبتني
وتمنيت لو عندي أختها أضع بهامجموعة أوراقي وأقلامي الخاصة ،
مع أحد الزملاء
قلت في نفسي هل يستجيب لي ويتجشم عناء نقلها من تلك البلاد
كنت مترددا للحظات ،،
ثم قلت له وهل تلبي طلبي إن كان فيه بعض العناء والمشقة ،،
إبتسم أكثر ،
وألح أن أقول له ماذا أريد ،
فقلت أريد أن تجلب لي معك شنتة يد سمسونايت أصلية مهما كان سعرها ،
و( ضربت هالطينة بالحيط ، )
فقال : على راسي ، وهو يبتسم ،،،
ومرت الأيام ،،
وجاء الأستاذ ياسر من الحج ،
وإلتحق بالمدرسة ،
ولما إلتقينا سلم علي سلام المحب الصديق ،
وبقي ماسكا يدي وهو يتجه نحو الإدارة ،
وفتح كيسا أسودا على الطاولة ، وأخرج منه هذه الحقيبة المرفقة ،
وقدمها لي بكل ترحاب وطيب نفس ،،
ولم يرد أن يأخذ ثمنها ،
فحلفت عليه ،
وأخرجت نقودا كانت بجيبي ومددت يدي تجاهه،
فما كان منه إلا أن أخذ مئتي ليرة سورية لا غير ،
وحلف أنه سعرها الحقيقي ،
فكنت ممتنا للطفه ، وكرمه معي ،
ولمت هذه الحقيبة لي أغراضي الصغيرة ،
وأقلامي وأدواتي الخاصة ،
وبقيت رفيقة دربي حتى اليوم ،
وخير مكان أحتفظ به بأوراقي وشهاداتي الخاصة ،
وذهبت الأيام،،
وإنقطعت أخبار مدرس العلوم محمد ياسر الراس ،،
ولا أعرف عنه شيئا حتى اليوم ،
كل ذلك مر بخيالي اليوم
وأنا أسحب هذه الحقيبة
لأخرج منها شيئا،،،
فتحية محبة وتقدير وشكر وعرفان بالجميل ،
لصديقي مدرس العلوم محمد ياسر الراس ،
وأتمنى أن أعرف عن حاله وأحواله الآن
بعد تلك العقود التي مرت كحلم ،،
وأعرف تفاصيلها
كأنها منذ أيام قلائل ،،
مصطفى رعدون
=AZVxKNqWb_aAynRR30F3AShiyBuMLOTvyH4Bpn-fY7xhtYfH_a3F0FAKLKAwaimwYMMDqS66jOgeSyr49kDRfd0rb 2l-wSWenjl6-9bMzyKHinzs_2lgudqyRiSh_ZA4vlD11k8TgyhRlJ_5c76BjLw r19h2hSJOJOeJVIp39mZbQHmaG7qeRb7WE9aFOFdGljE&__tn_ _=%3C%2CP-y-R]
=AZVxKNqWb_aAynRR30F3AShiyBuMLOTvyH4Bpn-fY7xhtYfH_a3F0FAKLKAwaimwYMMDqS66jOgeSyr49kDRfd0rb 2l-wSWenjl6-9bMzyKHinzs_2lgudqyRiSh_ZA4vlD11k8TgyhRlJ_5c76BjLw r19h2hSJOJOeJVIp39mZbQHmaG7qeRb7WE9aFOFdGljE&__tn_ _=%3C%2CP-y-R]***********************
كل التفاعلات:
مصطفى رعدون، ومصطفى المحمود